لبنان ٢٤:
2025-04-17@20:46:10 GMT

اسرائيل تلعب على حافة هاوية الوقت الضائع أميركيًا

تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT

في الوقت الذي كان الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين يقوم بـ "آخر فرصة" له لوضع المقترح الاميركي بالنسبة إلى الوضع المتفجر بين اسرائيل و"حزب الله" في قالب يختلف من حيث المضمون عن النظرة العامة إلى المخرج الوحيد والمتاح، كان لبنان مسرحًا لأقصى أنواع القصف الهستيري وكأنه يبحث في مفاوضاته، عبثًا، عن أمل من الصعب أن يتحقق في ضوء الشروط الإسرائيلية التعجيزية، التي تتنافى مع أبسط الحقوق اللبنانية السيادية، والتي تناقض في حيثياتها المواثيق الدولية، التي تعترف بسيادة الدول واستقلالها.

فمطلب لبنان واحد وليس أثنين. وهذا ما سمعه هوكشتاين في عين التينة وفي السرايا الحكومية. لا حديث عن أي أمر قبل وقف إطلاق النار. وبعده فإن لكل حادث حديث، وإن كان القرار 1701 هو المطلب الوحيد اليوم وغدًا، ولا شيء آخر سوى تطبيقه بكل مندرجاته، وإن اختلفت التفسيرات حول ما يتضمنه، وما له علاقة بالقرارين 1559 و1680، اللذين اخذا حيزًا واسعًا من النقاشات الداخلية، مع تباين واضح في وجهات نظر الرئيس نبيه بري، الذي يعتبر "أن القرار 1559 قد أصبح وراءنا"، فيما ترى قوى "المعارضة" أن القرارات الدولية في ما يتعلق بالوضع الجنوبي كلٌ لا يتجزأ، إذ لا يمكن تطبيق القرار 1701 من دون تطبيق ما استند إليه من قرارات دولية سابقة.

فهوكشتاين حمل معه بعض الأفكار والمقترحات، وإن لم تكن نهائية، وهي قابلة للأخذ والردّ، خصوصًا أن الموقف اللبناني منها لم يكن سلبيًا إلى حدّ الرفض في المطلق، إذ وصف الرئيس بري لقاءه بالموفد الأميركي بأنه كان جيدًا، "ولكن العبرة بالتنفيذ". وهذا يعني باللغة اللبنانية المحكية أن على إسرائيل أن توقف حربها على لبنان ولو على شكل هدنة تمتد ثلاثة أسابيع كمرحلة أولى، على أن تدخل المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل برعاية أميركية في مرحلة جدّية توصلًا إلى حلّ نهائي غير قابل للاهتزاز على غرار ما حصل بعد وقف الحرب في صيف 2006، إذا استمرّت إسرائيل بخرق بنود القرار 1701 في مقابل اضطرار "حزب الله" لفعل الشيء نفسه. وهكذا يبقي هذا القرار، الذي أوقف الحرب في الماضي، من دون ذي جدوى اليوم. وقد تكون الحرب الدائرة اليوم على أكثر من محور من نتائج عدم التزام أي من الطرفين ما جاء في هذا القرار، الذي تتركّز مفاوضات اليوم على تطبيقه، إن لم يكن بالتراضي فبوسائل أكثر فعالية. ولكن ما لم توقف إسرائيل عدوانها على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت فإن المساعي الأميركية ستذهب أدراج الرياح، ولن يكون منها فائدة تُرجى.

فزيارة هوكشتاين لبيروت، ومن بعدها لتل أبيب، لا يمكن فصلها عن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن لإسرائيل، والتي هدفت في الدرجة الأولى إلى جسّ نبض الحكومة الإسرائيلية لمعرفة ملامح المرحلة المقبلة، حربًا أو هدنة أو سلامًا.

