عربي21:
2025-03-18@17:50:25 GMT

هجوم أنقرة الإرهابي.. سياقات ودلالات

تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT

بينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، قال وزير الداخلية التركي إن النتائج الأولية تشير إلى أن مليشيا حزب العمال الكردستاني الإرهابية هي من قامت بالهجوم الذي استهدف المنشأة الرئيسة لشركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (TAI) في العاصمة أنقرة بعد ظهر الأربعاء، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 22 آخرون، اثنين منهم في حالة حرجة.



ويبدو أن أنقرة أصبحت منطقة رخوة، بل ومغرية للعناصر الإرهابية من حزب العمال الكردستاني، فمنذ عام، ويزيد عليه بأيام، وتحديدا في السادس عشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، نفذ إرهابيان اثنان هجوما بالقنابل على مديرية الأمن العام في الولاية، وتزامنت العملية مع بداية الدورة البرلمانية في ذلك العام.

فإن كانت عملية العام الماضي وتوقيتها له دلالات، تتمثل في رغبة حزب العمال الكردستاني في ضرب رمزية الدولة وسيادتها، نظرا لأن الموقع يحتوي على مبانٍ حكومية مهمة بما في ذلك البرلمان ووزارة الداخلية، والتوقيت كان له رسالة أخرى، سواء من ناحية بداية البرلمان جلساته، وإلقاء الرئيس كلمته أمامه، أو إثبات أن الحزب لا يزال قويا رغم الضربات الموجعة التي وجهتها له الدولة خلال السنوات الأخيرة.. فإن عملية الأربعاء لها دلالات أخرى يجب الوقوف عندها مليا، سواء المكان المستهدف، وهو شركة الصناعات الجوية والفضائية التي تنتج طائرات من دون طيار تشكل رمز قوة تركيا في الأعوام الأخيرة وأثبتت جدارة، وكانت عامل حسم في حرب الدولة ضد الإرهاب في جنوب البلاد أو خارجها في سوريا وجبال قنديل في العراق، وكذا في حروب الدول الصديقة في ليبيا وأذربيجان، حتى باتت محط طلب كل جيوش العالم.

عملية الأربعاء لها دلالات أخرى يجب الوقوف عندها مليا، سواء المكان المستهدف، وهو شركة الصناعات الجوية والفضائية التي تنتج طائرات من دون طيار تشكل رمز قوة تركيا في الأعوام الأخيرة وأثبتت جدارة
ورمزية استهداف هذه الشركة المهمة، تكمن في أن هذه العملية، فيما يبدو، نفذت بسواعد عناصر حب العمال الكردستاني، كما صرح وزير الداخلية، لكنها برعاية دول يهمها ضرب هذه الصناعة المهمة لتركيا من خلال تحييد أكبر عدد ممكن من العقول في هذه الصناعة، كما حدث مع المهندس حسن سيد الذي قتل في ماليزيا عام 2013 في ظروف مريبة، والمهندس جميل شينيل، مهندس البرمجيات في شركة أسلسان، عام 2017 ، وعلى الرغم من اعتبار مقتله رسميا عملية انتحار، إلا أن وفاته جاءت في أعقاب سلسلة من الوفيات المشبوهة لمهندسي أسلسان الآخرين على مر السنين.

وليس ببعيد عن هذه الجرائم، مقتل نجيب هابيميت أوغلو، فمع أنه لم يكن جزءا مباشرا من المجمع الصناعي العسكري التركي، إلا أنه مؤرخ أجرى أبحاثا عن حركة فتح الله غولن والتدخل الأجنبي في الشؤون التركية، وربط الكثيرون بين مقتله وبين من يريدون إنهاك الصناعة التركية العسكرية الواعدة.

والحديث عن هابيميت أوغلو، وكشفه عن تدخلات جماعة فتح الله جولن، المتوفى حديثا، يربط خيوط الشبكة التي يعمل حزب العمال لصالحها، أو على الأقل يستفيد منها، سواء على المستوى الإقليمي أو على المستوى الغربي، كالسويد التي حُيِّدت مساعيها بصفقة دخول حلف "ناتو" ومن ورائها واشنطن التي تسعى جاهدة لإجهاض أي محاولة لدولة تركية كبيرة في المنطقة، وإن كان حلم أنقرة أكبر من ذلك بكثير.

غير مستبعد أن يشارك الكيان المحتل لفلسطين في هذه العملية، فارتباطه وثيق بالمليشيا الكردية الانفصالية، والضربات المخابراتية التركية خلال العام الماضي لمخابراته كانت موجعة، لا شك، وكان عليه أن يرد الصفعات من خلال عملاء لهم باع طويل وتاريخ أطول في الإيغال في الدم التركي، وعملياته خلال ثمانينيات القرن الماضي وما بعدها شاهد على ذلك.

إن دعوة رئيس حزب الحركة القومية، وحليف حزب العدالة والتنمية الحاكم، دولت بهتشلي، التي رآها البعض تحولا غير متوقع، حيث دعا بهتشلي السماح لعبد الله أوجلان، زعيم مليشيا حزب العمال الكردستاني المسجون، بمخاطبة البرلمان التركي، وهي دعوة لأوجلان لحل لمليشيا حزب العمال وإلقاء السلاح، لكي يعم السلام في تركيا.. هي دعوة لا يمكن أن يرفضها عاقل.

عملية أنقرة الأربعاء إنما هي رد على دعوة بهتشلي التي لاقت قبولا من أغلب الأحزاب في البرلمان، ولعل الرجل، حليف أردوغان، قد تشاور مع الرئيس على إطلاق الدعوة، لرغبة الرئيس في تهدئة الجبهة الداخلية
عملية أنقرة الأربعاء إنما هي رد على دعوة بهتشلي التي لاقت قبولا من أغلب الأحزاب في البرلمان، ولعل الرجل، حليف أردوغان، قد تشاور مع الرئيس على إطلاق الدعوة، لرغبة الرئيس في تهدئة الجبهة الداخلية، لا سيما بعد خطابه الأخير وحديثه عن الأخطار التي تواجه الدولة التركية من التمدد "الإسرائيلي" في لبنان ومخاوفه من التحرك باتجاه سوريا، ومن ثم تهديد أمن بلاده بشكل مباشر، وهي المخاوف التي تستند إلى رؤية غربية بتشكيل شرق أوسط جديد.

يهدف اقتراح بهتشلي إلى حل المسألة الكردية في تركيا من خلال الوسائل الديمقراطية، وقد ألقى الرجل بالكرة في ملعب حزب العمال الكردستاني، وإن كان أوجلان قد أصبح تاريخيا رمزا للقضية، ويشهد على ذلك الاتفاق الذي أبرمته حكومة حزب العدالة والتنمية مع الرجل ونقضته قيادات العمال الكردستاني، بعد وعود غربية، وحالة السيولة التي شهدتها المنطقة سواء في العراق، مقر العمال الكردستاني، أو في سوريا بعد الثورة الشعبية التي تحولت إلى مسلحة.

وإن كان الهدف من دعوة زعيم حزب الحركة القومية، هو تفريغ الحاضنة الشعبية الكردية؛ وفضها من حول حزب العمال الكردستاني، أو على الأقل هز شبه الإجماع الكردي على سياسته، فإن عملية أنقرة هدفها من وجهة نظر حزب العمال الكردستاني هو الرد على هذه المبادرة، والتأكيد على مواصلة الخط الذي اختاره الحزب، وإرضاء الموتورين داخل الحزب وأنصاره في الخارج، وإرضاء من يحرك هذه المليشيا الإرهابية وتأمين المزيد من الدعم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العمال الكردستاني الإرهابية تركيا تركيا الإرهاب العمال الكردستاني اوجلان سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة تفاعلي سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال الکردستانی

إقرأ أيضاً:

التصعيدُ الإرهابي الأمريكي المحتمَل في اليمن: هل ستغامرُ واشنطن باستخدام القاذفات الاستراتيجية والأسلحة الفتاكة؟

عبدالملك محمد عيسى*

في ظل تهديدات المجرم ترامب والتصعيد المتواصل بين أمريكا الإرهابية واليمن تلوح في الأفق خيارات عسكرية قد تلجأ إليها واشنطن للضغط على صنعاء عبر ضرب المدنيين بما في ذلك استخدام قاذفات B-52 العملاقة وقنابل GBU-43/B المعروفة باسم “أُمِّ القنابل” ضد أهداف مدنية يمنية؛ في محاولة لفرض هيمنة عسكرية وكسر إرادَة القيادة اليمنية التي لن تنكسرَ، كما أعلن السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، أمس الأحد: “هذه الخطوط الحمراء لا يمكن أبدًا أن نُفرِّط نحن في التزامنا ولو فرَّط الآخرون، أن نسكت نحن، ولو سكت الآخرون، فلن نسكت أبدًا، هذا موقفنا بكل ما نستطيع، في مستوى قدراتنا وإمْكَاناتنا، وخياراتنا المتاحة؛ لأَنَّ هذه مسؤولية أمام الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، والتفريط فيها عليه عقوبة من الله، عليه جزاءٌ كبير في الدنيا والآخرة، ونحن من السهل بالنسبة لنا أن تكون مشكلتنا مع طُغاة عصرنا، وأن يكون الخطر علينا من جهتهم، أن نضحِّي في سبيل الله تعالى، ولا أن يكون لنا مشكلةٌ مع الله”.

