قضاء الكيزان النزيه ومدافع الدلاقين!!
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
قضاء الكيزان النزيه ومدافع الدلاقين!!
د. مرتضى الغالي
بالنظر إلى شلة أصحاب القرار المتحكّمين في بلادنا وأشياعهم أبواق الضلال أنصار الحرب والموت.. يمكن القول إننا نعيش في السودان الآن في قمة (عصر التفاهة) مهما اختلف الناس حول تفسيرات حُكم (المديوكراسي) الذي ابتكر مصطلحه “ألان دونو” أستاذ الفلسفة في “جامعة كيبيك” الكندية.
طبعا الشواهد ملء الكف واليدين..! من هستريا كباشي وانبساطه (أوي).. إلى خطرفات ياسر العطا حول (مصاريف إطلاق سراح سكان توتي).. إلى لقاءات كبار ضباط الجيش والتهليل والتكبير مع فتى يافع نصّبوه قائداً صورياً لكتائب البراء.. أخرجوه من الميدان على عجل بسبب إصابة في المفصل الثاني من الإصبع الخامس لقدمه اليسرى..!
ويشمل ذلك أفراح الصحفجية الكيزان (ومعهم صحفجيات ومغنيات أجارك الله) وبعض المثقفين أصحاب الفيونكات و(البابيون الفرنسي) وابتهاجهم بدوي الراجمات وقصف القرى والمدن وموت الناس في الفاشر وأبو حجار والجزيرة وتمبول.. وإلى معركة (شراء اللاعبين) وتبادل التسجيلات بين جيش البرهان وقوات الدعم السريع..!
هذا كله من علامات عصر التفاهة.. ولكن هذا جميعه ليس هدف حديثنا اليوم عمّا وصلنا إليه من حال تعيس.. ذلك أن حيّز اللامعقول قد اتسع بكلام أدلى به صحفي معروف له أتباع ومعجبون.. دعا فيه إلى محاكمة المدنيين لأنهم يشعلون الحروب… تصدّق..!
صحفي (ببنطلون وقميص) يناصر الحكم العسكري الشمولي صراحة.. ويغمض عينه عن الذين أشعلوا الحرب وهو موجود بينهم.. ويريد تزهيد الناس في الديمقراطية والحُكم المدني..!
إنه يبرئ عساكر الانقلابات والمليشيات والحركات بكل أنواعها من جريمة إشعال الحرب ويطالب بمحاكمة السياسيين المدنيين.. ويضيف بأن القضاء السوداني لا تشكيك في نزاهته.. وهو طبعاً يقصد القضاء الذي ورثه الانقلاب عن عصابة الإنقاذ..!
هذا كلام يدفع الإنسان إلى حالة من الرثاء لما يمكن أن يصل إليه بعض البشر.. فتعجب لما يمكن أن ينحدر إليه بعض من يعميهم الغرض من احترام عقول الناس.. فيصبح سلوى حياتهم تزييف الواقع واختلاق الوقائع والانغماس في مجاراة الباطل طمعاً أو مشايعة أو رغبة في منفعة أو رهبة من قول الحق أو تطلعاً لثروة أو شهرة أو موقع أو منصب يهوى به من منصة الإنسانية والبشرية إلى درك سحيق من المهانة و”الجنكبة” التي تقترب بصاحبها من البهيمية القرداتية..!
(خليناك من محاكمة المدنيين) ونمسك معك في حكاية أن القضاء السوداني الآن قضاء نزيه.. ولا شك في نزاهته.. يا راجل….؟!
هل هو القضاء الذي كان يقيم طوابير تجنيد كتائب الكيزان داخل أسوار القضائية وحيث يتحوّل القضاة ورئيسهم إلى مجندين في مليشيات الكيزان يلبسون الكاكي ويفردون أرجلهم (صفا وانتباه) أمام شاويش تعلمجي يطالبهم بالانبطاح في الأرض والانكراش والانكماش والصياح بالشعارات الاخونجية الكذوبة…؟!
أليس هو القضاء الذي يتكالب فيه قضاة الكيزان ومعهم رئيسهم على كراتين الدجاج الكويتي وغير الكويتي ويتنافسون على الرشاوي والإكراميات وحجوزات السيارات وقطع الأراضي..؟!
أليس هو القضاء الذي قام رئيسه بتعديل قانون الأراضي لحماية حيازات وعقار موكله..؟
أليس هو القضاء الذي كان يتاجر في منازل وعقارات الإخوة الهنود والأرمن الذين تطاردهم سلطة الإنقاذ..؟!
