نيويورك تايمز: التحول في الشرق الأوسط جاري ولكن دون إسرائيل
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
تشير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى المباحثات التي كانت موجودة بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل قبل هجمات حماس في السابع من أكتوبر، والتي كانت من أجل إقامة علاقات أقوى مع الإسرائيليين. ولكن الآن، بعد مرور عام على الحرب في غزة، بدأت تتقرب من عدوها التقليدي، إيران.
وتقول الصحيفة إنه قبل عام، كانت المملكة العربية السعودية تستعد للاعتراف بإسرائيل في صفقة تطبيع كانت ستعيد تشكيل الشرق الأوسط بشكل جذري وتزيد من عزلة إيران وحلفائها، في حين لم تحرك ساكنًا من أجل تعزيز إقامة الدولة الفلسطينية.
الآن، أصبحت هذه الصفقة أبعد من أي وقت مضى، حتى بعد مقتل زعيم حماس، يحيى السنوار، الذي تم اغتنام استشهاده على نطاق واسع باعتباره فرصة محتملة لاتفاق سلام. وبدلًا من ذلك، تعمل المملكة العربية السعودية على تدفئة العلاقات مع عدوها اللدود التقليدي، إيران، بينما تصر على أن أي اتفاق دبلوماسي يعتمد الآن على قبول إسرائيل لدولة فلسطينية، وهو تحول ملحوظ بالنسبة للمملكة.
الواقع يقول إن التقارب الدبلوماسي جار في الشرق الأوسط، ولكن ليس ذلك الذي تصوره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواصل القول إن إدارته قادرة على التوصل إلى اتفاق مع الرياض.
ففي هذا الشهر، التقى وزراء خارجية دول الخليج الفارسي لأول مرة كمجموعة مع نظرائهم الإيرانيين. وهو تقارب هش في مرحلة مبكرة من شأنه أن يعمل فقط على تقليص قرون من العداوات الطائفية، ولكنه يمثل تحولا حادا في منطقة حيث أغرق التنافس بين الرياض وطهران المنطقة في إراقة الدماء لعقود من الزمان.
واستمرت جهود طهران بعد ذلك، حيث زار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي المملكة العربية السعودية قبل أن يتوجه إلى دول أخرى في المنطقة، بما في ذلك العراق وعمان، في محاولة لتخفيف التوترات. كما زار الأردن قبل أن يسافر إلى مصر وتركيا. وكانت الزيارة إلى مصر هي الأولى التي يقوم بها وزير خارجية إيراني منذ 12 عاما، وفقًا لوسائل الإعلام الإيرانية.
وقال عراقجي يوم الجمعة لدى وصوله إلى اسطنبول: "في المنطقة، لدينا الآن شكوى مشتركة بشأن خطر انتشار الحرب، والحروب في غزة ولبنان والنازحين".
ففي حين يواصل نتنياهو رفض إنشاء دولة فلسطينية، لجأ المسؤولون السعوديون إلى الصحف والخطابات العامة لوضع حل الدولتين على طاولة المفاوضات. وقالت المملكة إن هذه هي الطريقة الوحيدة في هذه المرحلة لإسرائيل لكسب ود المملكة العربية السعودية.
ولكن ما الذي تغير؟ بدأت الصور تتدفق من غزة لأطفال مدفونين أحياء تحت الأنقاض، وأمهات ينتحبن على أطفالهن القتلى، وفلسطينيين يتضورون جوعًا لأن إسرائيل منعت المساعدات من دخول المنطقة ــ وكل هذا جعل من المستحيل على القيادة السعودية أن تتجاهل قضية الدولة الفلسطينية.
وقال علي الشهابي، رجل الأعمال السعودي المقرب من العائلة المالكة، حسبما ذكرت نيويورك تايمز، "ما فعلته غزة هو إعاقة أي اندماج إسرائيلي في المنطقة. وترى المملكة العربية السعودية أن أي ارتباط بإسرائيل أصبح أكثر صعوبة منذ بدأ الحرب في غزة، ما لم يغير الإسرائيليون مواقفهم ويظهروا التزامًا حقيقيًا تجاه الدولة الفلسطينية، وهو ما رفضه الجانب الإسرائيلي".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المملكة العربية السعودية اسرائيل نتنياهو ايران غزة المملکة العربیة السعودیة
إقرأ أيضاً:
خالد عكاشة: تهجير الفلسطينيين من غزة خرق للأعراف الدولية وجريمة تطهير عرقي
قال الدكتور خالد عكاشة، مدير عام المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنّ منطقة الشرق الأوسط تواجه منعطفًا يهدد أمنها واستقرارها، في نقل مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينين من قطاع غزة إلى مصر والأردن ودول أخرى.
وأضاف «عكاشة»، خلال المؤتمر المنعقد برعاية المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في القاهرة، بعنوان "غزة ومستقبل الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط"، أنّ الحديث بشأن الاستيلاء على القطاع بعد وقف القتال مع إسرائيل التحويله إلى ما أسماه "ريفيا الشرق الأوسط"، وذلك في سابقة تاريخية تخل بالأعراف والقوانين الدولية التي تحظر التهجير القسري وتعتبرة جريمة لتطهير عرقي، وهو ما دفع دول المنطقة والعالم، وعلى رأسها مصر والأردن إلى الرفض العلني للمقترح وفي الوقت نفسه، تأكيد القاهرة على امتلاك الرؤية والإمكانية الإعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه.
