أعلنت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة ، أمينة محمد، إطلاق تعهد دولي مشترك بشأن مشاركة المرأة في عمليات السلام، وهو بمثابة مبادرة تجمع جهات فاعلة في مجال الوساطة.

وعبر تأييد هذا التعهد، تلتزم الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية وغيرها من الجهات بالانضمام إلى الأمم المتحدة في اتخاذ خطوات ملموسة بشأن مشاركة المرأة في جميع عمليات السلام التي تشارك فيها هذه الهيئات.

 

وأوضحت المسؤولة الأممية أن " هذه الالتزامات تشمل تعيين النساء كوسيطات رئيسيات وضمان أن تكون النساء جزءًا لا يتجزأ من لجان الوساطة، والتأكد من أن الوسطاء يدافعون مع أطراف النزاع عن أهداف وإجراءات ملموسة تعزز المشاركة المباشرة والفعالة للنساء في عمليات السلام، بما في ذلك كأعضاء في وفودهم، والتشاور مع مجموعة واسعة من القيادات النسائية والمنظمات المدنية التي تقودها النساء في جميع مراحل عمليات السلام، بالإضافة إلى  إدماج الخبرات المتعلقة بالنوع الاجتماعي في فرق الوساطة لتعزيز عمليات السلام والاتفاقيات المستجيبة للنوع الاجتماعي".

ظروف عصيبة تعيشها النساء في غزة

ويأتي إعلان نائبة الأمين العام خلال مشاركتها في جلسة المناقشة السنوية المفتوحة التي عقدها مجلس الأمن بشأن المرأة و الأمن والسلام، والتي حذرت خلالها من "هيمنة الرجال بشكل ساحق على عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالسلام والأمن ".

وقالت إن  "إنهاء الإفلات من العقاب عن الفظائع التي تُرتكب ضد النساء والفتيات لا يزال هدفا بعيد المنال" ، مضيفة أن "العام الماضي كان صعا بشكل خاص على النساء في غزة، حيث قُتلت وأُصيبت عشرات الآلاف من النساء والفتيات الفلسطينيات وسط استمرار الحرب و الأزمة الإنسانية المروعة، و أن معاناة النساء الإسرائيليّات المحتجزات تتطلب تدابير عاجلة لضمان سلامتهن وإطلاق سراحهن الفوري".

و حذرت محمد من "التهديدات التي يشكلها تصاعد الدمار والنزوح في لبنان على أمن و سلامة النساء والفتيات وسبل عيشهن".  

هذه المناقشة المفتوحة التي يعقدها مجلس الأمن سنويا حملت هذا العام عنوان " "النساء يبنين السلام في بيئة متغيرة"، وتخللها إحاطة للمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، سيما سامي بحوث.

النساء في إسرائيل يعانين من أزمة الرهائن في غزة

وسلطت بحوث الضوء على أبرز نتائج التقرير السنوي للأمين العام بشأن المرأة والسلام والأمن، الذي صدر في 24 سبتمبر الماضي، والذي جاء فيه أن خلال العام 2023، تضاعفت نسبة النساء اللواتي قُتلن في الصراعات،  وارتفع عدد حالات العنف الجنسي المرتبط بالصراعات التي تم التحقق منها بنسبة 50 في المئة، بينما زاد عدد الفتيات المتضررات من الانتهاكات الجسيمة بنسبة 35 في المئة.

وأكد التقرير أن واحدة من كل اثنتين من النساء والفتيات في البيئات المتضررة من الصراعات تواجه انعداما حادا في الأمن الغذائي. 

كما يشير التقرير أن 61 في المئة من جميع وفيات الأمهات تتركز في 35 دولة متأثرة بالصراع ، ومع قصف أقسام الولادة، ومنع الرعاية الصحية الإنجابية، وارتفاع العنف الجنسي، ستستمر هذه الأرقام في الارتفاع.

كما حذرت بحوث في مداخلتها من أن "مشاركة المرأة في صنع القرار والسياسة في البلدان المتضررة من الصراعات باتت شبه معدومة، و أن استخدام كراهية النساء كأداة سياسية يترتب عليه تكلفة سيسددها المجتمع الدولي برمته على مدى أجيال" .

وهذه المناقشة تُعد واحدة من الفعاليات البارزة التي تنظمها سويسرا خلال توليها للرئاسة الدورية لمجلس الأمن هذا الشهر، ترأستها رئيسة الاتحاد السويسري، فيولا أمهر، بمشاركة قرابة مئة دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

ومن بين الدول الولايات المتحدة ممثلة بالمندوبة الدائمة، ليندا توماس غرينفيلد، التي شددت في مداخلتها على "استمرار تحمل النساء والفتيات لوطأة الصراعات الراهنة، وأن مسؤولية استئصال الظلم وعدم المساواة داخل منظومة الأمم المتحدة تقع على عاتق المجتمع الدولي".

وأكدت  غرينفيلد أن تحقيق أهداف أجندة المرأة والسلام والأمن يتطلب الاستثمار و زيادة التمويل على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي، وتحفيز و تفعيل المبادرات التي تساهم بتعزيز و تقدم أجندة المرأة والسلام والأمن على صعيد الدول  وداخل النظام المتعدد الأطراف.

كما يتطلب الالتزام بتنفيذ أجندة المرأة والسلام والأمن وحماية وتعزيز الحريات الأساسية للنساء والفتيات، بما في ذلك النساء والفتيات في مجتمعات الأقليات العرقية والدينية و ذوي الإعاقة و مجتمع المثليين. 

