تعرضت لهزات عنيفة خلال شهري سبتمبر وأكتوبر ،، الدعم السريع.. الحصار المُحكم
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
متابعات منصة الناطق الرسمي
⚡هزائم ساحقة في مختلف محاور وجبهات القتال في السودان..
⚡ضغوط إعلامية ومواقف أمريكية تحاصر الإمارات لتكفّ يدها عن دعم الميليشيات..
⚡ماهي رسالة الرئيس الكيني روتو التي وضعها في بريد (تقدم )؟..
⚡حظر حسابات آل دقلو، والكونغرس يواصل الضغط على الرئيس بايدن..
⚡استسلام كيكل بداية لسلسلة انشقاقات ستضرب بنية ميليشيا آل دقلو.
✍️ تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
تعرضت ميليشيا الدعم السريع المتمردة خلال شهري سبتمبر الماضي، وأكتوبر الحالي، إلى مواقف زلزلت الأرض من تحت أقدامها بعنف، أفقدتها السيطرة، وهزَّت داخلها مكامن الثقة، وتباينت تلك المواقف ما بين انكسارات على صعيد العمليات الميدانية وتلقيها هزائم ساحقة على يدي القوات المسلحة والقوات المساندة لها في مختلف جبهات ومحاور القتال في السودان، وما بين ضغوط سياسية وإعلامية واجهتها الميليشيا المتمردة والمحاور الداعمة لها على المستويين الدولي والإقليمي، وهي مواقف كشفت بجلاء اقتراب نهاية ميليشيا الجنجويد التي باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة، بعد أن بدأت تلفظها كل القوى والمحاور التي كانت داعمة ومساندة لها منذ اندلاع الحرب التي أشعلت فتيلها في الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م.
⭕التحام والتهام:
ومنذ عملية التحام قوات الجيش القادمة من أم درمان، مع نظيرتها المرابطة في الخرطوم والخرطوم بحري، فجر الجمعة السادس والعشرين من سبتمبر ٢٠٢٤م، تغيرت معادلة العمليات العسكرية على مستوى العاصمة الخرطوم، حيث استرد الجيش عدة مواقع كانت بين يدي ميليشيا الدعم السريع منذ بداية الحرب، فوصلت القوات المسلحة والقوات المساندة لها لأول مرة إلى مناطق في شمال بحري في الجيلي والكدرو، وأم القرى، والسقاي وغيرها، وظفر الجيش بمواقع جديدة وسط الخرطوم في المقرن، والسوق العربي بعد أن كسب معارك الأبنية الشاهقات التي كان يحتمي داخلها القناصون، كمبنى البنك المركزي، وزين، وبرج الفاتح ( فندق كورنثيا )، وأحرز الجيش تقدماً كبيراً على صعيد جنوب الخرطوم في مدرعات الشجرة واللاماب، وجبرة، واستعاد مجمع الرواد، وستمضي المسيرة في ظل تقدم الجيش وتراجع الميليشيا التي أصبحت تتهاوى أمام ضربات الجيش كأعجاز نخل خاوية.
⭕دارفور محرقة الجنجويد:
ولم ينفصل التقدم الميداني في الخرطوم عن مجريات القتال في دارفور التي لعبت فيها القوة المشتركة المسنودة بالقوات المسلحة دوراً متعاظماً في محور الفاشر التي مازلت تمثل محرقة تلتهم أجساد الجنجويد (النتنة) بعد أن فشلوا خلال أكثر من ١٤٢ هجوماً في استباحة فاشر السلطان المدينة الرمز والتأريخ، وشهد محور شمال دارفور تطوراً أمنياً كبيراً بتحول القوات المسلحة والقوة المشتركة من خانة الدفاع عن الفاشر، إلى حالة الهجوم، حيث طاردوا الميليشيا المتمردة إلى مسافات بعيدة، سيطروا خلالها على معسكر الزُرق الاستراتيجي، وتمددوا غرباً فاستعادوا منطقة جبل مون، وباتوا على مرمى حجر من حاضرة ولاية غرب دارفور مدينة الجنينة، والتي تكتسب أهمية كبرى باعتبارها الشريان الرابط ما بين دارفور وتشاد، وبالتالي فإن السيطرة عليها تعني قطع دابر الإمداد اللوجستي الذي ظل يتدفق إلى الميليشيا المتمردة عبر الحدود التشادية، وهي خطوة تدفع الجيش للتحرك بثقة لاستعادة بقية ولايات الإقليم مترامي الأطراف، سواءً وسط أو جنوب دارفور.
