شهد اللواء دكتور هشام أبوالنصر محافظ أسيوط، إنطلاق فعاليات مؤتمر اليوم الواحد الأدبي بعنوان "تحديات  الأدب في عصر الرقمنة"، دورة  الشاعر الراحل مصطفى حامد، والذي يقام بقصر ثقافة أسيوط تحت رعاية وزير الثقافة، ومحافظ أسيوط وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، والإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر الدكتور مسعود شومان، وإقليم وسط الصعيد الثقافى برئاسة ضياء مكاوي، والإدارة العامة للثقافة العامة برئاسة الأديب عبده الزراع، من خلال فرع ثقافة أسيوط بإشراف الشاعر محمد شافع مدير إدارة الخدمات الثقافية بفرع ثقافة أسيوط.


شهد المؤتمر ضياء مكاوي رئيس الإدارة المركزية لإقليم وسط الصعيد الثقافى، ومحمد إبراهيم الدسوقي وكيل وزارة التربية والتعليم، وأحمد السويفى وكيل وزارة الشباب والرياضة، والروائى حمدي البطران رئيس المؤتمر، والشاعر مدثر الخياط أمين المؤتمر رئيس مجلس إدارة نادى الأدب المركزى بأسيوط، وبمشاركة أدباء ومبدعين وعدد كبير من المثقفين والكتاب والإعلاميين والمهتمين بالحركة الأدبية والثقافية. 


وقد بدأت الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر الذى قدمته الأديبة والقاصة عبير كيلانى بكلمة اللواء هشام أبو النصر محافظ أسيوط حيث رحب بإقامة المؤتمر على أرض المحافظة، موجهاً الشكر والتقدير لوزير الثقافة على رعايته لمثل هذه المؤتمرات الثقافية التي تسهم بشكل كبير في إثراء الحركة الثقافية، وتعد سلاحاً مهماً في مواجهة أي فكر متطرف 


وأكد محافظ الإقليم على إهتمام الدولة منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مسئولية قيادة الوطن، بالثقافة المصرية التى شهدت طفرة كبيرة، شملت النهوض بالقوى الناعمة فى الدولة المصرية من خلال الإهتمام بالثقافة والفكر والإبداع وبناء الإنسان والحفاظ على الهوية المصرية وتعميق قيم الولاء والانتماء للوطن في ظل الجمهورية الجديدة بما يسهم تحقيق التنمية المستدامة في مصر، وخلق بيئة ثقافية تسهم في بناء الإنسان على أسس ثقافية قوية، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.


ووجه المحافظ، بتنظيم صالون أدبى شهرياً بقصر الثقافة أو ديوان عام المحافظة مؤكداً أهمية دور الثقافة في تنمية المجتمع وتعزيز الهوية الوطنية، مشيراً إلى أن المحافظة تواصل دعمها الكامل للفعاليات والأنشطة الثقافية التي تسهم في رفع مستوى الوعي الثقافي والفني على جميع المستويات لدى المواطنين تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بالارتقاء بقطاع الثقافة والفنون لما له من تأثير ايجابي في رفع الوعي لدى المواطنين، مثمناً جهود العاملين بإقليم وسط الصعيد الثقافي، ومطالباً إياهم ببذل المزيد من الجهد والعمل خلال الفترات القادمة.


من جانبه قدم ضياء مكاوي رئيس الإدارة المركزية لإقليم وسط الصعيد الثقافى – خلال كلمته - التحية والتقدير لمحافظ أسيوط لدعمه الحراك الثقافي والأدبي واهتمامه ودعمه للمؤتمر.
كما قدم الروائى حمدي البطران رئيس المؤتمر التحية والتقدير لمحافظ أسيوط لدعمه الحراك الثقافي والأدبي موجهاً تحية محبة وتقدير للأدباء والمبدعين والمثقفين والكتاب والإعلاميين ثم تلاها كلمة ترحيب للشاعر مدثر الخياط أمين المؤتمر موجهاً تحية شكر وتقدير لمحافظ أسيوط وللأدباء المشاركين لاهتمامهم بالتراث والحفاظ عليه ويتطلعون إلى التجريب فى الفكر والأبداع والذى يشكل الهوية القومية والبعد الحضاري.