وتابع: لقد انطوى تبرير ترامب لتهجير الفلسطينيين على صعوبة إعادة إعمار قطاع غزة، في ظل وجود سكانه، وأنه سيتم نقلهم إلى أماكن أفضل بعد أن تعرض القطاع إلى تدميج بنيته التحتية في حرب إبادة جماعية راح ضحيتها قرابة 50 ألف فلسطيني خلال 15 شهرًا، وبينما لم يكترث ترامب لا يحقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، ولا بتمسكهم بأرضهم وقضيتهم ومقاومتهم للمحتل الإسرائيلي على مدى عقود ممتدة، فإن التجارب الإقليمية والدولية لإعادة إعمار مناطق الصراعات بعد توقف القتال سواء في أفريقيا أو أوروبا أو آسيا أو الشرق الأوسط تدحض ذلك المبرر الأمريكي من أساسه.
«تشير تلك التجارب بأن عمليات الإعمار المناطق الصراعات جرت دون تهجير السكان».. استكمل «عكاشة» حديثه قائلاً: عادة ما يتم تخصيص أماكن مؤقتة السكان داخل أراضيهم للعيش فيها إلى أن يتم بناء المنازل الجديدة، وإعادة تشغيل وبناء خدمات البنية التحتية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ذاتها شاركت في العديد من عمليات إعادة الإعمار في مناطق الصراعات دون تهجير السكان حتى أن مؤسساتها التنموية والحقوقية دعمت عمليات عودة النازحين إلى مناطقهم، وتوقع سبل الحياة لهم في بعض دول الصراعات والأزمات.
وأشار إلى أنّ الارتباط الوثيق بين إعادة الإعمار وبقاء السكان في مطلق الصراع يحمل فرصا واسعة لتعزيز الأمن والسلام والتنمية، كون أولئك السكان هم بالأساس من يشاركون في إعادة الإعمار بمختلف قطاعاته في سياق الملكية الوطنية، بالتعاون مع الشيكاء الإقليمين والدوليين.
وأردف: بقاء السكان أثناء إعادة الإعمار يمنع مخاطر كبرى قد تنجم عن أي عمليات تحريك ديموغرافي سواء أكان تهجير أو نزوح للسكان في مناطق الصراعات فالمقترح الأمريكي بتهجيم الفلسطينيين قد لا تقتصر - أثاره الخطرة على الأمل القومي للدول المجاورة لقطاع غزة، إنما تتعداه إلى أمن بقية دول المنطقة.
وأوضح: من جهة الداخلية كل مقترح التهجير سابقة قد لفجر الأوضاع الديموغرافية "الهشة" في بعض دول المنطقة، من خلال تحفيز الصراعات لة التي تأخذ طابعا اجتماعيا أو طائفيا أو مناطقية من جهة أخرى، قد يمنح أي تقنين بالقوة المبدأ التهجير ذريعة البعض القوى الإقليمية خاصة إيران وتركيا التي تسعى للتمدد الجيوسياسي في بعض الدول العربية، ما يعني أن الشرق الأوسط الإقليمي الأكثر عنفا بلحل مقترح ترامب الذي التقط أنفاسه مؤخرا يوقف حرب إسرائيل على غزة وما خلفته من تداعيات واسعة، سيكون مرشحا لدورة جديدة من الصراع.
واستكمل: ينذر أيضا المقترح الأمريكي بتهجير سكان غزة بنكية فلسطينية جديدة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وإنهاء حل الدولتين بل إنه يخفي خلفه أغراضا إمبريالية توسعية للقوى الرأسمالية لصالح إسرائيل، إذا وضعنا بالاعتبار مساعي اليمين الإسرائيلي المتطرف لضم الضفة الغربية وتأييده من قبل ترامب الذي يرى أن حليفته إسرائيل بحاجة لتوسيع مساحة أراضيها كونها صغيرة. يدعم ذلك أن ترامب كان قد اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبالسيادة الإسرائيلية على الجولان، بل غض الطرف عن التوسع الإسرائيلي مؤخرا في جنوب سوريا إثر سقوط نظام بشار الأسد.يقود هذا النهج التوسعي الإسرائيلي إلى تهديد أمن واستقرار المنطقة، على عكس ما يعلنه ترامب من رغبته في تهدئتها، وتوسيع مسار السلام الإبراهيمي.
ويعقد المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في القاهرة المؤتمر تحت عنوان "غزة ومستقبل الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط"، حيث تستهدف تفكيك ودخل المقترحات الساعية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ليس فقط من خلال إظهار مدى مخالفتها الصارخة للقانون الدولي والإنساني، وإنما أيضا الخبرات والتجارب الإقليمية والدولية في إعمار مناطق الصراعات دون تهجير السكان يطرح المؤتمر أيضا المخاطر المترتبة على التحريك الديموغرافي للسكان على أمن واستقرار الشرق الأوسط سواء على صعيد دواخل الدول أو العلاقات فيما بينها، فضلا عن تأثيراتها على مستقبل الذهبية الفلسطينية، في ظل سياسات تيار اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي بات يرهن وجوده في السلطة باستمرار دائرة الحرب والدمار في المنطقة.