⭕صفعة كيكل:
انتصارات القوات المسلحة والقوات المساندة لها في كافة محاور وجبهات القتال، توجت مطلع الأسبوع الجاري باستسلام اللواء أبوعاقلة محمد أحمد كيكل، قائد ميليشيا الدعم السريع بولاية الجزيرة الذي سلَّم نفسه وقواته وآلياته الحربية في منطقة البطانة، وشكل انشقاق كيكل ضربة أوجعت فؤاد الميليشيا المتمردة كثيراً رغم محاولات التقليل من الخطوة من قبل الجنجويد والغرف التابعة لهم، ولكن الحقيقة أن استسلام كيكل قد قصم ظهر ميليشيا الدعم السريع في ولاية الجزيرة التي كان كيكل معنياً بها، وشكّل إزعاجاً مستمراً بتحركاته في مناطق شرق الجزيرة، والفاو، وحتى قبيل استسلامه بفترة وجيرة، أرسل كيكل فزعاً من قواته لتحاول فكَّ الحصار المضروب من قبل القوات المسلحة على مصفاة الجيلي شمال العاصمة الخرطوم، وبحسب مراقبين فإن انشقاق القائد أبو عاقلة كيكل يمثل بداية لسلسلة انشقاقات قادمة ستضرب بنية الميليشيا المتهالكة لتشمل قيادات ميدانية أخرى.
⭕تبت يدا القوني:
الانكسارات والهزائم العسكرية التي تتلقاها ميليشيا الدعم السريع على يدي القوات المسلحة والقوات المساندة لها على صعيد محاور وجبهات التقال في الداخل، اقترنت في الخارج بضغوط كبيرة واجهتها الميليشيا المتمردة، ففي الثامن من أكتوبر الجاري، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، فرض عقوبات على القوني حمدان دقلو موسى، شقيق قائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو، وذلك لتورط القوني في شراء الأسلحة وغيرها من المعدات العسكرية التي مكّنت ميليشيا الدعم السريع من تنفيذ عملياتها الجارية في السودان، بما في ذلك هجومها على مدينة الفاشر، وتبت يدا القوني وشُلّت تماماً بهذا الحظر الأمريكي الذي نفذته وزارة الخزانة بعد أن اتهمته بالمساهمة بشكل مباشر في حصار قوات الدعم السريع المستمر للفاشر في شمال دارفور مما أدى إلى تأجيج الحرب والفظائع الوحشية التي ارتكبتها الميليشيا المتمردة ضد المدنيين، والتي شملت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي.
⭕حظر اجتماعي:
وتواصلت دوامة العقوبات الخارجية في ابتلاع ميليشيا الدعم السريع، وطالت هذه المرة الحساب الرسمي لميليشيا آل دقلو الذي حظرته منصة “إكس” (تويتر سابقاً) وأرجع موقع التواصل الاجتماعي الشهير الأمر إلى انتهاك قوانين النشر، حيث تمنع سياسات وقوانين منصة “إكس” النشر الذي يشجع على العنف أو التحريض عليه، كما تحظر المنصة الكيانات التي تنتهج العنف وتحضّ على الكراهية، فضلا عن منع مشاركة أي محتوى مسيء، وكان موقع التواصل الاجتماعي على منصة فيسبوك، حظر في وقت سابق كل الحسابات التي تتبع لميليشيا الدعم السريع بما فيها اسم قائدها محمد حمدان دقلو المعروف بـ “حميدتي”، إذ أزالت شركة ميتا المالكة للموقع العلامة الزرقاء من حساب حميدتي الخاص “التوثيق”، وعند محاولة البحث عن اسم حميدتي أو أي حساب يتبع للدعم السريع على موقع فيسبوك، يتلقَّى المستخدم رسالة تحذير تنبهه “أن المصطلح الذي تبحث عنه مقترن بنشاطات أفراد خطيرين”، وأمس حظرت منصة “إكس” حساباً للمتحدث باسم الدعم السريع الفاتح قرشي، ضمن سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها ضد الجهات المتورطة في انتهاكات قانونية، وتأتي هذه الخطوة ضمن سياسة المنصة لتقييد الحسابات التي تروِّج للعنف أو تنتهك معايير الاستخدام.