وعلى هامش المؤتمر افتتح محافظ أسيوط معرض دار المعارف ومعرض ومنفذ بيع إصدرات الهيئة العامة لقصور الثقافة بقاعة المعارض بقصر ثقافة أسيوط وتم عرض 9182 عنوانا بمختلف المجالات أشهرهم سلسلة زخائر العرب في الركن الثقافي، وسلسلة الدكتور عبد الحليم محمود في الركن الديني وسلسلة الدكتور مصطفى محمود في الفلسفة الدينية وسلسلة المغامرون الخمسة في ركن الأطفال.
يشار إلى أنه تم تنظيم عرض فني للتخت الشرقي بقيادة المايسترو حسام حسنى.
واختتمت فعاليات الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر بتكريم الأديب حمدى البطران والشاعر ياسر النجدى والأديب مصطفى البلكى واسم الشاعر الراحل مصطفى حامد ممن كان لهم دور هام فى إثراء الحركة الثقافية فى صعيد مصر.


ومن الجدير بالذكر أن المؤتمر ضم العديد من الجلسات البحثية منها الجلسة البحثية الرئيسية تحت عنوان " تحديات الأدب في عصر الرقمنة "، وأدارها الأديب الدكتور أحمد مصطفى على وتناولت عدة أبحاث منها "تحديات الإبداع الأدبي في عصر الذكاء الاصطناعى" للباحث الدكتور سعيد أبو ضيف، أستاذ الترجمة بكلية الآداب جامعة أسيوط، ورئيس مجلس إدارة نادي أدب أسيوط ، و"الإبداع والنشر الإليكتروني" للباحثة الدكتورة حنان أبو القاسم، مدرس الأدب العربي بكلية الآداب جامعة أسيوط.
وفي رحاب غزال الشعر العربي، الشاعر الراحل مصطفى حامد، أقيمت جلسة قراءة نقدية لأعمال، ديوان "كل هذا القلق" للباحث الشاعر محمد دسوقي قبيصي عضو نادي الأدب المركزي بأسيوط، وأدارها الشاعر أنور فتحي رئيس مجلس إدارة نادي أدب ثقافة صدفا والغنايم.
كما تضمن المؤتمر الأدبى أمسية شعرية أدارها الشاعر محمد أبو شناب رئيس مجلس إدارة نادي أدب ثقافة منفلوط، بقاعة الأديب الراحل سعد عبد الرحمن بقصر ثقافة أسيوط، إلى جانب ندوة نقاشية لأدباء أسيوط، أدارها الإعلامي الدكتور شوقى السباعى.

محافظ أسيوط يسلم 40 ماكينة خياطة وفرن منزلي للسيدات الأرامل والمعيلات محافظ أسيوط يكرم الفائزين بالمسابقات العلمية الدولية ويطلب تنظيم مسابقة لأوائل الطلاب


كما أقيمت جلسة قصصية، لنخبة من قصاصي ومبدعي القصة والرواية بأسيوط أدارها الأديب الدكتور ناجح جاد رئيس نادي أدب ثقافة ديروط تلاها جلسة الشهادة الإبداعية عن الشاعر محمد سعد توفيق وقدمها الشاعر روماني يسري رئيس مجلس إدارة نادي أدب ثقافة أبوتيج، إلى جانب عرض فنى لفرقة أسيوط للفنون الشعبية بقيادة الفنان محمود يحيي واختتمت فعاليات المؤتمر بالتوصيات، وقدمها الشاعر مدثر الخياط.

