أطياف
صباح محمد الحسن
الإنقلاب!!
طيف أول :
للمنتظرين سراب الأمنيات والقاطنين في ظلمة الحيرة
للوعد الذي لم يعد يغرينا
وللوطن الذي أذعن لملامح السقوط
وللأرواح التي إنطفأت
ولتلك التي تصرخ دونما مجيب
للفيافي البكماء التي ضاقت فيها مساحات النزوح
ولخطوة تصحيح جاءت لتفعل الخطأ!!
ولو جلس الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس الإنقلابي على مقعده الدوار الآن بمكتبه في مدينة بورتسودان في محاولة منه لإعادة وإحياء ذكرى هذا اليوم الذي يصادف يوم ( الإنقلاب الأسود) الذي قام به في 25 اكتوبر2021 بمساعدة نائبه الفريق محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع ضد الحكومة المدنية ، لو حاول الرجل أن يعيد هذه الذكرى بوعي لصفع وجهه ألف مرة على تهوره الذي دفعه الي الهاوية، ولوقف على أكثر المحطات المظلمة في عمر التاريخ السياسي، ولوجد نفسه أنه مؤسس دولة الإنهيار التي تعمد فيها سرقة النور من عيون هذا الوطن.
لو نظر البرهان لنفسه في المرآة بعين حقيقية صادقة لرأى نفسه اسوأ شخصية عسكرية صاحبة أحلك سجل عسكري ديكتاتوري بحكم عنجهي متسلط
ولو وقف على صفحة إنقلابه "الأرعن" لوجد انه تبع ظل حلمه الكذوب ليكون رئيسا بلاوطن وبلاشعب.
قائد أدخل البلاد في دوامة من الفقر والبؤس والجوع مأساة فوق مأساة حتى انتهت بنتيجة كارثة الحرب التي قضت على الأخضر واليابس
ولو كانت هناك مؤسسة عسكرية ذات سيادة وإرادة وطنية تنتمي للشعب لا للحركة الإسلامية لوضعت هذا القائد تحت الإقامة الجبرية وحكمت عليه في محكمة عسكرية بالإعدام ، لطالما أنه تسبب في حرب قتلت آلاف من المواطنين الأبرياء .
وشهد عهد الجنرال ثلاثة مراحل دموية في حكمه، إرتكب فيها نظامه أفظع الجرائم ضد هذا الشعب ففي ثورة ديسمبر قتل العشرات في مجزرة فض الإعتصام، وفي مرحلة الإنقلاب قتل مثلهم من الشباب المتظاهرين ضد إنقلابه، وفي فترة الحرب عمّ شره كل الشعب السوداني وقتل المئات من الأبرياء ومن ثم الآلاف
وفي كل مراحله الدموية كان للشباب النصيب الأكبر من الموت
و مقتل شباب يعني مقتل أمة بحالها فالرجل وكأنما يتعمد إبادة المخزون البشري لهذه البلاد لينهي صحوة الوعي في العقول الشابة التي تنشد التغيير والمنوط بها قيادة هذا الوطن في المستقبل والأوطان تبنى بشبابها
فمشروع الإستنفار هو واحد من المشاريع المصممة خصيصا للقضاء على الشباب بإعتبارهم الفئة التي تحمل عقلية مختلفة عن الأجيال السابقة وكأنما البرهان وحاشيته الباطشة يتعمودن عملية صنفرة العقول الشابة النيرة من المجتمع السوداني بالدفع بهم الي الجحيم فمنذ الإنقلاب وحتى صياغة هذه الحروف فإن السواد الأعظم من ضحايا الحرب هم شباب وأطفال حتى الأمم المتحدة في واحد من تقاريرها حذرت من أن «جيلاً كاملاً قد يكون دُمر في السودان » وكانت الإنقاذ الدولية اصدرت تقريرا عن الأوضاع في السودان، مشيرة إلى أن تقديرات ضحايا الحرب تصل إلى 150 ألف شخص.