⭕رسالة روتو:
وتلقَّت ميليشيا الدعم السريع صفعة أخرى من كينيا التي تعتبر من الشركاء الدوليين الداعمين للميليشيا المتمردة عطفاً على العلاقة الشخصية والتجارية التي تربط الرئيس الكيني وليام روتو بقائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو، حيث أوقفت السلطات الكينية ندوة لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم”، الظهير السياسي لميليشيا الدعم السريع، حيث كانت تقدم تعتزم إقامة الندوة تزامناً مع الاحتفال بذكرى ثورة 21 أكتوبر المجيدة بعنوان “حرب 15 أبريل ومسارات السلام” حيث كان من المفترض أن يتحدث فيها عضوا التنيسيقية خالد عمر يوسف “سلك”، ومحمد الفكي سليمان، ” منقة”، ويرى مراقبون أن منع إقامة الندوة فيه رسالة من روتو إلى الإمارات التي قللت من اهتماماتها به ووجهت (دراهمها) إلى نظيره التشادي محمد كاكا.
⭕ضغوط الكونغرس:
وتواجه الإمارات نفسها ضغوطاً دولية من أجل كفِّ يدها عن دعم المتمردين، حيث يثير هذا الدعم الإماراتي للميليشيا المتمردة حفيظة الكونغرس الأمريكي، إذ اتخذ مجموعة من المشرعين الأمريكان خطوة غير عادية، بإرسال رسالة مباشرة لوزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، محذرين من أن ذلك قد يضر بالعلاقات الأمريكية الإماراتية، وأكد تقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، أن مشرعين يضغطون على إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، “لاتخاذ نهج أكثر قوة تجاه الحرب في السودان”، خاصة مع استمرار القتال العنيف وتنامي الفوضى بعد فشل جهود الوساطة لوقف القتال المندلع في السودان منذ الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م.
⭕خاتمة مهمة:
على كلٍّ فمن الواضح أن الحبل بدأ يلتف بقوة حول عنق ميليشيا الدعم السريع المتمردة التي أصبحت تتنفس تحت ماء الضغوط الدولية والإقليمية التي تحاصرها من كل ناحية، وتضعها على شفا حفرة من الانهيار، وبحسب مراقبين فإن سقوط ميليشيا آل دقلو أصبح مسألة وقت ليس إلا، وعلى القوات المسلحة والقوات المساندة لها أن تمضي قدماً في عملياتها العسكرية، فوراء كل طلقة تخرج من فوهة بندقية الجيش، اهتزازٌ يعتمل في نفوس الميليشيا المتمردة، ويحدِّث أفرادها بضرورة الارتماء في أحضان الاستسلام، طلباً للنجاة والأمان والسلام.
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: میلیشیا الدعم السریع المیلیشیا المتمردة حمدان دقلو فی السودان آل دقلو بعد أن
إقرأ أيضاً:
ظهور نادر لشقيق «حميدتي» في معارك دارفور .. معارك عنيفة على أطراف الإقليم… والجيش و«الدعم» يزعمان الغلبة
نقل مقطع فيديو تداولته حسابات سودانية، الأحد، ظهوراً نادراً للقائد الثاني لـ«قوات الدعم السريع»، عبد الرحيم دقلو، وهو يدير المعارك التي تدور حالياً بين عناصره، والقوات المشتركة للفصائل الدارفورية الداعمة للجيش في محور الصحراء شمال إقليم دارفور غرب البلاد.
