الكشف عن مدينتين مدفونتين تحت أراضي من طريق الحرير
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
استخدم علماء الآثار لأول مرة، "تقنية ليدار" القائمة على الطائرات بدون طيار في آسيا الوسطى، للكشف عن تفاصيل مذهلة لمدينتين تجاريتين تم توثيقهما حديثًا، تقعان على ارتفاع عالٍ في جبال أوزبكستان.
وكشفت المدينتان، عن رؤى رائعة في تاريخ المنطقة وتطورها الحضري، كما قدمت رؤى حول هذه المراكز التجارية المفقودة منذ فترة طويلة، وفق "إنترستينغ إنجينيرينغ".
واستخدم فريق من الباحثين، بقيادة مايكل فراتشيتي، أستاذ علم الآثار في جامعة واشنطن في سانت لويس، وفرهود مقصودوف، مدير المركز الوطني للآثار في أوزبكستان، هذه التكنولوجيا المتقدمة لرسم خريطة لحجم وتخطيط هذه المدن المرتفعة التي تعود إلى العصور الوسطى.
وتقع المدينتان المكتشفتان حديثاً، تاشبولاك وتوغونبولاك، على ارتفاعات تتراوح بين 6562 إلى 7218 قدماً (2000 إلى 2200 متر) فوق مستوى سطح البحر، وهو ما يضاهي ارتفاع ماتشو بيتشو في بيرو.
وجعلت هذه المرتفعات من هذه المدن نماذج استثنائية للتحضر الجبلي المزدهر، فقد امتدت تاشبولاك، الأصغر من المدينتين، على مساحة 12 هكتاراً، في حين غطت توغونبولاك مساحة شاسعة تبلغ 120 هكتاراً، وأشار فراتشيتي إلى أن توغونبولاك هي واحدة من أكبر المدن الإقليمية في عصرها.
وكانت هذه المدن لتكون مراكز حضرية مهمة في آسيا الوسطى، وخاصة عندما انتقلت من واحات الأراضي المنخفضة إلى بيئات أكثر تحدياً على ارتفاعات عالية، وقد تم وضع المدينتين بشكل استراتيجي لتكونا بمثابة مراكز رئيسية للتفاعل على طول طريق الحرير، مما يتحدى التصور الشائع بأن الجبال تعوق التجارة، وبدلاً من ذلك، من المرجح أن تغذي التضاريس الجبلية الرخاء الاقتصادي، مدفوعاً بموارد مثل الحيوانات والخامات، ووفقاً لمقصودوف، كان لدى الرعاة الرحل الذين عاشوا في توغونبولاك منذ أكثر من ألف عام ثقافة مميزة ومستقلة.
وقال مقصودوف: "كان لهذا الموقع بنية حضرية متقنة مع ثقافة مادية محددة تختلف اختلافاً كبيراً عن ثقافة الأراضي المنخفضة المستقرة".
ووفرت تكنولوجيا الليدار، التي تُستخدم على نطاق واسع لاختراق الغطاء النباتي الكثيف في المسوحات الأثرية، مسوحات عالية الدقة لتخطيطات المدن في المناظر الطبيعية الأكثر قحطاً في أوزبكستان، والتقطت هذه المسوحات تفاصيل معقدة مثل الساحات والتحصينات والطرق والمساكن، مما ألقى الضوء على المجتمعات التي ازدهرت في هذه المناطق المرتفعة من القرن السادس إلى القرن الحادي عشر.
وقال فراتشيتي في بيان صحفي: "كشفت مسوحات الليدار عن بعض الصور الأعلى دقة التي تم نشرها على الإطلاق للمواقع الأثرية، مما سمح بمستوى غير مسبوق من التحليل الحاسوبي".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
تخريج دفعة جديدة في"البرنامج الوطني لتمكين القيادات الوسطى" بـ"الأكاديمية السلطانية للإدارة"
مسقط- الرؤية
احتفلت الأكاديمية السلطانية للإدارة بتخريج دفعة جديدة من المشاركين في البرنامج الوطني للتطوير القيادي من أجل تمكين الإدارات العُمانية الوسطى في القطاع الخاص "اعتماد"، والذي يهدف إلى تمكين القيادات الوسطى في القطاع الخاص، إذ يجسد هذا البرنامج الاهتمام السامي لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بإعداد قيادات وطنية واعدة في القطاع الخاص بما يتوافق واحتياجات المستقبل ورؤية عمان 2040.