كما اشارت تقارير دولية الي أن عدد النازحين بلغ 13 مليون منهم 3 مليون فروا الي دول مجاورة واصبحوا لاجئين
فأي حلم وغفوة يعيشها البرهان في متاهات اللاوعي !! تلك التي صورت له مستقبل أخضر زائف فوق هذه الأرض الرماد القاحلة التي جردها حتى من الأمنيات!!
والمضحك أن البرهان الذي سمى إنقلابه تصحيح مسار كان في خطابه الأول برر أن قرار الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء حمدوك هي خطوة اتُخذها فقط لتجنب البلاد من "حرب أهلية"!!
ونفى أن يكون قد ألغى الوثيقة الدستورية وقال إن ماقام به هو إلغاء بعض المواد فقط وتعهد البرهان بأن الجيش سيسلم السلطة إلى حكومة إنتقالية
وكعادته كان يكذب فلم يسلم السلطة لحكومة مدنية ، وألغى الوثيقة الدستورية وجاء بالخطيئة الأكبر أنه جر البلاد الي حرب أهلية وكان خطابه شبيها بخطاب انقلاب الحركة الاسلامية التي سمت نفسها إنقاذ واغرقت البلاد في هوة الضياع منذ 89 وحتى تاريخه
فالبرهان كان النسخة الاسوأ من قيادات نظام الإنقاذ
لذلك هي دعوة لكي يقرأ البرهان في سطور كتابه
فلن يجد مايرضيه رجل منحه الشعب وسام الثقة عندما نصّبه قائدا لأفضل مؤسسة عسكرية اتته الفرصة على طبق من ذهب، ليظل قائدا للجيش لكن اصيب بالطمع السياسي
فقهر قادة الجيش بالظلم عندما جعل قوات الدعم السريع تمشي على كرامتهم حتى جاء اليوم الذي مشت فيه على رؤوسهم لذلك عندما إحتاجهم لنصرته لم يجدهم
فلو كان البرهان قائدا حقيقيا لما سمح بإهانة زي المؤسسة العسكرية ناهيك عن إهانة قادتها الشرفاء فالرجل لم يكرم لاشعبه ولاجيشه فبركم ماقيمة وجوده على دفة قيادة السلطة !!
وتمر الذكرى التي لن يستطيع البرهان أن يخاطب شعبه بالمناسبة ولن يجروء على ذكر إنجازاته العظيمة فيها فمنذ إنقلابه وحتى 15 ابريل ومابعدها، قام البرهان بعمل إنجاز واحد وهو إفتتاح مركز بيع مخفض في امدرمان ومادونه قتل ودم وتشريد. !!
طيف ٱخير :
#لا_للحرب
مازالت قوات الدعم السريع ترتكب مجازرها في حق إنسان ولاية الجزيرة ومازالت عمليات الإستنفار تدفع بالأبرياء الي واجهة الموت ومازالت الحرب تحقق حصادها في أرواح الموطنين فلا الدعم السريع في ( لعبة الموت) قضى على الاسلاميين ولاهم قضوا عليه!!
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
النص الكامل لخطاب البرهان في ذكرى إستقلال السودان
تاق برس ينشر نص خطاب رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في ذكرى استقلال السودان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الأنبياء والمرسلين .
الشعب السوداني الصابر الصامد
تمر على بلادنا الذكرى التاسعة والستون للاستقلال المجيد في ظل ظروف وأوضاع صعبة تحملها الشعب السوداني بكل بسالة وتضحية مسطراً مجداً باذخاً في سفر هذا الوطن الغالي محدداً رسم لوحة الاستقلال شعباً وجيشاً فإني أتضرع إلى المولى عز وجل أن تعود علينا هذه الذكرى وقد ودعنا الأحزان وتماسكت لحمتنا وتعضدت وحدتنا ووضعنا الأسس المتينة لبناء وطننا البنحلم بيهو يوماتي .
