حديث قيس سعيد عن الشهادات العلمية المزيفة: التدليس والتلبيس
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
حين تُطرح فكرة التدقيق في الشهادات العلمية لموظفي الدولة، فهذا أمر جيد، وهو من معاني الشفافية ومقاومة الفساد، فالتدليس والانتحال جرائم يعاقب عليها القانون سواء ارتكبها فرد أو جماعة، ومن ليس له شبهة فلا يعترض ولا يندد بالفكرة، ولا يمكن أن يبرر عاقل أي عملية انتحال لصفة أو اعتماد شهادات مزيفة للحصول على وظيفة في مؤسسات الدولة.
أما أن تكون الدعوة تلك ضمن أجواء استهدافٍ لطرف سياسي، وفي طقس ملوث بالإشاعات، فهنا علينا إعادة الأمور إلى نصابها وتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، حتى لا تنطلي المغالطات على عموم أبناء شعبنا وحتى لا يُظلم أبرياء، أيضا وأساسا حتى لا يقع تشويه صورة بلادنا في أعين العالم الخارجي؛ فتصبح شهادات أبنائنا وبناتنا مشكوكا فيها لدى الجهات الخارجية التي تكون وجهة شبابنا التونسي طلبا للشغل.
نحن بالتأكيد ضد تدليس الشهادات، وقبل ذلك نحن ضد تلبيس الحق بالباطل، فقد سبق هذه الدعوة كلام كثير عن تعيينات بعشرات الآلاف زمن حكم النهضة وشركائها بعد انتخابات تشرين الأول/ أكتوبر 2011، حيث زعم خصوم حركة النهضة التونسية بكونها أسندت وظائف في مؤسسات الدولة لعدد من منتسبيها ممن لا شهادات علمية لهم ولا مؤهلات ولا خبرات، وتلك التعيينات غير المشروعة -حسب زعمهم- أثقلت ميزانية الدولة وحرمت أصحاب الحق من شغل مستحق عن جدارة وكفاءة.
أن تكون الدعوة تلك ضمن أجواء استهدافٍ لطرف سياسي، وفي طقس ملوث بالإشاعات، فهنا علينا إعادة الأمور إلى نصابها وتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، حتى لا تنطلي المغالطات على عموم أبناء شعبنا وحتى لا يُظلم أبرياء، أيضا وأساسا حتى لا يقع تشويه صورة بلادنا في أعين العالم الخارجي؛ فتصبح شهادات أبنائنا وبناتنا مشكوكا فيها لدى الجهات الخارجية
بالعودة إلى تصريح السيد عبيد البريكي، وزير الوظيفة العمومية سابقا، عند مشاركته في برنامج حواري تلفزي، عن مسألة الانتدابات وعن جماعة "العفو التشريعي العام"، حيث ذكر الأرقام بالتدقيق قائلا: "خذوها عني، حيث كانت الانتدابات على النحو التالي:
أ- عمال المناولة: انتداب 70 ألفا.
ب- جماعة الآلية 16: انتداب 16 ألفا.
ج- عمال الحظائر: انتداب 10 آلاف.
د- العفو التشريعي العام وجرحى الثورة وأولاد الشهداء: 9 آلاف.
هذه الأرقام وهي صادرة عن مسؤول في الدولة مصنف "خصما" أيديولوجيا للتيار الإسلامي المستهدف بالحملة الدعائية؛ إنما هي ردّ على "لغو" من يلبسون الحق بالباطل ومن يتلاعبون بالأرقام بغية تأليب أبناء شعبنا على طرف سياسي للتنكيل به واستباحة حريته وأمنه وأمانه بعد استهداف عرضه وكرامته.
إن استعمال مفردة "التسلل" إلى الإدارة وإلى مؤسسات الدولة، إنما هو أسلوب عنصري، وأصحابه يوهمون السامع بكونهم يتحدثون عن عدو خارجي اخترق مؤسسات الدولة بهدف التآمر عليها والإطاحة بها.
أليس هؤلاء أبناء الشعب التونسي؟ أليسوا خريجي المدرسة التونسية؟ أليسوا مشمولين بعفو تشريعي عام أقرته دولتهم لضحايا تجاوزات ومظالم مارستها عليهم أنظمة سياسية متعاقبة منذ نشأة دولة الاستقلال؟
استعمال مفردة "التسلل" إلى الإدارة وإلى مؤسسات الدولة، إنما هو أسلوب عنصري، وأصحابه يوهمون السامع بكونهم يتحدثون عن عدو خارجي اخترق مؤسسات الدولة بهدف التآمر عليها والإطاحة بها
ثم هل إن هؤلاء المشمولين بالعفو التشريعي العام هم "سجناء حق عام"؟ أليسوا سجناء سياسيين؟ وهل هم من ركام بشري غيرِ ذي صفة أو كفاءة؟ أليس فيهم موظفون معزولون؟ أليس منهم مهندسون ومربون وإداريون وأطباء؟ أليس فيهم طلبة حُرموا من مواصلة دراستهم بسبب الملاحقات والمحاكمات؟
كيف يمكن تحقيق مصالحة بين الدولة وأبنائها حين لا تحصل مراجعات من قِبل الخاطئين، وحين لا تصدر اعتذارات ولا يكون ترميم خسائر من قِبل الدولة؟
إن كثيرا من المتكلمين في موضوع العفو التشريعي العام، هم ضحايا تضليل وتلبيس وتدليس، ولكن كثيرين أيضا يعرفون الحقيقة ويعرفون أنهم يمارسون التزييف والتشويه والتضليل، وهؤلاء هم مجرمون حقيقيون، لا لأنهم يكذبون ويؤذون الضحايا في أعراضهم وكرامتهم فقط، وإنما لأنهم يتسببون في تخريب النسيج المجتمعي ويوقعون العداوة بين أبناء شعبنا.. إنهم لا يكفون عن تلويث "المائدة" الروحية والأخلاقية لشعبنا، إنهم "الفيروسات" التي تتسبب في حالة من "السّعال" الإعلامي الحاد يكاد يقطع أنفاسنا.
twitter.com/bahriarfaoui1
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الشهادات التونسي تعيينات النهضة تونس النهضة تعيينات موظفين شهادات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مؤسسات الدولة أبناء شعبنا حتى لا
إقرأ أيضاً:
أبناء المديريات الشرقية بالحديدة يعلنون النفير العام لمواجهة العدو الأمريكي
الثورة نت/..