IMG-20241025-WA0055 IMG-20241025-WA0054 IMG-20241025-WA0053 IMG-20241025-WA0049 IMG-20241025-WA0050 IMG-20241025-WA0051 IMG-20241025-WA0052 IMG-20241025-WA0048 IMG-20241025-WA0044 IMG-20241025-WA0043 IMG-20241025-WA0047 IMG-20241025-WA0045 IMG-20241025-WA0041

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أسيوط أخبار أسيوط اخبار المحافظات قصر ثقافة اسيوط مؤتمر أدبي نادی أدب ثقافة محافظ أسیوط الشاعر محمد ثقافة أسیوط وسط الصعید فی عصر

إقرأ أيضاً:

الكاتب محمد قراطاس: الشعر أكثر كرمًا وإيثارًا من جميع أنواع الكتابات الأدبية

العُمانية: «العمل السردي فعل كتابي أناني جدًا، وعندما يبدأ الشاعر بالكتابة الروائية فإنها تمنعه من كتابة أي إبداع آخر وخاصة الشعر. فالشعر أكثر كرمًا وإيثارًا من جميع أنواع الكتابات الأدبية، فهو يسمح بأن تشاركه فـي قلب الشاعر وفكره».. من خلال تلك العبارة يضع الشاعر والكاتب العُماني محمد قراطاس المهري القارئ والمتابع حيث حقيقة الشعر وبيان الرواية.

وفـي سياق التجربة الإبداعية، والحديث عن الشعر ونتاجه الإبداعي، «ما ورثه الضوء»، «تغريبة بحر العرب»، و«الأعشاب تفقد الذاكرة سريعًا»، مرورًا بالسرد ورواية «الأعتاب»، يتحدث « قراطاس»، عن وقع المواءمة بينهما ويوضح أن التجربة الإبداعية لكل متعامل مع الأدب لابد أن تتشابه فـي كثير من جوانبها ابتداءً من اللحظة الأولى التي يشعر فـيها المؤلف أن لديه جذوة خلّاقة فـي روحه وانتهاء بالكتابة الأخيرة التي رفع فـيها قلمه عن الورقة، ما نختلف فـيه هو الأسلوب والأحداث والزمن الذي حمل هذه الرحلة. وأنا مثل كثير من الكُتّاب بدأت تلك الجذوة بالظهور فـي المراحل الأولى من الحياة، واختلفت عن كثير من مجايلي فـي «ظفار»، إن جذوتي وجدت فـي الشعر الفصيح طريقها، وكان هذا خيارًا صعبا ألزمتني فـيه القريحة الشعرية فـي مجتمع يميل بأغلبه للشعر الشعبي، ومع قلة المرتادين لهذا الطريق فقد كان فـي كثير من الأحيان يشكل عالمًا من الوحدة يخلو من كل شيء ما عدا الكتاب، وبرغم هذا دفعتني الرغبة الجامحة لدي إلى الاستمرار والكتابة بهذا الغالب ومع السنوات بدأت أتعود على هذه الحالة الشعورية وأجد فـيها متنفسًا جميلًا وخلوةً رائعة.

ويشير الكاتب «قراطاس» إلى ما قدمته سياقاته الشعرية الثلاثة، حيث التقاطعات بين تلك الإصدارات، وتفاصيل العمل السردي «الأعتاب» ويؤكد على أن جميع هذه الإصدارات الشعرية تتقاطع فـي نفس الفكرة، وهي أن مصدرها ذات العقل وذات القلب لشاعر واحد. وهي متأثرة بتصاعد فكري ونفسي مع مراحل الشاعر الحياتية. وعلى الرغم من أن الشعر هو كائن به الكثير من الفضاءات إلا أن ظهوره يخضع للظروف الإنسانية التي يمرّ بها الشاعر أو تمرّ به. وذلك لا غرابة فـي أن من سيقرأ الديوان الأول أو الثالث سيشعر بوجود ذات الشاعر بين الجُمل والتفاعيل. أما الرواية فهي كذلك تنصبغ بنفس اللون الخفـي ولكن تحتاج إلى عين ناقدة لتتبع ظهور الشاعر بين حين وآخر والتقاط لمحات منه فـي فصول الرواية.

