اللحمة تقاطع موائد ملايين المصريين

ﻣﻮاﻃﻨﻮن: »ﻣﻔﻴﺶ ﻋﻤﺎر ﺑﻴﻨﺎ وﺑﲔ اﻟﻠﺤﻤﺔ وﻧﺴﻴﻨﺎ ﻃﻌﻤﻬﺎﺷﻌﺒﺔ اﻟﻘﺼﺎﺑﲔ: أﻗﺼ- زﻳﺎدة ﻋﻠ- اﻷﺳﻌﺎر ﻟﻦ ﺗﺘﺠﺎوز ٠١ ﺟﻨﻴﻬﺎت ﻓ- اﻟﻜﻴﻠﻮ
ﻛﻴﻠﻮ اﻟﻠﺤﻮم اﳊﻴﺔ بـ155جنيهاً والجزارون يبعونه ب40جنيهاً..و60% من الاستهلاك متورد

 

 اللحوم فى مصر مجموعة من الألغاز.. سعرها لغز، ونصيب الفرد منها لغز، وتعامل المصريين معها لغز.. ويبقى اللغز الأكبر هو أن سعر اللحم البقرى قائم حاليا 170 جنيها والجاموسى 155 جنيهًا، فيما يُباع كيلو اللحوم الحمراء بأسعار تتراوح بين 350 و450 جنيهًا للكيلو!.

.

 ومؤخرا زفّت بعض الصحف بشرى تتعلق بثبات أسعار اللحوم لثلاثة شهور متتالية، وكأن ثبات السعر خبر وأمر مهم يستحق النشر!

 وحسب الأرقام العالمية فإن مصر فى المرتبة رقم 147 من بين 192 دولة طبقا لنصيب الفرد من اللحوم، فمتوسط استهلاك المصرى من اللحوم يوميا يبلغ 60 جراما، بينما يلتهم كل أمريكى 347 جرام لحوم يوميا، وعربيا يتناول كل بحرينى 254 جرام لحوم يوميا، وكل يوم يتناول كل قطرى 216 جرام لحوم، ويأكل الكويتى 194 جراما والسعودى 145 جراما والإماراتى 140 جراما والعمانى 133 جراما والليبى 108 جرامات والمغربى 106 جرامات واللبنانى 97 جراما والأردنى 96 جراما والتونسى 93 جراما والموريتانى 88 جراما.

طبقا للتقرير الشهرى الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، سجلت أسعار اللحوم والدواجن فى سبتمبر الماضى ارتفاعا بنسبة 22.3%، مقارنة بسبتمبر 2023، ورغم هذه الزيادة يتوقع كثير من المصريين أن تواصل أسعار اللحوم ارتفاعها، بينما يؤكد نقيب الفلاحين ورئيس شعبة القصابين أن أسعار اللحوم لن ترتفع، وإن ارتفعت فإن الزيادة لن تتجاوز 10 جنيهات فى الكيلو.

فى المنافذ الوزارية الثابتة والمتنقلة ومحال الجزارة، تذبذبت أسعار اللحوم ففى منافذ الوزارات تراوحت أسعار اللحوم ما بين 300 و330 جنيها للمشفى والضأن والكبدة واللحوم السودانية والكبدة 270 جنيها بينما سعر كيلو اللحوم فى منافذ حياة كريمة المتحركة عند متوسط 310 جنيهات.

وفى منافذ وزارة الزراعة بلغ سعر اللحوم 320 جنيها والمفروم البقرى 260 جنيها والكفتة 240 جنيها والبرجر 320 جنيها والبوفتيك والفلتو وعرق التربيانكو 320 جنيها، بينما تتراوح أسعار الكبدة البلدية بين 440 و490 جنيها.

 وجاء سعر اللحوم البلدية على القمة فكيلو اللحم البقرى بالدهون 400 جنيه والكفتة الكندوز 380 جنيها والبيف برجر المحلى 385 جنيها والسجق البلدى 395 جنيها ولحم الضأن 520 جنيها وكيلو اللحم الماشية كبيرة السن 400 جنيه.

 ورصدت «الوفد» آراء المواطنين حول أسعار اللحوم بالأسواق، وقال محمد أحمد، موظف: «أسعار اللحوم لا تتناسب مع دخل أغلب الأسر المصرية، ولهذا توقفت كثير من الأسر عن شرائها، وأى زيادة فى الأسعار ستعنى حرمان مزيد من الأسر من تناول اللحوم وهو ما سيكون له أثره الخطير على صحة الأطفال الصغار الذين يحتاجون إلى تناول اللحوم لبناء أجسامهم».

وبكلمات ساخرة وصف محمد آدم – موظف- علاقته مع سوق اللحوم فقال: «مفيش بينى وبين اللحمة عمار من فترة وبينا خصام، وصعب جدا نرجع لبعض تانى.. وفكرت كتير أنى أبقى نباتى زى ناس كتير، لقيت سعر الطماطم أغلى من المانجا بشويتين حلوين».

وقالت نور الهدى محمد - ربة منزل: «توقفنا عن أكل اللحوم منذ فترة ونسينا طعمها، اللحمة دلوقتى أصبحت للناس الغنية فقط، ونحمد الله على كل حال».

 وقال محمد حسن - من العمالة غير منتظمة: «مابقيناش نعرف حاجة اسمها لحمة نسيناها خلاص، ومش بنعرف نشمها حتى، الواحد فينا الأيام الحالية يروح ياخد رغيف ويأكله جنب الجزار على ريحة اللحمة».

