هل الشباب المستخدمين للسجائر الإلكترونية أكثر عرضة لأمراض القلب مستقبلا؟
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
نشرت مجلة BMJ Open Respiratory Research، دراسة تُظهر أنّ: "التدخين لعلامة تجارية شهيرة من السجائر الإلكترونية حتى لفترة قصيرة، يسبّب تغييرات كبيرة في الرئتين، ويؤثّر على مسارات بيولوجية مهمة، وهي سلسلة من الأحداث الجزيئية الضرورية لعمل الجسم بشكل صحيح".
وأوضحت الدراسة التي قام بها باحثين في معهد الأبحاث التابع لمركز جامعة ماكغيل الصحي (RI-MUHC)، بالتعاون مع زملاء في معهد ليدي ديفيس للأبحاث الطبية (LDI)، أن "السجائر المعروفة باسم "السجائر الإلكترونية"، تحتوي على النيكوتين ومواد كيميائية مختلفة، بما فيها تلك المستخدمة في النكهات، لجعلها أكثر جاذبية".
وتابعت: "على الرغم من التدابير لحماية الشباب، مثل القيود العمرية وحظر النكهات، تظل جميع أنواع منتجات السجائر الإلكترونية متاحة بسهولة عبر الإنترنت. ونتيجة لذلك، تتمتع كندا بأحد أعلى معدلات التدخين الإلكتروني بين الشباب في العالم".
إثر ذلك، استخدم الباحثون نماذج الفئران التي تعكس أنواع الأمراض التي يصاب بها البشر على مدار العمر، وعرضوا هذه النماذج لرذاذ السجائر الإلكترونية لفترات مختلفة. حيث تقدّم نتائجهم دليلا على أن التدخين الإلكتروني في سن مبكرة قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب في وقت لاحق من الحياة، وخاصة عند الرجال.
وفي هذا السياق، قالت عالمة في برنامج البحوث الانتقالية في أمراض الجهاز التنفسي في RI-MUHC ومؤلفة رئيسية للدراسة، كارولين باغلول: "في هذه الدراسة، لاحظنا تعديلات في التمثيل الغذائي وإزالة السموم ومسارات إشارات الدهون، بعضها مرتبط بتطور أمراض القلب".
وأبرزت باغلول: "بالتالي، أجرينا دراسة أخرى، حيث رأينا تطور تصلب الشرايين، وهي حالة يمكن أن تسبّب النوبات القلبية".
وأظهرت نتائج الدراسة الثانية، التي نُشرت في مجلة Toxicology and Applied Pharmacology، أنه: "على الرغم من أن رذاذ السجائر الإلكترونية ينتج التهابا ضئيلا في الرئتين وفي جميع أنحاء الجسم، فإن التعرض اليومي الطويل الأمد لمنتجات التدخين الإلكتروني بنكهة التبغ تسبب في زيادة مستويات الدهون المتداولة وتراكم اللويحات في القلب والأوعية الدموية - وهي ظاهرة تسمى تصلب الشرايين".
وتقول الحاصلة على درجة الدكتوراه، وهي عالمة بارزة في معهد LDI، ورئيسة قسم علم الأدوية والعلاج في جامعة ماكغيل، والمؤلفة الرئيسية الأخرى لهذه الدراسات، كورين مان: "هذه نتائج مهمة لأنها تشير إلى أن التدخين الإلكتروني يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية".
من جهتها، أضافت باغلول، وهي أيضا أستاذة مشاركة في قسم الطب بجامعة ماكغيل ومديرة مركز أبحاث ماكغيل للقنّب: "في كلتا الدراستين، لوحظت التغييرات في الرئتين والقلب بشكل بارز لدى الذكور، مما يشير إلى أن التدخين الإلكتروني قد يؤثر بشكل غير متناسب على الرجال. ويثير هذا مخاوف كبيرة بشأن صحة الشباب الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية حاليا في المستقبل".
في هاتين الدراستين، استخدم الباحثون تحليلا عالي الإنتاجية (أي تجارب واسعة النطاق تسمح باختبار عدد كبير من المركبات) على منتجات التدخين الإلكتروني القانونية في كيبيك وكندا. إذ فحصوا كيف تؤثر المواد الكيميائية الموجودة في هذه المنتجات على الرئتين، باستخدام مستويات التعرض اليومية والأنماط التي تحاكي الاستخدام النموذجي للمراهقين.
وأوضحت باغلول: "يُنظر أحيانا إلى السجائر الإلكترونية على أنها غير ضارة بسبب مقارنتها بدخان التبغ، الذي نعلم أنه يسبب العديد من الأمراض. تختلف السجائر الإلكترونية عن التبغ، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن السجائر الإلكترونية لا تسبب الكثير من الالتهابات".
"لهذا السبب، لم نبدأ في مقارنة تدخين التبغ بالتدخين الإلكتروني، بل بحثنا عن تأثيرات غير معروفة للتدخين الإلكتروني لا ترتبط بالضرورة بالتدخين" أكّدت باغلول.