نظم أبناء المديريات الشرقية بمحافظة الحديدة، اليوم، وقفة قبلية حاشدة في مديرية باجل، أعلنوا خلالها النكف القبلي والنفير العام، مؤكدين جاهزيتهم للتحرك الشامل في مواجهة التصعيد الأمريكي الصهيوني بحق اليمن وفلسطين.
ورفع المشاركون في الوقفة شعارات الجهاد والنفير، مجددين العهد لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ومعلنين استعدادهم الكامل للامتثال لتوجيهاته والسير على درب الشهداء حتى تحقيق النصر وكسر الهيمنة الاستعمارية.
وأكد الحاضرون أن الشعب اليمني اليوم أمام مسؤولية دينية ووطنية تحتم عليه التحرك الجاد لمواجهة العدوان الغاشم، والبراءة التامة من الخونة والعملاء الذين يسهمون في استهداف الأعيان المدنية والمنشآت الخدمية عبر تقديم الإحداثيات لطيران العدو.
وفي الوقفة التي حضرها وكيل أول المحافظة أحمد البشري ووكيل المديريات الشرقية عامر مثنى وعدد من مدراء المديريات، شدد المشاركون على أن معركة اليمن مع قوى العدوان هي معركة وجود وكرامة ترتبط عضوياً بمعركة فلسطين ضد الكيان الصهيوني.
ودعا المشاركون إلى تفعيل القضاء الوطني لمحاكمة الخونة والجواسيس الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء، مؤكدين أن خيانة الوطن جريمة لا تسقط بالتقادم ولا تغتفر.
كما بارك أبناء المديريات الشرقية العمليات العسكرية النوعية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية نصرةً لفلسطين، وضرباتها الموجعة للعدو الأمريكي في البحر الأحمر، مؤكدين أن اليمنيين سيظلون في مقدمة الأحرار الذين يواجهون الغطرسة الأمريكية الصهيونية في مختلف الميادين.
وأكد الحاضرون أن دعم القضية الفلسطينية واجب ديني وإنساني وأخلاقي لا يقبل المساومة، داعين إلى تعزيز التحشيد الشعبي، والالتحاق بالدورات العسكرية لرفع الجاهزية استعداداً للمراحل المقبلة من المواجهة.
وخلال الوقفة، أشار وكيل أول المحافظة أحمد البشري إلى أن معركة اليمن اليوم هي معركة مصير وسيادة وكرامة، وأن من يقف مع اليمن يقف مع فلسطين، لافتاً إلى أن دماء الشهداء في اليمن وفلسطين ترسم معالم النصر القادم.
ودعا أبناء المديريات الشرقية إلى تصعيد التحشيد ومواصلة الاستعداد للدفاع عن السيادة، مشدداً على أن البراءة من الخونة والعملاء واجب ديني لا يقبل التردد.
وأكد بيان صادر عن الوقفة، أن العدوان على اليمن وفلسطين وجهان لعملة واحدة، وأن مصير الأمة العربية والإسلامية مرهون بوعيها وموقفها الصارم من المشاريع الأمريكية الصهيونية التدميرية.
وحذر البيان من الأصوات العميلة التي تحاول تبرير جرائم العدو تحت عناوين مضللة، مؤكداً أن من يبرر للعدو أو يدافع عن جرائمه ليس سوى خنجر مسموم في خاصرة الأمة.
وجدد أبناء المديريات الشرقية في بيانهم الدعوة للتحرك الشعبي المتواصل عبر المسيرات الداعمة لفلسطين، ورفض كل أشكال التطبيع والتواطؤ الذي تمارسه أنظمة العمالة والخيانة بحق القضية الفلسطينية.
وأشار البيان، إلى أن سقوط بعض الأنظمة في مستنقع التطبيع لا يعبر عن إرادة الشعوب العربية الحرة، مشدداً على أن المستقبل مرهون بوعي الجماهير الحرة ورفضها للمشاريع الاستعمارية.
كما دعا أبناء الأمة العربية والإسلامية إلى كسر حالة السبات، والتحرك العاجل قبل أن تستفحل المشاريع الصهيونية وتمتد نيرانها إلى مختلف الدول والشعوب.
وأشاد البيان بالصمود الأسطوري لأبناء غزة والمقاومة الفلسطينية، مؤكداً أن المعركة اليوم معركة وعي وإرادة، وأن الحق باقٍ ولا يسقط مهما طال الزمن أو تعاظمت المؤامرات.
وجدد البيان التأكيد على أن النصر قادم بإذن الله، بفضل صمود المجاهدين وثبات الشعوب الحرة، وأن راية الجهاد والمقاومة ستظل خفاقة حتى تحرير الأرض وكسر الطغيان.
واختتمت الوقفة بتوقيع وثيقة الشرف القبلية التي أكدت على وحدة الصف واستمرار النفير العام، وشددت على البراءة الكاملة من الخونة والعملاء الذين خانوا الوطن وخدموا أجندات العدوان الأمريكي الصهيوني.