السؤال المطروح بعد هذا الكلام القوي للسيد القائد: هل يمكن أن تحقّق هذه الخطوة أهدافها؟ أم أن الرد اليمني سيجعل من الخليج العربي ساحة نار باستهداف القواعد العسكرية الأمريكية بصواريخ “فلسطين 2” الفرط صوتية؟ وضرب أرامكو السعوديّة والنفط والغاز في قطر والإمارات؟

إذَا تم قراءة الخيارات العسكرية الأمريكية فاستخدام قاذفات B-52 ستراتوفورتريس الذي هو سلاحُ الردع الجوي الأمريكي يُعتبَرُ من أضخم القاذفات الاستراتيجية في العالم وتستطيع حملَ كميات كبيرة من القنابل والصواريخ الباليستية الموجهة بما في ذلك قنابل مثل GBU-31 وGBU-38 وصواريخ كروز بعيدة المدى مثل AGM-86 ALCM القادرة على ضرب أهداف في عمق الأرض لكن رغم هذه السلاح غير التقليدي فَــإنَّ استخدامها في اليمن ليس مُجَـرّد قرار عسكري بل يحمل أبعادًا خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي، حَيثُ إن دخول قاذفات B-52 في المواجهة قد يؤدي إلى تصعيد لا يمكن السيطرة عليه خَاصَّة إذَا استهدفت مناطقَ مدنية بسلاح غير تقليدي فإذا قرّرت الولايات المتحدة استخدامها ضد اليمن فسيكون الهدف إحداثَ تدمير واسع النطاق على المستوى البنية التحتية المدنية لمحاولة إركاع صنعاء.

لكن هل ستتقبل القيادة اليمنية هذا العدوان دون رد وردع؟ مؤكَّـدٌ الإجَابَة المختصرة لا فالسيناريو المتوقع للرد اليمني إذَا لجأت واشنطن إلى تنفيذ هذا النوع من الضربات فَــإنَّ صنعاء تمتلك عدة خيارات تصعيدية سيكون أبرزها قصف القواعد الأمريكية في الخليج بصواريخ “فلسطين 2” الفرط صوتية فصاروخ “فلسطين 2” يعد من أكثر الأسلحة تطورًا في الترسانة الصاروخية اليمنية وهو فرط صوتي (Hypersonic)؛ أي أسرع من الصوت بأكثر من 16 مرة؛ ما يجعله صعبَ الاعتراض من قبل منظومات الدفاع الجوي الأمريكية مثل ثاد وباتريوت، هذا الصاروخ يستهدف أبرز القواعد الأمريكية المستهدفة قد تشمل قاعدة العُدَيْد في قطر (أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط) قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات قاعدة الملك فيصل في السعوديّة قاعدة عين الأسد الجوية في العراق؛ فأي استهداف لهذه القواعد سيؤدي إلى خسائرَ فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية الأمريكية؛ مما سيجبر واشنطن على إعادة حساباتها.

خيارات صنعاء ليس فقط ضرب القواعد بل أَيْـضًا قصف السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن؛ فاليمن يمتلك قدرةَ ضرب السفن الحربية الأمريكية مباشرة في البحر الأحمر باستخدام صواريخ كروز البحرية والطائرات المسيَّرة الهجومية هجمات متكرّرة على حاملات الطائرات والمدمّـرات الأمريكية قد تؤدي إلى انسحاب هذه القطع من المنطقة كما حدث سابقًا مع “أيزنهاور” خلال العام الماضي.

أَيْـضًا لا ننسى أن هناك إمْكَانيةً لاستهداف منشآت النفط في السعوديّة والإمارات؛ فإذا تمادى العدوان الأمريكي فمن المرجح أن تستهدف القوات اليمنية منشآت أرامكو السعوديّة وأدنوك الإماراتية؛ مما قد يؤدي إلى أزمة طاقة عالمية.. ضربة كبيرة للنفط الخليجي قد ترفع الأسعار إلى أكثر من 150 دولارًا للبرميل كحد أدنى ما يضع واشنطن في مواجهة مباشرة مع الاقتصاد العالمي.

