ماذا ستستفيد كوريا الشمالية من نشر قواتها في أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
(CNN)-- هناك معلومات استخباراتية متزايدة تفيد بأن كوريا الشمالية تستعد للقيام بدور أكثر مباشرة في حرب روسيا في أوكرانيا، وهي الخطوة التي قد يتردد صداها إلى ما هو أبعد من خطوط المواجهة في الحرب المستعرة في أوروبا.
وتقول الولايات المتحدة وأوكرانيا وكوريا الجنوبية إن القوات الكورية الشمالية أُرسلت إلى روسيا للتدريب بهدف نشرها في أوكرانيا.
وفي المقابل، نفت روسيا وكوريا الشمالية التقارير، في حين ألمحت كوريا الجنوبية إلى أن أي نشر قد يدفعها إلى إعادة تقييم مستوى الدعم العسكري الذي تقدمه لأوكرانيا.
وفي الأشهر الأخيرة، عززت موسكو وبيونغ يانغ شراكتهما العسكرية المناهضة للولايات المتحدة، وأثار التحالف المتنامي قلق المسؤولين في كييف وواشنطن.
إليك ما نعرفه.
هل يقاتل الكوريون الشماليون في أوكرانيا؟
قال البيت الأبيض، الأربعاء، إن ما لا يقل عن 3000 جندي كوري شمالي وصلوا إلى شرق روسيا هذا الشهر، وبينما لا يزال من غير الواضح ما الذي سيفعلونه، و"احتمالية" أن ينضموا إلى القتال ضد أوكرانيا مثيرة للقلق للغاية.
وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرارًا وتكرارًا من أن القوات الكورية الشمالية تنضم إلى حرب روسيا، وقال في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأسبوع الماضي إن "10 آلاف" جندي وفني قيد الإعداد.
وأضاف في خطابه المسائي، الثلاثاء، إن أوكرانيا لديها معلومات استخباراتية عن "تدريب روسيا لوحدتين عسكريتين من كوريا الشمالية ربما تشمل لواءين من 6000 شخص لكل منهما"، كما أخبر زيلينسكي الصحفيين أن أوكرانيا رأت "ضباطًا وموظفين فنيين من كوريا الشمالية في الأراضي المحتلة"، ويعتقد أن روسيا "تعد مجموعة" لدخول أوكرانيا.
وقال مصدر في الاستخبارات الأوكرانية، لشبكة CNN، في وقت سابق إن عددًا صغيرًا من الكوريين الشماليين كانوا يعملون مع الجيش الروسي، ومعظمهم للمساعدة في الشؤون الهندسية وتبادل المعلومات حول استخدام الذخيرة الكورية الشمالية.
في غضون ذلك، قالت الاستخبارات الكورية الجنوبية، الجمعة، إن كوريا الشمالية أرسلت 1500 جندي، بما في ذلك مقاتلو القوات الخاصة، إلى روسيا للتدريب.
وبدا أن هذه التقارير تعززت عندما تم تصوير جنود من كوريا الشمالية وهم يتلقون الزي الرسمي والمعدات في أرض تدريب في أقصى شرق روسيا.
وأظهر مقطع فيديو آخر تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي وتم تحديد موقعه جغرافيًا بواسطة CNN، وصول القوات إلى أرض تدريب سيرجيفكا بالقرب من حدود روسيا مع الصين.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية من شركة ماكسار تكنولوجيز لقاعدة سيرجيفكا العسكرية خنادق محفورة حديثًا بين سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول.
وتُظهر صور أقمار صناعية أخرى حصلت عليها شبكة CNN عشرات الجنود يتدربون على عقبات ومركبات مدرعة تم بناؤها حديثًا في نفس القاعدة العسكرية الروسية، وتم التقاط الصور على مدار عدة أيام في الأسبوعين الماضيين.
ما هي علاقة كوريا الشمالية بروسيا؟
لقد أقامت روسيا وكوريا الشمالية، وكلتهما منبوذتان من الغرب، علاقات ودية متزايدة منذ غزو موسكو.