ولكون «قراطاس» «شاعرًا» و«روائيًّا»، يتحدث أيضا عن الأقرب إليه من هذين الاتجاهين، وأثر كل منهما على تطور أسلوبه الكتابي، والأكثر تأثيرًا فـي المستقبل: السّرد، مثل الرواية أو القصة القصيرة، أم الشعر فـيقول: العمل السردي هو فعل كتابي أناني جدًا. وعندما يبدأ الشاعر بالكتابة الروائية فإنها تمنعه من كتابة أي إبداع آخر وبالذات الشعر. الشعر أكثر كرمًا وإيثارًا من جميع أنواع الكتابات الأدبية، فهو يسمح بأن تشاركه فـي قلب الشاعر وفكره، ولذلك فقد عانيت كثيرًا فـي فترة كتابتي للرواية فـي العودة لكتابة الشعر. والمعاناة هنا ليست فـي امتناع الإبداع عند كتابة الشعر. بل فـي محاولة النثر المتكررة فـي الاستيلاء على ذلك الإبداع وتحويله لحسابها، ويمكن مشاهدة ذلك فـي كثير من الشعراء الذين تخلوّا تماما عن الكتابة الشعرية واتجهوا للرواية، بالنسبة لي فإن الشعر هو الأقرب المتجذر فـي نفسي. ولذلك لو تم تخييري بين الاثنين فأنا أختار الشعر.

ويشير «قراطاس» إلى تطور روح القصيدة العُمانية، مرورًا بالتجديد والتحوّل فـي الشكل والمضمون مقارنة بالكلاسيكيّة منها، والتحدّيات التي تواجه الشعر على مستوى المحيط العربي أو العُماني فـي ظل بيان نَفَس السرد فـيتحدث: لا أتفق مع مقولة روح الشعر (العُمانية) أو (الخليجية) أو أي مُسمى. فالشعر الحقيقي لا يرتبط بالجغرافـيا أو القوميات، بل هو إبداع إنساني محض. ولكن يمكننا التساؤل عن التجربة الشعرية للشعراء العُمانيين وبالنسبة لي أرى أن التجربة الشعرية فـي سلطنة عُمان ظلت لسنوات فـي مستوى واحد، واعتقد بأنها فـي أغلبها ما زالت عند المستوى نفسه. ولسببين، أولًا: حالة الواقع المعاش وما ويتجسد ذلك فـي جوانب اقتصاديّة واجتماعيّة، وثانيهما: التجارب الفكريّة فـي الساحة الشّعرية. فهذان السببان لم يتغيرا كثيرا منذ عقود، ولذلك فظهور أسماء عُمانية ذات تأثير شعري على المستوى الدولي قليل. وطبعا لا أتحدث عن المسابقات، فهي أسوأ مكان يمكن فـيه تقييم التطور الشعري لبلد معين، وإنما أتحدث عن التأثير والتطوير الحقيقي فـي حركة الشعر التصاعدية. وعن نفسي لا أرى أي بوادر تقدم جماعي فـي هذا المجال. فالشعر يزهر فـي المجتمعات ذات الرفاهية المتعدّدة فـي تشكّلها، وهو كذلك يزهر حين لا تكون هناك أدوار قاسية ومعقدة لأفكار وتابوهات فـي المجتمع، وحركة التقليد لقوالب الشعر خارج سلطنة عُمان بدأت تزيد بشكل كبير كنوع من الخروج عن السياق، فأنت إن هربت من مجتمعك فإنك تحاول الانتقال إلى مجتمع آخر عن طريق تقليده فـي كل شيء. لكنك ستظل دائمًا نسخة باهتة مهما تم عرضك.

وفـي سياق الأدب العُماني ومواكبته «مستقصيًا» التحولات الثقافـية والاجتماعية محليًّا، يشير الشاعر «المهري» إلى الأديب فـي سلطنة عُمان وكيف استطاع هو الآخر الحفاظ على الهُوية الثقافـيّة والانفتاح على التجارب خارج نطاقه الجغرافـي فـيقول: لا يدمّر التطور الشعري والإبداعي مثل مقولة المحافظة على خصوصية الثقافة والأدب، وجميع المجتمعات فـي المنطقة الخليجية تنتهج نفس الفكرة العقيمة، ولذلك عالميًّا فـي مجال الإبداعات الإنسانية (نحن) لا نُعتبر مطلقا على الخارطة، فلا تأثير أبدا للأدب الخليجي أو حتى العربي للأسف، وظهور أسماء عربية فـي الكتابات الإنسانية لا تخرج من جهتين، إما كاتب عربي عاش قبل مئات السنين مثل ابن رشد أو ابن العربي أو ابن خلدون، وإما عربي خرج من مجتمعه العربي ونشأ فـي مجتمع غربي كجزء من هُويته مثل أمين معلوف أو جبران خليل جبران، ونحن لسنا بعيدين عن ذلك، نحن نعيش فـي حالة قتال للحفاظ على ما يسمى خصوصيتنا العُمانية العربية والإسلامية، وهنا يبقى الأدب فـي حلقة مفرغة يرفض أن يخرج أحد عن السياق، وطبعا هنا لا أعني مخالفة ما هو متعارف عليه ولكن الوقوف على ذلك والانطلاق إنسانيا إلى آفاق لا تتشبث بالماضي ولكن تنتقل من سماء لأخرى فـي مجال الإبداع الإنساني.

