لم يكد يمرّ شهر على نزوح اللبنانيين هرباً من الاعتداءات الاسرائيلية المتتالية على الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب وسائر المناطق اللبنانية ، حتى بدأت الازمات تتوالى شيئاً فشيئاً، فبعد تسجيل حالات جرب، كان لافتاً عودة النفايات الى التكدس في الشوارع لا سيما في بيروت.
ومعلوم أن هذا الملف الذي يسير باتجاه انحداري منذ العام 2015، قد سبق وشكل عبئاً كبيراً على وزارات البيئة المتعاقبة حيث كتب له ان يبقى اسير عدم ايجاد الحلول الجذرية والحاسمة، لأن الأمر يتطلب وقتاً طويلاً للتوصل الى المعالجة الجذرية.


واليوم تتفاقم أزمة النفايات بشكل يجدر التوقف عنده، وان كان السبب المباشر هو الحرب وتبعات النزوح من المناطق المستهدفة، ما جعل الملف يتعقد اكثر من أي وقت مضى، خصوصاً ان الشوارع باتت مليئة بالنفايات المتراكمة على جوانب الطرقات، وبين السيارات المتوقفة في شوارع العاصمة وبعض المناطق، فيما تغزو الروائح الكريهة أحياء بيروت، من دون إغفال الاشارة إلى الاثر البيئي الكبير لهذه المشكلة.
سؤال حملناه الى رئيس لجنة البيئة النيابية النائب غياث يزبك، الذي شدد على ان هذا الموضوع هو اليوم برسم وزارة البيئة ومحافظ بيروت حيث ان هذه الازمة هي في صلب صلاحياتهم، موضحاً ان "اللجنة مستعدة للتحرك في التشريع عندما يكون هناك حاجة في هذا الموضوع".
ولفت يزبك في حديث عبر "لبنان 24" الى ان "أزمة النفايات في بيروت ليست جديدة بل تعود الى العام 1990 ، عند انتهاء الحرب حيث اصبح واضحاً ان بيروت لا تملك مساحات تستوعب كمية النفايات التي تنتجها المدينة فكان الحل بالاتجاه الى الطمر في الناعمة وبرج حمود ومن ثم توسيعها الى الجديدة السد والكوستابرافا، وهذان المطمران تجاوزا قدرتهما الاستيعابية حيث ان جدار المطمر بات يصل الى 37 متراً اليوم."
وتابع يزبك: "اليوم تفاقمت الازمة اكثر مع ارتفاع عدد سكان بيروت ضعفين او ثلاثة اضعاف عقب عملية النزوح، ما شكل ضغطاً على البنى التحتية، وباتت الحلول الترقيعية غير نافعة على الاطلاق، فما كان يوضع لبيروت من خطط يحمل الكثير من علامات الاستفهام."

وعن الحلول التي يمكن ان تخفف من هول الازمة على سكان العاصمة، شدد يزبك على ان "الحل يبدأ من رأس الهرم، لأن المطلوب اليوم اعادة بناء الدولة انطلاقاً من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وصولاً الى تسمية رئيس حكومة وتشكيل حكومة جديدة ، فنحن اليوم امام ازمة كبيرة ولا مجال للرفاهية، فالناس تبيت في الشوارع والشتاء على الابواب".
أما من الناحية البيئية، فاعتبر الخبير البيئي بول أبي راشد أنّ تراكم النفايات في كل المناطق وليس فقط في بيروت، يثبت "فشل وزارة البيئة في ايجاد حل جذري ونهائي لهذه الازمة، التي بات محكوم علينا ان تتجدد كل 10 سنوات."
ابي راشد وفي حديث عبر "لبنان 24" لفت الى ان "المطلوب اليوم من الحكومة، وبعد مرور ما يقارب الـ3 سنوات على تشكيلها أن تسعى وزارة البيئة لتشكيل لجنة تنسيق شؤون قطاع النفايات الصلبة عملاً بالمادة ١٢ من قانون الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة رقم ٢٠١٨/٨٠، والذي كان موجوداً في عهد الوزير فادي جريصاتي، ولم يتم انشاؤها حتى الان".
وقال ابي راشد "اننا اليوم نحصد ما زرعناه من عشوائية في السنوات الماضية، سائلاً: هل ما يجري اليوم هو بداية تحضير لانشاء المحارق؟ او هي ازمة من قبل الشركات للضغط على الدولة لقبض مستحقاتهم بالفريش دولار؟ ام هل يحدث كل ذلك من أجل استمرار الاحتكار في جمع وطمر النفايات على حساب أموال الصندوق البلدي المستقل؟ كلها اسئلة يمكن طرحها اليوم في ظل كل هذه المشاكل التي نواجهها."
وأكد ابي راشد ان "لا حلول في الافق طالما هذه الذهنية موجودة سواء في ادارة الدولة او في التعامل مع الشركات الخاصة."
وختم مؤكداً أن "حل أزمة النفايات هو أسهل المشاكل البيئية ولكن هناك عرقلة كبيرة لهذا الملف وتأتي العرقلة عندما نكتشف ان كلفة جمع النفايات في لبنان هي الاعلى عالمياً"، محذراً من ان "هذه المشكلة التي بدأت ملامحها تتظهر في بيروت ستنفجر قريباً لتشمل لبنان باكمله".

