كيف تؤدي الإنفلونزا إلى الموت؟
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
الولايات المتحدة – تقول إحصائيات منظمة الصحة العالمية إن نحو مليار حالة من حالات الإنفلونزا الموسمية تحدث سنويا، بما في ذلك 3-5 ملايين حالة مرض وخيم.
وتسبب الإنفلونزا الموسمية ما بين 290 ألفا إلى 650 ألف حالة وفاة مرتبطة بالجهاز التنفسي سنويا.
ومن المرجح أن تصاب مجموعات معينة بعدوى إنفلونزا شديدة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة، بما في ذلك الأطفال دون سن 5 سنوات، والبالغون الذين تصل أعمارهم إلى 65 عاما أو أكثر، والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة، والحوامل.
ولكن كيف يموت الناس من الإنفلونزا؟
هناك العديد من الطرق التي يمكن أن يموت بها الناس من الإنفلونزا. ويمكن أن تلحق فيروسات الإنفلونزا أضرارا جسيمة بمجموعة من الأعضاء والأجهزة في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الرئتين والقلب والدماغ والجهاز المناعي بشكل عام، كما قال الدكتور أكيكو إيواساكي، أستاذ علم المناعة وعلم الأحياء الجزيئي والخلوي والتنموي في جامعة ييل ومحقق في معهد هوارد هيوز الطبي.
وتشمل هذه المضاعفات المهددة للحياة الالتهاب الرئوي، الذي يسبب التهاب الحويصلات الهوائية في الرئتين ويمكن أن يتسبب في امتلائها بالصديد.
ويمكن لفيروسات الإنفلونزا أن تغزو الرئتين مباشرة، ما يسبب الالتهاب الرئوي الفيروسي.
وبالإضافة إلى ذلك، من خلال إتلاف الخلايا التي تبطن الجهاز التنفسي، يمكن للفيروسات أن تفتح الباب للبكتيريا في الجسم لتنمو بشكل مفرط، ما يؤدي إلى الالتهاب وربما الالتهاب الرئوي الجرثومي.
ويقول إيواساكي: “هذه هي البكتيريا التي تستعمر عادة الجهاز التنفسي العلوي للأشخاص دون التسبب في أي مرض”. وبعد أن يصاب شخص ما بالإنفلونزا، يمكن لهذه البكتيريا أن تكتسب موطئ قدم في الرئتين وتتكاثر.
ويرجع ذلك جزئيا إلى أن فيروسات الإنفلونزا تجعل الخلايا التي تبطن الجهاز التنفسي أكثر عرضة لاختراق البكتيريا والعدوى، ومن ثم “يمكن للبكتيريا أن تتكاثر وتسبب الضرر بسهولة أكبر”، وفقا للدكتور أوكتافيو راميلو، رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال.
ويمكن أن يؤدي الالتهاب الرئوي الشديد أيضا إلى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS)، حيث تتراكم السوائل في الرئتين وتصبح متيبسة ولا يمكنها التمدد جيدا.
ولا تؤثر مضاعفات الإنفلونزا على الرئتين فحسب، بل تؤثر أيضا على القلب. ويتسبب التهاب عضلة القلب والتهاب التأمور الحاد على التوالي في التهاب عضلات القلب والكيس المحيط بالعضو. وتؤثر هذه الحالات على قدرة القلب على ضخ الدم وتعطيل إيقاعه، وأحيانا تكون العواقب مميتة.
وأوضح راميلو أن عدوى الإنفلونزا يمكن أن تؤدي إلى التهاب عضلة القلب لأن فيروسات الإنفلونزا تلتهب وتتلف الخلايا التي تبطن الأوعية الدموية. والسبب الدقيق لالتهاب التأمور (كيس مرن من طبقتين يغلف القلب) غير واضح، لكن الأنسجة عادة ما تلتهب بعد عدوى فيروسية مثل الإنفلونزا.
وفي حالات نادرة، يمكن أن تؤدي الإنفلونزا أيضا إلى التهاب الدماغ، أو تورم المخ. يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى مضاعفات خطيرة بما في ذلك التشنجات والغيبوبة والوفاة.
ولا يعرف العلماء بالضبط كيف تؤدي الإنفلونزا إلى التهاب الدماغ، لكن هناك فرضية تشير إلى أن العدوى تتسبب في إطلاق الجسم لفيض من السيتوكينات، وهي جزيئات تسبب الالتهاب. ويمكن لهذه الجزيئات بعد ذلك أن تدخل الدماغ لأن الحاجز الوقائي للعضو قد تعرض للخطر، ربما بسبب السيتوكينات نفسها. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه النظرية.
