الكتاب: جيش واستراتيجيا في حرب لبنان الثانية
الكاتب: مجموعة من الباحثين الإسرائيليين (جبرائيل سيبوني و امير كوليك و غيورا ايلند و موشى كابلينسكي و داني حلوتس وايال زيســــر)
الناشر: دراسة صادرة عن معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، ترجمة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أكتوبر2009.


قراءة إسرائيلية للقرار 1701

بالنسبة للكيان الصهيوني، يُعَدُّ القرار 1701 الذي صدر في 11 أغسطس/ آب 2006، وتبناه مجلس الأمن بالإجماع 1، وهو يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان و"إسرائيل"، بعد حرب استمرت 33 يوما بين "حزب الله" واجيش الاحتلال الإسرائيلي.



كما يدعو إلى إيجاد منطقة بين "الخط الأزرق" (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوبي لبنان تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل)، يُعَدُّ هذا القراركارثيًا.

يوجد ل"إسرائيل" حدود سياسية مع خمسة دول عربية مختلفة، ولكن لايوجد اي خط  حدود صدرت بشأنه قرارات كثيرة الى هذا الحد مثل الحدود الاسرائيلية – اللبنانية. ووجود قوات متعددة الجنسيات على حدود اسرائيل ليس ظاهرة جديدة وهي قائمة منذ 1948 ولكن فقط في الحالة اللبنانية هي ليست نتيجة قناعات حكومات جيران توجد لديها مسؤلية سياسية أو جهات ذات عنوان، وإنما هي نتيجة جهات شبه سياسية غير حكومية مع جدول أعمال خاص بهم لا يتطابق مع جدول أعمال الحكومات ذات السياده التي تعمل هذه الجهات في مناطقها  .

 في هذا الفهم لخصوصية الحدود  اللبانية مع الكيان الصهيوني التي شهدت لحد الآن ثلاث حروب (1982 ـ 2006 ـ 2023 ـ 2024)، يقول الدكتورعوديد عيران: رئيس معهد أبحاث الامن القومي، وعمل سفيراً في الأردن ورئيساً لطاقم المفاوضات مع الجانب الفلسطيني بشأن الإتفاقيات المرحلية والقضايا الجوهرية:هذا الوجود مثلما يحدث على الحدود مع سوريا ومصر قد يخلق الوهم بأنه بسبب هذا الوجود يسود الهدوء على الحدود مع هذه الدول. وأرغب أن أركز على هذه النقطة، حيث أن الهدوء الذي يسود على طول هذه الحدود ينبع ليس من نجاعة القوات الدولية وإنَّما من قرارات من جانب الحكومات في هذه الدول. وفي حالة الأردن هناك هدوء سائد منذ عشرات السنين على طول الحدود مع "إسرائيل" ولذلك فإنَّه لايوجد حضور لقوة دولية.

في الحرب الدائرة بين المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله و بين الكيان الصهيوني منذ الثامن من أكتوبر 2023، والتي حولت جبهة جنوب لبنان إلى جبهة إسناد للمقاومة الفلسطينية في غزة التي تتعرض لحرب الإبادة الجماعية بدعم أمريكي وأوروبي مطلق، تعمل إسرائيل على تحقيق أهدافها الإستراتيجية، لا سيما تصفية حزب الله عسكريا أو إضعافه على الأقل، وتجريده من سلاحهفي لبنان مثلما يعرف الجميع هناك فجوة كبيرة جدا بين المبنى الطائفي وبين المبنى السياسي. وأحد تأثيرات هذا الوضع هو نشوء الفجوة  بين حكومة (هي حكومة شرعية) وقدرتها على السيطرة على كل اجزاء الدولة. منذ عام 1978 تكرر اسرائيل نفس المطالب من لبنان ومن المجموعة الدولية. منذ عملية الليطاني ومرة تلو الاخرى عندما يتعلق الامر بقرارات مجلس الأمن نحن نكررهذه المطالب التي تستند على مفهومين رئيسيين:

 الأول ـ السيطرة وسيادة الحكومة اللبنانية.
والثاني ـ وجود قوة متعددة الجنسيات على الخط الأزرق (الحدود الدولية).