أزمة النفايات في بيروت، ليست مستجدة بل قديمة – جديدة، وهي ستتفاقم اكثر فاكثر في "اليوم التالي" للحرب حيث سيكون شبه مستحيل، ايجاد اماكن لجمع ردميات الانهيارات التي حصلت ابان العدوان، واذا كان الحل موجوداً في العام 2006 عقب انتهاء الحرب فهو اليوم قد يبدو مستحيلاً وما ينتظرنا بعد الحرب من ازمات سيكون على مستوى كبير من الصعوبة".
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: أزمة النفایات النفایات فی فی بیروت

إقرأ أيضاً:

لمكافحة الفساد ومنع تمويل الجماعات المسلحة.. واشنطن تتشاور مع بيروت حول الأوفر حظا لخلافة رياض سلامة

تعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع الحكومة اللبنانية لاختيار محافظ جديد لمصرف لبنان، في إطار جهودها لدعم الإصلاحات المالية ومكافحة الفساد، وضمان عدم استخدام النظام المصرفي في تمويل الجماعات المسلحة، بما في ذلك حزب الله، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز".

اعلان

يأتي هذا التحرك في ظل أزمة مالية خانقة تعيشها البلاد منذ أكثر من خمس سنوات، أدت إلى انهيار الاقتصاد المحلي، وتراجع قيمة العملة الوطنية، وتجميد النظام المصرفي.

تسعى الإدارة الأمريكية إلى إحكام الرقابة على النظام المالي اللبناني، بما في ذلك مصرف لبنان، لضمان الامتثال للمعايير الدولية في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. هذه الإجراءات تتزامن مع انتخاب جوزيف عون رئيسًا للبنان وتشكيل حكومة جديدة، في وقت تشهد فيه البلاد توازنات داخلية معقدة.

الرئيس اللبناني جوزيف عون، إلى اليمين مع قائد الجيش اللبناني المعين حديثًا الجنرال رودولف هيكل، في المقر الرئاسي في بعبدا، شرق بيروت، لبنان، الخميس، 13 مارس/آذار 2025APالمرشحون لخلافة رياض سلامة.. من هم؟

منذ انتهاء ولاية رياض سلامة في يوليو 2023، يتولى حاكم مؤقت إدارة مصرف لبنان، في انتظار تعيين شخصية جديدة قادرة على إدارة السياسة النقدية والإشراف على القطاع المصرفي وسط تحديات اقتصادية معقدة.

وبحسب مصادر لبنانية، يجري البحث عن أسماء مرشحين بارزين، بينهم وزير العمل السابق كميل أبو سليمان، ورئيس شركة استثمارية فراس أبي ناصيف، والمسؤول في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور. كما يتم تداول أسماء أخرى، مثل فيليب جابر وكريم سويد، اللذين يرأسان شركتين متخصصتين في إدارة الأصول.

ووفقًا للمصادر ذاتها، عقدت الولايات المتحدة اجتماعات مع بعض هؤلاء المرشحين في واشنطن وفي السفارة الأمريكية في بيروت، حيث جرى استعراض رؤيتهم للإصلاحات المالية وسبل مكافحة تمويل الجماعات المسلحة.

ويؤكد مسؤولون أمريكيون، أن اختيار المحافظ الجديد يعتمد على معايير أساسية، أبرزها القدرة على تنفيذ الإصلاحات المالية المطلوبة، والاستقلالية عن أي شبهات فساد، إضافة إلى ضرورة ألا يكون المرشح مرتبطًا بأي جهات تخضع للعقوبات الدولية.

حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يحضر مؤتمراً صحفياً في بيروت، 11 نوفمبر 2019APRelatedتحولات حزب الله اللبناني مع نصرالله وبعدههل دقت ساعة تطبيع العلاقات بين لبنان وإسرائيل؟حكومة نواف سلام تنال الثقة في البرلمان اللبنانيالرئيس عون يؤكد التزام لبنان بالحياد ويرفض تحويل بلاده إلى منصة للهجوم على الدول العربيةهل تُحل الازمة بتعيين محافظ جديد؟

يُعتبر تعيين محافظ جديد لمصرف لبنان خطوة حاسمة في مسار الإصلاحات الاقتصادية التي تُعد ضرورية لاستعادة الثقة في الاقتصاد اللبناني المتدهور وتأمين دعم دولي محتمل.

من المتوقع أن يؤثر هذا التعيين بشكل كبير على استئناف المحادثات مع صندوق النقد الدولي، حيث تُعتبر إعادة هيكلة النظام المالي والإصلاحات المصرفية شرطًا أساسيًا لأي اتفاق تمويلي مع المؤسسة الدولية.

إلى جانب الضغوط الأمريكية، تتابع الدول الغربية والعربية هذا الملف عن كثب، إذ وضعت إصلاح القطاع المصرفي كشرط رئيسي لتقديم أي دعم مالي أو المساهمة في إعادة الإعمار بعد الحرب التي شهدها لبنان العام الماضي.

