لبنان ٢٤:
2025-02-16@11:10:06 GMT

اسرائيل تلعب على حافة هاوية الوقت الضائع أميركيًا

تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT

في الوقت الذي كان الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين يقوم بـ "آخر فرصة" له لوضع المقترح الاميركي بالنسبة إلى الوضع المتفجر بين اسرائيل و"حزب الله" في قالب يختلف من حيث المضمون عن النظرة العامة إلى المخرج الوحيد والمتاح، كان لبنان مسرحًا لأقصى أنواع القصف الهستيري وكأنه يبحث في مفاوضاته، عبثًا، عن أمل من الصعب أن يتحقق في ضوء الشروط الإسرائيلية التعجيزية، التي تتنافى مع أبسط الحقوق اللبنانية السيادية، والتي تناقض في حيثياتها المواثيق الدولية، التي تعترف بسيادة الدول واستقلالها.

فمطلب لبنان واحد وليس أثنين. وهذا ما سمعه هوكشتاين في عين التينة وفي السرايا الحكومية. لا حديث عن أي أمر قبل وقف إطلاق النار. وبعده فإن لكل حادث حديث، وإن كان القرار 1701 هو المطلب الوحيد اليوم وغدًا، ولا شيء آخر سوى تطبيقه بكل مندرجاته، وإن اختلفت التفسيرات حول ما يتضمنه، وما له علاقة بالقرارين 1559 و1680، اللذين اخذا حيزًا واسعًا من النقاشات الداخلية، مع تباين واضح في وجهات نظر الرئيس نبيه بري، الذي يعتبر "أن القرار 1559 قد أصبح وراءنا"، فيما ترى قوى "المعارضة" أن القرارات الدولية في ما يتعلق بالوضع الجنوبي كلٌ لا يتجزأ، إذ لا يمكن تطبيق القرار 1701 من دون تطبيق ما استند إليه من قرارات دولية سابقة.

فهوكشتاين حمل معه بعض الأفكار والمقترحات، وإن لم تكن نهائية، وهي قابلة للأخذ والردّ، خصوصًا أن الموقف اللبناني منها لم يكن سلبيًا إلى حدّ الرفض في المطلق، إذ وصف الرئيس بري لقاءه بالموفد الأميركي بأنه كان جيدًا، "ولكن العبرة بالتنفيذ". وهذا يعني باللغة اللبنانية المحكية أن على إسرائيل أن توقف حربها على لبنان ولو على شكل هدنة تمتد ثلاثة أسابيع كمرحلة أولى، على أن تدخل المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل برعاية أميركية في مرحلة جدّية توصلًا إلى حلّ نهائي غير قابل للاهتزاز على غرار ما حصل بعد وقف الحرب في صيف 2006، إذا استمرّت إسرائيل بخرق بنود القرار 1701 في مقابل اضطرار "حزب الله" لفعل الشيء نفسه. وهكذا يبقي هذا القرار، الذي أوقف الحرب في الماضي، من دون ذي جدوى اليوم. وقد تكون الحرب الدائرة اليوم على أكثر من محور من نتائج عدم التزام أي من الطرفين ما جاء في هذا القرار، الذي تتركّز مفاوضات اليوم على تطبيقه، إن لم يكن بالتراضي فبوسائل أكثر فعالية. ولكن ما لم توقف إسرائيل عدوانها على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت فإن المساعي الأميركية ستذهب أدراج الرياح، ولن يكون منها فائدة تُرجى.

فزيارة هوكشتاين لبيروت، ومن بعدها لتل أبيب، لا يمكن فصلها عن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن لإسرائيل، والتي هدفت في الدرجة الأولى إلى جسّ نبض الحكومة الإسرائيلية لمعرفة ملامح المرحلة المقبلة، حربًا أو هدنة أو سلامًا.

وفي اعتقاد أكثر من مراقب ديبلوماسي أن واشنطن، التي دخلت عمليًا في مرحلة "الصمت الانتخابي" بالمفهوم الديبلوماسي لهذه المرحلة، التي عادة ما تغيب عنها المبادرات المنتجة، لن تقدم على أي خطوة ناقصة في منطقة ملتهبة ويلفها الغموض وتحجب غبار الحرب فيها الرؤية السليمة، خصوصًا أن المعركة الرئاسية بين الجمهوريين والديمقراطيين لا تزال غير واضحة المعالم مع تقارب كل من دونالد ترامب وكاملا هاريس في نقاط استطلاعات الرأي.