ويبرز البرنامج جهود الأكاديمية في تعزيز القيادات الوسطى وتنمية مهاراتهم بما يساهم في تحقيق التميز في الأداء، بالإضافة إلى تحقيق الأهداف المؤسسية بكفاءة وفعالية، وتأسيس إدارات متجددة قائمة على كفاءات تناسب ديناميكية السوق والتوقعات المستقبلية والتغييرات المتسارعة، من خلال الاستفادة من الخبراء الوطنيين والدوليين الذين يقدمون أفضل الممارسات العالمية.
وأوضحت حنان بنت سالم الحميدية مديرة برنامج اعتماد، أن البرنامج يعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز المهارات القيادية الوطنية في القطاع الخاص من خلال أساليب التعلم التنفيذي التي تركّز على التميز المؤسسي والابتكار، مشيرة إلى أن البرنامج يجمع بين التعلم الأكاديمي والتطبيق العملي، مما يمنح المشاركين فرصة لاكتساب مهارات متقدمة في مجالات تحليل البيانات والتخطيط الاستراتيجي، ويقدّم نموذجًا مستدامًا لإعداد قيادات المستقبل، بما يدعم تنافسية السوق العُمانية ويواكب التغيرات الاقتصادية العالمية، وبما يتماشى مع التطلعات الوطنية لرؤية عُمان 2040.
واستمر البرنامج على مدار 7 أشهر بمشاركة 201 موظف ورائد أعمال من القطاع الخاص، وتضمّن 4 وحدات تعلمية متخصصة وهي: برنامج الإقامة، والتفكير الاستراتيجي، وتحليل البيانات المالية، والابتكار وإدارة التغيير.
كما اشتمل البرنامج على ورشتين تعليميتين تفاعليتين؛ الأولى حول التسويق الرقمي، والثانية حول التفاوض والتأثير، إلى جانب ذلك، تضمن البرنامج جلسات تعليم عن بُعد، وورش عمل محاكاة تطبيقية، ولقاءات مع قادة، ومشروعات تعليم جماعي وافتراضي، مما جعل التجربة التعليمية متكاملة وشاملة.
وعن تجربته في البرنامج كأحد المشاركين، قال السيد حمود بن نصر البوسعيدي: "جاء برنامج اعتماد ليكون محطة فارقة في رحلتي المهنية، حيث ساعدني بشكل كبير على تحسين وصقل مهاراتي القيادية، كنت أسعى دائمًا إلى تطوير نفسي في الجوانب المالية، وهذا ما وجدته في الوحدة الثالثة من البرنامج، التي كانت غنية بالمعلومات حول الحسابات المالية والاستثمارية، هذه المادة شكلت نقطة تحول بالنسبة لي، حيث اكتسبت منها قدرًا كبيرًا من المعرفة الأساسية لكل رائد أعمال يطمح للتوسع والنجاح".
وأضاف: "من أكثر التجارب الماتعة في البرنامج كانت ورش العمل التفاعلية التي جمعت بين التحليل والمرح، مما أتاح بيئة تنافسية مميزة، كما شملت الحصيلة التعليمية مهارات عديدة، أبرزها: القيادة، الابتكار، المحاسبة، وإدارة التغيير".
وفي السياق، أوضح الدكتور سليمان بن عبدالله الحسني مشارك في البرنامج: "شرف كبير أن أنضم للمشاركة في برنامج اعتماد، الذي مثّل نقطة تحول محورية في مسيرتي الشخصية والمهنية، ورغم التردد الذي ارتادني في البداية نظرًا لضغوط العمل، إلا أنني أدركت لاحقًا أن البرنامج صُمّم بدقة ليواكب التحديات المعاصرة، ويمكّن المشاركين بمهارات قيادية تدعمهم في مواجهة التحولات التكنولوجية والاقتصادية".
وبيّن: "ما يميز برنامج اعتماد هو مخرجاته المصممة بعناية وبنيته المتكاملة، التي تجمع بين التحصيل العلمي والتطبيق العملي، تنوع المشاركين أضاف عمقًا للنقاشات وساهم في إثراء التجربة، وألهمني للعمل على خلق بيئة محفزة على الابتكار والإبداع".
يشار إلى أن البرنامج يساهم في رفد السوق العُمانية بقيادات وطنية قادرة على إدارة المشاريع التنموية والاقتصادية، تحقيقًا لأهداف رؤية عُمان 2040 وتعزيزًا لاستدامة التنمية الاقتصادية، في إطار فلسفة الأكاديمية الرامية إلى تمكين القيادات بمختلف شرائحها في القطاعين العام والخاص.