وسط تقارير عن إرسال جنود إلى روسيا.. ما هي قدرات جيش كوريا الشمالية؟
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
مع تواتر التقارير بشأن إرسال كوريا الشمالية آلاف الجنود إلى روسيا للمشاركة في حربها على أوكرانيا، عاد الحديث بشأن قدرات جيش بيونغ يانغ إلى الواجهة، خاصة في ظل اعتماده على أسلحة تقليدية.
وفي تصنيف موقع "غلوبال فاير باور" لأقوى الجيوش في العالم، حلت كوريا الشمالية في المركز الـ36 في قائمة من 145 دولة.
وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فقد توسعت قدرات ذلك الجيش على مدار العقود الماضية، وذلك رغم العوائق الاقتصادية والقيود التكنولوجية.
يدعو الإعلام الرسمي في كوريا الشمالية إلى "تسليح الشعب بالكامل"، والدفاع عن زعيم البلاد كيم جونغ أون. ويمتلك الجيش، المعروف رسميًا بـ "جيش الشعب الكوري"، 1.3 مليون جندي في الخدمة الفعلية، و7.6 مليون جندي احتياطي.
ويدعم الجيش ترسانته من خلال التجنيد الإلزامي، الذي يتطلب من الرجال الخدمة من 8 إلى 10 سنوات، ومن النساء حوالي 5 سنوات، مما يجعلها إحدى أطول مدد الخدمة الإلزامية على صعيد العالم.
ونتيجة لذلك، يخضع الجنود لتدريب طويل الأمد، جعل بعض وحداته الخاصة قادرة على تنفيذ عمليات هجومية موجهة، تركز على التسلل.
وبسبب عقود من العقوبات وسوء الأحوال الاقتصادية، ما زالت الأسلحة التقليدية لكوريا الشمالية قديمة، إذ يعتمد الجيش على مخزون من الأسلحة الثقيلة، مثل المدفعية والصواريخ، يرجع تاريخها إلى الاتحاد السوفيتي.
ويعاني الجيش الكوري الشمالي أيضًا من نقص في الوقود وقطع الغيار، مما يؤدي إلى تدريب محدود للطيارين، وضعف في جاهزية العربات والمدرعات العسكرية، حسب ما ذكر موقع "راديو آسيا الحرة" في تقرير سابق.
وفي ظل تراجع قدرات الأسلحة التقليدية، تم تخصيص حوالي 6800 خبير في الحرب الإلكترونية، للعمل على تنفيذ هجمات إلكترونية ضد أهداف عسكرية ومدنية، بهدف تحقيق مكاسب مالية واستخباراتية، ولإثبات القدرات العسكرية بطرق منخفضة التكلفة نسبيًا مقارنةً بالأسلحة التقليدية، حسب تقرير نشره موقع جمعية آسيا "Asia Society".
عند إرسال الجنود إلى الخارج، كما في حالة روسيا، يثار احتمال الانشقاق، خاصة أن بعض الجنود يخدمون في ظروف اقتصادية صعبة.
ومن المتوقع أن يشكل السفر خارج كوريا الشمالية، الذي يحمل طابع الحرية النسبية مقارنةً ببيئتهم الأصلية، تحديًا لولائهم، وفق تقرير "نيويورك تايمز".
ويعتمد الزعيم الكوري الشمالي على القوات العسكرية كدعم سياسي واقتصادي، إذ تعمل القوات في عدة مشاريع صناعية وتجارية، وتعتبر مصدرًا مهمًا لدخل الدولة، عن طريق تهريب الأموال وسرقة البيانات عبر الإنترنت.
وتشهد العلاقات العسكرية بين روسيا وكوريا الشمالية تطورا ملحوظا في الفترة الأخيرة، بعد تأكيد واشنطن إرسال بيونغ يانغ قوات لدعم قوات الكرملين في الحرب على أوكرانيا، في خطوة تنذر بتصعيد هو الأخطر في القارة الأوروبية، وقد يزيد أيضا من حالة التوتر في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
الولايات المتحدة قالت لأول مرة إنها رأت أدلة على وجود قوات كورية شمالية في روسيا. وأعلن البيت الأبيض أن القوات الكورية الشمالية التي تتدرب حاليا في روسيا ستصبح أهدافا عسكرية مشروعة إذا شاركت في القتال في أوكرانيا، بينما قال حلف الأطلسي إنه يجري مشاورات حول نشر قوات كورية شمالية في روسيا.
