ولاية ترامب الثانية تهدد مصير أوروبا
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
لم يستبعد الكاتب سايمون كوبر أن ينتهي السلام الأمريكي الذي دام 80 عاماً في أوروبا الشهر المقبل، فهناك احتمال بنسبة 50% لانتخاب دونالد ترامب رئيساً، واحتمال بنسبة 50% أن يتخلى عن حماية أوروبا، في وقت تُستنزف أوكرانيا من جنودها.
تعاني القوتان العسكريتان الرئيسيتان في أوروبا من أزمات في الموازنة
ولا يحتاج ترامب حتى إلى عناء مغادرة حلف شمال الأطلسي (ناتو).يمكنه ببساطة أن يتركه خاملاً. وهذا يعني أن احتمالات مواجهة أوروبا لأسوأ تهديد عسكري لها منذ سنة 1945 تبلغ 25%.
صحيح أن هذا أمر افتراضي، لكنه افتراض قد يحدث في وقت مبكر كالعام المقبل. فكيف قد تبدو "أوروبا وحدها"؟ تحذيرات
كتب كوبر في صحيفة "فايننشال تايمز" أنه طوال سنوات، نشرت مؤسسات الرأي تقارير تخبر الدول الأوروبية الاستعداد للقتال بمفردها، لكن الأوروبيين لم يفعلوا ذلك.
ويضيف الكاتب أن أعضاء الناتو لا يستطيعون التخطيط بشكل واقعي لمستقبل بدون الولايات المتحدة، لأن حلف شمال الأطلسي لا وجود له بدون الولايات المتحدة.
Trump II: the military threat to Europe https://t.co/P8W9IuKgco
— FT Europe (@ftbrussels) October 24, 2024وتشعر الحكومات الأوروبية وبروكسل بأنها أنفقت أكثر مما تصوره أي شخص سنة 2021 على الدفاع، فقد أرسل الاتحاد الأوروبي بعشرات المليارات إلى أوكرانيا، حتى أن ألمانيا تحاول بناء جيش جاد لأول مرة منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية، لكن هذه جهودها ليست كافية.
والآن تعاني القوتان العسكريتان الرئيسيتان في أوروبا، المملكة المتحدة وفرنسا، من أزمات في الموازنة، ولا يشعر أي منهما بضغوط كبيرة من الناخبين لإنقاذ أوكرانيا، لذا لم تفعلا ذلك، في حين أن التوقعات الاقتصادية لألمانيا مخيفة.
وبحسب الكاتب، يشعر المسؤولون في جميع أنحاء أوروبا بالإرهاق، وهم يكافحون من أجل تجاوز أزمات كل أسبوع. وليس لديهم القدرة للاستعداد للكوارث.
وفي حديث معهم مؤخراً، لاحظ الكاتب الأمل المتكرر في أن يلتزم ترامب بأوروبا في نهاية المطاف.
ويشير غيوم لاغان من معهد العلوم السياسية في باريس إلى أنه "ليس لدى أوروبا العديد من البدائل للتفاؤل"، لكن التفاؤل الأوروبي يتجاهل أن انعزالي، وقد تحدث مراراً عن مغادرة الناتو ويبدو أنه يفضل الصداقة مع فلاديمير بوتين على الدفاع عن أوكرانيا، ومن شأن "صفقة السلام" التي اقترحها ترامب أن تمنح روسيا جزءاً من أوكرانيا.
“The trouble is, NATO members cannot realistically plan for a future without the US, given that there is no NATO without the US.”
Trump II: the military threat to Europe via @FT
https://t.co/SJR3LnLqqH
وإذا فازت كامالا هاريس فقد تدفع أوكرانيا إلى صفقة أفضل بقليل، ولا أحد يتوقع رئيساً أمريكياً آخر بنفس أطلسية جو بايدن، كما تلاحظ أولريك فرانك من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، وهذا يعني أن رهانات بوتين قد تصبح حقيقة.
وتتمتع روسيا وكوريا الشمالية بميزة واحدة، يمكنهما تحمل خسائر بشرية لا يمكن للدول الغربية تصورها، ففي الاستيلاء على بلدة أفدييفكا الأوكرانية الصغيرة، عانت روسيا من خسائر بشرية أكثر من كل الخسائر التي تكبدتها الولايات المتحدة وأوروبا الغربية في السنوات الخمسين الماضية مجتمعة. ماذا بعد هزيمة أوكرانيا؟يقول مدير معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية ستيفن إيفرتس إن بوتين قد يسعى إلى "الكأس المقدسة للسياسة الخارجية الروسية" من خلال اختبار ما إذا كان وعد الناتو بالدفاع المتبادل حقيقياً.
ويمكن لبوتين أن يفعل هذا من خلال مهاجمة عضو في الناتو، على الأرجح دولة من دول البلطيق، مدعياً أنه يحمي المواطنين من أصل روسي هناك، كما فعل في جورجيا وأوكرانيا.
وإذا حدث ذلك بينما يراقب ترامب فقد يرسل الأوروبيون قوات، لكن بوتين قد يصمد أكثر منهم، ويقاتل حتى تتوقف الحكومات الأوروبية، فمثلاً لم يتسامح الجمهور الألماني مع 59 قتيلاً ألمانياً في أفغانستان خلال 20 عاماً، وفي سيناريو الحرب مع روسيا قد يموت أكبر من هذا العدد في غضون ساعة.
وثمة زعماء من أقصى اليمين الأوروبي يريدون السلام مع بوتين، والدول الغربية تعلم أنه في نهاية المطاف هو ليس مشكلتهم، فمثلاً بريطانيا وفرنسا محميتان من روسيا بالمسافة والمظلات النووية.
ولم يقاتل الغربيون من أجل دانزيغ سنة 1939، أو بودابست سنة 1956 أو براغ في 1968، وبالتأكيد لن يخوضوا قتلاً في 2025.
تخلت عن مصيرها لهؤلاءفي أحد السيناريوهات القاتمة، قد يصبح بوتين مشكلة أوروبا الوسطى.
ويقول فرانكه إن كابوس ألمانيا هو هجوم نووي روسي، وقد تطلب برلين ووارسو من فرنسا تقاسم مظلتها النووية.
وفي الوقت الحالي، تبني بولندا جيشاً أكبر من جيش بريطانيا أو فرنسا لحماية نفسها، وليس جيرانها الشرقيين.
وعلى هذا، يكتب إيفرتس من معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية: "أوكلت أوروبا مصيرها إلى حفنة من الناخبين في ويسكونسن وبنسلفانيا".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية
إقرأ أيضاً:
"نيويورك تايمز": تقارب ترامب مع بوتين يعكس أجيالا من السياسة الأمريكية ويُنهي عزلة روسيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن تقارب الرئيس دونالد ترامب الملحوظ نحو نظيره الروسي فلاديمير بوتين كان كفيلًا بعكس أجيالًا من سنوات السياسة الأمريكية تجاه الكرملين وربما يكتب النهاية للعزلة الدولية على موسكو.
وقالت الصحيفة، في سياق تحليل إخباري، إن ترامب أوضح، مع بدء محادثات السلام في المملكة العربية السعودية، أن أيام عزل روسيا قد انتهت وأشار إلى أن أوكرانيا هي المسئولة عن غزوها.
وأضافت الصحيفة أن الغرب لطالما واجه الشرق، لأكثر من عقد من الزمان، وأُطلق على أخر هذه المواجهات بشكل واسع النطاق اسم الحرب الباردة الجديدة، ولكن مع عودة ترامب إلى منصبه، أعطت أمريكا الانطباع بأنها قد تتحول إلى الجانب الآخر.
وحتى مع جلوس المفاوضين الأمريكيين والروس معًا أمس الثلاثاء لأول مرة منذ العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا قبل ما يقرب من ثلاث سنوات، أشار ترامب إلى أنه على استعداد للتخلي عن حلفاء أمريكا من أجل إقامة تحالف مشترك مع بوتين.
وبالنسبة لترامب، فإن روسيا ليست مسئولة عن الحرب التي دمرت جارتها. وبدلًا من ذلك، أشار إلى أن أوكرانيا هي المسئولة عن الغزو الروسي لأراضيها.. وأعتبرت "نيويورك تايمز" أن الاستماع إلى حديث ترامب مع الصحفيين أمس الثلاثاء حول هذا الصراع كان أشبه بالاستماع إلى نسخة من الواقع لا يمكن التعرف عليها على أرض الواقع في أوكرانيا ومن المؤكد أنها لم تصدر عن أي رئيس أمريكي آخر من أي حزب.
وتابعت الصحيفة أن القادة الأوكرانيين في منظور ترامب هم المسئولون عن الحرب لعدم موافقتهم على تسليم الأراضي لروسيا، وبالتالي، اقترح بأنهم لا يستحقون مقعدًا على الطاولة لمحادثات السلام التي بدأها للتو مع بوتين وقال: "كان ينبغي لك ألا تبدأها أبدًا. كان بإمكانك التوصل إلى صفقة"، موجهًا حديثة حول الحرب إلى قادة أوكرانيا.
وفي تصريحات اعلامية أدلى بها في منتجع مار إيه لاجو في فلوريدا، تابع ترامب:" لديك الآن قيادة تسببت في حرب لم يكن ينبغي لها أن تحدث أبدًا". وعلى النقيض من ذلك، لم ينطق ترامب، حسبما أبرزت الصحيفة، بكلمة واحدة توجه اللوم إلى بوتين أو على روسيا، التي هاجمت أوكرانيا أولًا في عام 2014 وخاضت حربًا ضيقة النطاق ضدها طوال السنوات الأربع من ولاية ترامب الأولى ثم غزتها بشكل كامل في 2022.
ومضت نيويورك تايمز تقول في تحليلها إن ترامب في خضم تنفيذ أحد أكثر التحولات المذهلة في السياسة الخارجية الأمريكية منذ أجيال، وهو تحول بمقدار 180 درجة سيجبر الأصدقاء والأعداء على إعادة ضبط أنفسهم بطرق أساسية. فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، رأى موكب طويل من الرؤساء الأمريكيين أولًا الاتحاد السوفييتي ثم، بعد فترة وجيزة من انهياره، خليفته روسيا كقوة يجب الحذر منها، على أقل تقدير، ولكن يبدو أن ترامب ينظر إليها حاليًا باعتبارها متعاونة في مشاريع مشتركة مستقبلية.
وتساءلت الصحيفة: هل كان ترامب ينوي أن يفرض عقوبات على روسيا؟، وقالت: لقد أوضح ترامب أن الولايات المتحدة انتهت من عزل بوتين بسبب عدوانه غير المبرر ضد جار أضعف، وأراد، بدلًا من ذلك، إعادة قبول روسيا في النادي الدولي وجعلها واحدة من أفضل أصدقاء أمريكا.
تعليقًا على ذلك، قالت كوري شاك، مديرة دراسات السياسة الخارجية والدفاعية في معهد أمريكان إنتربرايز وكانت مساعدة الأمن القومي للرئيس الأسبق جورج دبليو بوش:" إنه انقلاب مخزٍ لثمانين عامًا من السياسة الخارجية الأمريكية".
وأضافت، في مقابلة أجرتها مع الصحيفة:"خلال الحرب الباردة، رفضت الولايات المتحدة إضفاء الشرعية على الغزو السوفييتي لدول البلطيق وأعطت الشجاعة للناس الذين يقاتلون من أجل حريتهم. الآن نحن نضفي الشرعية على العدوان لإنشاء منااطق نفوذ. كل رئيس أمريكي في السنوات الثمانين الماضية كان ليعارض بيان الرئيس ترامب".
أما في دائرة ترامب، فإن هذا التحول يعد تصحيحًا ضروريًا لسنوات من السياسة المضللة، ولكن هل هذا هو ما قد يحدث؟!.. وقالت الصحيفة- فيما يبدو إجابة على السؤال: إن ترامب وحلفاؤه يرون أن تكلفة الدفاع عن أوروبا مرتفعة للغاية بل وجاءت على حساب احتياجات أخرى. ومن هذا المنظور، فإن التوصل إلى نوع من التسوية مع موسكو من شأنه أن يسمح للولايات المتحدة بإعادة المزيد من القوات إلى الوطن أو تحويل موارد الأمن القومي نحو الصين، التي يعتبرونها "التهديد الأكبر"، كما قال وزير الخارجية ماركو روبيو الشهر الماضي.
وأوضحت أن ترامب لطالما نظر إلى بوتين باعتباره مواطنًا يحب بلده ولاعبًا قويًا و"ذكيًا للغاية" وأن جهده في ترهيب أوكرانيا وإجبارها على تقديم تنازلات إقليمية لم يكن أقل من "عبقرية تنبعث من رئيس ذكي". وفي نظره، فإن بوتين شخص يستحق الإعجاب والاحترام.