شبكة انباء العراق:
2025-03-03@21:21:04 GMT

خروج فرنسا بسواد الوجه

تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT

بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..

تحررت النيجر من الهيمنة الفرنسية بعد تحرر بوركينا فاسو وغينيا ومالي وتشاد. وشهدت القارة السمراء 27 انقلاباً منذ عام 1990. اطلقت فيها الشعوب صرختها المدوية ضد الشركات الفرنسية المتخصصة بنهب ثرواتهم وإفقارهم وحرمانهم من تقرير مصيرهم. فلم تعد فرنسا مثلما كانت عليه في السابق، وأصبحت سفاراتها أهدافا معرضة للرجم بالحجارة في معظم العواصم المنتفضة.

ولم يعد باستطاعتها ممارسة سياساتها القمعية، وفشلت في تفعيل بنود الاتفاقيات الثنائية المبرمة مع البلدان الافريقية بصيغة الدفاع المشترك. فقد نفذ صبر الأفارقة في تحمل الوجود الفرنسي، وطفح بهم الكيل. .
وفي ظل هذا الطوفان الشعبي وجدت فرنسا نفسها عاجزة تماماً عن التدخل عسكرياً لإعاد الرؤساء المخلوعين التابعين لها، والذين كانت تنظر إليهم الشعوب على أنهم عملاء لها. .
لا شك ان فرنسا كانت تتابع مؤشرات الغليان في الشارع الافريقي، وربما حاولت النأي بنفسها عن الاتهامات الموجهة لرؤوس الفساد في تلك الأنحاء، لكن تلك الرؤوس كانت مرتبطة مباشرة بشركات التعدين الفرنسية، ولم تعد الفضائح خافية على الناس. وهكذا تدهورت قدراتها في الصمود أمام الجماهير الغاضبة، ما جعلها عرضة بشكل متزايد للنقد والازدراء. ناهيك عن الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها في تعاملاتها مع مستعمراتها السابقة على مر السنين. .
ثم جاء انعقاد القمة الروسية الأفريقية الأخيرة في سانت بطرسبرغ، التي أعلن فيها زعماء بوركينا فاسو ومالي دعمهم للرئيس فلاديمير بوتين في حربه ضد أوكرانيا. وكانت الأبواب مفتوحة لاستقبال قوات فاجنر والترحيب بهم كبديل متلهف لإطلاق النيران ضد القواعد الحربية الفرنسية. بينما كانت الأبواب الأخرى مفتوحة للشركات الصينية التي باشرت بتنفيذ مشاريعها الاستراتيجية في المدن التي كانت ترزح تحت قبضة الاستعمار الفرنسي. .
بات واضحا ان المستعمرات الفرنسية السابقة بدأت إظهار عدم رضاها عن سياسات باريس من خلال الانقلابات والانتفاضات الشعبية. في الوقت الذي تزايد فيه النشاط الروسي في القارة السمراء من خلال الدور التحرري الذي تلعبه فاجنر. .
ختاماً: أغلب الظن ان القارة السوداء سوف تتحول إلى حلبة مفتوحة للتنافس الصيني الروسي الأمريكي. في حين ستشهد الوقائع خروج فرنسا من التصفيات الدولية، ومن المتوقع الإعلان عن خروجها من القارة بسواد الوجه. .

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

فرنسا وبريطانيا تقترحان "هدنة جزئية" في أوكرانيا

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية جان نويل بارو إن بلادهما وبريطانيا تقترحان هدنة جزئية لمدة شهر بين روسيا وأوكرانيا ستشمل الهجمات التي تستهدف البنية التحتية للطاقة والهجمات جوا وبحرا ولا تشمل القتال البري.

جاء ذلك وسط طفرة في الجهود الدبلوماسية الأوروبية لتعزيز الدعم الغربي لأوكرانيا إثر مشادة حادة خلال اجتماع بين الرئيس فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي يوم الجمعة.

وقال بارو، الإثنين: "مثل هذه الهدنة التي ستشمل الهجمات التي تستهدف البنية التحتية للطاقة والهجمات جوا وبحرا ستسمح لنا بتحديد ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتصرف بحسن نية عندما يلتزم بالهدنة. وعندها يمكن أن تبدأ مفاوضات سلام حقيقية".

وقال ماكرون لصحيفة "لو فيغارو" في مقابلة نشرت في وقت متأخر من مساء الأحد إن نشر قوات برية أوروبية في أوكرانيا لن يتم إلا في مرحلة ثانية بموجب المقترح الفرنسي البريطاني.

ونقلت الصحيفة عن ماكرون قوله: "لن تكون هناك قوات أوروبية على الأراضي الأوكرانية في الأسابيع المقبلة".

وتحدث ماكرون لصحيفة "لو فيغارو" أثناء توجهه إلى لندن لحضور اجتماع مع زعماء أوروبيين بدعوة من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لتعزيز الجهود الرامية إلى وضع خطة سلام في أوكرانيا.

وأضاف: "السؤال هو كيف نستغل هذا الوقت لمحاولة التوصل إلى هدنة من خلال مفاوضات ستستغرق عدة أسابيع، وبعد ذلك، بمجرد إبرام (اتفاق) سلام، يتم نشر" القوات.

ولم يوضح الرئيس الفرنسي كيف يمكن مراقبة المجال الجوي والبحري والبنية التحتية للطاقة.

وقال دبلوماسي أوروبي: "في نظري لا يمكن أن يكون ذلك ممكنا إلا من خلال حلف شمال الأطلسي أو على الأقل بقيادة حلف شمال الأطلسي ومن ثم أنظمة باتريوت والصواريخ بعيدة المدى والطيران، وهو ما لا تملكه أوكرانيا... وعلينا التفاوض مع روسيا حتى لا تنفذ الهجمات الضخمة".

وقال الكرملين، الذي رفض فكرة نشر قوات غربية في أوكرانيا، الإثنين، إن المشادة الكلامية في المكتب البيضاوي بين ترامب وزيلينسكي أظهرت مدى صعوبة التوصل إلى تسوية بشأن الصراع في أوكرانيا. 

مقالات مشابهة

  • فرنسا وبريطانيا تقترحان "هدنة جزئية" في أوكرانيا
  • لوموند: كيف أثر السيسي على الدور الذي كانت تلعبه مصر في القضية الفلسطينية؟
  • إفيه يكتبه روبير الفارس: "الدقن" الوحيد الذي أحبه
  • صفورية التي كانت تسكن تلال الجليل مثل العصفور.. جزء من هوية فلسطين
  • سحر رامي تكشف كواليس فيلمها أثناء حرب الخليج: المغامرة كانت تستحق المخاطرة
  • شهر الصوم في الصحافة الفرنسية
  • 25 غرزة في أذنه.. نادي كريستال بالاس يعلن خروج لاعبه من المستشفى بعد تعرضه لإصابة مروعة
  • بعد الدينار التونسي.. الدينار الليبي يحتل المرتبة الثانية في قائمة أقوى العملات الإفريقية
  • هبة عوف: الطلاسم في مسلسل المداح قد تكون مؤذية إن كانت حقيقية.. والسحر مذكور في القرآن
  • إصابة أحمد السقا في كواليس “العتاولة 2”.. وأشرف زكي يوضح