 وفى مقابل شكاوى المصريين من ارتفاع أسعار اللحوم وتخوفهم من زيادة جديدة فى الفترة القادمة، يؤكد حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، أن سوق المواشى يشهد ركودًا منذ عدة أشهر بسبب ضعف الإقبال على الشراء، وكيلو اللحم البقرى قائم حاليًا بـ170 جنيهًا والجاموسى بـ155 جنيهًا، فيما يُباع كيلو اللحوم الحمراء بأسعار تتراوح بين 350 و450 جنيهًا للكيلو.

وقال «أبوصدام»: «المتوقع حدوث ارتفاع فى أسعار المواشى خلال الأيام القليلة المقبلة بسبب قرب موسم البرسيم وهو أهم علف أخضر فى مصر، وبالتالى فالمتوقع زيادة الطلب على الشراء، ولكن هذه الزيادة طفيفة للغاية وهو أمر معتاد عليه سنويا، وتأثيرها على سعر الكيلو للمستهلك ستكون بحد أقصى 10 جنيهات، وليس كما توقع المواطنون، بأنها ستتخطى السعر المتواجد بالسوق فى الوقت الحالى.

وأضاف: «انخفاض درجات الحرارة وبدء فصل الشتاء، يزيد من الطلب على الألبان ومنتجاتها، حيث يُقبل المزارعون والفلاحون على شراء المواشى للتسمين أو للحصول على الألبان مع توفر البرسيم الأخضر، مما يعمل على تحريك الركود الذى يشهده سوق المواشى»، مشيرا إلى أن سعر رأس البقرة البلدى والخليط الوالدة يتراوح بين 80 و95 ألف جنيه حسب السن والحجم وكمية اللبن التى تنتجها، فيما يتراوح سعر صغار الأبقار بين 15 ألف إلى 30 ألف جنيه حسب حالتها، متوقعًا ارتفاع أسعار كل أنواع المواشى الحية من 5 إلى 10 آلاف جنيه للرأس الواحدة خلال أيام.

وأكد «أبوصدام» أن سوق اللحوم الحمراء تعانى عجزًا يصل لـ40% بين الإنتاج والاستهلاك، والنسبة الباقية يتم تعويضها بالاستيراد من الخارج.. وقال: «أسعار اللحوم مستقرة منذ عام عند حدود 350 جنيها و450 جنيها لأفخم أنواع اللحوم، ولم تشهد زيادة حتى اليوم»، لافتا أن ارتفاع حجم التضخم قد يترتب عليه زيادة فى الأسعار، حيث زيادة تكلفة الإنتاج وخاصة أسعار الأعلاف وبالتالى زيادة سعر الماشية فى الأسواق.

وطالب نقيب الفلاحين الحكومة بإعادة النظر فى هيكلة توزيع العلف والردة بأسعار مدعمة للمربين، حيث تشهد هذه العملية الكثير من أوجه الفساد حيث يحصل عليها العديد ممن لا يستحقون فيما يعانى الكثير من المربين من ارتفاع أسعار الردة فى السوق الحر مع كثرة عمليات غشها حيث وصلت شيكارة الردة الـ35 كيلو إلى 400 جنيه فى السوق الحر، كما طالب نقيب الفلاحين بضرورة الاهتمام بتوفير مستلزمات الأعلاف بكميات كافية وأسعار مناسبة حرصًا على الثروة الحيوانية ومنعًا لارتفاع أسعار اللحوم خلال الفترة المقبلة.

ومن جانبه، قال مصطفى وهبة، رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، إن المعلومات المتداولة عن زيادة جديدة فى أسعار اللحوم الحمراء غير صحيحة بالمرة، حيث إن هناك ركودا فى السوق، ولا يوجد طلب حتى ترتفع أسعار اللحوم فى الأسواق، حيث إن عملية الزيادة تتوقف على «العرض والطلب».

وأضاف رئيس شعبة القصابين: «أسعار اللحوم الحمراء مستقرة فى الأسواق منذ عام، حيث يبلغ سعر كيلو اللحم البلدى بين 400 إلى 450 جنيها، بينما يبلغ سعر كيلو اللحم الحمراء المستورد 350 جنيها إلى 400 جنيه فى الأسواق، وإن حدثت زيادة فلن تتعدى 10 جنيهات فى الكيلو، مثلما حدث خلال أيام العيد عيد الأضحى، حيث ارتفع سعر الكيلو 10 جنيهات وانخفضت بنفس القيمة بعد انتهاء الموسم».

وأوضح «وهبة» أن مشكلة اللحوم فى مصر هى قلة الإنتاج وكثرة الاستهلاك، حيث أن مصر كانت تنتج ما يقرب من 60% من حجم الاستهلاك، ويتم استيراد 40% من الخارج، ولكن حاليا يتم إنتاج 40%، ونستورد 60% من الخارج.

وذكر أنه يتم معالجة عجز الإنتاج الذى يشهده سوق المواشى عن طريق التوعية من قبل وزارة الزراعة لزيادة الإنتاج، كما أنه لا بد من توفير الأعلاف الذى يتم تغذية المواشى بها والعمل على تقليل الاعتماد على عملية الاستيراد من الخارج، بالإضافة إلى زيادة الرقعة الزراعية الخاصة بالأعلاف، خاصة الذرة.

وأكد مصطفى وهبة ضرورة توعية الفلاحين بعدم ذبح إناث المواشى، خاصة أن زيادة الإنتاج تعتمد عليها، مشددا أن اللحمة تعتبر من ضمن مقومات الأمن الغذائى والأمن القومى للبلاد، ولا بد من السيطرة عليها بأكبر شكل ممكن، خاصة أن أسعار اللحوم تشغل هموم كل الناس.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد