قصف إسرائيل حول صور اللبنانية إلى مدينة أشباح
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
تردد دوي انفجارات قوية وارتفعت أعمدة الدخان الأسود في السماء وخلت المواقع الأثرية من السياح وابتعد الصيادون عن السواحل وهجر المتنزهون الشواطئ، فقد حول القصف الإسرائيلي مدينة صور الساحلية اللبنانية الخلابة إلى مدينة أشباح.
كانت صور في مأمن أغلب فترات العام الذي شهد تبادل إطلاق النار بين جماعة حزب الله اللبنانية وإسرائيل، لكن الغارات الجوية الإسرائيلية هذا الأسبوع أثارت مخاوف من أنه لن يكون هناك مكان آمن في لبنان.
وبالقرب من أحد المباني السكنية الثلاثة التي تحولت إلى أنقاض، الأربعاء، وضعت عائلة متاعها في سيارة متوقفة تحيط بها شظايا الزجاج المكسور والحطام. وحُمّلت 8 حشيات على سقف السيارة وربطت بحبل.
وحطم القصف الإسرائيلي واجهات المباني المحيطة فانكشفت أنابيب الحمامات ومطابخ بالكامل. وتناثر المتاع الشخصي في كل مكان، الأحذية والصور والألعاب والملابس. وخلت الشواطئ الخلابة في صور من الرواد.
وفي الشهر الماضي فحسب، كان نشطاء في حماية البيئة يساعدون السلاحف البحرية المهددة بالانقراض على وضع بيضها على طول الساحل، لكن منذ ذلك الحين، حذر الجيش الإسرائيلي من الأنشطة البحرية، قائلا إنها قد تكون مستهدفة.
وقالت السلطات اللبنانية إن أكثر من 2500 شخص لاقوا حتفهم في الهجوم الإسرائيلي على لبنان، واضطر أكثر من 1.2 مليون نسمة على النزوح من منازلهم.
وقال حسن دبوق رئيس بلدية صور لرويترز إنه لم يبق في المدينة إلا ربع السكان وإن كثيرين يخشون أن يطالهم الدمار الذي لحق بقطاع غزة الفلسطيني أيضا.
وفي ميناء صور، كانت عشرات السفن راسية صباح الأربعاء، وعادة ما تعج هذه المنطقة بالنشاط حيث يأتي الصيادون بصيدهم لبيعه للتجار، لكن المكان يعمه الآن هدوء مشوب بالحذر. وجاء عدد قليل من الصيادين، ليس للصيد، لكن للاطمئنان على قواربهم.
وأُغلقت المحلات التجارية والمطاعم، كما أٌغلقت الثلاجات التي كانت تحتوي على الأسماك الطازجة، وخلت من المنتجات.
"حرب شرسة"
لم يبق في المدينة إلا الذين لم يعد لديهم مكان آخر يذهبون إليه والذين شعروا بواجب البقاء. وقالت امرأة من سكان صور إنها تفضل البقاء في مسقط رأسها على الموت كلاجئة.
واختار وائل مروة (49 عاما) وهو مدير مستشفى جبل عامل المكوث في المدينة أيضا. وهذا المستشفى هو واحد من 3 مستشفيات لا تزال تقدم خدماتها في جنوب لبنان.
ويتذكر مروة الذي عاش حروبا كثيرة، طفولته التي كانت مليئة بالقصف والانفجارات والدمار.
وقرر ألا يعرض أطفاله الثلاثة وذويه لنفس الأهوال، فأرسلهم إلى مكان آمن في الشمال، بينما بقي هو في صور.
وقال لرويترز في المستشفى "قرار صعب، قرار فراق.. يمكن ما رح نرجع نشوف بعض. ما بنعرف كيف رح تسير الأمور بهذه الحرب الشرسةاللي عم تسير علينا".
وفي ممرات المستشفى، تناثرت حشيات وغيرها من الأمتعة الشخصية. فلإقناع بعض موظفيه بالبقاء، سمح لهم مروة بالعيش هناك مع عائلاتهم.
وكما هو الحال في المدينة ذاتها، لم يبق في المستشفى سوى ربع الأطباء، كما بقي أكثر بقليل من ثلث الممرضات.
وتجول مروة في وحدة العناية المركزة ووحدة غسيل الكلى للاطمئنان على نحو 30 مريضا أصيبوا في الحرب، كثيرون منهم مصابون بجروح خطيرة وفاقدون للوعي.
ويرسل مروة المرضى أصحاب الحالات المستقرة إلى بيروت كل يوم، لكن مع استمرار الصراع، فإنه يستعد ويجهز المستشفى للأسوأ.
وقال إن هناك أنماطا مثيرة للقلق في تصرفات إسرائيل في لبنان تشبه ما حدث في غزة، وخاصة فيما يتعلق باستهداف عمال الإغاثة والمساعدات الطبية والمستشفيات.
ويقول لبنان إن 13 من مستشفياته وأكثر من 100 منشأة صحية أخرى خرجت من الخدمة بسبب الضربات الإسرائيلية.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 100 طبيب وعامل إنقاذ قتلوا العام الماضي فيلبنان.
ويرى مروة أن هذه الضربات الإسرائيلية محاولة لإضعاف الروح المعنوية، لكنه يقول إنها لم تؤثر على إحساسه بالمسؤولية.