ديفيد سيدني، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون آسيا والمحيط الهادئ، وهو باحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، قال في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة"، إن الاتفاق بين موسكو وبيونغ يانغ ستكون له "تبعات خطيرة" ليس فقط على أوكرانيا، بل وحتى على دول المنطقة في آسيا وأوروبا.
وأوضح أن إرسال قوات كورية شمالية "هو تطور جديد يتطلب من كل هذه الدول سيما اليابان وكوريا الجنوبية أن تتخذ خطوات لحماية مصالحها".
من جانبه، تجنب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، نفي التقارير بشأن إرسال كوريا الشمالية جنود إلى بلاده، مبتعدا عن إعطاء إجابة واضحة على سؤال بشأن الخطوة.
وقال بوتين في تصريحات صحفية عقب قمة "بريكس" التي عقدت في قازان الروسية، ردا على سؤال بشأن صور أقمار اصطناعية قيل إنها تظهر تحركات لقوات كورية شمالية: "الصور أمر خطير.. إذا كانت هناك صور، فهي تعكس شيئا ما".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: روسیا وکوریا الشمالیة قوات کوریة شمالیة کوریا الشمالیة على أوکرانیا فی الحرب
إقرأ أيضاً:
لتعويض النقص بـ«جنود الاحتياط».. الجيش الإسرائيلي ينفّذ استراتيجيات «غير مسبوقة»
كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، “أن هناك أزمة متفاقمة تواجه الجيش الإسرائيلي في تجنيد قوات الاحتياط، ما دفعه إلى تبنّي إجراءات استثنائية وغير تقليدية لسد العجز”.
وذكر التقرير الإسرائيلي أن “الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة حقيقية مع تآكل معنويات قواته، إذ أشار ضباط خدموا في غزة إلى استنزاف واضح بين الجنود بعد أكثر من 200 يوم من القتال، كما دعا التقرير القيادة العسكرية إلى مراجعة محادثات الجنود على مجموعات “واتسآب”، التي تعكس تنامي مشاعر الإحباط، ما قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأداء العسكري في المستقبل”.
وبحسب الصحيفة، “على الرغم من أن نسبة الاستجابة للاستدعاء بلغت 90% في بداية الحرب على قطاع غزة، إلا أنها انخفضت تدريجيا إلى 70%، مع توقعات بتراجعها إلى 50% قريبًا، ما أثار مخاوف القيادة العسكرية حول استمرارية الجيش في ظل استمرار الصراع”.
وأرجع التقرير هذا التراجع “إلى غياب الروابط القوية بين الجنود، إذ يتم تجنيد أفراد جدد باستمرار دون تحقيق الانسجام المطلوب داخل الوحدات”.
ووفقا لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، “لتعويض النقص، لجأ الجيش الإسرائيلي إلى الإعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثل “فيسبوك” (أنشطة شركة “ميتا”، التي تضم شبكتي التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”إنستغرام”) للترويج لوظائف قتالية في غزة ولبنان، إلى جانب تقديم عروض مرنة غير مسبوقة تتجاوز شروط القبول المعتادة”.
وبحسب الصحيفة، “من بين الخطوات المثيرة للجدل، تقديم حوافز مالية، مثل رواتب للطهاة وعمال الصيانة، وعروض تدريب مكثفة لقيادة الدبابات أو تشغيل الطائرات المسيّرة في غضون أسبوع فقط. كما استخدم الجيش أساليب دعائية عاطفية، أبرزها إعلانات تحفّز الشعور بالذنب، مثل صورة لجنود في شوارع فلسطينية مرفقة بتعليق: “إخوتكم يقاتلون، فهل ستبقون جالسين؟” لحث المواطنين على التطوع”.