تداعياتُ هذه المواجهة ستؤدي حُكمًا إلى انهيار النفوذ الأمريكي في المنطقة إذَا تم استهدافُ القواعد الأمريكية فَــإنَّ ذلك سيجبر واشنطن على تقليل وجودها العسكري في الخليج؛ مما يفتح المجال أمام قوى أُخرى مثل الصين وروسيا لملء الفراغ فالدول الخليجية ستشعر بالخطر من تحولها إلى ساحة معركة بين اليمن وأمريكا؛ مما قد يدفعها لإعادة النظر في علاقاتها مع واشنطن.

قدرة اليمن على مواجهة القاذفات الاستراتيجية والقواعد العسكرية الأمريكية ستعزز من مكانة اليمن في محور المقاومة وستجعلها قوة إقليمية يُحسَب لها ألف حساب، سيتأثر الكيان الإسرائيلي بشكل مباشر؛ فاستمرار الحصار البحري من قبل اليمن وتصعيد العمليات ضد السفن الإسرائيلية سيؤدي إلى أزمة اقتصادية داخل تل أبيب وسيضعف قدرة الجيش الإسرائيلي على إدارة حرب طويلة؛ فأي استهداف للقواعد الأمريكية قد يدفع واشنطن إلى التراجع عن دعم الكيان الإسرائيلي عسكريًّا؛ بسَببِ انشغالها بحماية قواتها في الخليج.

هل ستغامِرُ واشنطن باستخدام هذه الأسلحة؟

إن استخدام القاذفات B-52 والقنابل الفتاكة ضد اليمن هو سلاح ذو حدين؛ فإذا استخدمته أمريكا فذلك يعني أنها لم تستطع تحقيق أهدافها بالضربات التقليدية؛ مما يدل على فشل استراتيجيتها العسكرية.

لكن هذا التصعيد سيؤدي حتمًا إلى رد يمني مدمّـر يخدش وجه أمريكا؛ مما يجعل الأمريكيين يدفعون ثمنًا باهظًا سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا.

الخيار الوحيد المتاح لواشنطن هو محاولة الوصول إلى اتّفاق سياسي، وَبحسب خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، أمس الأحد، فالعدوّ الأمريكي عندما ينفذ هذا العدوان وهذه الغارات فهو لن يحقّق هدفَه في الضغط علينا بالتراجع عن موقفنا، الحل الوحيد هو:

دخولُ المساعدات الإنسانيَّة إلى قطاع غزَّة.
إنهاءُ التجويع للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة.
إنهاءُ التعطيش للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة.
لكن استمرارَ التعنت الأمريكي قد يدفع المنطقة إلى حرب مفتوحة ستغيّر موازين القوى بالكامل فاليمن ليس ساحة اختبار للسلاح الأمريكي.

فَاقْضِ مَا أنت قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا

* أُستاذ علم الاجتماع السياسي المشارك جامعة صنعاء

مقالات مشابهة

  • اسرائيل تستأنف عدوانها الإرهابي وإبادة المدنيين في غزة
  • التصعيدُ الإرهابي الأمريكي المحتمَل في اليمن: هل ستغامرُ واشنطن باستخدام القاذفات الاستراتيجية والأسلحة الفتاكة؟
  • النائب العام يقف على حجم الانتهاكات التي ارتكبتها القوات المتمردة خلال فترة سيطرتها على مقر منطقة قري العسكرية
  • نصائح وحلول عملية لتخفيف آلام الظهر أثناء الدورة الشهرية
  • الديمقراطي الكردستاني يوجه انتقاداً جديداً للمحكمة الاتحادية
  • إسرائيل تعلن إحباط هجوم في القدس خلال شهر رمضان
  • Ooredoo ومؤسسة “ناس الخير” تنظمان عملية توزيع وجبات الإفطار
  • [ ترامب الإرهابي السفاح ]
  • استهدف الطيران الأمريكي الإرهابي حي سكني شعبي مكتظ بالسكان بشكل مباشر في صنعاء (كاريكاتير)
  • قيادي بحزب العمال الكردستاني ينهي حياته بعد اتفاق دمج قسد.. ما حقيقة الفيديو؟