ولأن الجمود في السياستين الداخلية والخارجية للولايات المتحدة الأميركية هو السائد حاليًا فإن التفاؤل بإمكانية الوصول إلى ما يقرّب اللبنانيين من وقف وشيك لوقف إطلاق النار لا يدخل في حسابات حكومة الحرب الإسرائيلية، التي تمعن في القصف والقتل والتدمير وحرق الأراضي والمراحل في آن.

في المقابل، فإن "حزب الله"، وعلى رغم ما يُمنى به من خسائر، لا يزال مصرًّا على أن الحرب لا تزال في بداياتها، وأن "المقاومة الإسلامية" لا تزال قادرة على الصمود والمواجهة وعلى افشال المخططات الإسرائيلية أيًّا تكن نتائج هذه الحرب، وهي كبيرة جدًّا على بيئة "المقاومة" في الدرجة الأولى، وعلى كل لبنان أولًا وأخيرًا اليوم وغدًا، وهي ستطفو إلى السطح عندما يتوقف المدفع. وهذا ما لمسه اللبنانيون من حجم ما يحتاجون إليه من مساعدات بدأت بشائرها تظهر من خلال مؤتمر الدعم الذي رعته فرنسا، وهو يشكّل بداية وليست نهاية.   
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

«سى إن إن»: الرئيس الأمريكى يريد أن تلعب الصين دورًا فى السلام بين أوكرانيا وروسيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع اقتراب الحرب بين أوكرانيا وروسيا من عامها الرابع، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن الزعيم الذي يعتقد أنه يمكن أن يساعد الولايات المتحدة في إنهاء الصراع، وهو حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الرئيس الصيني شي جين بينج، بحسب ما ذكرت شبكة «سي إن إن» الأمريكية.

وقال ترامب، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا الشهر الماضي، «نأمل أن تساعدنا الصين في وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لديهم قدر كبير من السلطة على هذا الوضع وسنعمل معهم».

وأعرب ترامب عن هذا الأمل، في مكالمة هاتفية مع الزعيم الصيني قبل أيام من أداء اليمين الشهر الماضي، وهو موضوع يمكن طرحه في الأيام المقبلة حيث يجتمع مسؤولون من جميع أنحاء العالم في مدينة ميونخ الألمانية لحضور مؤتمر أمني سنوي.

في حين أن ترامب ربما يكون قد عقد خطته للسلام بمساعدة الصين من خلال فرض تعريفة جمركية شاملة بنسبة ١٠٪ على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر، فقد تكون الحرب بين أوكرانيا وروسيا قضية نادرة للتعاون مع الصين، خاصة وأن بكين تتطلع إلى تجنب تعميق الخلافات بشأن التجارة، وفقا للشبكة.

وقالت يون صن، وهي مديرة برنامج الصين في مركز ستيمسون للأبحاث في واشنطن، في تصريحات نشرتها الشبكة، بالنظر إلى المخاطر فيما يتعلق بالعلاقات الأمريكية الصينية، إذا كان ترامب يقدر تعاون الصين في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وهو الأمر الذي قد يلعب دور حاسما في تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، أعتقد أن الصين ستكون منفتحة للغاية ويمكن أن تلعب دورا مفيدا في الحرب الروسية الأوكرانية، وأضافت أن بكين ستكون في الوقت نفسه حذرة من تقويض تحالفها مع روسيا.

لطالما سعت الصين إلى وضع نفسها كوسيط سلام محتمل في الصراع، ووضعت اقتراح لتسوية الحرب، لكنه «غامض»، بحسب وصف الشبكة. لكن في الغرب، طغت حقيقة أخرى على محاولتها حتى الآن، وهي دعم بكين الدائم لروسيا، وفقا للشبكة.

وقالت الشبكة أن المخاطر ستكون كبيرة بالنسبة للرئيس الصيني، والتي تتمثل في المخاطرة بإلحاق الضرر بهذه الشراكة، التي بناها الزعيم الصيني كجزء حاسم من أهدافه الأوسع لمواجهة الضغط من الغرب وإعادة تشكيل نظام عالمي لصالح الصين.

