لبنان ٢٤:
2025-03-26@05:25:25 GMT

غاب لبنان عن جولة بلينكن وحضرت إيران

تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT

كتبت هيام قصيفي في" الاخبار": في جولته الأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية، حصر وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن كلامه بملف غزة والرهائن، فيما لم يكن لبنان بنداً أولياً، ولو حتى من باب وقف إطلاق النار.

وتؤشر جولة بلينكن والكلام عن احتمالات التوصل إلى صفقة، إلى رهان على ترتيب ولو جزئي بإطلاق الرهائن الأميركيين لدى حماس، كمفاجأة تشرين لتقوية حظوظ المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.

وفي انتظار بلورة نتائج الجولة الأميركية في ما يخص صفقة الرهائن، فإن اللافت الذي تكرّس مرة تلو أخرى، أن لبنان غاب عن الجولة الأميركية، لجهة طرح احتمالات وقف النار والاقتراحات التي يمكن البناء عليها لفرملة الانهيار المتسارع.

من يطّلع على مداولات دوائر الإدارة الحالية، يتحدث عن ترحيل حكمي لملف لبنان إلى أشهر مقبلة. والسبب لا يتعلق فحسب بالانتخابات الرئاسية وتداول السلطة، وتأليف الفريق الجديد، بل كذلك في التعامل مع لبنان من زاوية إيران وليس فقط من الزاوية اللبنانية الخالصة. فالتعامل مع حماس تدخل فيه أطراف أخرى، في مقدمها قطر كلاعب أساسي ومفاوض رئيسي مع قيادات الحركة، ومن ثم مصر. والنقاش الأميركي معهما، عبر بلينكن أو دبلوماسيين، يتخطى النفوذ الإيراني في ما يخص وقف النار والرهائن في ظل ما يمكن للدوحة والقاهرة أن تؤثرا فيها وفي قرارات بعض قياديّي حماس في الداخل والخارج.

أما وضع لبنان فيختلف جذرياً لجهة النفوذ الإيراني الوحيد والمباشر مع حزب الله. وبلينكن الآتي بهدف محدد، يعرف إيران جيداً، وهو الذي خبر الملف النووي معها وتفاصيله في مرحلة سبقت توقيعه عام 2015، في ظل إدارة الرئيس باراك أوباما ومن ثم متابعة التفاوض لإحيائه كوزير للخارجية في عهد الرئيس الحالي جو بايدن، ويدرك كذلك عمق الملاحظات الإسرائيلية على إدارة أوباما حول الاتفاق وتبعاته. وهو أيضاً يتحدث مع من رافق مرحلة أوباما، بحسب دوائر أميركية، عن أخطاء ارتكبتها إيران في مسار عدم الالتزام بالاتفاق في شقه السياسي، في ما يتعلق بتقليص نفوذها مع حلفائها في المنطقة، ومنهم حزب الله، بخلاف ما وُعدت به إدارة أوباما. حتى إن ثمة كلاماً يُنقل عن هذه الدوائر عن أن المنطقة تدفع ثمن توقيع الاتفاق بذاته وليس نقضه أو تخلي واشنطن عنه. وهنا يتضاعف فهم «الالتصاق» مجدداً مع إسرائيل بعد 7 تشرين الأول، والأهم بعد الثامن منه، أي في حرب الإسناد التي دخل فيها حزب الله، كما جولات بلينكن التي ينهيها بعدم طرح أي تصور لواقع لبنان. لا بل إن ما يقال إسرائيلياً للإدارة الأميركية الحالية هو استمرار سياسة الانتقاد للانفتاح الذي قادته أولاً إدارة أوباما ومن ثم غضّ النظر من إدارة بايدن تجاه إيران، الأمر الذي أدى إلى ما وصلت إليه المنطقة. والتماهي الذي أبداه بلينكن مع نتنياهو منذ 7 تشرين وحتى جولته الأخيرة أكّد الانطباع بأن التحضير لترتيب حول غزة، لا صلة له بلبنان مطلقاً. ملف لبنان له خصوصيته المتعلقة بدور إيران وما سيترتب على أي تصعيد إسرائيلي معها، وردّها المتوقّع. وما يقلق الفريق الأميركي المهتم بلبنان أن هناك تجاهلاً للتحذيرات التي لا بد من الأخذ بها للمرحلة المقبلة، ما دام لبنان الرسمي وحزب الله لم يأخذا بجدية كل ما كان يُنقل إليهما بواسطة القنوات الأميركية المعتمدة منذ 7 تشرين الأول عام 2023، ولم يناقشا بواقعية العروض المتعلقة بالترتيبات التي عرضتها واشنطن بما يتعدى تفعيل القرار 1701، إلى أن حصلت الاستهدافات والقصف المستمر على كل المستويات. أما اليوم، وفي مقابل شكوك بأن تقبل إسرائيل أصلاً بوقف مسار الحرب قبل تحقيق كامل أهدافها، فـ«النصائح» الأميركية تظل إلى اللحظات الأخيرة بقبول المعروض حالياً حتى لا يضطر لبنان إلى القبول بشروط أقسى لاحقاً. والفرص تضيق للقبول بما يمكن أن يوقف المد الإسرائيلي في الأشهر التي تنشغل فيها الإدارة الأميركية الجديدة بترتيب أوضاعها.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

إيران تحذر من تداعيات التصعيد الإسرائيلي الجديد ضد لبنان

أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، بشدة "العدوان العسكري الواسع الذي شنه الكيان الصهيوني على مناطق مختلفة في لبنان"، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين اللبنانيين.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء، اليوم الإثنين، بأن بقائي وصف "الاعتداءات المتكررة على لبنان وسوريا، بالتزامن مع تصعيد جرائم الإبادة في غزة والضفة الغربية، بأنها تهديد حقيقي للسلام والأمن الدوليين".

هل تستعيد إيران نفوذها في سوريا؟ - موقع 24في المرحلة الأولى من الحرب الأهلية السورية، نفت إيران وجود قواتها على الأراضي السورية رغم الأدلة التي أثبتت عكس ذلك، قبل أن تضطر إلى الإقرار بتدخلها، مبررةً ذلك بحماية مرقد السيدة زينب في دمشق. 

كما أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إلى "مئات الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار  خلال الشهرين الماضيين".

مؤكداً أن "تكثيف الهجمات العسكرية على لبنان في الأيام الثلاثة الأخيرة يعد دليلاً واضحاً آخر على تمادي إسرائيل في سلوكها العدواني وعدم اكتراثها بالمبادئ والأعراف القانونية الدولية".

وشدد على "مسؤولية المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن الدولي والدول الضامنة لاتفاقات وقف إطلاق النار، في اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لوقف هذه الاعتداءات".

مقالات مشابهة

  • وزارة الخزانة الأميركية تفرض عقوبات جديدة على إيران
  • بعد اللغط الذي حدث أثناء زيارة رئيس الجمهورية.. توضيح من نقيب الأطباء البيطريين
  • عبد الكبير: ليبيا وتونس فشلتا في إدارة معبر رأس اجدير الذي أصبح ورقة ضغط للي الذراع
  • الخارجية الأميركية: إدارة ترامب لن تنتظر أكثر على تهديدات الحوثيين
  • إيران تحذر من تداعيات التصعيد الإسرائيلي الجديد ضد لبنان
  • إدارة ترامب تسعى إلى تفكيك برنامج إيران النووي "بالكامل
  • ماهي المكاسب التي تنتظرها واشنطن من مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا ؟
  • جيش الاحتلال يقول إن الفرقة التي نفذت عمليات في لبنان تستعد للعمل في غزة
  • فياض: الظرف الذي يمر به لبنان يستوجب حكمة وصبراً
  • فرص وتحديات رسالة ترامب على أمن واستقرار إيران والخليج