وفي يونيو/حزيران، وقعت الدولتان اتفاقية دفاعية تاريخية وتعهدتا باستخدام كل الوسائل المتاحة لتقديم المساعدة العسكرية الفورية في حالة تعرض كل منهما لهجوم.
واتهمت حكومات متعددة بيونغ يانغ بتزويد موسكو بالأسلحة لحربها الطاحنة في أوكرانيا، وهي التهمة التي نفتها الدولتان، على الرغم من الأدلة المهمة على مثل هذه التحويلات.
ولقد ساعدت شحنات الأسلحة، التي تشمل آلاف الأطنان من الذخائر، روسيا في تجديد مخزوناتها المتضائلة في حرب حيث كانت القوات الأوكرانية أقل تسليحًا وتفوقًا في العدد.
وفي الوقت نفسه، يُعتقد أن كوريا الشمالية التي تعاني من ضائقة مالية تلقت الغذاء وغيره من الضروريات في المقابل.
وتسعى الدولة المنعزلة أيضًا إلى تطوير برامجها الفضائية والصاروخية والنووية غير القانونية.
ما رد الفعل؟
رفض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف المزاعم القائلة بأن أفرادًا من كوريا الشمالية تم إرسالهم لمساعدة روسيا ووصفها بأنها "خدعة".
وعندما سأله الصحفيون، الاثنين، عما إذا كانت موسكو ترسل قوات كورية شمالية للقتال في أوكرانيا، قال بيسكوف إن كوريا الشمالية "جارة قريبة" وأن الدولتين "تطوران العلاقات في جميع المجالات وهذا التعاون ليس موجها ضد دول ثالثة".
ووصفت كوريا الشمالية هذه المزاعم بأنها "شائعات لا أساس لها من الصحة"، الاثنين.
لكن سيول لا تأخذ هذا الأمر باستخفاف، حيث استدعت وزارة خارجيتها السفير الروسي وحثته، الاثنين، على "الانسحاب الفوري للقوات الكورية الشمالية".
وحذر نائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي كيم هونغ كيون من أن نشر تلك القوات ينتهك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فيماعقد مكتب الأمن القومي اجتماعا طارئا لمناقشة رد كوري جنوبي محتمل.
وعقب الاجتماع، قال نائب مدير وكالة الأمن القومي كيم تاي هيو، إن الحكومة ستنفذ "تدابير مضادة على مراحل وفقا لتقدم التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية".
ومن غير الواضح ما هي التدابير التي ستتخذ، لكن مسؤولا حكوميا كوريا جنوبيا قال إنهم يستعدون "لتدابير دبلوماسية واقتصادية وعسكرية".
وأضاف أن كوريا الشمالية في "المرحلة الأولية لنشر القوات في روسيا"، وأن كوريا الجنوبية تقيم ما إذا كانت ستمضي قدما في "المشاركة القتالية الفعلية"، وتابع: "نحن نعمل على تطوير سيناريوهات لفهم التأثيرات المحتملة التي قد تخلفها تصرفات كوريا الشمالية وروسيا علينا".
وقدمت سيول، أحد أكبر موردي الأسلحة في العالم، مساعدات إنسانية ودعما ماليا لأوكرانيا، في حين انضمت إلى العقوبات الغربية ضد موسكو ولكنها لم تقدم أسلحة فتاكة بشكل مباشر إلى كييف بسبب ضوابط تصدير الأسلحة إلى الدول التي تعيش حالة حرب.
مخاطر عالية
وتفصل بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية واحدة من أكثر الحدود تسليحًا في العالم وتظل تقنيًا في حالة حرب، وتدهورت العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة مع تصاعد الخطاب الناري على جانبي المنطقة منزوعة السلاح.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الأربعاء، إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن القوات الكورية الشمالية وصلت إلى أوكرانيا، لكن التحركات أثارت قلقًا عميقًا باعتبارها تصعيدًا خطيرًا محتملًا.