ومن المحتمل أن هذا الأمر ينبع من حقيقة أنَّه لا توجد بدائل بين أيدينا. ومع ذلك فإنَّه يجب أن نسأل أنفسنا وبالأخص بشأن المستقبل، ما إذا كان من مصلحة "إسرائيل" الاستمرار في الاستناد على هذين المفهومين.

إذا تمعنا بصيغة القرار 425 الصادر عن مجلس الأمن في أعقاب عملية الليطاني في عام 1978 وبصيغة قرار مجلس الأمن رقم 1559 فإننا نجد بأن القرارين يستندان على نفس المفهومين الأساسيين: تطبيق سيادة الحكومة اللبنانية على كل مناطق لبنان ووجود قوة دولية قوية تساعد الحكومة اللبنانية في تطبيق سيادتها على الأرض.

لقد شنت "إسرائيل" الحرب في تموز 2006، من أجل تحقيق الأهداف التالية:

(1) إعطاء تفويض للقوة الدولية من اجل فتح النار .
(2)  تجريد المنطقة بين الليطاني وحتى الحدود .
(3)  تفكيك حزب الله وإقامة هيئة تشرف على تفكيكه . 
(4) إقامة إطار تنسيق أمني -سياسي بين "إسرائيل" ولبنان .
(5) مساعدة دولية في إعادة إعمار لبنان وفقا للتقدم في تفكيك حزب الله (أي ربط المساعدة    بالتفكيك).
(6) فرض قرار من الأمم المتحدة  لحظر السلاح للميليشيات غير الحكومية في لبنان .

الطاقم الذي أعد هذه الوثيقة في وزارة الخارجية الإسرائيلية  أوصى أيضا بأن تقوم "إسرائيل" في تنفيذ النشاطات السياسية لتحقيق هذه الأهداف بواسطة عضوتي مجلس الامن ـ فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية .

إذا درسنا معظم التقارير في تقرير لجنة فينوغراد فإنَّنا نجد بأنه كانت هناك مبادرة ومشاركة إسرائيلية في عملية اتخاذ القرار 1701. في 9 أغسطس قبل يومين من اتخاذ القرار 1701 اجتمع مجلس الوزراء الأمني المصغر واتخذ قرارًا يتحدث عن استمرار المساعي للوصول إلى تسوية سياسية وشمل:

(1) إعادة الجنود الأسرى  فورًا ومن دون أي شروط.
(2) إيقاف فوري لعمليات المقاومة من لبنان على "إسرائيل"  ومن ضمن ذلك إيقاف إطلاق الصواريخ والقذائف الصاروخية.
(3) التطبيق الكامل للقرار 1559 (القرار الذي دعا في 2 أيلول/سبتمبر  2004 إلى نزع سلاح الميليشيات) .
(4) نشر قوة دولية فاعلة في جنوب لبنان مع الجيش اللبناني على طول الخط الأزرق  .  
(5) منع ترميم قدرات حزب الله وبشكل خاص عن طريق نقل الأسلحة والوسائل القتالية من سوريا ومن إيران إلى لبنان.

في مقارنته بين قرار مجلس الأمن 1701، وقرار المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر قبل يومين أو ثلاثة من اتخاذ قرار مجلس الامن مع هذا القرار يقول الدكتور عوديد عيران ـ وأنا لا أقول بأن القرار 1701 هو مثالي ـ يخيل بأنه يجب أن نساوي بين قرار المجلس الامني قبل يومين من اتخاذ القرار وبين القرار في مجلس الأمن . كما نعرف فإنَّ استعادة الجنود جاءت كبند عملي أول ولكنَّ الجنود لم يعادوا فورًا ولم يعادوا بدون شروط وإنَّما أُعِيدُوا بشروطٍ. حدث وقف فوري لكل العمليات العدائية من لبنان على إسرائيل ومن ضمنها وقف إطلاق الصواريخ والقذائف الصاروخية. لم يحدث تطبيق للقرار 1559. وكما هو معروف حزب الله يرفض تفكيكه كمنظمة ويرفض نزع سلاحه والحكومة اللبنانية لا تظهر كل دلالة بأنها تنوي البدء بإجراء يؤدي لتحقيق هذا الهدف ـ نشر قوة متعددة الجنسيات ناجعة وأنا لا استطيع أن أقول لكم ما الذي فكر به من صاغ هذه الجملة بشأن كلمة ناجع . هذه المسألة سترافقنا على مدى سنوات كثيرة، ما هو معنى وما أهمية القوة الموجودة اليوم في جنوب لبنان وعلى حدود لبنان . مرة أخرى لا نعرف ما إذا كانت النتيجة التي نراها بالفعل بشأن الهدوء النسبي هي نتيجة نجاعة هذه القوة أو نجاعة قرار اللاعبين اللبنانيين إن كان حزب الله أو حكومة لبنان أو أوساط أخرى لعدم تسخين القطاع الإسرائيلي اللبناني.

