مسؤول أوروبي: العلاقات مع إسرائيل ستخضع لمزيد من التدقيق
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
قال رئيس المجلس الأوروبي المنتهية ولايته شارل ميشيل، إن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل ستخضع لمزيد من التدقيق في المستقبل، وذلك في مقابلة مع غرفة الأخبار الأوروبية (إي إن آر)، ووكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) جزء منها.
وأوضح ميشيل:"في وقت ما، سيكون هناك نقاش أكثر جدية"، مشيراً إلى اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل كأحد المواضيع التي سيجري النظر فيها.
جاء ذلك في رد لميشيل على سؤال حول كيفية التعامل مع الاتهامات بأن الاتحاد الأوروبي لا يتصدى لإسرائيل بشأن حقوق الإنسان والقانون الدولي بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع روسيا. الاتحاد الأوروبي: هجوم إسرائيل على قوات اليونيفيل غير مقبول تماماً - موقع 24اعتبر قادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن الهجمات على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، مؤكدين أن مثل هذه الأفعال غير مقبولة تماماً ويجب وقفها على الفور.
وأكد ميشيل أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتجنب فخ المعايير المزدوجة إذا أراد ممارسة تأثير عالمي. وأبرز أن التكتل دعا باستمرار إلى احترام القانون الدولي.
وأشار ميشيل إلى أنه إذا فشل الاتحاد الأوروبي في ذلك، فإنه سيفقد قدرته على "إقناع بقية العالم" بأن ما تفعله روسيا في أوكرانيا خاطئ.
ومع ذلك، اعترف ميشيل بصعوبة التوصل لاتفاق بين الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول تقييم مشترك حول ما يتماشى مع القانون الدولي وما لا يتماشى معه.
وذكر ميشيل أن عدة قادة من الاتحاد الأوروبي قد أثاروا اتفاقية الشراكة مع إسرائيل في قمة الأسبوع الماضي في بروكسل، وأشار إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي كانوا بالفعل يناقشون الاتفاق التجاري.
وفي ظل الانتقادات لسلوك إسرائيل في عملياتها في قطاع غزة ولبنان رداً على هجمات حماس وحزب الله، يعتقد ميشيل أن المحادثات الرفيعة المستوى في الاتحاد الأوروبي بشأن قيود مستقبلية على التعاون السياسي والاقتصادي مع إسرائيل ممكنة.
ودعت إسبانيا وإيرلندا سابقاً المفوضية الأوروبية إلى مراجعة امتثال إسرائيل للقانون الدولي والتزامات حقوق الإنسان بموجب اتفاق التجارة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
وتشمل اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل مجالات الصناعة والطاقة والنقل والسياحة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ميشيل لإسرائيل إسرائيل أوروبا بین الاتحاد الأوروبی وإسرائیل
إقرأ أيضاً:
د.مظهر محمد صالح: ميشيل فوكو…حوارٌ لا ينقطع!
بقلم: د. مظهر محمد صالح ..
عُد التعذيب في السجون الاديولوجية من أكثر وسائل المواجهة عنفاً وبدائيةً،إذ يتهاوى المناخ الإنساني وتغُيب روابط المواطنة وتتقًطع العلاقات بين البشر.فالمعتقلون في نظر جلاديهم خونة سياسيون او كفرة لابد من استئصالهم او تعذيبهم او ترويعهم ليتاح إذابة ثوريتهم او إصلاح رجعيتهم! وهو النمط الاول الذي اطلق عليه فيلسوف النصف الأخير من القرن العشرين (ميشيل فوكو)1926-1984في كتابه الشهير( المراقبة والعقاب) الصادر في باريس في العام 1975والذي سماه (بالنمط الملوكي) في إستعمال تكنولوجيا العقاب .وينظر الى النمط الأول بكونه الأشد قمعا والأكثر وحشيةً والذي جرى من خلاله تشخيص تاريخ الإجرام والعقوبات والممارسات الاجتماعية في السجون.وعلى الرغم من ان التعذيب لدى علماء النفس،هو نوع من أنواع السادية التي تعظم الرغبة في إيذاء الآخرين لتحقيق النشوة،لكن (فوكو) قد صور جسد المعذب في كتابه (المراقبة والعقاب) ليمثل محور الخطاب ومفهومه في تشكيل فلسفته التي قدمت فحصاً متكاملاً للآليات الاجتماعية والنظريات التي كانت وراء الاختلاف الهائل بين نظم العقاب في العصر الحديث.