وأضافت غرينفيلد أن "الولايات المتحدة تنضم إلى الأمين العام في المطالبة بمحاسبة الذين ينتهكون حقوق الإنسان للمرأة، سواء كانت حركة طالبان التي تسعى إلى محو المرأة من الحياة العامة في أفغانستان ، أو الجنرالات الذين يستخدمون الاغتصاب والعنف الجنسي كسلاح حرب في السودان . "

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المرأة والسلام والأمن مشارکة المرأة فی النساء والفتیات الأمم المتحدة عملیات السلام النساء فی

إقرأ أيضاً:

عُمان تستضيف "أسبوع الأمن للإيكاو" لتعزيز جهود مواجهة تحديات أمن الطيران

الرؤية- سارة العبرية

تستضيف سلطنة عُمان ممثلةً بهيئة الطيران المدني "أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني "الإيكاو 2024" والاجتماع الوزاري رفيع المستوى، بالتعاون مع منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) ؛ وذلك تحت رعاية معالي سلطان بن سالم الحبسي وزير المالية.

ويُعقد هذا الحدث العالمي لأول مرة خارج مقر المنظمة في العاصمة الكندية مونتريال، وذلك خلال الفترة من 9 وحتى 12 ديسمبر في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض.

ويشارك في الحدث أكثر من 600 مشارك من مختلف الدول الأعضاء بمنظمة الطيران المدني الدولي والمنظمات والهيئات العالمية، وبحضور أصحاب المعالي وزراء النقل وأصحاب السعادة رؤساء سلطات الطيران المدني.

ويتضمن برنامج الحدث عددًا من الجلسات النقاشية التي تتناول قضايا حيوية مثل الأمن السيبراني للطيران، وحماية البنية الأساسية للطيران من التهديدات الأمنية، فضلاً عن تسليط الضوء على أهمية تحقيق التوازن بين الأمن والاستدامة في قطاع الطيران، وسيجمع وزراء الطيران المدني ورؤساء سلطات الطيران المدني من مختلف دول العالم لمناقشة كيفية تعزيز التنسيق الدولي لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.

وفي 11 ديسمبر، يُعقد الاجتماع الوزاري رفيع المستوى في إطار "أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني الدولي "الإيكاو2024"، وهو يعد خطوة مهمة نحو تحديد الأولويات الأمنية العالمية في قطاع الطيران قبيل الدورة الثانية والأربعين للجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) المقررة في سبتمبر 2025، ويعد هذا الاجتماع منصة استراتيجية لمناقشة التحديات الأمنية الراهنة ووضع حلول مبتكرة تضمن مستقبلًا آمنًا للطيران المدني على مستوى العالم.

ومن المقر أن تنعقد جلسة شبابية تحت شعار "تمكين الشباب: تحقيق التوازن بين الجنسين في أمن الطيران"، والتي تسلط الضوء على دور الشباب في تعزيز أمن الطيران، مع مناقشة التحديات التي تواجه النساء في القطاع، بالإضافة إلى استعراض قصص النجاح والنماذج الملهمة التي تساهم في إحداث نقلة نوعية في المجال. كما تركز الجلسة على أهمية التوازن بين الجنسين في صناعة الطيران، مع تقديم توصيات عملية لتعزيز مشاركتهم في هذا القطاع الحيوي.

ويُختتم "أسبوع أمن الطيران 2024" بجولات سياحية للمشاركين، تتيح لهم استكشاف أبرز المعالم التاريخية والثقافية في سلطنة عمان، بما في ذلك زيارة سوق وقلعة نزوى ومتحف عمان عبر الزمان في الداخلية، ومسجد السلطان قابوس الأكبر وقصر العلم وسوق مطرح في مسقط. وتأتي هذه الفعاليات لتعزز صورة سلطنة عمان كوجهة متكاملة تدمج بين التقدم التقني والتاريخ العريق.

يُشار إلى أن استضافة سلطنة عُمان لـ"أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني الدولي 2024" والاجتماع الوزاري رفيع المستوى، تعد خطوة مهمة نحو تعزيز مكانتها الدولية في مجال الطيران المدني، كما تعكس التزام السلطنة بتحقيق رؤيتها في تعزيز الأمن والسلامة في هذا القطاع الحيوي، لا سيما في ظل التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19 على قطاع النقل الجوي، ومن المؤمل أن يسهم هذا الحدث في تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات بين الدول الأعضاء في منظمة الطيران المدني الدولي، مما يسهم في تحقيق مستقبل آمن ومستدام للقطاع على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: فرص نساء اليمن تقلصت بشكل كبير ويواجهن تحديات في صنع القرار
  • مسؤولة أممية: الظروف التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة مروعة وكارثية
  • مسؤولة أممية تدعو المجتمع الدولي لإرساء السلام العادل في غزة
  • وزير الخارجية السعودي يعرب عن تقدير جهود مصر لتعزيز الأمن الإقليمي
  • وزير الخارجية السعودي: نقدر جهود مصر لتعزيز الأمن الإقليمي
  • عُمان تستضيف "أسبوع الأمن للإيكاو" لتعزيز جهود مواجهة تحديات أمن الطيران
  • البيان الختامي لقمة الكويت: ممارسات الحوثيين تتعارض مع جهود إحلال السلام في اليمن
  • «التضامن» تواصل فعاليات حملة الـ16 يوما لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات
  • الأمم المتحدة تدعو إلى الاتحاد لإنهاء العنف ضد المرأة
  • الأمم المتحدة تدعو للاتحاد لإنهاء العنف ضد المرأة: لا تسامح ولا عذر