إسرائيل تريد تعديل القرار 1701

تريد " إسرائيل" منع إعادة ترميم قدرات حزب الله ـ غير أنَّ هذا البند لم يتحقق. فالقرار 1701 لم يحدد الترتيب الذي يمنع إعادة الترميم وتعزيز القوة. وأيضا البند الذي يتعلق بنقل أسلحة من سوريا إلى حزب الله أيضا هو لم يطبق . وفعليا فإنَّ نقل السلاح والوسائل القتالية من سوريا وإيران إلى لبنان ازداد بعد الحرب وهو مستمر حتى الآن جسب وجهة النظر الإسرائيلية. وهذا يعني بأنه لو كانت هناك حاجة لإعطاء علامة لإنجازات إسرائيل الدبلوماسية لكانت العلامة هي (نجح بصعوبة). في تقرير لجنة فينو غراد جرت محاولة لعرض القرار بشكل أكثر ايجابية ولكن حتى في التقرير جاءت هناك إشارات استفهام كثيرة. كما هو معروف فإنَّ الصيغة النهائية للقرار اتخذت في أعقاب المفاوضات التي جرت بالأخص بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين فرنسا وعمليًا لم تكن هذه المفاوضات تحت سيطرة "إسرائيل".

إضافة إلى ذلك فإنَّه حتى إدارة الرئيس بوش السابقة  الموالية للكيان الصهيوني لم تنجح على سبيل المثال في منع ذكر مزارع شبعا. لقد اعترضت "إسرائيل" منذ بداية الحرب على كل الصفقات التي طرحت من قبل أوساط دولية مختلفة وتعلقت بتسليم مزارع شبعا للبنان من أجل تعزيز قوة رئيس الحكومة اللبنانية آنذاك فؤاد السنيورة، ومن أجل الوصول إلى سيطرة عملية أكثر لحكومة لبنان على كل مناطق السيادة اللبنانية. "إسرائيل" رفضتْ ذلك، ومع ذلك فإنَّه حقيقي أن مزارع شبعا ذكرت في القرار 1701. هذا الأمر لا يمثل كارثة دبلوماسية كبيرة ولا داعي للمبالغة بأهمية الموضوع ولكنَّ بسبب أن هذه المسألة طرحت من قبل الأوساط الاسرائيلية خلال المفاوضات مع الأمريكيين كمسألة ضرورية فإنَّه من المهم الإشارة إليها.

من وجهة نظر الدكتور عوديد عيران: لبنان وفلسطين، وأقصد الدولة الفلسطينية إذا ما قامت فإنَّهما قد تكونان متشابهتان جدًّا في المستقبل غير البعيد: دول مجزأة، حكومات لا تسيطر سيطرة كاملة على أراضيها، دول مع جيران سياسيين وجيران عسكريين أكثر قوة مع جدول أعمال خاص بهم، دول يمكن أن تنفذ منها عمليات ضد دولة "إسرائيل" بحجة أو بأخرى أو بسبب قطعة أرض كهذه أو غيرها. وعندما ستحاول "إسرائيل" الدفاع عن نفسها أمام أوساط معادية تعمل من أراضي هاتين الدولتين فإنَّها ستواجه المأزق نفسه والمشكلات نفسها التي واجهتها في تموز  ـ  اب 2006 .

