قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إنه وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تبين فضل صلاة الجمعة وأهميتها.

واستشهد «جمعة»، بما روي عن أبي هريرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ اغْتَسَلَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ، ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى وَفَضْلُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ» (رواه مسلم 857).

فضل صلاة الجمعة وأهميتها

وأشار إلى أن الذهاب مبكرًا إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة فيه أجر عظيم، فروى البخاري (841) ومسلم (850) عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتْ الْمَلائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ».

فضل الذهاب مبكرًا إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة

وتابع: إن الساعة الأولى تكون بعد الفجر، والساعة الثانية تكون مع بداية الشروق، وهي تقريبًا السابعة إلا ربعًا، والحديث يعني أنه كلما ذهبت يوم الجمعة إلى المسجد باكرًا، فإن لك ثوابًا كبيرًا، وكلما تأخرت في وقت الذهاب، قل الثواب، وإذا ذهبت في وقت الصلاة، قد فاتك الحصول على أي جائزة".

وواصل: أن وقت خطبة الجمعة، تكون الملائكة بتقفل دفاترها وتمشي للسماء، كل واحد دخل تعطي له جائزته، ومن وصل وقت الخطبة لا جائزة له».

وورد سؤال من أحد المواطنين إلى دار الإفتاء المصرية يقول فيه إن "إمام أحد المساجد فى مدينة قليوب منع المصلين من صلاة سنة الجمعة القبلية مستدلا بأحاديث تؤكد حرمة الصلاة بعد صعود الخطيب إلى المنبر، وإن إمام مسجد آخر بالبلد المذكور قال إن سنة الجمعة مؤكدة ولا يصح لأحد أن يتركها مستدلا أيضا بأحدايث تؤكد كلامه"، وطلب هذا الشخض توضيح الحكم فى المذاهب الأربعة حتى يعلم الناس أمور دينهم.

وأجابت دار الإفتاء على هذا الكلام بالآتى: أن "المذاهب الثلاثة الحنفية والشافعية والمالكية أجمعوا على أنه يحرم على الجالسين فى المسجد التنفل بالصلاة بعد صعود الإمام على المنبر، أما بالنسبة للقادمين إلى المسجد فاختلفوا فى تنفلهم فالحنفية والماكلية رأيهم التحريم للقادمين إلى المسجد حتى لو صلاة ركعتين تحية للمسجد كما فعل الجالسون، أما رأى الشافعية فقد أباحوا أن يصلى القادم ركعتين خفيفتين تحية للمسجد حتى وإن صلى سنة الجمعة خارجه، وإن لم يصل سنة الجمعة صلى ركعتين مع تحية المسجد وهذا إن كان الإمام فى أول الخطبة".

وقالت الإفتاء متابعة لمذهب الشافعية إن "القادم للجمعة إن كان فى آخر الخطبة وظن أنه ستفوته تكبيرة الإحرام فإنه لا يصلى التحية ندبا ويقف حتى تقام الصلاة ولا يجلس، ويستحب للإمام أن يطيل فى خطبته إذا رأى أحد القادمين يصلى ركعتى التحية حتى يلحق بالصلاة، وأما من شرع فى صلاة تحية المسجد وصادف خروج الإمام وصعوده على المنبر فإنه يتم صلاته ولا يقطعها، وهذا رأى الحنفية".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: يوم الجمعة فضل صلاة الجمعة صلاة الجمعة إلى المسجد سنة الجمعة ف ی الس

إقرأ أيضاً:

خطيب المسجد النبوي يكشف عن أكثر الناس تعاسة وانتكاسة.. تعرف عليهم

تحدّث إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ صلاح بن محمد البدير، عن أهمية انشغال العبد بما ينفعه من أمور دينه ودنياه، والبُعد عن الاشتغال بأخبار الناس، وتتبّع أخبارهم، وما لا يعنيه من أمورهم، مبينًا أن ذلك من المكروهات، ومدخل للخصومات والشرور الذي يورد للمرء الندامة والشقاء.

بث مباشر.. خطبة الجمعة من الحرمين الشريفينموضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد الأوقاف كاملة

وأوضح الشيخ صلاح بن محمد البدير، خلال خطبة الجمعة اليوم، أن من صفات أهل العزائم والكمالات ترك ما لا يعني، ورفضُ الاشتغال بما لا يُجدي، وأن ينشغل المرء بما يتعلق بضرورة حياته في معاشه، وسلامته في معادِه، فإذا اقتصر الإنسان على ما يعنيه من أموره، سلِم من شرٍ عظيم، وذلك من حُسن الإسلام، مضيفًا أن ثمرة اشتغال المرء بما يعنيه، وتركُهُ ما لا يعنيه، الرفعة، والراحة، والسكينة، والطمأنينة، والبركة في العمر والقول والعمل، والأهل والمال والولد.