ومنذ يوم السبت، تدور مواجهات عنيفة بين القوتين في أطراف نائية مفتوحة بالقرب من منطقة المالحة في عمق شمال دارفور.
وظهر عبد الرحيم، الشقيق الأصغر لقائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو المعروف باسم «حميدتي»، في فيديو مدته 3 ثوان بأرض المعركة.
وتدور معارك ضارية بين «الدعم السريع» والقوة المشتركة التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني، في حين يزعم كل طرف تكبيد الآخر خسائر كبيرة.
وقالت مصادر رفيعة في «قوات الدعم السريع» لـ«الشرق الأوسط» إنها «ألحقت هزيمة» بمن سمتهم «مرتزقة الحركات المسلحة» في محور الصحراء بمناطق «الحلف ودريشقي وماو»، وكبدتهم خسائر في الأرواح والعتاد. وأضاف: «تم الاستيلاء على عدد 207 عربات قتالية، ومقتل المئات منهم».
وأكد حاكم إقليم دارفور، (رئيس حركة جيش تحرير السودان) مني أركو مناوي، في تدوينة على موقع «فيسبوك»، السبت، ظهور عبد الرحيم دقلو في المعارك الدائرة حالياً في الصحراء.
وقال إن هذا يؤكد على نيات «ميليشيا الدعم السريع» في السيطرة على شمال دارفور، وفتح الطريق الصحراوي الذي يربطه بدولة ليبيا.
كما ذكر مناوي أن القوة المشتركة «تمكنت من كسر شوكة قوة عسكرية ضاربة مكونة من 546 سيارة محملة بالعتاد العسكري» يقودها شقيق «حميدتي».
بدورها، قالت القوة المشتركة لحركات «الكفاح المسلح»، إنها خاضت «ملحمة بطولية» في محور «دريشقي» شمال مليط، وأضافت أن «قوات الدعم السريع» حشدت لتلك المعركة «مرتزقة من دول أخرى تلقوا تدريبات عسكرية (...)، بهدف التحرك لفتح الطريق الصحراوي على الحدود مع دارفور»، وفق بيان القوات الداعمة للجيش.
وقالت الكتائب، هي الأخرى، إنها «كبدت قوات العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وفرت تاركة خلفها أرتالاً من السيارات القتالية وعشرات الجثث».
وتابع البيان: «تم تدمير 12 عربة قتالية، وتسلم 10 أخرى، وعدد كبير من الأسرى، ومقتل أكثر من 8 قيادات بارزة في صفوف الميليشيا».
وأكدت القوة المشتركة أن شقيق «حميدتي»، عبد الرحيم دقلو، كان على رأس قيادة «قوات الدعم» في المعارك التي جرت بالأمس في محور الصحراء بدارفور.
وفي وقت سابق، تحدث حاكم إقليم دارفور، عن تلقي «الدعم السريع» دعماً عسكرياً «كبيراً من الخارج»، يقدر بنحو 400 آلية عسكرية محملة بأسلحة متنوعة.
وتشهد مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، غرب البلاد، معارك مستمرة بين الجيش السوداني المسنود بالقوة المشتركة للحركات المسلحة من جهة، و«قوات الدعم السريع» والميليشيات التابعة لها من جهة أخرى.
وخلال الأسابيع الماضية انتقلت المعارك بين الطرفين إلى عمق الصحراء بدارفور.
وانحسرت العمليات العسكرية بين طرفي القتال في الآونة الأخيرة، عدا مواجهات محدودة تدور في مدينة الخرطوم بحري.
وأفادت مصادر محلية بأن القوات الداعمة للجيش السوداني والفصائل التي تقاتل إلى جانبه، تقدمت السبت في ضاحية شمبات على بعد كيلومترات من سلاح الإشارة.
نيروبي: الشرق الأوسط: محمد أمين ياسين