وأضاف: "إذا كل واحد رح يفل (يغادر) من وطنه ما رح يبقى حدا…وجودنا هنا كأطباء وكالمستشفى هو جزء من صمودنا في المنطقة".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات صور حزب الله اللبنانية إسرائيل الغارات الجوية الإسرائيلية القصف الإسرائيلي السلاحف البحرية الجيش الإسرائيلي السلطات اللبنانية الهجوم الإسرائيلي لبنان صور اللبنانية مدينة صور اللبنانية مدينة أشباح الجيش الإسرائيلي صور حزب الله اللبنانية إسرائيل الغارات الجوية الإسرائيلية القصف الإسرائيلي السلاحف البحرية الجيش الإسرائيلي السلطات اللبنانية الهجوم الإسرائيلي لبنان أخبار لبنان فی المدینة أکثر من
إقرأ أيضاً:
أكثر من 1000 قتيل منذ بدء الحصار الإسرائيلي شمال غزة وإعلان بيت لاهيا مدينة «منكوبة»
قتل عدد من الفلسطينيين وأصيب عدد آخر، الأربعاء، في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، فيما أكد برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أن أكثر من 90% من سكان غزة سيواجهون بحلول شهر نوفمبر انعداما حادا في الأمن الغذائي.
وفي شمال القطاع، قتلت طفلة في القصف الإسرائيلي المستمر على مخيم جباليا فجر اليوم الأربعاء.
وتم سماع انفجارات عنيفة ناتجة عن نسف مبان سكنية غرب مخيم جباليا.
وفي مدينة غزة، أطلقت الآليات العسكرية الإسرائيلية نيرانها على حي تل الهوا جنوب غربي المدينة، تزامنا مع إطلاق نار من الآليات جنوب المدينة.
وفي جنوب القطاع، قصفت الدبابات الإسرائيلية قصفت خيام النازحين في منطقة المواصي غربي مدينة رفح.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بوقوع 4 إصابات في صفوف الأطفال جراء قصف القوات الإسرائيلية منزلا في منطقة الشيخ ناصر شرق مدينة خان يونس.
وكان الجيش الإسرائيلي قصف أمس الثلاثاء عمارة سكنية مؤلفة من 5 طوابق في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع ما أدى إلى مقتل 93 فلسطينيا وفقدان أكثر من 40 وإصابة العشرات وفق ما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع.
من جانبه، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل أكثر من 1000 فلسطيني منذ بدء حصار القوات الإسرائيلية لمحافظة شمال غزة والذي تجاوز 3 أسابيع.
وأضاف الدفاع المدني في بيان اليوم الأربعاء أن “الاحتلال يستهدف إفراغ محافظة الشمال من الأهالي بقصف المنازل ومراكز الإيواء”. وأوضح أنه “لم تدخل قطرة ماء أو غذاء بعد 25 يوما من بدء حصار الاحتلال لمحافظة الشمال”.
وجدد الدفاع المدني دعوته لأهالي محافظة الشمال بـ”عدم التجمع في المنازل تفاديا لمجازر جماعية”.
من جهتها أطلقت بلدية مدينة بيت لاهيا شمال القطاع نداء استغائة قالت فيه: “في ظل الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان مدينة بيت لاهيا نتيجة حرب الإبادة المستمرة والحصار المفروض على شمال قطاع غـزة، حيث أصبحت بيت لاهيا بلا طعام، بلا مياه، بلا مستشفيات، بلا إسعافات، بلا دفاع مدني، بلا أطباء، بلا خدمات (صرف صحي ونفايات)، بلا اتصالات، وعليه فإننا نطلق نداء الاستغاثة العاجل بضرورة إنقاذ ما يمكن إنقاذه بمدينة بيت لاهيا والتي تتعرض للقتل والإبادة الجماعية”.
وفي سياق متصل، أكد برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أن أكثر من 90% من سكان غزة سيواجهون بحلول شهر نوفمبر انعداما حادا في الأمن الغذائي.
وأضاف البرنامج في بيان: “نعبر عن قلقنا العميق إزاء التشريعات الإسرائيلية الجديدة التي تؤثر على “أونروا”، هذه المنظمة التي لا غنى عنها في مجال توفير المساعدات المنقذة للحياة في غزة”.
وتابع: “أنظمة الغذاء في غزة انهارت إلى حد بعيد بسبب تدمير المصانع والأراضي الزراعية، بينما أصبحت المتاجر والأسواق شبه خاوية”.
وأشار إلى أن البرنامج يحذر من تحول الأزمة الإنسانية في قطاع غزة إلى مجاعة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة قريبًا، مع اقتراب فصل الشتاء.
وأكد على أن “لدينا حاليا نحو 94 ألف طن متري من الغذاء، وهو ما يكفي لإطعام مليون شخص لمدة 4 أشهر، جاهزة للتوجه إلى غزة. نحن على أهبة الاستعداد لإيصال الإمدادات العاجلة إلى غزة، لكننا بحاجة إلى فتح المزيد من نقاط العبور الحدودية وتأمينها”.
وختم: “إذا تم تنفيذ قرار حظر “أونروا”، فإن عواقبه ستكون وخيمة على الأشخاص الأكثر ضعفا”.