وقال إمام وخطيب المسجد النبوي، إن أكثر الناس تعاسة وانتكاسة وشقاء ً أكثرهم اشتغالًا بما لا يعنيه، مشيرًا إلى أن اشتغال المسلم بما لا منفعة له فيه هو الداءُ العُضال، الجالِبُ لكلّ شرّ، مبينًا أن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه كثرة البحث عن أخبار الناس، والاشتغال باستقصاء أخبارهم، وتتبع أحوالهم، وكشف عوراتهم، والشغف بمعرفة تفاصيل أمورهم، وحكاية أقوالهم، ومعرفة أملاكهم، وضِياعهم، وزوجاتهم، وأولادهم، ومعرفة الداخل عليهم والخارج منهم حتى يُدخل عليهم الحرج والأذى في كشف ما ستروه من أمورهم، وهو فِعلٌ قبيح مكروهٌ، يُدخل في عموم حديث المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله كره لكم ثلاثًا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال" متفق عليه

وتابع الشيخ صلاح بن محمد البدير، قائلًا: كم سَلَب ذلك التهافت المشؤوم بكثرة سؤال الناس عن أحوالهم الخفية والدقيقة من خيراتٍ وبركات، وكم زرع من عداوات، وكم غرس من خصومات، وكم أوقع من حرج وحزازات، وقد جُبل الناس على بُغض الباحث عن مخبئات أمورهم، المستعلم عن أحوالهم، المتقصّي عن أهلهم وأولادهم وأموالهم، ومن تقصّى أخبار الناس مجّته قلوبهم، وعافته نفوسهم، وكرهته مجالسهم.

وبيّن الشيخ صلاح البدير أن مِن سَعَادَةِ الْمَرْءِ أَنْ يَشْتَغِلَ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ عَنْ عُيُوبِ غَيْرِهِ، وأن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه خوضُه في لغو الكلام الذي لا منفعة فيه، فمن ترَكَ من الأقوال والأفعال ما لا ضرورة فيه، ولا منفعةَ له منه، صانَ نفسَه، ومن أراد خِفة الذُّنوب، وقِّلة الأوزار، وراحة القلب، وحُسن الذكر، وصلاح العمل، فليترك الاشتغال بما لا يعنيه.

وأضاف أن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه سؤال العلماء عمّا لا يعنيه من القضايا والوقائع والحوادث، والإكثار من السؤال عمّا لم يقع، ولا تدعو إليه حاجة، تكلفًا وتنطعًا، داعيًا إلى مجاهدة النفس على التمسُّك بهذا الأصل العظيم من أصول الأدب والسلوك.

وأشار إلى أن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه، انتصابه للفتوى والأحكام؛ وتصدُّره للإفادة في العلوم الشرعية، وهو ليس بأهلٍ لذلك، فيتَكَلَّم فِي الدّين بِلَا عِلم، ويُحدّث بِلَا عِلم، ويُفتي بِلَا عِلم، داعيًا العباد إلى تنزيه قلوبهم وجوارحهم عمّا لا ينفعهم، فإذا اشتغل العبد بما لا ينفعه، انصرف عما ينفعه، فتحقّقت خسارته، وعظُمت ندامته.

وختم خطبة الجمعة؛ مذكرًا العباد بملازمة الصلاة على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - في كل وقت وحين، داعيًا الله جلّ جلاله أن يُعزّ الإسلام والمسلمين، وينصُر عباده الموحّدين، وأن يحفظ بلادنا وبلدان المسلمين، وأن يغيث إخواننا المستضعفين المظلومين في فلسطين، ويكون لهم معينًا وظهيرًا، ووليًا ونصيرًا، وأن يجبر كسرهم، ويشفِ مرضاهم، ويتقبّل موتاهم في الشهداء، ويفُكّ أسراهم، ويُعجّل نصرهم على المعتدين الظالمين.

طباعة شارك المسجد النبوي خطيب المسجد النبوي خطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة العلماء مجاهدة النفس العلوم الشرعية

مقالات مشابهة

  • دعاء مغرب الجمعة .. 13 كلمة تفرج الكرب وترزق من حيث لا تحتسب
  • عشرات آلاف المصلين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك
  • عشرات آلاف المصلين يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
  • خطيب المسجد النبوي يكشف عن أكثر الناس تعاسة وانتكاسة.. تعرف عليهم
  • خطبة الجمعة من المسجد الحرام
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف
  • خطبتي الجمعة من المسجد الحرام و المسجد النبوي
  • بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد السيدة زينب بالقاهرة
  • سنن يوم الجمعة وأفضل الأعمال فيه.. سورة الكهف والتبكير إلى الصلاة
  • أفضل دعاء في صباح يوم الجمعة.. ردده في هذه الساعة