وفي اعتقاد أكثر من مراقب ديبلوماسي أن واشنطن، التي دخلت عمليًا في مرحلة "الصمت الانتخابي" بالمفهوم الديبلوماسي لهذه المرحلة، التي عادة ما تغيب عنها المبادرات المنتجة، لن تقدم على أي خطوة ناقصة في منطقة ملتهبة ويلفها الغموض وتحجب غبار الحرب فيها الرؤية السليمة، خصوصًا أن المعركة الرئاسية بين الجمهوريين والديمقراطيين لا تزال غير واضحة المعالم مع تقارب كل من دونالد ترامب وكاملا هاريس في نقاط استطلاعات الرأي.

ولأن الجمود في السياستين الداخلية والخارجية للولايات المتحدة الأميركية هو السائد حاليًا فإن التفاؤل بإمكانية الوصول إلى ما يقرّب اللبنانيين من وقف وشيك لوقف إطلاق النار لا يدخل في حسابات حكومة الحرب الإسرائيلية، التي تمعن في القصف والقتل والتدمير وحرق الأراضي والمراحل في آن.

في المقابل، فإن "حزب الله"، وعلى رغم ما يُمنى به من خسائر، لا يزال مصرًّا على أن الحرب لا تزال في بداياتها، وأن "المقاومة الإسلامية" لا تزال قادرة على الصمود والمواجهة وعلى افشال المخططات الإسرائيلية أيًّا تكن نتائج هذه الحرب، وهي كبيرة جدًّا على بيئة "المقاومة" في الدرجة الأولى، وعلى كل لبنان أولًا وأخيرًا اليوم وغدًا، وهي ستطفو إلى السطح عندما يتوقف المدفع. وهذا ما لمسه اللبنانيون من حجم ما يحتاجون إليه من مساعدات بدأت بشائرها تظهر من خلال مؤتمر الدعم الذي رعته فرنسا، وهو يشكّل بداية وليست نهاية.   
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 51 ألف شهيد منذ بدء الحرب

أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة التي ترتكبها إسرائيل إلى « 51 ألف شهيد و116 ألفا و343 مصابا » منذ أكتوبر 2023.

وقالت الوزارة، في التقرير الإحصائي اليومي لعدد القتلى والجرحى جراء الإبادة الإسرائيلية: « وصل مستشفيات قطاع غزة 17 شهيدا و69 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية ».

وأضافت أن « حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 (تاريخ استئناف حرب الإبادة الجماعية) بلغت ألفا و630 شهيدا، و4 آلاف و302 إصابة ».

وذكرت الوزارة أن حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 ارتفعت « إلى 51 ألف شهيد و116,343 إصابة ».

وأشارت إلى أنه « ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم ».

وكثفت إسرائيل منذ 18 مارس الماضي جرائم الإبادة بغزة عبر شن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدف معظمها مدنيين بمنازل وخيام تؤوي نازحين.

ومطلع مارس الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة « حماس » وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي.

وبينما التزمت حماس ببنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.

كلمات دلالية غزة، الإبادة الإسرائيلية، فلسطين، طوفان الأقصى

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 51 ألفا و65 شهيدا منذ بدء الحرب
  • تقرير أميركي لشيعة لبنان: لماذا لا تسلمون أسلحة حزب الله؟
  • تداعيات انسحاب أميركي محتمل من سوريا
  • لو يصرف حزب الله تهديداته ضد اسرائيل
  • القرار 1701 امام مجلس الوزراء اليوم وتهديد حزب الله بـقطع اليد يتفاعل
  • تقرير يكشف عن الخسائر “الإسرائيلية” في الحرب على غزة ولبنان
  • تزايد أعداد العرائض الإسرائيلية المطالبة بوقف الحرب وإعادة الأسرى
  • قرار أميركي مفاجئ.. إلغاء مساعدات مالية لدول بينها لبنان!
  • ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 51 ألف شهيد منذ بدء الحرب
  • الحوار حول حصرية السلاح الى الواجهة.. حزب الله:يجب ان يكون مع من يعتقد ان اسرائيل عدو لبنان