فرنسا تطرد الأوكرانيين النازحين من الحرب
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
أمرت الحكومة الفرنسية الأوكرانيين النازحين داخلها بالتخلي عن السكن المدعوم الذي تقدمه باريس لهم منذ بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا عام 2022، ويتلقى الأوكرانيون الذين فروا من الحرب، في منطقة "جراند إيست"، رسائل تطالبهم بمغادرة منازلهم، بحجة أنهم لم يندمجوا بشكل كافٍ.
وأثارت هذه الخطوة غضباً في الأوساط الأوكرانية، بحسب تقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية.
ومنذ نهاية سبتمبر الماضي، تم إصدار أوامر لعشرات النازحين في منطقة جراند إيست في شرق فرنسا بإعادة المساكن التي وفرتها لهم منظمات إيواء، وعادة يكون الموعد النهائي للمغادرة هو 31 أكتوبر الجاري، عشية وقف الترحيل الشتوي.
وتقر الجمعيات الأوكرانية بأن "الانتقال إلى مساكن أخرى تم ترتيبه بسلاسة مسبقاً ودون توترات كبيرة" في مناطق أخرى، لكنها تشير إلى أن "الدعم من خلال الاندماج لم يكن كافياً" في الشرق.
وتزعم جمعيات الإسكان المحلية التي تقف وراء رسائل الإخلاء أنها تتصرف بناءً على طلب من الحكومة الفرنسية. وتتضمن بعض الرسائل تفاصيل الأسباب وراء هذا القرار: "لم يتم اتخاذ جميع الخطوات اللازمة نحو الاندماج المهني والاستقلالية بالشكل الكافي لإدماجكم في برنامج اندماج شامل في المنطقة"، حسب ما ورد في رسالة موقعة من جمعية الاستقبال وإعادة الاندماج الاجتماعي في ميرت وموزيل، شرق فرنسا.
ودعت الرسالة الأشخاص المعنيين إلى إيجاد حل خاص بهم للسكن، مضيفةً: "وفي حال عدم تمكنهم من ذلك، قد يُقترح الانتقال إلى مأوى طارئ، وفقًا لتوفر الأماكن."
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
المبادرة الغائبة التي ينتظرها الفلسطينيون
#المبادرة_الغائبة التي ينتظرها #الفلسطينيون _ #ماهر_أبوطير
بين يدي أرقام متضاربة حول عدد الأطفال الأيتام في قطاع غزة، بعض الأرقام القديمة حول عدد الأيتام قبل الحرب تتحدث عن أربعين ألف طفل يتيم، وبعض الأرقام الجديدة بعد الحرب تتحدث فقط عن ثمانية وثلاثين ألف طفل يتيم، وهناك تقديرات متفاوتة ومتغيرة ومتناقضة، لكنها كلها من حزمة عشرات الآلاف.
فلسطين وسورية ودول عربية أصبحت من أوائل شعوب العالم من حيث عدد الأيتام، بما يعنيه اليتيم هنا من حاجة وفقر وحرمان وحاجة للدعم والرعاية النفسية، والتعليم، وكأن قدر هذا المشرق، أن يكون الأغنى من حيث الثروات وسط العالم العربي، لكنه أيضا الأغزر في ظاهرة الأيتام، وما ينتج عنها من كلف قاسية.
هناك مؤسسات للأيتام في قطاع غزة، ودور متخصصة لرعايتهم، تم تدميرها خلال الحرب، وعموم الغزيين لا يقبلون بنقل الطفل اليتيم من عائلته إلى عائلة ثانية، أو إلى دور أيتام، حيث أن التكافل الاجتماعي مرتفع جدا، وهذا يعني أن أي طفل يتيم لديه أهل متبقين من هذه الحرب الدموية سينتقلون إلى رعايتها، مع ادراكنا أن كل الوضع الاقتصادي والاجتماعي سيئ، حيث تشير الأرقام أيضا إلى وجود أربعة عشر ألف أرملة، وأرقام مرعبة أيضا حول مبتوري الأطراف، إضافة إلى أرقام الشهداء الذين لا يعرف عنهم أحد أي معلومة لوجودهم تحت الانقاض، أو بسبب الاختطاف وعدم إقرار إسرائيل بمصيرهم، أو انهم قضوا خلال التعذيب.
