الولايات المتحدة تحذر من إطالة أمد الحملة الإسرائيلية في لبنان
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
سرايا - قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس، إن الولايات المتحدة لا تريد إطالة أمد الحملة الإسرائيلية في لبنان، وذلك وسط تجدد الجهود الرامية إلى التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين.
وبعد مرور أكثر من شهر على بدء إسرائيل هجوما كبيرا على جماعة حزب الله المدعومة من إيران، عبر بلينكن عن أمله أيضا في أن تصل الرسالة بوضوح لطهران وهي أن أي هجمات أخرى قد تشنها على إسرائيل ستشكل خطرا كبيرا على مصالحها، وذلك في وقت تتأهب فيه المنطقة لرد إسرائيل على هجوم إيران الصاروخي عليها في أول تشرين الأول.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي دون الخوض في تفاصيل إن إنهاء الصراع مع حزب الله ممكنا. وقال شهود لرويترز إن إسرائيل شنت ضربات عديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الخميس.
وذكرت قطر والولايات المتحدة أن مفاوضين أميركيين وإسرائيليين سيجتمعون في الدوحة لتمهيد الطريق لاستئناف المحادثات بشأن اتفاق من شأنه أيضا أن يفضي إلى إطلاق سراح المحتجزين في غزة.
وقالت إسرائيل إن دافيد برنياع رئيس جهاز المخابرات الخارجية (الموساد) سيتوجه إلى الدوحة الأحد، لمحاولة استئناف المحادثات. وسيلتقي رئيس الموساد مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس وزراء قطر.
وذكر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن "الأطراف ستناقش الخيارات المتعددة لبدء مفاوضات إطلاق سراح المحتجزين لدى حماس في ضوء أحدث التطورات".
وقالت قناة القاهرة الإخبارية الخميس، إن وفدا أمنيا مصريا التقى بوفد من قادة حركة حماس في القاهرة في إطار الجهود الرامية إلى استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال القيادي الكبير في حماس أسامة حمدان لقناة الميادين التلفزيونية اللبنانية المؤيدة لإيران إن وفد الحركة ذهب إلى القاهرة للاستماع إلى الأفكار المطروحة لكن لا تغيير في موقف الحركة.
وأضاف حمدان "لا عودة لأسرى الاحتلال لدى المقاومة سوى بوقف العدوان على قطاع غزة والانسحاب الكامل منه".
ولم تنجح المحاولات السابقة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة أو الإفراج عن المحتجزين.
ويقوم بلينكن بأول جولة في المنطقة منذ أن اغتالت إسرائيل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وأحد العقول المدبرة لهجوم السابع من تشرين الأول 2023 على إسرائيل. وعبرت الولايات المتحدة عن أملها في أن يمنح اغتياله فرصة لإنهاء القتال.
وشنت إسرائيل الحملة العسكرية على لبنان بهدف معلن وهو ضمان عودة عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى شمال إسرائيل بعد أن اضطروا لمغادرة المنطقة بسبب تبادل إطلاق النار المستمر عبر الحدود مع حزب الله منذ أكثر من عام.
وتقصف إسرائيل منذ شهر جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع وأرسلت قوات برية بالقرب من الحدود.
وتقول السلطات اللبنانية إن أكثر من 2500 استشهدوا في الضربات الإسرائيلية على البلاد كما اضطر أكثر من مليون للنزوح.
وقال بلينكن "في الوقت الذي تنفذ فيه إسرائيل عمليات لوقف التهديدات لها ولشعبها على الحدود مع لبنان، كنا واضحين جدا في أن هذا لا يمكن أن يؤدي، ولا يجب أن يؤدي، إلى إطالة أمد الحملة (الإسرائيلية)".
وأضاف أن الولايات المتحدة تعمل على التوصل إلى اتفاق دبلوماسي يسمح للمدنيين على جانبي الحدود بالعودة إلى منازلهم.
وفي وقت لاحق، قال رئيس الأركان الإسرائيلي إن إنهاء الصراع مع حزب الله يبدو ممكنا في الوقت الحالي.
وقال هيرتسي هاليفي في بيان عبر مقطع مصور "في شمال إسرائيل، هناك إمكانية للتوصل إلى نهاية قاطعة. قمنا بتفكيك سلسلة القيادة العليا لحزب الله بالكامل".
وقال بلينكن أيضا "يتعين على إسرائيل اتخاذ الخطوات اللازمة لتجنب استهداف المدنيين وعدم تعريض قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أو القوات المسلحة اللبنانية للخطر".
وقال الجيش اللبناني في وقت سابق إن ثلاثة جنود لبنانيين استشهدوا في غارة إسرائيلية في وقت سابق من الخميس، أثناء قيامهم بإجلاء جرحى في خراج قرية ياطر في بنت جبيل بجنوب لبنان.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي، الذي قال في وقت سابق إنه لا يتحرك ضد الجيش اللبناني، على الغارة بعد.
وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب جزء رئيسي من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى الحرب في 2006 بين حزب الله وإسرائيل.
عاصفة من الدمار
نجح مؤتمر دعت إليه فرنسا في قطع تعهدات بجمع 200 مليون دولار للجيش اللبناني و800 مليون دولار للمساعدات الإنسانية.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن "هناك حاجة لوقف إطلاق النار في لبنان. فارتفاع الأضرار والضحايا والضربات لن يساعد في إنهاء الإرهاب أو ضمان الأمن للجميع".
وذكر أن المؤتمر سيدعم تجنيد 6 آلاف فرد في الجيش اللبناني وتزويده بالإمدادات الأساسية.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إن وقف إطلاق النار في يد إسرائيل.
وأضاف "العاصفة التي نشهدها حاليا ليست كغيرها، لأنها تحمل بذور الدمار الشامل، ليس لوطننا فحسب، بل للقيم الإنسانية جمعاء أيضا".
واستهدفت إسرائيل ضمن هجماتها الخميس مركبة على طريق سريع من بيروت إلى سهل البقاع هو أحد أكثر الطرق ازدحاما في لبنان. وقال مسؤول أمني إن ذلك أسفر عن استشهاد شخص.
وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 120 مقذوفا أطلقته جماعة حزب الله عبر إلى داخل إسرائيل.
وفي شمال إسرائيل، دوت صفارات الإنذار في نهاريا وسُمع دوي انفجارات بينما انطلقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية لاعتراض صواريخ حزب الله. وأظهرت لقطات أضرارا لحقت بسيارة وجزءا من مقذوف على جانب الطريق وحفرة في الطريق الذي سقط عليه المقذوف.
وقال مركز ألما للأبحاث والتعليم، وهو جهة بحثية إسرائيلية متخصصة في شؤون الجبهة الشمالية مع حزب الله، إن 29 مدنيا قتلوا في إسرائيل حتى الآن نتيجة هجمات حزب الله على مدى العام الماضي.
وذكر الجيش الإسرائيلي إن 25 جنديا على الأقل قتلوا منذ بدء العملية البرية قبل ثلاثة أسابيع. وقال الخميس، إن خمسة جنود آخرين قُتلوا وأصيب سبعة في أثناء القتال.
بدأ حزب الله في إطلاق النار على إسرائيل في الثامن من تشرين الأول 2023، دعما لحركة حماس المتحالفة معها في غزة.
وذكر مستشفى العودة في النصيرات بغزة إن 16 فلسطينيا على الأقل، بينهم أطفال، استشهدوا وأصيب 32 آخرون في غارة إسرائيلية على مدرسة بمخيم النصيرات.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف الخميس، مركزا للقيادة والسيطرة تابعا لحماس في مجمع كان يستخدم من قبل كمدرسة في منطقة النصيرات.
وذكر الجيش الإسرائيلي الخميس، إنه قضى على قائدا في حماس شارك في هجوم السابع من تشرين الأول 2023، على جنوب إسرائيل وكان يعمل أيضا بوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة.
وقال الجيش إن محمد أبو عطيوي اغتيل الأربعاء. وأضاف أنه كان قائدا في قوات نخبة تابعة لحماس وشارك في عملية "طوفان الأقصى".
واتهمت إسرائيل الوكالة بتوظيف العديد من الموظفين الذين ينتمون لحماس وغيرها من الجماعات. ولم تعلق الأونروا حتى الآن على الادعاء الإسرائيلي الأخير.
رويترز
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الجیش الإسرائیلی الجیش اللبنانی إطلاق النار فی الإسرائیلی إن على إسرائیل تشرین الأول مع حزب الله وقال الجیش فی لبنان أکثر من فی غزة فی وقت
إقرأ أيضاً:
عملاء موساد يروون تفاصيل جديدة عن تفجيرات "البيجر" في لبنان
أدلى اثنان من عملاء الاستخبارات الإسرائيلية السابقين بتفاصيل جديدة عن عملية سرية قاتلة كانت تخطط لها إسرائيل على مدار سنوات، واستهدفت قبل ثلاثة أشهر، عناصر "حزب الله" في لبنان وسوريا باستخدام أجهزة نداء "بيجر" وأجهزة اتصال لاسلكية "ووكي توكي" مفخخة.
وبدأ "حزب الله" في ضرب إسرائيل في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة " حماس " في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والذي أشعل الحرب بين إسرائيل وحماس".