ويتحدث «قراطاس» عن الأثر والتأثير، وما مدى أهميته فـي مسيرة الكاتب مع الأدب، وهو المطمئن فـيه والمقلق منه ويؤكد على أن التأثر والتأثير هما أمران واقعان لا يمكننا منعهما، وبالذات فـي الأدب. فالأدب كُتب ليخرج إلى الفضاء المجتمعي حوله ولذلك سيؤثر وسيتأثر مستقبلا بكل التجاذبات الناتجة عنه. ولا أعتقد بأن هناك متأثرًا أو مؤثرًا سيئًا، بل متلقيًا لا يمكن التنبؤ بمدى ردة فعله سواء على المستوى اللحظي أو التراكمي. ومن وجهة نظري فالعملية الإبداعية يكون تأثيرها دائما جيدًا مهما توهّمنا السوء فـي ذلك.

ويتطرق «قراطاس» إلى واقع البيئة وتقاليدها، مرورًا بالتاريخ والجغرافـيا، وأثر ذلك على إبداع الكاتب فـي سلطنة عُمان ونتاجه قائلًا: تأثير التاريخ والمكان على الكاتب هو تأثير جوهري لا يمكن التخلص منه. أذكر فـي رحلة إلى باريس قمنا بزيارة بيت الروائي والشاعر الفرنسي فكتور هوجو، وقام الدليل بإدخالنا للغرفة التي يكتب فـيها. ومن النافذة يمكن رؤية كنيسة نوتردام، ومن المعلوم أن أشهر رواياته أحدب نوتردام. ويتضح هنا مدى انعكاس المكان على مخيلة الأديب بشكل كبير. فالساكن فـي الصحراء أو فـي الأرياف الخضراء سيخرج أدبه مصبوغًا بانعكاسات المكان، كأن يكتب البدوي فـي الصحراء عن جمال الأفق ويكتب القابع فـي الريف عن خيانة الزهرة السامة. وفـي سلطنتنا العزيزة تتنوع الجغرافـيا بشكل كبير، ولذلك تتنوع الإنتاجات الأدبية بشكل كبير، لكن تظل روح المبدع وحالته المزاجية هي المهيمنة على سياق الكتابة، وبالنسبة لي كان لها تأثير كبير فـي كتاباتي وتظهر جلية فـي الشعر وفـي النثر.

