قطعة نادرة من الطبيعة.. لماذا يخلو نهر كانو كريستال من المخلوقات البحرية؟
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
تضم سلسلة جبال ماكارينا في الجزء الشمالي من كولومبيا واحدا من أغرب الأنهار حول العالم، نهر كانو كريستال أو نهر قوس قزح، الذي تتلون مياهه بـ5 ألوان في أشهر معينة في العام هي الأزرق، الأخضر، الاصفر، الأسود، الأحمر، ما يجعله محل اهتمام المصورين وعُشاق المناظر الطبيعية الخلابة.
يقع نهر كانو كريستال، الذي أطلق عليه العلماء «النهر الهارب من الجنة»، في منطقة بعيدة بجبال ماكارينا يصعب الوصول إليها برًا، ويبلغ طوله نحو 100 كيلومتر، وعرضه نحو 20 مترا، حسب موقع «travel andleisure» المتخصص في شؤون السياحة والرحلات، وهو نهر لا تعيش فيه الأسماك أو أي مخلوقات بحرية حية عدا النباتات والطحالب.
ويُعزى خلو نهر كانو كريستال من الأسماك والكائنات البحرية، إلى طبيعة المناخ غير الملائمة، إذ يؤثر تغير المناخ على درجة حرارة المياه ونوعية الموائل الطبيعية للأسماك.
يظهر نهر كانو كريستال في أغلب أيام السنة بشكل طبيعي كأي نهر في العالم، إلا أن ألوان مياهه الفريدة تنتج خلال شهري سبتمبر ونوفمبر نتيجة عدة عوامل أهمها نمو نبات ماكارينيا كلافيجيرا الذي يتميز باللون الأحمر وتجتمع معه ألوان الصخور السوداء والمياه الزرقاء والطحالب الخضراء والرمال ذات اللون الأصفر حتى تتشكل لوحة فنية تجذب أنظارالسياح والزائرين.
تسمح الجهات المعنية بالحفاظ على الطبيعة والموارد المائية في كولومبيا بممارسة بعض الأنشطة السياحية في النهر بما لا يسبب أضرار للطحالب والنباتات، إذ يمكن لمحبي استكشاف الطبيعية القيام برحلة بحرية في نهر قوس قزح باستخدام القوارب، كما يُسمح بالسباحة في مياه النهر بشرط تجنب وضع أي نوع من الكريمات الواقية من الشمس التي قد تضر بحياة النباتات والطحالب المائية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أنهار نهر الطحالب قوس قزح ألوان الطيف
إقرأ أيضاً:
الآبار اليدوية القديمة في الحدود الشمالية.. شواهد على عبقرية الإنسان وصموده في مواجهة الطبيعة
المناطق_
تعد الآبار اليدوية القديمة شواهد شامخةً في قلب البيئات الصحراوية بمنطقة الحدود الشمالية، على عبقرية الإنسان قديمًا وصموده أمام قسوة الطبيعة، إذ مثّلت هذه الآبار منذ القدم مصدرًا مهمًا أسهم في استمرارية الاستيطان بالقرى التاريخية.
وبرع الأجداد في حفر هذه الآبار بدقة وجهد يدوي شاق، لاستخراج المياه الجوفية العذبة من أعماق الأرض، وإحاطة جدرانها بالحجارة حمايةً لها من الانهيارات، مبتكرين وسائل بدائية كالدلاء لرفع المياه، ونقلها عبر “الراوية” الموضوعة على ظهور الدواب إلى المنازل.
أخبار قد تهمك مكافحة المخدرات تقبض على شخصين بمنطقة الحدود الشمالية لترويجهما مادة الإمفيتامين المخدر 25 أبريل 2025 - 5:51 مساءً جامعة الحدود الشمالية تعلن فتح باب القبول في 32 برنامجًا للماجستير 25 أبريل 2025 - 5:43 مساءًوتحكي الآبار اليدوية المنتشرة في المنطقة قصة الإنسان مع الأرض، وتوثّق قدرته على التكيّف مع بيئته، وتجاوز تحدياتها الطبيعية.
وأوضح الباحث والمهتم بالتاريخ والآثار عبدالرحمن التويجري, أن منطقة الحدود الشمالية تحتضن أكثر من ألفي بئر قديمة حُفرت منذ آلاف السنين، ولا تزال قائمة حتى اليوم شاهدةً على حضارات تعاقبت ووجود بشري ممتد وسط الصحراء.
وأشار إلى أن هذه الآبار شكّلت شريان الحياة الرئيس لسكان المنطقة، وأسهمت في استدامة الاستيطان في قرى تاريخية بارزة مثل قرية (لينة)، التي تحتوي على أكثر من 300 بئر، وفي قرية (لوقة) قرابة 300 بئر، ما يعكس أهميتها كمراكز بشرية نشطة عبر العصور.
وأفاد أن قرية (زبالا) الأثرية تحتوي على عشرات الآبار، التي كانت تزود سكانها والمارين على طريق درب زبيدة بالمياه، فيما تحتوي قرية (الدويد) على أكثر من 200 بئر، فضلًا عن العديد من الآبار المنتشرة في أم رضمة، والهبكة، وقيصومة فيحان، وحدق الجندة، وأعيوج لينة، والمصندق، والخشيبي، وغيرها من المواقع التي مثّلت مراكز استيطان لقبائل قديمة.
من جانبه، أفاد المرشد السياحي والمهتم بالتراث خلف الغفيلي، أن عملية حفر الآبار كانت تتم بطرق تقليدية دقيقة، عبر الاستدلال على وجود المياه الجوفية بالاستماع لصوت جريان الماء تحت الأرض، واستخدام العصي أو قضبان الحديد لتحديد أماكنها.
وبيّن أن هذه الآبار لا تزال تمثل إرثًا تاريخيًا عظيمًا، لا سيما لكبار السن الذين يحتفظون بذكريات ترتبط بها، كونها كانت رمزًا للصمود والاعتماد على الذات في بيئات قليلة الموارد.
وأشار الغفيلي إلى أن العديد من هذه المواقع تحوّل لاحقًا إلى قرى قائمة مزودة بالخدمات الحديثة، فيما ظلت الآبار القديمة قائمة كمعالم تراثية وسياحية يمكن استثمارها في تعزيز الوعي بالتراث وتشجيع السياحة الثقافية.
وأكد أن الآبار اليدوية ليست مجرد حُفر في الأرض، بل رموز تاريخية نابضة تحكي قصص التحدي والتكيف مع الطبيعة، وتجسّد ملاحم الأجداد في مواجهة شح الموارد.
وتبقى الآبار اليدوية القديمة إرثًا إنسانيًا يجب الحفاظ عليه وصيانته، بوصفه مرآةً للتاريخ المحلي، ومصدر إلهام للأجيال القادمة لمعرفة الجهود العظيمة التي بذلها الأجداد في سبيل بناء الحياة وسط الصحراء.