ولهذا السبب فإنَّه من الناحية السياسية ترى "إسرائيل" أنَّهُ يجب البدء منذ اليوم بالاستعاداد والتخطيط وصياغة القرار الذي سترغب "إسرائيل" باتخاذه اذا واجهت الوضع نفسه امام دولة اسمها فلسطين . ومن المحتمل أنَّه في حالة فلسطين ستكون المشاكل مشابهة وربما تكون هذه المشاكل ذات درجات خطورة وصعوبة أكبر بكثير.

في حالة لبنان ركزت "إسرائيل" عمليًا على ثلاث مطالب:

أ ـ تطبيق سيادة حكومة لبنان على كل مناطق الدولة وعلى الحدود .
ب ـ تفكيك بنية حزب الله العسكرية .
ج ـ مرافقة هذه الإجراءات من قبل قوة دولية ذات صلاحية باستخدام النار وفقا للفصل السابع من ميثاق مجلس الأمن.

ويجب أن ندرك بأنَّه وفقًا لميثاق الأمم المتحدة فإنَّ العمل وفقًا للفصل السابع بكل مايتعلق بعمليات من أجل السلام والأمن الدوليين يفرض معاني ملزمة . لهذا السبب طالبت حكومة لبنان ان لا تكون هناك نشاطات دولية في منطقتها وفقًا للفصل السابع وتم قبول طلبها . ويشير تقرير لجنة فينوغراد بأنَّ هناك تفسير يقول بأنَّ قوة اليونيفيل الجديدة التي انتشرت بعد الحرب في لبنان فعلا تعمل وفقًا لروح الفصل السابع ،ولكنَّ حسب موجهة نظر "إسرائيل" فإنَّ هذا الامر لم يذكر في قرار مجلس الأمن رقم 1701 ولذلك فإن هذا التفسير غير نافذ وغير ملزم .

طلبت "إسرائيل" بأن تتواجد هذه القوة الدولية أيضًا على خط الحدود بين فلسطين المحتلة وبين لبنان، قوة دولية فعالة ( ذات أسنان ) تمنع عمليات المقاومة.

تطالب"إسرائيل" في حربها العدوانية الجديدة على لبنان بتعديل القرار 1701، بما يتماشى وأهدافها الإستراتيجية، لا سيما تصفية بنية المقاومة متمثلة بحزب الله، وتوقيع اتفاق إذعان مع الحكومة اللبنانية يخدم بشكل رئيس المخطط الأمريكي ـ الصهيوني في إيجاد دولة لبنانية تابعة لأمريكا و"إسرائيل"، تطبق القرارات الدولية التي تضمن التفوق الإسرائيلي في كللا إقليم الشرق الأوسط، بدءًا من القرار 425 الذي صدر في أعقاب عملية الليطاني في عام 1978، مرورًا بالقرار  لقرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن في 2 سبتمبر/ أيلول 2004، والذي يؤكد على ضمان انسحاب جميع القوات غير اللبنانية من لبنان، وتجريد حزب الله من سلاحه،وصولاً إلى القرار 1701، بعد تعديله. هذه هي المسائل التي تواجهها اليوم  "إسرائيل" خصوصًا مطالبتها بتعديل القرار 1701.

غير أنَّ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برِّي ، الذي استقبل مؤخرًا المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان عاموس هوكشتاين، الإثنين الماضي، أكَّد أنَّه لن يتم انتخاب رئيس للبنان تحت النار، وعلى "التزام موقف لبنان الرسمي بالقرار 1701، بمندرجاته كافة، من دون إدخال أي تعديل عليه".

وفي مؤتمر صحفي ببيروت عقب لقائه بري، أعرب هوكشتاين عن ما قال إنه التزام بحل النزاع في لبنان وفقا للقرار 1701،وأوضح هوكشتاين أنَّه "بعد أشهر طويلة من النزاع لم نتمكن من حله وأشعر بالحزن حيال أوجاع لبنان"، في إشارة إلى بداية القصف المتبادل بين جيش الاحتلال الإسرائيلي و"حزب الله" في الثامن من أكتوبر 2023.

وحذر من أن "الوضع خرج عن السيطرة، وربط مستقبل لبنان بالنزاعات ليس في مصلحة اللبنانيين"، زاعما أن "عدم تطبيق القرار 1701هو سبب احتدام واستمرار هذا النزاع".

أما حزب الله،ى فهو يؤكِّدأنه يقاوم الاحتلال الإسرائيلي لمناطق لبنانية.