وفـي شأن النقد الأدبي، وما مدى الحاجة إليه فـي خضم التطور التصاعدي الكبير لتفكيك حقيقة القصيدة أو السرد من خلال القراءات النقدية التي تستهدفه بشكل واقعي يقول «قراطاس»: نفتقر إلى المجتمع النقدي الحقيقي الذي يؤثر فـي جودة الإصدارات الأدبية. لدينا نقاد وأغلبهم يحاولون ألا يدخلوا فـي صراع مع الأدباء، وهذا تأثير من السمت العُماني تجاه الآخر. ولذلك أذكر قبل عدة سنوات أن ناقدًا عربيًّا مُقيمًا كتب مقالا نقديا لأحد الشعراء وقامت الدنيا ولم تقعد، فكيف تجرّأ هذا الرجل على انتقاد إبداعات هذا الشاعر، لذلك نحن نعاني من طوبائية الفكر لدى أدبائنا فهم يعتقدون بأن كتاباتهم تتفق مع سياق الآداب السلوكية ولذلك فإن نقدها يعتبر نقدًا للأخلاق العامة، نحتاج إلى نقّاد يقدمون رسالة النقد الحقيقية وفكرًا جديدًا يتحمل النقد الأدبي ولا يعتبره نقدًا شخصيًّا أو مجتمعيًّا. ولا يمكن للأدب فـي عمومه على المستوى المحلي أو حتى العربي التطوّر أو الحضور فـي الأدبيّات الإنسانية دون آلة إنتاج نقدي. وهذا الأمر لا تخلو منه الدول فـي منطقتنا، فإذا ظهر ناقد جلس على مكتبه لينتقد كاتبًا توفـي قبل سنوات طويلة ويخرج كتابًا نقديًّا لقلم لا يمكنه الرد عليه أو تطوير كتاباته المستقبلية. إذا استمرت هذه الكتب النقدية فـي محاولة إحياء الموتى فإنها لن تنجح، يجب أن يكون الناقد حيًّا يكتب فـي نتاجات حية لأدباء أحياء بعد صدور كتبهم مباشرة وليس بعد أن يموت الأديب والقلم والأدب.

ويشير «قراطاس» إلى الفرص التي قد يتيحها الأدب فـي سلطنة عُمان لتحقيق حضور أكبر على الساحة الأدبية العربية والعالمية فـي المستقبل، ومدى قدرته على التأثير فـي الأدب العربي والعالمي مستقبلًا فـيقول: الفرص المتاحة لدخول الأدب العُماني للعالمية لا تنتهي ولن تنتهي، نحن فقط بحاجة إلى ثلاثة أشياء مهمة. أولا خروج الأديب من قوقعة مجتمعه إلى الفضاء الإنساني، والبحث فـي بيئته عن مرتكزات للانطلاق إنسانيا. وإخراج فكرة القدسية عن كتاباته وأنها قابلة للطعن والنّقد، وتقبّل هذا النقد بنية تطوير أدواته وفكره فـي القادم من الكتابات. ثانيا حضور مجتمع واع من النُّقاد العُمانيين فـي جميع اتجاهات الكتابة، وخروجهم عن سياق المجاملات إلى سياق البحث الحقيقي عن نقاط الضعف والقوة فـي متن الكتاب. وتحمّله أمانة النقد ومتابعته للإنتاجات الدولية والمحلية ورسم خارطة نقدية يمكنها أن تدفع الأدب العُماني إلى المسارات العالمية. ثالثا حضور المؤسسات الرسمية المعنية بالجوانب الثقافـية من خلال الدعم الحقيقي النوعي للكاتب، مع بناء التجمعات الحقيقية للأدباء والانطلاق بهم إلى المؤتمرات الدولية لتنمية وتوسيع آفاقهم الكتابية. وأن يتم وضع الأديب وتاريخه الثقافـي فـي سياقه الصحيح الذي سيدفع بالشباب إلى محاولة الحصول على التقدير والمكانة ذاتها.

مقالات مشابهة

  • 21 فبراير.. انطلاق مؤتمر "نعبده" في الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة
  • بوشكين.. الشاعر الخالد
  • الكاتب محمد قراطاس: الشعر أكثر كرمًا وإيثارًا من جميع أنواع الكتابات الأدبية
  • رئيس "ثقافة الشيوخ" يطالب بربط الإنتاج بالبحث العلمي في مصر
  • رئيس ثقافة الشيوخ يطالب بربط الإنتاج بالبحث العلمي في مصر
  • رئيس جامعة أسيوط يعلن عن انطلاق فعاليات مؤتمر خطوة على الطريق في نسخته السابعة عشرة بكلية الصيدلة
  • وزير الشباب يشهد فعاليات المؤتمر السنوي الخامس للثقافة الرياضية العربية بالدوحة
  • 12 فبراير| انطلاق مؤتمر قسم طب الأطفال بجامعة عين شمس
  • 40 خبيرًا يشاركون في انطلاق مؤتمر حفر الباطن الدولي للصحة الريفية
  • انطلاق فعاليات مؤتمر «فيرتيكلينيك» للخصوبة وأطفال الأنابيب في أبوظبي