وأشارت الشبكة إلي أن طاولة المفاوضات حيث يتمتع شي جين بينج، بمقعد بارز هي أيضا طاولة يمتلك فيها بوتين، وليس ترامب، شريكا قويا، وهي حقيقة سيتعين على واشنطن التعامل معها بعناية إذا لم ترغب في المخاطرة بعزل الحلفاء الأوروبيين أو التوصل إلى حل غير مقبول لأوكرانيا، وفقا للمحللون.

وقال تشونج جا إيان، الأستاذ في جامعة سنغافورة الوطنية، في تصريحات نشرتها الشبكة، «النتيجة الحقيقية التي تود بكين تجنبها هي أن تكون روسيا ضعيفة للغاية. لأنه بذلك ستفتقر بكين إلى شريك كبير ورئيسي».

ومن المتوقع أن يحظي مستقبل الصراع بمكانة كبيرة على جدول أعمال مؤتمر ميونخ الأمني المقبل، حيث من المقرر أن يلتقي نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. كما سيرأس وزير الخارجية الصيني وانج يي وفدا من بكين.

ويلوح في الأفق تحول كبير في لهجة نهج واشنطن تجاه الحرب. وشكك ترامب في المساعدة الأمريكية لأوكرانيا، والتي اعتبرها سلفه جو بايدن وحلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي «الناتو» أمرا بالغ الأهمية ليس فقط للدفاع عن سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، ولكن عن النظام العالمي القائم على القواعد.

وفي مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية في وقت سابق من هذا الأسبوع، اقترح ترامب بدلا من ذلك أن الولايات المتحدة يجب أن تحصل على الموارد الطبيعية الغنية لأوكرانيا مقابل المساعدة العسكرية.

كما أشار إلى أن أوكرانيا «قد تكون روسية يوما ما»، وقال إن إدارته أحرزت "تقدما هائلا" في وضع الأساس لمحادثات سلام محتملة مع روسيا وأوكرانيا، دون تقديم تفاصيل.

وفي سلسلة من الاجتماعات في أوروبا هذا الأسبوع، سيحث وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ومبعوث ترامب إلى أوكرانيا وروسيا كيث كيلوج، نظرائهم الأوروبيين وفي الناتو على تولي دور أكبر بكثير في دعم أوكرانيا، بحسب ما قال مسئولون دفاعيون وأشخاص مطلعون على الأمر، في تصريحات نشرتها شبكة «سي إن إن».

ومن المقرر أيضا أن يلتقي مسؤولون في إدارة ترامب بالمسئولين الأوكرانيين في الأيام المقبلة، حيث قالت مصادر لـ«سي إن إن»، إنه من المتوقع أن يسافر وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، إلى كييف لإجراء مناقشات حول الموارد الطبيعية الغنية لأوكرانيا، بينما من المقرر أيضا أن يزور كيلوج البلاد بعد اجتماعات ميونخ.

وقال زيلينسكي إنه مستعد للتفاوض مع بوتين، ولكن فقط إذا استمرت الولايات المتحدة وأوروبا في دعم أوكرانيا، و«توفير الضمانات الأمنية»، بينما كررت روسيا في الأيام الأخيرة أنها لن تقبل سوى السلام الذي يجعل أوكرانيا تتخلى عن طموحاتها للانضمام إلى الناتو والتنازل عن المناطق التي ضمتها روسيا.
 

مقالات مشابهة

  • الجماز يوضح حقيقة خطأ الوقت بدل الضائع في مباراة الهلال والرياض
  • أول رد من اتحاد كرة القدم على خطأ الوقت بدل الضائع في لقاء الهلال
  • أحمد العجلان: أمور غريبة حدثت بالوقت بدل الضائع في مواجهة الهلال والاتحاد
  • ماهي أسباب تغير الوقت الضائع في مباراة الهلال والرياض من 8 ل13 دقيقة فقط؟
  • خبير سياسي: التحركات الإسرائيلية الأخيرة تثير قلق صناع القرار في تل أبيب
  • الشنيف يثير الجدل حول الوقت المحتسب في مباراة الهلال والرياض.. فيديو
  • «سيد +90» يتفوق على كرستيانو وراموس في ريال مدريد!
  • ما هي التلال الاستراتيجية التي تنوي اسرائيل البقاء فيها؟
  • «سى إن إن»: الرئيس الأمريكى يريد أن تلعب الصين دورًا فى السلام بين أوكرانيا وروسيا
  • أوكرانيا وأوروبا ترفضان أي اتفاق روسي أميركي لا تشاركان فيه