إقرأ أيضاً: مفاوضات غزة : أسباب تأخير إعلان الاتفاق - دخلت مرحلة نهائية رغم المماطلة
وتحدث العميلان مع برنامج "60 دقيقة" على قناة "سي بي إس"، في جزء من تقرير تم بثه مساء أمس الأحد، وهما يرتديان أقنعة ويتحدثان بصوت معدل لإخفاء هويتهما، حسب ما ذكرت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية.
وقال أحد العملاء إن العملية بدأت قبل عشر سنوات باستخدام أجهزة "ووكي توكي" تحتوي على متفجرات مخفية، والتي لم يدرك "حزب الله" أنه كان يشتريها من إسرائيل، عدوته. ولم تنفجر هذه الأجهزة إلا في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد يوم من تفجير أجهزة الإرسال المفخخة (البيجر).
وأضاف الضابط الذي أطلق عليه اسم "مايكل": "أنشأنا عالماً وهمياً".
أما المرحلة الثانية من الخطة، والتي جرى فيها استخدام أجهزة "البيجر" المفخخة، فقد بدأت في عام 2022 بعد أن علم جهاز الموساد الإسرائيلي أن "حزب الله" كان يشتري أجهزة البيجر من شركة مقرها تايوان، كما ذكر العميل الثاني.
وزعم أنه كان لا بد من جعل أجهزة "البيجر" أكبر قليلاً لتناسب كمية المتفجرات المخفية بداخلها. وتم اختبارها على دمى عدة مرات للعثور على الكمية المناسبة من المتفجرات التي ستسبب الأذى للمقاتل فقط دون أي ضرر للأشخاص القريبين.
كما اختبر الموساد العديد من نغمات الرنين للعثور على نغمة تبدو عاجلة بما فيه الكفاية لجعل الشخص يخرج جهاز البيجر من جيبه، حسب ما ذكرت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية.
وقال العميل الثاني، الذي أطلق عليه اسم "غابرييل"، إن إقناع "حزب الله" بتغيير الأجهزة إلى أجهزة بيجر أكبر استغرق أسبوعين، جزئياً باستخدام إعلانات مزيفة على "يوتيوب" تروج للأجهزة بأنها مقاومة للغبار والماء وتتمتع بعمر بطارية طويل.
كما وصف استخدام الشركات الوهمية، بما في ذلك شركة مقرها المجر، لخداع شركة "غولد أبولو" التايوانية لدفعها بشكل غير واعٍ للتعاون مع الموساد.
وكان "حزب الله" أيضاً غير مدرك أن الشركة الوهمية كانت تعمل مع إسرائيل. وقال غابرييل: "عندما يشترون منا، ليس لديهم أي فكرة أنهم يشترون من الموساد. كنا نبدو مثل (ترومان شو)، كل شيء تحت السيطرة من وراء الكواليس. في تجربتهم، كل شيء طبيعي. كل شيء كان أصيلاً بنسبة 100في المائة، بما في ذلك رجال الأعمال والتسويق والمهندسون وصالة العرض وكل شيء".
وبحلول سبتمبر، كان لدى "حزب الله" 5 آلاف جهاز بيجر في جيوبهم.
وشنت إسرائيل الهجوم في 17 سبتمبر، عندما بدأت أجهزة البيجر في جميع أنحاء لبنان بالرن. وكانت الأجهزة ستنفجر حتى إذا فشل الشخص في الضغط على الأزرار لقراءة الرسالة المشفرة الواردة.
وفي اليوم التالي، قام الموساد بتفعيل أجهزة "الووكي توكي"، وانفجرت بعض الأجهزة في جنازات نحو 30 شخصاً قتلوا في هجمات أجهزة البيجر.
وقال غابرييل إن الهدف كان يتعلق بإرسال رسالة أكثر من قتل عناصر "حزب الله".
وفي الأيام التي تلت الهجوم، ضربت الطائرات الحربية الإسرائيلية أهدافاً في جميع أنحاء لبنان، مما أسفر عن مقتل الآلاف. وتم اغتيال زعيم "حزب الله"، حسن نصر الله، عندما ألقت إسرائيل قنابل على ملجئه.
وقال العميل الذي استخدم اسم (مايكل) إن اليوم التالي لانفجارات أجهزة البيجر، كان الناس في لبنان يخافون من تشغيل مكيفات الهواء خوفاً من أن تنفجر أيضاً. وأضاف: "كان هناك خوف حقيقي".
وعند سؤاله إذا كان ذلك مقصوداً، قال: "نريدهم أن يشعروا بالضعف، وهم كذلك. لا يمكننا استخدام أجهزة البيجر مرة أخرى لأننا قمنا بذلك بالفعل. لقد انتقلنا بالفعل إلى الشيء التالي. وسيتعين عليهم الاستمرار في محاولة التخمين حول ما سيكون الشيء التالي".
المصدر : وكالة سوا - صحيفة الشرق الاوسط