المواطنون الكرام
إن ما يتعرض له شعبنا في كثير من ربوع بلاده من تقتيل وتشريد وتجويع وإفقار وإنتهاك للحرمات على يد مليشيا آل دقلو الإرهابية والمتعاونين معها والداعمين لها ، هذه الممارسات أوضحت بجلاء للشعب قيمة الإنتماء وصدق الوفاء لهذا الوطن الشامخ ولشعبه فأستبان الحق وتباينت وتمايزت الصفوف فهنيئاً لك شعبي بأبنائك المخلصين وسحقاً وتعساً لأولئك الخونة والمؤجورين من المليشيا وداعميها وأعوانها .
المواطنين الكرام
إن التلاحم الشعبي الغير مسبوق والتدافع الوطني الوثاب ممكننا جمعياً من السير على طريق النصر والنصر الحاسم بعون الله بخطى واثقة وثابتة فلك التحية شعبي مستنفرين وقوات نظامية (جيش ، شرطة وأمن ) وقوات حركات الكفاح المسلح (المشتركة) والكيانات المهنية والإعلامية والرياضية والثقافية والروابط المجتمعية والمنظمات والطرق الدينية والجمعيات والإدارت الأهلية فلا يوجد وطني واحد تخلف عن هذه الحرب حرب الكرامة .
الشعب السوداني الأبي
ونحن نعد العدة لحسم المعركة لصالح الشعب السوداني لا يمنعنا ذلك من الإنخراط في أي مبادرة حقيقية تنهي هذه الحرب وتضمن عودة آمنة للمواطنين إلى مواطنهم وإنتفاء ما يهدد حياتهم مرة أخرى وفي هذا السياق تعددت المبادرات والمنابر الداعية لوقف الحرب فكان طريقنا واضح وهو طريق الشعب أن لا يمكن أن تعود الأوضاع كما كانت عليه قبل 15 أبريل 2023م ولا يمكن القبول بوجود هؤلاء القتلة والمجرمين وداعميهم وسط الشعب السوداني مرة أخرى .
المواطنين الشرفاء
رغم إستمرار الحرب وتداعياتها فقد إستجابت الحكومة لكل مطلوبات العمل الإنساني وإيصال المساعدات للمحتاجين وستظل الحكومة ملتزمة بهذا الأمر كذلك تبقى إلتزامات الدولة وقواتها المقاتلة بالقانون الدولي الإنساني وإتفاقيات جنيف وبرتوكولاتها وقوانين حماية المدنيين وقد وضعنا ضوابط صارمة للحفاظ على هذه القيمة الإنسانية . كذلك تبذل الحكومة جهود مقدرة لتيسير حياة الناس وأمنهم ودعم صيانة البنى التحتية والخدمات الصحية والتعليمية والزراعية وأن ما يشاع عن المجاعة محض إفتراء وقصد منه التدخل في الشأن السوداني.
الشعب السوداني الأبي
ونحن نمضي في طريق النصر وجب أن نحيي أهلنا الصامدين في بقاع السودان المختلفة وأخص هنا مواطني فاشر السلطان فاشر العز والتاريخ شنب الأسد التحية لرجالها ونسائها وشبابها وجيشها بكل مكوناته أطراف سلام وقوات نظامية ومشتركة (مورال فوق ) ومستنفرين وشعب ، كذلك التحية لجنودنا في كل موقع وهم يسطرون لوحات العز والصمود تحية لكل من إنخرط في منظومات الدفاع عن الوطن والحق فالشعب السوداني هو من يقود هذه الحرب وهو منتصر بعون الله وحوله وقوته .
أجدد التهنئة لكم شعب بلادي بهذه الذكرى المجيدة متمنياً لكم الأمن والسلام وأسال الله أن يتقبل شهداء بلادي وشهداء حرب الكرامة وأن يشفي الجرحى والمصابين ويفك أسر المسجونين كما أجدد شكر حكومة وشعب السودان لكل من وقف إلى جانبهم سنداً ودعماً من دول شقيقة وصديقة ومنظمات طوعية والأمم المتحدة ووكالاتها وكل قطاعات الشعب السوداني بالداخل وبدول المهجر الذين يقفون دوماً إلى جانب الحق .
ختاماً
أبشركم مواطني الشرفاء أن ساعة النصر قد إقتربت ووقت الحسم قد أزف ولا نامت أعين الجبناء .