أليس هو القضاء الذي استحدث في كل ولاية رئيساً لقضاتها يملك حق إلغاء أي أحكام أو فرض أخرى لحماية فساد الكيزان واستثماراتهم..!
أليس هو القضاء المهزلة الذي عجز حتى بعد الثورة عن محاكمة جريمة الانقلاب الواضحة التي اعترف بها الانقلابيون، بينما ظل بعض المحامين الأراجوزات يتلاعبون بالقضاة لأكثر من عام.. ثم تملك الخوف أحدهم فاعتذر عن مواصلة المحاكمة بحجة ارتفاع ضغط الدم..!
أليس هم القضاة الذين يصدرون الأحكام الآن ووفقا للتعليمات التي تصل إليهم من جماعة الانقلاب.. فيطلقون سراح المجرمين ويوافقون على اعتقال وتعذيب وقتل الأبرياء من خصوم الإنقاذ والانقلاب..؟!
أليس هو القضاء الذي أعاد المنهوبات إلى لصوص الإنقاذ بعد الانقلاب وأقر لهم بكل ما سرقوه من أموال الدولة..!
أليس هو القضاء الذي أدخل إلى سلكه الأمنجية والبلطجية بعد طرد كل القضاة الشرفاء وكل من تبدو عليه نزعة من المهنية وسلامة الضمير.. حتى أصبحت القضائية (بؤرة إنقاذية فاسدة).. مثلها مثل جميع مؤسسات الدولة التي لوّثوها وخنقوها بالتمكين..!
كلام هذا الرجل عن نزاهة قضاء الإنقاذ وقضاة الانقلاب يذكّرنا بمفارقة ذكية أوردها احد أنصار ثورة ديسمبر؛ قال إنه سأل أحد المواطنين عن عمله فقال إنه يعمل في (هيئة الكهرباء).. ثم سأله عن اسمه فرد عليه: (النور ضو البيت)..! هنا ضحك السائل فاستنكر الرجل وقال له: لماذا تضحك..؟! رد عليه: اسمك هذا ذكّرني بأحد الكيزان سألته عن اسمه فقال: اسمي (شريف الأمين).. يا راجل.. الله لا كسّبكم..!
murtadamore@yahoo.com
الوسومالانقلاب السودان القضاء الكيزان المليشيات بورتسودان د. مرتضى الغالي شمس الدين كباشي ياسر العطاالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الانقلاب السودان القضاء الكيزان المليشيات بورتسودان د مرتضى الغالي شمس الدين كباشي ياسر العطا
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يرتكب مئات الخروقات لوقف إطلاق النار بلبنان
تواصلت خروقات الاحتلال، لاتفاق وقف إطلاق النار، في لبنان، وسجلت اليوم الجمعة، 8 خروقات ليرتفع إجمالي خروقاته منذ بدء سريان الاتفاق قبل 31 يوما إلى 319.
وحسب أخبار متفرقة نشرتها الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية، تركزت خروقات اليوم، في قضاء بنت جبيل بمحافظة النبطية، وقضاء صور بمحافظة الجنوب وقضاء زحلة في محافظة البقاع.
وشملت الخروقات قصفا بالطيران الحربي والمدفعية، ونسفا لمنازل.
ففي قضاء بنت جبيل، شنت المدفعية الإسرائيلية قصفا لمرتين متتاليتين على بلدة عيتا الشعب.
وفي قضاء صور، نفذ الاحتلال عمليات نسف جديدة لمنازل في بلدتي يارون والناقورة.
وفي أجواء قضاء زحلة، سجل تحليق للطيران الحربي على علو منخفض، قبل أن يستهدف لاحقا 3 مواقع في غابات بلدة قوسايا.
ومنذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين الاحتلال و"حزب الله" بدأ في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول/سبتمبر الفائت.
وبدعوى التصدي لـ"تهديدات من حزب الله"، ارتكب الاحتلال 311 خرقا لوقف إطلاق النار في لبنان حتى نهاية الخميس، ما أدى إجمالا إلى سقوط 32 شهيدا و38 جريحا.
ودفعت هذه الخروقات "حزب الله" إلى الرد، في 2 كانون الأول/ديسمبر الجاري، للمرة الأولى منذ سريان الاتفاق، بقصف صاروخي استهدف موقع "رويسات العلم" العسكري في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة.
ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب الاحتلال تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل مع لبنان خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.