بدورها، قالت المؤلفة الأولى للدراسة الثانية وهي طالبة دكتوراه في RI-MUHC، بإشراف مشترك من البروفيسورة باغلول والبروفيسورة مان، فينسينزا كاروانا: "كما هو متوقع، في تجاربنا، لم يسبّب التدخين الإلكتروني التهاب الرئة، ولكن كان له تأثيرات سلبية مهمة أخرى، بما في ذلك التغييرات في العمليات العميقة داخل الرئتين، والتي قد تؤثر على خطر الإصابة بالأمراض بطريقة مختلفة".
وأضافت كاروانا: "هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم سبب تأثّر الذكور أكثر بهباء السجائر الإلكترونية، نظرا للتغير السريع في المشهد الذي يشهده سوق السجائر الإلكترونية والطبيعة الإدمانية لمنتجات التدخين الإلكتروني".
إلى ذلك، يسلّط مؤلفو الدراسات، الضوء، أيضا على الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسة للمنتجات التي تحظى بشعبية مثل السجائر الإلكترونية التي تُستخدَم لمرة واحدة وأكياس النيكوتين الفميّة، فضلا عن منتجات التدخين الإلكتروني التي تعتمد على القنّب، والتي تحظى بشعبية أيضا بين المراهقين والشباب.
وتقول البروفيسورة باغلول: "نظرا لظهورها مؤخرا، فإننا نفتقر إلى البيانات المتعلقة بالمخاطر المرتبطة بالتدخين الإلكتروني. وينبغي لشعبيتها المبهرة بين الشباب أن تدفعنا إلى التحقيق في آثارها طويلة الأمد، وهذا ما سنستمر في القيام به".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة السجائر الإلكترونية كندا كندا السجائر الإلكترونية التدخين الالكتروني المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السجائر الإلکترونیة التدخین الإلکترونی
إقرأ أيضاً:
أبل تفعل ميزة جديدة دون إذن المستخدمين تتيح الوصول إلى صورك
إذا كنت من المؤمنين بشعار أبل الشهير “ما يحدث على جهازك يبقى على جهازك”، فقد حان الوقت لإعادة التفكير، فعلى الرغم من سمعة أبل القوية في مجال الأمان والخصوصية، فإن التحديث الأخير أثار جدلًا كبيرًا بعد تفعيل ميزة جديدة تسمى “البحث البصري المعزز” بشكل تلقائي على ملايين الأجهزة دون سابق إنذار.
ما هو البحث البصري المعزز؟
هذه الوظيفة الجديدة تحدد عناصر الصور التي تلتقطها أو تحفظها، بحيث تقدم لك معلومات عن الأشياء أو الأشخاص في الصورة.
تخيل أنك تحفظ صورة بيتزا، ثم تكتب في محرك البحث كلمة “بيتزا”، تتيح لك هذه الوظيفة البحث عن مزيد من المعلومات حول ما بداخل الصورة على الويب.
إنها وظيفة مفيدة للغاية عندما تريد البحث عن صورة ولكنك لا تتذكر التاريخ الدقيق الذي التقطتها فيه.
المشكلة هي أن أحداً لم يسألك إذا كنت تريد أن يحدث هذا وأن تتمتع أبل بالوصول المباشر إلى المعلومات الموجودة في جميع صورك.
قررت أبل تفعيلها بصمت، وعلى الرغم من قولها إن المعلومات مشفرة ومحمية، إلا أن العديد من المستخدمين غير مقتنعين بهذا التأكيد.
لماذا يثير هذا الجدل؟
على الرغم من تأكيد أبل أن البيانات محمية ومشفرة، فإن نقص الشفافية في تنفيذ هذه الميزة أثار تساؤلات حول نوايا الشركة.
هل يمكن أن تستخدم أبل هذه التقنية لتحليل الصور لأغراض أخرى؟ في عام 2021، واجهت أبل انتقادات حادة بسبب نظام مشابه يهدف إلى اكتشاف المحتوى غير القانوني في الصور، مما أجبرها على التراجع.
كيف يمكنك تعطيل الميزة؟
إذا كنت تشعر بعدم الارتياح، يمكنك إيقاف تشغيل البحث البصري المعزز يدويًا:
على iPhone وiPad: انتقل إلى الإعدادات > التطبيقات > الصور وأوقف الخيار.
على جهاز Mac: افتح تطبيق “الصور”، ثم انتقل إلى الإعدادات > عام وأوقف الميزة.
ولم توضح أبل ما إذا كانت البيانات التي تم تحليلها ستُحذف من خوادمها بعد إيقاف التشغيل.
ماذا بعد؟
حتى الآن، لم تصدر أبل أي توضيح رسمي حول هذا الجدل، ولكن من المتوقع أن تقدم المزيد من التفاصيل في الأسابيع المقبلة، خاصة مع تصاعد الضغط الإعلامي.
في النهاية، يبقى السؤال: هل ستستمر في الوثوق بأبل، أم أن الوقت قد حان للتساؤل عما تفعله الشركة ببياناتك دون علمك؟
البيان
إنضم لقناة النيلين على واتساب