وفي هذا السياق، يتم التشاور مع دول إقليمية، منها السعودية، لمناقشة الأسماء المرشحة لهذا المنصب، ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار المالي في البلاد.

تحديات وإرث ثقيل

ظل منصب محافظ مصرف لبنان شاغرًا منذ استقالة رياض سلامة، الذي شغل المنصب لنحو ثلاثة عقود، حظي خلالها بدعم أمريكي وغربي، نظراً لدوره في إدارة النظام المصرفي اللبناني والتزامه بالقوانين الدولية لمكافحة تمويل الجماعات المسلحة.

لكن انهيار الاقتصاد اللبناني ألحق ضررًا كبيرًا بسمعته، ما أدى إلى فرض عقوبات عليه من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا، إلى جانب ملاحقته بتهم فساد مالي داخل لبنان.

شرطي لبناني يمنع متظاهرين من دخول مبنى المحكمة أثناء احتجاجهم ضد حاكم مصرف لبنان المركزي السابق رياض سلامة، في بيروت، لبنان، الاثنين 9 سبتمبر/أيلول 2024AP

ويتزامن البحث عن المحافظ الجديد مع إدراج لبنان على "القائمة الرمادية" لمجموعة العمل المالي الدولية (FATF)، بعد فشله في تطبيق إجراءات كافية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

ويزيد هذا التصنيف من تعقيد الأزمة المالية، ويضع مزيدًا من الضغوط على الحكومة اللبنانية للإسراع في تنفيذ إصلاحات جذرية في القطاع المصرفي.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية دمار واسع في القرى الحدودية بعد الانسحاب الجزئي للجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان ماذا يجري على الحدود بين سوريا ولبنان؟ محاولة لضبط الأمن أم تصفية حسابات مع حزب الله وعهد بشار الأسد من جنوب لبنان وزير دفاع إسرائيل يحذر خليفة نصرالله: لا تكرر أخطاء من سبقوك وإلا ستدفع ثمنا باهظا رئيسبنوك- قطاع مصرفيالولايات المتحدة الأمريكيةأزمة اقتصاديةحزب اللهلبناناعلاناخترنا لكيعرض الآنNext بعد خسارة بلدة سودجا.. لم تعد أوكرانيا تسيطر إلا على 10% من الأراضي الروسية يعرض الآنNext ويتكوف يهدّد حماس: استخلصوا العبر مما فعلناه بالحوثيين أمس واتّخذوا قرارًا أكثر عقلانية يعرض الآنNext سوريا: مقتل 16 شخصاً وإصابة 18 آخرين في انفجار ذخائر من مخلفات الحرب في مدينة اللاذقية يعرض الآنNext عراقجي لواشنطن: عهد الإملاءات قد ولى منذ 1979 ولا سلطة لكم علينا يعرض الآنNext من إنتاج شركة لوكهيد مارتن.. الجيش الإسرائيلي يعلن انضمام 3 مقاتلات F-35 جديدة إلى سلاح الجو اعلانالاكثر قراءة مركبة سبيس إكس تصل محطة الفضاء الدولية وعلى متنها 4 رواد فضاء سيحلون محل الرائديْن العالقين منذ أشهر بعد معارك عنيفة.. أوكرانيا تؤكد انسحاب قواتها من سودجا الروسية وزير الداخلية الفرنسي يلوّح بالاستقالة إذا تراجعت باريس عن موقفها بشأن المهاجرين الجزائريين مقدونيا الشمالية: حريق مروع في ملهى ليلي بكوتشاني يودي بحياة 59 شخصاً بينها كوبا وإيران واليمن وسوريا والسودان وليبيا.. واشنطن تدرس حظر سفر مواطني 11 دولة اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبسورياإسرائيلالاتحاد الأوروبياليمنفرنساالحوثيونألكسندر فوتشيتشصربيا- سياسةحركة حماسفلاديمير بوتينضحاياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • سلام: نعمل على التحضير لعقد مؤتمر عام للاستثمار في الخريف المقبل في بيروت
  • في هذا الموعد.. الرحلات الجوية البولندية ستستأنف إلى بيروت
  • فيديو كشفه.. إلقاء القبض على سارق هواتف في بيروت
  • بعد تأجيله.. معرض بيروت العربي الدولي للكتاب يعود في أيار المقبل
  • وفاة أيقونة المسرح اللبناني أنطوان كرباج في بيروت عن 89 عاما
  • لبنان يستعد.. ارتفاع الطلب على السفر إلى بيروت وهذا ما كُشف
  • مياه بيروت وضعت قيد التحصيل اصدارات 2025 وامكان التقسيط على 10 دفعات
  • لمكافحة الفساد ومنع تمويل الجماعات المسلحة.. واشنطن تتشاور مع بيروت حول الأوفر حظا لخلافة رياض سلامة
  • أزمة تهدد الكرة الكولومبية بعد اضراب ألف لاعب
  • رسميا: صنعاء تكشف عن الخسائر التي خلفتها الغارات الأمريكية اليوم