بينت كل الحروب التي خاضتها "إسرائيل" ضد لبنان، أنها فشلت في تحقيق أهدافها الاستراتيجية الكبرى وأساسها استرداد القدرة الردعية للمؤسسة العسكرية، قد خلّف آثاراً وتداعيات بالغة الأهمية والخطورة على طرفي القتال: جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة.ومنذ عقود تحتل "إسرائيل" أراضٍ عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

خاتمة:

في الحرب الدائرة بين المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله و بين الكيان الصهيوني منذ الثامن من أكتوبر 2023، والتي حولت جبهة جنوب لبنان إلى جبهة إسناد للمقاومة الفلسطينية في غزة التي تتعرض لحرب الإبادة الجماعية بدعم أمريكي وأوروبي مطلق، تعمل إسرائيل على تحقيق أهدافها الإستراتيجية، لا سيما تصفية حزب الله عسكريا أو إضعافه على الأقل، وتجريده من سلاحه، وهي تنفذ بذلك مخطط الإمبريالية الأمريكية والأنظمة العربية المطلعه مع العدو الإسرائيلي التي تستعدي بشكل واضح وصريخ كل فصائل محور المقاومة بقيادة إيران.

وبينت كل الحروب التي خاضتها "إسرائيل" ضد لبنان، أنها فشلت في تحقيق أهدافها الاستراتيجية الكبرى وأساسها استرداد القدرة الردعية للمؤسسة العسكرية، قد خلّف آثاراً وتداعيات بالغة الأهمية والخطورة على طرفي القتال: جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة. فبالنسبة إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي تبيّن وجود أفكار ومشاريع متعدّدة لتطوير هيكلياته وبناه التنظيمية، وتبيّن - مجدداً- أنَّ الفشل يعني نهاية "إسرائيل" بحسب العديد من الكتاب والباحثين والمسؤولين العسكريين و السياسيين الإسرائيليين.

كما وإن عدم استرداد قوة الردع سيتيح استمرار المقاومة في النمو والإستقواء، في مقابل ضمور ثقة الجبهة الداخلية الإسرائيلية بجيشها، الأمر الذي يعني انكماش المشروع الصهيوني برمته وضموره مع ما يعني ذلك من تصاعد نسبة المهاجرين المغادرين لإسرائيل على نسبة المهاجرين الوافدين، وذلك في بحر معادلة قاسية تتشكّل من فجوة نوعية تضيق تدريجاً لصالح العرب، وفجوة كمية تتسع باستمرار لصالحهم.

 وفي ما يتعلق بالمؤسسة العسكرية بالذات فإنها منيت بمجموعة من الإخفاقات في المستوى الإستراتيجي ومن أهمها:

1 ـ انهيار نظرية العمق الإستراتيجي التي حاولت إسرائيل التسويق لها للإبقاء على احتلالها لأجزاء من الأراضي العربية وخصوصاً في فلسطين ولبنان. وقد ثبت بعد الحرب بأن هذا العمق المطلوب لا يكون في تجاوز الشرعية الدّولية وتكريس الاحتلال بل في اتفاقات سياسية تعيد الحق إلى أصحابه.

2 ـ فشل استخباري أدى إلى ارتكاب القيادتين العسكرية والسياسية أخطاء فادحة في تقويمهما قدرة المقاومة واستعدادها لإدارة معركة واسعة النطاق.

3 ـ فشل تكنولوجيا السلاح، ولا سيما في القوات الجوّية، في حسم الحرب، وفي تحقيق عدد من الأهداف المحددة سلفاً. كما فشلت دبابة الميركافا في حسم الحرب البرية، الأمر الذي أدى إلى انهيار الجهد والمال المبذولين لتطويرها على مدى أعوام طويلة مع ما رافقه من إلغاء عقود شراء واستثمار تساوي مئات الملايين من الدولارات .