وأضاف أوستن: "سيكون لها تأثيرات ليس فقط في أوروبا، كما ستؤثر أيضًا على الأمور في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إنه إذا تم نشر القوات في أوكرانيا، "فإنهم أهداف عادلة".
ما أهمية ذلك؟
يمكن أن يكون أي تدخل من جانب كوريا الشمالية لحظة فاصلة، فالنظام المعزول والخاضع لعقوبات شديدة والذي يلعب دوراً في صراع دولي كبير على الجانب الآخر من العالم هو شيء لم يفعله منذ عقود.
وتمتلك كوريا الشمالية واحد من أكبر الجيوش في العالم، حيث يبلغ تعداده 1.2 مليون جندي، لكن العديد من قواته تفتقر إلى الخبرة القتالية.
ويقول المحللون إن النظام الكوري الشمالي سيكون لديه الكثير ليكسبه من نشر القوات، بما في ذلك منحها خبرة في ساحة المعركة والتدريب الفني كما يمكن أن يساعد هذا الترتيب كوريا الشمالية على اكتساب معلومات استخباراتية عملية حول عمل أسلحتها.
وقال المدير السابق للعمليات في مركز الاستخبارات المشترك التابع للقيادة الأمريكية في المحيط الهادئ كارل شوستر: "ستعود قوات القوات الخاصة بخبرة ميدانية حية ضد خصم متأهب وهذا يجعلهم أكثر خطورة".
وأضاف: "أعتقد أن زعيم كوريا الشمالية يوفر القوات للحصول على الموارد التي يحتاجها لدعم النظام، والدروس المستفادة التي قد يطبقها إذا اعتقد أن الصراع قادم في شبه الجزيرة".
وذكر الملازم الأول سابق في الجيش الكوري الجنوبي، تشون إن بوم أن الروس "سيحصلون على زيادة في القوة البشرية، التي يفتقرون إليها الآن وسيحصل الكوريون الشماليون على المال والتكنولوجيا والخبرة".
ويقول المحللون إن القوات التي سيتم نشرها ستكون قوات "نخبة" خاصة وليس قوات تقليدية.
وقال تشون "إذا نجحوا هناك، فلن يكتسبوا خبرة قتالية مباشرة فحسب، بل سيحظون أيضًا باعتراف دولي. لذا، قد تكون هذه مشكلة خطيرة حقيقية للعالم بأسره، وماذا لو اعتاد الكوريون الشماليون على هذا؟ ماذا لو أصبحوا قاعدة لتزويد الجنود المدربين تدريبًا جيدًا؟ إن احتمالات هذا الانتشار يجب أن تكون مثيرة للقلق للغاية".
أمريكاأوكرانياروسياكوريا الجنوبيةكوريا الشماليةالأزمة الأوكرانيةالإدارة الأمريكيةالجيش الأوكرانيالجيش الروسيالحكومة الأوكرانيةالحكومة الروسيةفلاديمير بوتينكيم جونغ أوننشر الجمعة، 25 أكتوبر / تشرين الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الإدارة الأمريكية الجيش الأوكراني الجيش الروسي الحكومة الأوكرانية الحكومة الروسية فلاديمير بوتين كيم جونغ أون من کوریا الشمالیة الکوریة الشمالیة کوریا الجنوبیة فی أوکرانیا أن کوریا
إقرأ أيضاً:
روسيا تضع شروطا أمام واشنطن للموافقة على اتفاق ينهي حرب أوكرانيا
عواصم " وكالات": قال مصدران مطلعان إن روسيا قدمت للولايات المتحدة قائمة مطالب للموافقة على اتفاق ينهي حربها على أوكرانيا ويعيد ضبط العلاقات مع واشنطن.
ولم تتضح بعد مطالب روسيا على وجه الدقة، أو ما إذا كانت مستعدة للدخول في محادثات سلام مع كييف قبل قبولها. وقال المصدران إن مسؤولين روسا وأمريكيين ناقشوا الشروط خلال محادثات حضورية وافتراضية على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية.
ووصف المصدران شروط الكرملين بأنها فضفاضة ومشابهة للمطالب التي سبق أن قدمها لأوكرانيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
وشملت تلك الشروط السابقة عدم انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي، وإبرام اتفاق بعدم نشر قوات أجنبية في أوكرانيا، واعترافا دوليا بمزاعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتبعية شبه جزيرة القرم وأربع مقاطعات لروسيا.
كما طالبت روسيا الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي خلال السنوات الأخيرة بمعالجة ما وصفتها "بالأسباب الجذرية" للحرب، بما في ذلك توسع حلف الأطلسي شرقا.
وينتظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارا من بوتين بشأن موافقته على هدنة مدتها 30 يوما، التي أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الثلاثاء الماضي أنه سيقبلها كخطوة أولى نحو محادثات السلام.
ولا يزال التزام بوتين باتفاق محتمل لوقف إطلاق النار غير مؤكد، ولم تُحسم تفاصيله بعد.
ويخشى بعض المسؤولين والمشرعين والخبراء الأمريكيين من أن يستغل بوتين، الضابط السابق في جهاز المخابرات السوفيتية (كي جي بي)، الهدنة لتكثيف ما يصفونها بمحاولة لإحداث شقاق بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وأوروبا، وتقويض أي محادثات.
ولم تستجب بعد السفارة الروسية في واشنطن والبيت الأبيض لطلبات للتعليق.
ويقول الخبراء إن مطالب روسيا لا تهدف على الأرجح إلى صياغة اتفاق نهائي مع أوكرانيا فحسب، بل تهدف أيضا إلى أن تكون أساسا لاتفاقيات مع داعميها الغربيين.
وسبق لروسيا أن قدمت مطالب مماثلة للولايات المتحدة على مدى العقدين الماضيين، وهي مطالب من شأنها أن تحد من قدرة الغرب على بناء وجود عسكري أقوى في أوروبا، وربما تسمح لبوتين بتوسيع نفوذه في القارة.
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو اليوم إن الكرة في ملعب روسيا للرد بعد أن وافقت واشنطن على استئناف المساعدات العسكرية وتبادل معلومات الاستخبارات مع كييف التي قالت إنها ستقبل الاقتراح الأمريكي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما.
وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات أكثر صرامة على موسكو إذا لم تقبل التفاوض، لكنه قد يخفف العقوبات إذا وافقت على وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
الى ذلك، اعتبرت روسيا اليوم الخميس أن البلدان التي تنتشر قوات لحفظ السلام في أوكرانيا ستنخرط في "نزاع مسلح مباشر" مع موسكو.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "إنه أمر غير مقبول إطلاقا بالنسبة لنا بأن تتمركز وحدات من جيوش دول أخرى في أوكرانيا تحت أي راية كانت". وأضافت "سيعني ذلك كله مشاركة لهذه البلدان في نزاع مسلح مباشر ضد بلدنا".
من جهته، انتقد المستشار الدبلوماسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم المقترح الأمريكي الأوكراني لوقف إطلاق النار، قائلا إنه سيوفر "متنفسا" للجيش الأوكراني.
وقال يوري أوشاكوف لوسائل إعلام رسمية بعد أن تحدث هاتفيا مع مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز "لن يكون ذلك أكثر من مجرد متنفس مؤقت للجيش الأوكراني"
قال المستشار الدبلوماسي للرئاسة الروسية إن أي تسوية سلمية في أوكرانيا يجب أن تضمن "مصالح" روسيا، واكد أن "هذا ما نسعى إليه. تسوية سلمية تراعي المصالح المشروعة لبلدنا"، مضيفا "من المرجح أن يُقدّم الرئيس تقييمات أكثر تفصيلا وجوهرية".
وفي سياق، قال رجلا أعمال روسيان إن روسيا تطلب من الشركات اقتراح العقوبات التي ينبغي أن تطلب موسكو رفعها قبل المحادثات مع واشنطن، وأضافا أن القيود التي تعوق تدفقات المدفوعات عبر الحدود هي الأكثر ضررا.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الفنلندية اليوم أن فنلندا وأوكرانيا وقعتا اتفاقية ثنائية للتعاون الدفاعي،وأوضحت الوزارة في بيان أن البلدين اتفقا على تعميق تعاونهما الدفاعي، بما في ذلك في مجال التسلح وتبادل المعلومات الاستخبارية وإنتاج الذخيرة.
وأضافت الوزارة أنها ستقدم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة نحو 200 مليون يورو (217.48 مليون دولار)، تشمل ذخيرة مدفعية للمساعدة في الحرب مع روسيا.
بوتين يأمر الجيش بطرد من تبقى من الجنود الأوكرانيين من كورسك
وفي تطور لافت، زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوات الروسية في منطقة كورسك بغرب البلاد على نحو مفاجئ أمس مرتديا زيا عسكريا حيث أمر القوات بمواصلة تقدمها السريع واستعادة بقية المنطقة من القوات الأوكرانية.
وجاءت زيارة بوتين بعد أن طلبت منه واشنطن النظر في اقتراح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما الذي تدعمه أوكرانيا، وبعد أن استعادت القوات الروسية المزيد من الأراضي في كورسك، مما أجبر القوات الأوكرانية على التراجع والتخلي عن بلدة سودجا.
كانت أوكرانيا قد فجرت واحدة من أكبر المفاجآت في الحرب في السادس من أغسطس 2024 باقتحامها الحدود والاستيلاء على قطاع من الأراضي الروسية، مما عزز معنويات الأوكرانيين ومنح كييف ورقة تفاوض محتملة.
لكن وبعد تشبثها لأكثر من سبعة أشهر بالمنطقة التي أخذت في الانحسار تدريجيا أمام القوات الروسية، شهدت أوكرانيا تدهورا حادا في وضعها في كورسك خلال الأيام القليلة الماضية بعد قطع خطوط إمدادها الرئيسية.
وأوضح بوتين أنه يفكر في إنشاء منطقة عازلة جديدة داخل منطقة سومي الأوكرانية، المتاخمة لكورسك، لدرء أي توغلات أوكرانية محتملة في المستقبل.
وقال الرئيس الروسي إن المواطنين الأجانب الذين يقاتلون مع القوات الأوكرانية الذين جرى أسرهم في كورسك ليس لديهم الحق في التمتع بالحماية التي توفرها اتفاقيات جنيف، مضيفا أنه ينبغي معاملة الجنود الأوكرانيين الذين جرى أسرهم في كورسك باعتبارهم "إرهابيين".
وقال بوتين "مهمتنا في المستقبل القريب، وفي أقصر وقت ممكن، هي إلحاق هزيمة ساحقة بالعدو المتحصن في منطقة كورسك والذي لا يزال يقاتل هنا، وتحرير أراضي منطقة كورسك بالكامل، وإعادة الوضع إلى طبيعته على طول خط الحدود".
وأضاف قائلا "بالطبع، علينا التفكير في إنشاء منطقة أمنية على طول الحدود".
وأبلغ فاليري جيراسيموف رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الرئيس بوتين أن القوات الروسية طردت القوات الأوكرانية من أكثر من 86 بالمائة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها في كورسك، وهو ما يعادل 1100 كيلومتر مربع من الأرض.
وقال جيراسيموف إن القوات الروسية استعادت 24 بلدة و259 كيلومترا مربعا من الأراضي من القوات الأوكرانية في الأيام الخمسة الماضية إلى جانب أكثر من 400 أسير.
كما عبرت وحدات روسية إلى منطقة سومي الأوكرانية، حيث تردد أنها توسع "منطقة أمنية".
روسيا: رفع الإنفاق الدفاعي يخاطر بتأجيج مزيد من الحروب في القارة
من جهة ثانية، قالت وزارة الخارجية الروسية اليوم الخميس إن خطط الاتحاد الأوروبي بشأن رفع الإنفاق الدفاعي إجراء يصل إلى حد التحريض على الحرب بناء على "خرافة مختلقة" عن أن روسيا تشكل تهديدا للقوى الأوروبية.
وعرضت المفوضية الأوروبية هذا الشهر اقتراض ما يصل إلى 150 مليار يورو لإقراضها لحكومات دول في الاتحاد الأوروبي بموجب خطة لإعادة التسلح مدفوعة بحرب روسيا في أوكرانيا ومخاوف من أن أوروبا لم يعد بوسعها التأكد من وجود حماية من الولايات المتحدة.
وقالت أورسولا فون دي لاين رئيسة المفوضية الأوروبية إن حزمة المقترحات قد تجمع ما يصل إلى 800 مليار يورو توجه للدفاع الأوروبي.
وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الدفاع الروسية إن خطط فون دير لاين تصل إلى حد "التحريض على الحرب في القارة الأوروبية".
وردت زاخاروفا على التأكيدات الأوروبية على أن روسيا بعد أن بدأت الحرب في أوكرانيا في 2022 تشكل الآن تهديدا للأمن الأوروبي.
وقالت إن أوروبا تنشر أحاديث كاذبه عما تصفه بالتهديد الروسي، وأضافت "هذه قصة مختلقة عمدا مبنية على خوف مرضي من روسيا يروج له مسؤولون غير أكفاء في بروكسل".
معهد ألماني: أوروبا يمكنها تعويض المساعدات الأمريكية لأوكرانيا
وعلى صعيد آخر، انتهى تحليل لمعهد كيل للاقتصاد العالمي (آي إف دبليو كيل) الألماني إلى أن أوروبا لديها القدرة على تعويض الفقدان الدائم للمساعدات الأمريكية لأوكرانيا إلى حد كبير.
وقال كريستوف تريبيش، مدير الأبحاث في المعهد الذي يقع مقره في مدينة كيل شمالي ألمانيا:" تظهر بياناتنا أن أوروبا ستكون قادرة على تعويض الجزء الأكبر من المساعدات الأمريكية - ولكن فقط إذا تصرف صانعو القرار السياسيون على نحو حازم".
ويتمثل الاستثناء الوحيد في الاستخبارات العسكرية الأمريكية، حيث تفتقر أوروبا إلى امتلاك قدرات مماثلة، ما يستدعي تطوير القدرات الأوروبية على نحو سريع.
وذكر المعهد في تحليله أن ما تنفقه الحكومات الأوروبية سنويا على المساعدات الثنائية لأوكرانيا يبلغ في المتوسط حتى الآن 1ر0% من ناتجها المحلي الإجمالي، ولفت المعهد إلى ضرورة أن ترتفع هذه النسبة إلى 0.21%. وبالأرقام المطلقة، يعني ذلك زيادة المساعدات الأوروبية من 44 مليار يورو حاليا إلى 82 مليار يورو سنويا. كما يجب أن ترفع مؤسسات الاتحاد الأوروبي إنفاقها من 16 إلى 36 مليار يورو، بينما ينبغي على ألمانيا زيادة مساهمتها من 6 إلى 9 مليارات يورو على الأقل، وفرنسا من 5ر1 إلى 6 مليارات يورو.
وقال تريبيش: "إذا اتبعت أوروبا بأكملها نموذج الدنمارك وحشدت أكثر من 5ر0% من ناتجها المحلي الإجمالي سنويا، فيمكننا تعويض المساعدات الأمريكية بل وتجاوزها بشكل واضح". وأوضح أن المساعدات العسكرية الأمريكية التي تحتاج إلى تعويض تتعلق بالدرجة الأولى بمدفعية الصواريخ والذخيرة لمدفعية الهاوتزر، وأنظمة الدفاع الجوي بعيدة المدى. ورأى المعهد أن من الممكن لأوروبا تلبية احتياجات الأنظمة الأمريكية الحساسة وذخيرتها من خلال شرائها من السوق الدولية أو اقتناء أنظمة مماثلة. كما يمكن للحكومات الأوروبية أن تطلب الأسلحة بشكل مباشر في أوكرانيا، لا سيما بالنسبة لمشتريات الطائرات المسيرة.