الإفتاء توضح حكم صلاة الجمعة خلف التلفاز
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن صلاة الجمعة خلف البث المباشر في المذياع أو التلفاز أو غيرهما لا يتحقق فيه معنى الاجتماع الحقيقي الذي من أجله شرعت صلاة الجمعة بإجماع العلماء؛ وهو: اجتماعُ جمعٍ في مكانٍ واحدٍ عرفًا، كما أنه مخالف لما اتفق الفقهاء على اشتراطه في الاقتداء بإمام الجمعة؛ من اتصال الصفوف حقيقةً أو حكمًا، واتحاد المكان حقيقةً أو عرفًا، مع إمكان متابعة المأموم لتنقلات الإمام بسماعٍ أو رؤية.
وأضافت دار الإفتاء أن العلماء اشترطوا الحضور المكاني لخطبة الجمعة ولو لم يحصل سماع؛ فدلّ على أن المعتبرَ هو الحضورُ لا مجرد السماع؛ فلا يُكتَفَى بالسماع عن الحضور، وإنما يمكن الاكتفاء بالحضور عن السماع، كما أنهم اشترطوا في الصلاة خارج المسجد: اتصال الصفوف حتى لو كان المأموم يرى الإمام، والذي يصلي في البيت خلف المذياع أو التلفاز أو نحوهما: لا يُعَدُّ حاضرًا لها حضورًا حقيقيًّا أو حكميًّا؛ لا في اللغة، ولا في الشرع، ولا في العرف، بل هو منقطعٌ عن المسجد وعن الإمام والمأمومين، ولا اتصال بينه وبين الصفوف بأيّ وجهٍ من وجوه الاتصال.
مقاصد صلاة الجماعةوتابعت الأصل في صلاة الجماعة: أن يتحقق فيها معنى الاجتماع الحقيقي؛ بأن يكون الإمام والمأموم في مكانٍ واحد مع اتصال الصفوف ومعرفة المأموم بانتقالات الإمام؛ وذلك إظهارًا لشعائر العبادة التي توخَّت فيها الشريعة الترابط والتراص بين المسلمين.
وأشارت دار الإفتاء أن الجمعةُ مشتقةٌ من الاجتماع؛ كما قال العلامة السُّغدي الحنفي في "الفتاوى" (1/ 93، ط. مؤسسة الرسالة)، ولأجل هذا المعنى في أصل اشتقاقها، فقد أجمع العلماء على اشتراط تحقق معنى الجماعة في صحة صلاتها؛ لأن مِن مقاصد الاقتداء: اجتماعَ جمعٍ في مكانٍ واحدٍ عرفًا، على ما جرى عليه عمل المسلمين سلفًا وخلفًا، عبر الأعصار والأمصار، من غير نكير.
قال الإمام الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (1/ 266، ط. المطبعة الجمالية): [الدليل على أن الجماعة شرط: أن هذه الصلاة تسمى جمعة؛ فلا بد من لزوم معنى الجمعة فيه؛ اعتبارًا للمعنى الذي أُخِذَ اللفظ منه من حيث اللغةُ؛ كما في الصرف والسلم والرهن ونحو ذلك؛ ولأن ترك الظهر ثبت بهذه الشريطة على ما مر؛ ولهذا لم يؤد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الجمعة إلا بجماعة، وعليه إجماع العلماء].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الإفتاء صلاة الجمعة الجمعة التلفاز
إقرأ أيضاً:
دار الإفتاء المصرية تطلق مركز الإمام الليث بن سعد لفتاوى التعايش
أعلنت دار الإفتاء المصرية عن إطلاق مركز الإمام الليث بن سعد لفتاوى التعايش، حيث تمَّ عرض فيلم تسجيلي تعريفي بالمركز، تناول رؤيته وأهدافه ومجالات عمله، مسلطًا الضوء على دَوره في تعزيز قيم التعايش والوسطية، وذلك في ختام فعاليات الندوة الدولية الأولى لدار الافتاء المصرية.
ويهدُف المركز إلى إحياء تراث الإمام الليث بن سعد عبر نشر أعماله وتنظيم ندوات تناقش أفكاره ومنهجه، إلى جانب تعزيز الفقه الوسطي المصري وترسيخ مبادئ التعايش والسلام.
كما يركز المركز على مكافحة خطاب الكراهية من خلال برامج تدريبية ودراسات متخصصة، وتشجيع البحث العلمي حول فقه التعايش عبر مسابقات للشباب، بالإضافة إلى تنظيم ندوة سنوية تحمل اسم الإمام الليث لمناقشة قضايا الفكر الإسلامي المعاصر.
ويتضمن برنامج المركز للعام المقبل إطلاق مكتبة رقمية تتيح تراث الإمام الليث للعالم، وتنظيم دورات تدريبية للشباب والمفتين حول مفاهيم التعايش ومكافحة الكراهية. كما سيعمل المركز على إطلاق منصات رقمية تقدم محتوًى علميًّا يعزز منهج الوسطية، بجانب نشر دراسات وأبحاث متخصصة.
ويشرف على المركز مجلس استشاري يترأسه مفتي الديار المصرية، ويضم نخبة من العلماء والخبراء من داخل مصر وخارجها. كما يضم المركز عدة أقسام إدارية تشمل الأبحاث والنشر، الفعاليات والإصدارات، والتدريب والتطوير. ويهدُف إلى بناء شراكات مع الجامعات والمؤسسات العالمية، وتطوير منصات رقمية لنشر الدراسات والدورات التدريبية على نطاق عالمي.
ويُعد مركز الإمام الليث بن سعد خطوة نوعية تهدُف إلى مواجهة خطاب الكراهية وتعزيز القيم الوسطية، ليكون منارة علمية تسهم في نشر قيم التسامح والتعايش في العالم.