فالتعذيب عند(فوكو) مراسم وطقوس وعملية تدوين لجسد المعذب ،بغية الحصول على الاعتراف بالجريمة.لذا فأن الاعتراف هو القطعة الأساسية من عملية التعذيب ومن اجلها يمارس التنكيل والتعذيب بمختلف إشكاله ولكونه يُؤمن اقتران البرهان المكتوب بالبرهان الشفوي في شكل اعتراف.فمسألة اعتقال الاخرين كخيار لدى القائمين على أجراءات العقاب ضمن اطار حركة واسعة ترمي الى مناؤة عالم السجن والاعتقال ولكن بدرجات متفاوتة تتراوح ما بين إنتقاد شروط السجن وانتهاءً بمواقف راديكالية تنتقد مبدأ السجن نفسه وتطالب بأغلاق السجون حسب ما يعتقده (ميشيل فوكو)!.بيد ان وقائع التعذيب تنطوي على اشكالية وحضور ملتبس:إذ كثير ما ينقلب مسرح التعذيب كما يقول( فوكو )من العبرة الى العاطفة ومن الانتقام الى التسامح مع السجين وخاصة عندما يعلم الرأي العام ان العقوبة جائرة وان الاحكام ظالمة.ولاشك ان فوكو هو اول الفلاسفة اللذين ناقشوا ظاهرة السجن ذاتها وقام بتحليلها في سياق تاريخها ،انطلاقاً من ولادتها وحتى مفاهيمها الحديثة وولوجها ساحة النقاش الفكري الفلسفي ولاسيما عند التطرق إلى مؤسسات الطب النفسي ومؤسسات العقاب بالسجن.فالسؤال الذي اجاب عليه(ميشيل فوكو) والذي خص جانب علم النفس والقائل:انه كلما تعاظم الاحتكاك بين الجلاد والمعتقلين،تراجعت قدرته النفسية على إلحاق الأذى و الاهانة.وعلى الرغم من ذلك ، لم تتاح لي فرصة التحدث والحوار المباشر مع (فوكو) كي يفسر لي ظاهرة مختلفة حدثت بين الضحية والجلاد في سجون القصر الملكي المرعب والمسمى( بقصر النهاية) ببغداد في العام 1971.فمساء كل يوم يتبادل الجلاد(فرحان) التحية الباهتة قبل الغروب مع معتقليه، ذلك عندما يقوم بفتح زنزاناتنا الواحدة بعد الأخرى بنفسه ،ثم يأخذ بين يديه طبلة خشبية صغيرة ضمت قطع من الحلوى وسجائر وغيرها من السلع الاستهلاكية الساذجة. هنا يمارس فرحان دور بائع المفرد ويتقن فن التسويق على المسجونين والتربح من كل درهم او دينار مازال في جيوبهم الخاوية.و يختلف المسرح التجاري وزبائنه داخل الزنزانات عند الجلاد( فرحان) في السلوك والعاطفة عن مسرح التعذيب وزبائنه الذين هم أنفسهم .فالعاطفة والود والتسامح التجاري ينقلب في ليلتها حالاً إلى سادية متوحشة وقدرة على التعذيب وازدواجية في التصرف وعلى نحو لاتجد له تفسيراً في اي فصل من فصول كتاب(فوكو) – المراقبة والعقاب. فالقطيعة الانسانية امست حاصلة لامحالة، والتبضع التجاري لايولد عاطفة كافية تسد ذريعة الجلاد(فرحان) بالامتناع عن ساديته تجاه استباحة اجساد زبائنه. فحالما تنتهي فصول المسرحية التسويقية في البيع والشراء والتعاطي التجاري مع المسجونين وتوقف دورة المراوغة ألسعريه غير المتكافئة ،يدخل السجناء من فورهم، وقبل ابتلاعهم قطعة الشكولاته، الى دوامة مسرح التعذيب الذي يمارسه بائع المفرد( فرحان) نفسه مستبيحاً اجساد زبائنه!.انها المفارقة في ازدواجية السلوك التي يعيشها شخوص النمط الملوكي في ممارسة تكنولوجيا التعذيب وهو النمط الاول الذي نوه عنه(فوكو) دون ان يدري مايحصل من ازدواجية خالية العاطفة في احد سجون شرق المتوسط – واقصد هنا قصر النهاية المرعب.فقد كان الجلاد (فرحان) انسان منفصم الشخصية،فهو وحش في السجن و انسان عادي في ممارسة التسويق التجاري على السجناء.كما ان انفصام شخصيته بدأت يوم كان حارساً في السجن ثم مشاهداً لحفلات التعذيب وانتهى مشاركاُ محترفاُ في فصول التعذيب من النمط الاول قبل ان يصبح بائع مفرد داخل محاجر السجن الرهيب.رحَل ميشيل فوكو في العام 1984 بعد ان حول فكرة السجن الى رهان فلسفي من اجل فرض العقاب.كما ان تطور نُظم العقاب عند فوكو ولدَت في العصر الحديث ما يسمى بالرؤية او النمط الثاني للعقاب وهو النمط التأديبي القائم على مبدأ ممارسة مفهوم:سلطة-معرفة…ذلك ابتداءً من السجن وانتهاءً بالمنزل المحمي اليوم بالكاميرات الالكترونية او حتى دور الشرطي او المعلم او المؤسسات التي تمارس جميعها دور الانضباط وفرض العقاب التأديبي على خروقات النظام العام و في حوار لم ينقطع .!!
*) باحث ومحلل إقتصادي ونائب محافظ البنك المركزي السابق
د.مظهر محمد صالح