ويمكن أن تؤدي الإنفلونزا أيضا إلى تعفن الدم، وهو استجابة مناعية تهدد الحياة في جميع أنحاء الجسم.
وأشار راميلو إلى أن فيروسات الإنفلونزا يمكن أن تؤدي إلى هذه الاستجابة المناعية من تلقاء نفسها، لكنها يمكن أن تمكن البكتيريا أيضا من دخول مجرى الدم عن طريق تكسير الأنسجة في الجسم.
ويمكن لهذه البكتيريا المنقولة بالدم أن تؤدي بعد ذلك إلى تعفن الدم. وتشير بعض الدراسات إلى أن الالتهاب الرئوي المرتبط بالإنفلونزا قد يزيد من خطر تعفن الدم بما يصل إلى ستة أضعاف، مقارنة بعدوى الإنفلونزا دون الالتهاب الرئوي، ومع ذلك، فإن هذا المضاعفات غير شائعة نسبيا بشكل عام.
المصدر: لايف ساينس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: فیروسات الإنفلونزا الالتهاب الرئوی تؤدی الإنفلونزا یمکن أن تؤدی بما فی ذلک ویمکن أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف عن عدوى فيروسية شائعة قد تؤدي إلى الإصابة بمرض الزهايمر (تفاصيل)
أشارت دراسة بحثية صادمة أن فيروسًا "غير ضار" يحمله نصف البالغين قد يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر حيث يمكن أن ينتشر الفيروس المضخم للخلايا (CMV)، الذي يسبب مرضًا يشبه نزلات البرد، بنفس الطريقة التي تنتشر بها الفيروسات الأخرى من شخص إلى آخر من خلال سوائل الجسم مثل الدم واللعاب والبول.
لكن العلماء الأميركيين زعموا أن العدوى موجودة في ما يصل إلى 45 في المائة من حالات الإصابة بالزهايمر، وقد يصاب بعض الأشخاص المعرضين لهذه الحشرة بعدوى معوية مزمنة، مما يسمح لها بدخول مجرى الدم والانتقال إلى الدماغ.
وهنا، يتم التعرف عليه بواسطة الخلايا المناعية في الدماغ الخلايا الدبقية الصغيرة ويقول الباحثون، إنه يساعد في المساهمة في التغيرات البيولوجية المرتبطة بمرض الزهايمر.
ويأمل العلماء، الذين وصفوا النتائج بأنها "مثيرة"، أن يمهد البحث الطريق لتأكيد ما إذا كانت الأدوية المضادة للفيروسات الشائعة المستخدمة لعلاج CVM قد تساعد في منع هذا الشكل من مرض سرقة الذاكرة.
لكنهم حذروا من أن مجرد الاتصال بالفيروس وهو ما يحدث للجميع تقريبا لا ينبغي أن يكون سببا للقلق.
وقال الدكتور بن ريدهيد، المشارك في الدراسة والأستاذ المساعد في الأمراض العصبية التنكسية في جامعة ولاية أريزونا : "نعتقد أننا وجدنا نوعًا فرعيًا بيولوجيًا فريدًا من مرض الزهايمر قد يؤثر على 25 إلى 45 في المائة من الأشخاص المصابين بهذا المرض".
وأضاف أن هذا النوع الفرعي يتميز بتراكم البروتينات الأميلويد والتاو في الدماغ وهي السمة المميزة لمرض الزهايمر بالإضافة إلى "ملف مميز للفيروس [CVM] والأجسام المضادة والخلايا المناعية في الدماغ".
"يتضمن هذا النوع الفرعي من مرض الزهايمر لويحات الأميلويد المميزة وتشابكات تاو - وهي تشوهات دماغية مجهرية تستخدم للتشخيص - ويتميز بملف بيولوجي مميز للفيروسات والأجسام المضادة والخلايا المناعية في الدماغ."
وفي الدراسة، قام العلماء بفحص السائل النخاعي لتتبع كيفية تحرك أجسام مضادة لـ CVM في الجسم.
وقد اكتشف الباحثون وجود الفيروس المضخم للخلايا داخل العصب المبهم، الذي يحمل الإشارات بين الدماغ والقلب والجهاز الهضمي، واقترحوا أن هذه هي الطريقة التي ينتقل بها الفيروس إلى الدماغ.
وأظهرت الاختبارات التي أجريت على خلايا الدماغ البشرية أن الفيروس أدى إلى زيادة إنتاج بروتينات الأميلويد والتاو، وساهم في تنكس الخلايا العصبية وموتها.