4 ـ الفشل في إبقاء المعارك الطاحنة بعيداً عن الجبهة الداخلية وعن العمق الاستراتيجي حيث الصناعات الحساسة، والفشل أيضاً في إنهاء الحرب في وقت قصير وبأقل الخسائر الممكنة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتاب حرب لبنان الإسرائيليين لبنان إسرائيل كتاب حرب عرض كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال الإسرائیلی الحکومة اللبنانیة تحقیق أهدافها حکومة لبنان مجلس الأمن جنوب لبنان حزب الله قرار مجلس قوة دولیة لبنان على القرار 1701 من لبنان فی لبنان لا سیما ذلک فإن على کل قرار ا من أجل

إقرأ أيضاً:

قراءة في كتاب: “كتابة البحث العلمي.. مبادئ ونظرات وتجارب”

المناطق_واس

إعداد: مسعود المسردي.
أنجز الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد، كتابًا بعنوان: “كتابة البحث العلمي.. مبادئ ونظرات وتجارب”، ونشرته دار آفاق المعرفة عام 1445هـ في 173 صفحة من القطع الصغير، مع ملحق لمحاضرة له بعنوان: “عثراتي في البحث العلمي”.

ويضم الكتاب الموضوعات التالية: من تعريفات البحث العلمي، نكت تاريخية عن بعض أعراف التّصنيف في التراث العربي، صفات الباحث الناجح، القراءة، من سمات التّفكير العلمي وأساليبه، من سمات تفكير الباحث ومهاراته، أسئلة البحث ومُشكلاته، اختيار الموضوع، مُشکلات تعترض الباحثين، الوصول إلى الفكرة البحثيّة، صياغة عنوان البحث وضبطه، نماذج من عناوين غير منهجية، اختيار منهج الدراسة، صياغة المخطّط وبناء هيكله، صياغة البحث وشخصيّة الباحث، الاقتباس، الأمانة العلمية، مسائل في العزو والتخريج، أنماط الإحالات وطُرقها، أنماط ذكر المصادر والمراجع، الحواشي وترتيبها، مسألة مهمة في المصادر التراثية، التعريف بالأعلام، تنبيهات تتّصل بالمصادر والمراجع، من أخطاء الباحثين.

أخبار قد تهمك المملكة القابضة تستأنف أعمال بناء برج جدة 21 يناير 2025 - 2:40 صباحًا الوسطاء في اتفاق وقف النار بغزة يستعدون لاحتمال ظهور عقبات 21 يناير 2025 - 2:36 صباحًا

واستهل المؤلف كتابه بتعريف للبحث العلمي اختاره من بين عدّة تعريفات وهو: “أن البحث عمل علمي يقدمه الباحث إلى المجتمع العلمي، كاشفًا فيه شيئًا جديدًا أو مخترعًا له، أو مضيفًا آراء أو استنتاجات ذات صلة بقضايا مطروحة، أو مناقشًا لأمور قارة، شافعًا نقاشه إياها بمعطيات جديدة وآراء لطيفة، أو معيدًا ترتيب ما هو معروف، أو مخرجًا مدونة مجهولة جمعًا لها وتحقيقًا، أو مثيرًا قضية لم يعرض لها من قبل”.

ويشير المؤلف إلى أن “البحث العلمي”، بمفهومه الحديث لا يخرج عن هذه الأقسام الـ 7، ويضاف إليها في الدراسات الأدبية والنقدية إعمال الرأي في القيم الفنية للمنجز الأدبي، تحليلًا وتذوقًا للجمال، والموازنة بين الآداب، أو المقارنة بين آداب اللغات ودراسة تاريخ الأدب، وتحقيق التراث، وهلُم جرّا.

كما شدّد المؤلف على أنه ينبغي أن يكون الباحث قارئًا مُنظّمًا، عارفًا لأسس التخصص، واسع الاطلاع، مشغوفًا بالجديد، متابعًا لما يجد في تخصّصه، دقيق الملاحظة، ذا تفكير حسّاس متوجّس, ومن حساسية الفكر التي تتوخّى عند الباحثين أن يمتلكوا القدرة على كشف الزّائف المبهرج من الصحيح، كما يجب أن يكون الباحث أمينًا في نقله، ملمًّا بالفنون ذات الصّلة بفنه, فالمتخصص بالأدب والنقد وهو الموجه إليه هذا الكتاب في المقام الأول عارف بالنّحو والصّرف وعلم اللّغة، متقن فنون البلاغة، مجيد للعروض والقوافي، ملم بالعلوم والفنون الأخرى: كالتاريخ والبلدانيات، ونحوها، وفوق ذلك عارف سبل الوصول إلى مظان المعرفة، مستمر في البحث لا يقف عن الخوض فيه، مهما بلغ من الرُّتب العلمية أو الوظيفية.