مقالات ذات صلة بين “بلفور” و “ترامب” 2025/01/26ارتفاع أعداد الأيتام من نتائج الحرب، وهم بحاجة اليوم إلى مبادرة عربية كبرى، أو فلسطينية، أو عربية فلسطينية، من أجل مساعدتهم، وإدخال الأفراد على خط دعمهم من حيث كفالة الأيتام ماليا، ومساندة هؤلاء، وهكذا مبادرة قد تطلقها أي دولة أمر مهم جدا، حتى لا تبقى قصة الأيتام أيضا تحت صراع التنافس بين جهات عديدة، تجمع المال، ولحاجتنا إلى معلومات محددة”داتا” حول كل طفل، ووضعه، وعنوانه، واحتياجاته، وهذا بحاجة الى جهة متخصصة، لديها القدرة على جمع البيانات في القطاع، وتصنيفها بشكل عاجل، لتحديد الأولويات، إضافة إلى جهة موثوقة تتولى إدارة كل العملية على الصعيد المالي، والحاجة أيضا إلى مساهمة الأفراد الفلسطينيين والعرب في هكذا مشروع ضخم جدا، لتكفيل الأطفال الأيتام.
قطاع غزة أمام مهمات صعبة جدا، من حيث كلف إعادة الإعمار، واستعادة الاقتصاد، والحياة الطبيعية، والتخلص أيضا من الظواهر التي نشأت على خلفية الحرب، مثل لصوص المساعدات، أو حتى الصرافين والتجار الذين يأخذون ثلث قيمة أي حوالة مالية محولة من خارج غزة إلى داخل غزة، وكأن أهل غزة ينقصهم هذا الاجرام والاتجار بدمهم، في الوقت الذي لا بد فيه لجهات موثوقة تولي كل العمليات وتحديدا ما يتعلق بالملف الذي أشرت اليه، أي ملف الأيتام، بما يعنيه من أهمية أيضا تفرض على رأس المال الفلسطيني في كل مكان، القيام بدور مضاعف، خصوصا، ونحن نعرف أن بين الفلسطينيين أغنياء كثر في كل دول العالم، وبينهم أيضا طبقة وسطى متعلمة وتجارية ذات دخل مرتفع، وإذا كنا هنا لا نتهم أحدا في وطنيته أو اهتمامه باحتياجات أطفال غزة، فإن ملف الأيتام تحديدا، بحاجة إلى وقفة مختلفة، تساهم فيها دول أيضا، حتى تكون العملية ممتدة وواسعة، ويشارك بها آلاف القادرين من الفلسطينيين ومن العرب والمسلمين، في ظل حاجة القطاع إلى الدواء والغذاء ومستلزمات كثيرة ومتنوعة، بعد الذي تعرض له القطاع من مجازر.
عشرات آلاف الأطفال الشهداء في هذه الحرب وحروب ثانية، وعشرات آلاف الأطفال الأيتام من نتاج هذه الحرب وحروب ثانية، والفاعل المجرم واحد، لكننا أيضا علينا واجب كبير، في التخفيف عنهم، حيث لا تنفعهم شعاراتنا، ولا دموعنا.
المال الفلسطيني والعربي ساند الغزيين على مستوى الدول وما يقدمه الأفراد أيضا، حتى لا نتورط في إنكار أحد، لكننا نتحدث عن مرحلة ما بعد الحرب ومتطلباتها تحديدا، والمبادرة الغائبة التي ينتظرها الفلسطينيون في غزة، بخصوص الأيتام وكفالاتهم ودور رعايتهم وتأمين احتياجاتهم وتعليمهم، أساسية، خصوصا أن بعض الأيتام أصبحوا بلا أهل أو أقارب بعد إبادة العائلات وهذا أخطر ما في هذا الملف.
الغد