سودانايل:
2025-04-29@05:00:21 GMT

النص: دموعُ الأرضِ العطشى

تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT

---
إدوارد كورنيليو
---
.

في أركانِ البيتِ القديمِ،
تنهارُ الجدرانُ كأوراقٍ من شجرةِ الذكرياتِ،
تتآكلُها أنيابُ الزمنِ،
كما ينخرُ السوسُ جسدَ الوطنِ.
.
داخلَ المطبخِ،
تتراكمُ الأطباقُ المتشققةُ،
تروي حكاياتٍ عن جوعٍ لا يشبعُ،
وعن حلمٍ يتبددُ كالبخارِ.
.
وسطَ الحديقةِ،
تذبلُ الأزهارُ،
تنسابُ بتلاتُها كدموعٍ على خدودِ الأرضِ،
تسعى وراءَ ماءِ الحياةِ في أرضٍ عطشى.


.
على الشوارعِ،
تتجولُ الأرواحُ التائهةُ،
تفتشُ عن مأوى في وطنٍ ضاعَ عنوانُهُ،
تتطايرُ الأحلامُ كريشٍ في مهبِّ الريحِ.
.
بينَ المدارسِ،
تتلاشى أصواتُ الأطفالِ،
تختفي ضحكاتُهم خلفَ جدرانِ الصمتِ،
تتوقُ إلى علمٍ في كتبٍ ممزقةٍ.
.
داخلَ المستشفياتِ،
تئنُّ الأسرَّةُ الفارغةُ،
تأملُ في شفاءٍ في وطنٍ مريضٍ،
تتناثرُ الأدويةُ كحباتِ الرملِ في الزوبعةِ.
.
في المساجدِ، والكنائسِ،
تترددُ الدعواتُ،
ترنو إلى إجابةٍ في سماءٍ غائمةٍ،
تغرقُ الآمالُ كأطيافٍ في بحرٍ من الظلامِ.

tongunedward@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

إلهام أبو الفتح تكتب: ارحموا من في الأرض

بين كلب الهرم وكلب طنطا، فارق حضاري كبير ومسافة لا تُقاس بالكيلومترات، بل تُقاس بالرحمة، والوعي ، والإنسانية .. الأول، كلب شارع بسيط، تسلق في أكتوبر الماضي قمة هرم خوفو، ليصبح فجأة حديث العالم، ويلفت الأنظار بشكل غير متوقع، وتتناقله الصحف ووكالات الأنباء كرمز غريب، لكنه مُلهم، للطبيعة التي تعانق التاريخ. 

أما الثاني، كلب “هاسكي” أصيل، في طنطا، وُصف ظلمًا بأنه “مسعور”، وتعرض لتعذيب وحشي، وانتهت حياته بطريقة مأساوية، بعد أن كشف لنا مدى هشاشة ثقافة الرفق بالحيوان في مجتمعاتنا. نحن بحاجة ماسة لإعادة إحياء هذه الثقافة ..لا بوصفها رفاهية .. بل كضرورة إنسانية ودينية وأخلاقية.

كل الأديان دعت إلى الرحمة بالحيوان، دون استثناء. في الإسلام، امرأة دخلت النار بسبب قطة، ورجل دخل الجنة لأنه سقى كلبًا. في المسيحية، وصايا واضحة عن المحبة والرحمة تجاه كل المخلوقات. وفي القرآن الكريم، حديث دائم عن الرحمة كصفة من صفات المؤمنين.

يقول د. سامح عيد، أستاذ علم النفس الإكلينيكي بجامعة القاهرة،“من يعذب حيوانًا دون رحمة، غالبًا ما يكون لديه استعداد نفسي لإيذاء البشر. الطفل أو المراهق الذي يقتل كلبًا اليوم، قد يتحول إلى مجرم غدًا. الرحمة بالحيوان مرآة لصحة النفس الإنسانية.”

 لدينا قانون متحضر جدا في حماية الحيوان من التعذيب ومن التنمر ولكنه غير مفعل لا اعلم من يقوم بتنفيذه.. ولا نعلم ماهي بنوده نحتاج حملة توعية تقوم بها الجمعيات الأهلية ووسائل الإعلام 

 ونحتاج أن يكون لدينا ملاجئ تعقم وتطعم وتُؤوي الكلاب والقطط والحيوانات الأليفة ، وحبذا لو قام علي التبرعات فأهل الخير كثيرين  في اي بلد متقدم لا نجد كلاب في الشوارع بلا هوية .. لا توجد دولة متحضرة تترك حيواناتها الأليفة جائعة، مريضة، مشردة، ومليئة بالحشرات في الشوارع

علي منصات التواصل الاجتماعي .. رأينا تعاطفًا واسعًا، وحملات تطالب بالتحقيق، دعوات لإنشاء جمعيات، ووعي بدأ يتشكل في قلوب الأجيال الجديدة.

الحفاظ على الحيوانات لا يحميها فقط، بل يحمي البيئة والدورة البيولوجية، ويحمي الإنسان من جفاف القلب.

ارحموا من في الأرض… يرحمكم من في السماء.

طباعة شارك كلب الهرم كلب طنطا الطب البيطري الرحمة بالحيوان

مقالات مشابهة

  • عَميدُ الشُهَداء
  • عمان السينمائي يكشف عن الملصق الرسمي وتفاصيل دورته المقبلة
  • عندما تتكلم الأرض: خواطر من لحظات الزلزال
  • مزمل أبوالقاسم ظلّ مدافعاً ومنافحاً عن السودان الأرض والوطن
  • مشهد خارج النص: دماء في موقع تصوير فيلم عن العرادة.. والحقيقة أغرب من الخيال
  • ميزة بحث جديدة قريبًا في Google translate
  • أمة من الروبوتات
  • جلسة تبحث تجليات المسكوت عنه في النص والحياة
  • إلهام أبو الفتح تكتب: ارحموا من في الأرض
  • دموع أحمد زاهر في ليلة زفاف ابنته ليلى.. ورسالة مؤثرة