ويبيّن أن القراءة هي الباب الأعظم، والسبيل الأمثل للباحث؛ حتى يتمكن من البحث، ويُبدع فيه، وهي ذات مسلكين لابدّ منهما: “قراءة في كتب البحث النظرية”، و “قراءة متعمّقة في كُتب التخصص”.

ويُلمِح المؤلف إلى أن البحث ينشأ من تراكم أسئلة تُثير شغف الباحث للوصول إلى جوابٍ عنها، ولا يمكن أن يقترح الباحث أسئلة لفكرته البحثيّة ما لم يكن قارئًا جيّدًا، وعليه ينبغي لمن اتّصلت أسبابه بالبحث العلمي أن يعوّد نفسه على كثرة القراءة في مدوّنات تخصّصه، وفيما يجِدُّ من دراسات، وما يظهر من مناهج، وأن يظل مطّلعًا متابعًا، وأن يسلك سبيل تقييد الملحوظات؛ لأنها قد تكون نواة لأفكارٍ بحثية متعددة، وأسئلة البحث قد تكون بادئة بماذا وكيف أو هل أو من أو لماذا؟.

وجاء في الكتاب أن خطوة (اختيار البحث) هي أعسر الخطا في مسيرة البحث وأخطرها؛ لأهمية الموضوع في تكوين شخصية الباحث، وفي اطّلاعه على مصادر العلم الذي يخوض فيه، وتعريفه مراجعه، وإمتلاكه الأدوات البحثية والنقدية؛ لذا لابد أن يكون موضوع البحث متصلًا بهواية الباحث، وألا يقلّد البحوث المشابهة لبحثه، فيقع في الافتعال والجهل بالمصطلحات، ولا بد أن يكون في الموضوع المختار جِدّة وطرافة وإضافة علمية، كما ينبغي على الباحث تجنب وهج الظواهر الأدبية الرائجة، فقد لوحظ في السنوات الأخيرة تأثر جمهور من الباحثين، بما تردد من أن عصرنا هذا هو عصر الرواية؛ فصاروا يعسفون أنفسهم على دراستها، وتورط بعضهم بدراسة نتاج ضعيف؛ فاصطبغوا هم بذلك الضعف في تكوينهم النقدي وفي لغتهم وثقافتهم العلمية، وينبغي أيضًا أن يكون الموضوع المختار ملائمًا لقدرات الباحث المادية ومواهبه وفهمه.

العنوان أول ما يواجه المتلقي، وربما عد نصف البحث، ولهذا يجب على الباحث أن يجعله جامعًا مانعًا، مصرحًا بما يندرج فيه، متجنبًا إطالته ما أمكن، ضابطًا حدوده الزمانية والمكانية، صائغًا إياه صياغة لغوية صحيحة.

ومن المشكلات التي تعترض الباحثين وناقشها المؤلف في هذا الكتاب القياس على عناوين سابقة دون إلمام بحجم مادة البحث، وبناء البحث على مدوّنة ضعيفة، والجهل بمظان المعلومات، وضعف المعرفة بما يتصل بالبحث مادة أو أداة أو إجراء، والإقدام على البحث في الأدب المقارن دون تمكن من اللغات التي كتبت بها الآثار الأدبية، ونقص الاستقراء، والانطلاق من مسلّمات والبحث عما يثبتها، وتقبل بعض الآراء على أنها حقيقة مسلّم بها اتّباعًا لما شاع عند الباحثين، وفتور العزيمة، وضعف القدرة على الإفادة من الاقتباس النصّي ومن ثم تغيب الشخصية الباحث في غمره نقوله المتوالية، والجهل بمصطلحات التخصص وغيرها.

وختم المؤلف كتابه ببعض النصائح للباحثين منها أن على الباحث تجنب الشّرح المدرسي في تحليله للأدب، وعليه تجنب الألفاظ الأجنبية.

يذكر أن المؤلف الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد، أوصى جمهور الباحثين ببعض الكتب المتخصّصة في البحث العلمي والتحقيق ومنها “أصول البحث العلمي ومناهجه لأحمد بدر” و “إعداد البحث العلمي لأحمد الشامخ” و “البحث الأدبي لمحمد بن سعد بن حسين” و “البحث العلمي مناهجه وتقنياته لمحمد زيّان عمر” و “تحقيق النّصوص ونشرها لعبدالسلام هارون” و “محاضرات في تحقيق النصوص لأحمد الخرّاط” و “المصادر العربية والمعرّبة لمحمد ماهر حمادة”، وغيرها.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط 21 يناير 2025 - 2:39 صباحًا شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد21 يناير 2025 - 2:30 صباحًاالأهلي يتغلّب على الاتفاق في الجولة الـ 16 من منافسات الدوري السعودي للمحترفين أبرز المواد21 يناير 2025 - 2:27 صباحًاقوات الاحتلال الإسرائيلي تغلق مداخل قرى وبلدات في محافظة سلفيت أبرز المواد21 يناير 2025 - 12:42 صباحًاوزارة الشؤون الإسلامية تقيم الحفل الختامي لتكريم الفائزين والفائزات بمسابقة القرآن الكريم الثانية في سيرلانكا أبرز المواد21 يناير 2025 - 12:27 صباحًاوفد أعضاء مجلس الشورى يقدم ندوة بعنوان “دور مجلس الشورى في التنمية الوطنية” بمنطقة الحدود الشمالية أبرز المواد21 يناير 2025 - 12:24 صباحًانائب أمير المدينة المنورة يرعى حفل تكريم الطلبة المتميزين علميًا من المكفوفين بالمنطقة21 يناير 2025 - 2:30 صباحًاالأهلي يتغلّب على الاتفاق في الجولة الـ 16 من منافسات الدوري السعودي للمحترفين21 يناير 2025 - 2:27 صباحًاقوات الاحتلال الإسرائيلي تغلق مداخل قرى وبلدات في محافظة سلفيت21 يناير 2025 - 12:42 صباحًاوزارة الشؤون الإسلامية تقيم الحفل الختامي لتكريم الفائزين والفائزات بمسابقة القرآن الكريم الثانية في سيرلانكا21 يناير 2025 - 12:27 صباحًاوفد أعضاء مجلس الشورى يقدم ندوة بعنوان “دور مجلس الشورى في التنمية الوطنية” بمنطقة الحدود الشمالية21 يناير 2025 - 12:24 صباحًانائب أمير المدينة المنورة يرعى حفل تكريم الطلبة المتميزين علميًا من المكفوفين بالمنطقة الوسطاء في اتفاق وقف النار بغزة يستعدون لاحتمال ظهور عقبات الوسطاء في اتفاق وقف النار بغزة يستعدون لاحتمال ظهور عقبات المملكة القابضة تستأنف أعمال بناء برج جدة المملكة القابضة تستأنف أعمال بناء برج جدة تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • إحصائية بالخسائر التي خلفتها حرب الإبادة  الإسرائيلية على غزة .. تقرير
  • من البيجرز إلى قصف الأنفاق والمنشآت.. ضابط في حزب الله يكشف تفاصيل الحرب مع إسرائيل
  • ميقاتي استقبل وفدا من اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء العراقي للاشراف على تقديم مساعدات عاجلة الى اللبنانيين
  • أوجه الشبه والاختلاف بين غزة ولبنان في نظر إسرائيل
  • قراءة في كتاب: “كتابة البحث العلمي.. مبادئ ونظرات وتجارب”
  • إسرائيل من الفكرة إلى الدولة.. هل إلى زوال؟ قراءة كتاب
  • صدور كتاب العلاقات السوفيتية الإسرائيلية لشيماء خطاب
  • أمين عام حزب الله يتهم إسرائيل بخرق اتفاق إطلاق النار "مئات" المرات  
  • بيانات وصور.. صحيفة أميركيّة: هذا ما قامت به إسرائيل بعد اتّفاق وقف إطلاق النار في لبنان
  • ماكرون سيتصل بنتنياهو بشأن التقيد بمهلة الانسحاب من جنوب لبنان