محمود حميدة..كيف استخدم إطلالاته الفريدة في تجسيد شخصيات متنوعة لتتويج مسيرته بـ"الإنجاز الإبداعي"؟
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
الفنان محمود حميدة واحدًا من أبرز الأسماء في الساحة الفنية المصرية، حيث يمتلك سجلاً حافلاً بالأعمال الفنية المتنوعة التي عكست قدراته التمثيلية الفائقة، فمنذ انطلاقته في أوائل التسعينيات، قدم حميدة أدواراً تتراوح بين الدراما والكوميديا، معززاً كل شخصية بلمسة فريدة تعكس عمقها وتعقيدها.
تظهر إطلالات محمود حميدة في أدواره المختلفة تبايناً ملحوظاً، حيث تجسد شخصياته تنوعاً في الأسلوب والملابس.
في فيلم "المصير" للمخرج يوسف شاهين، قدم حميدة شخصية "الشيخ"، حيث تميزت إطلالته بملابس تقليدية مكونة من جلباب أبيض، مع لمسات من الألوان الزاهية التي تعكس روح الثقافة المصرية، وكان تجسيد الشخصية عميقاً يلمس قلوب المشاهد، وتدور أحداثه في القرن الثاني عشر الميلادي في الأندلس، وخلال فترة حكم الخليفة "أبو جعفر المنصور"، يصير الفيلسوف "ابن رشد" في معترك النيران مع السلطة السياسية ممثلة في الخليفة الذي كان صديقًا له في الماضي وصار يكن له مشاعر العداء، ومع السلطة الدينية المتطرفة التي تنجح في تجنيد ابن المنصور اﻷصغر بين صفوفها.
كما تألق في فيلم "فارس المدينة"، ببدلة كلاسيكية تعكس مستواه الاجتماعي حيث دارت الأحداث حول "فارس" الذي صنع ثروته بطرق غير مشروعة، ويخسر جميع أمواله التي أدخرها لفترة طويلة، خاصة بعد إفلاس شركات الاستثمار وتوظيف الأموال التي وضع أمواله فيها، وعليه اﻵن سداد ديونه الطائلة، مما أضفى مصداقية على دوره.
وفي فيلم "عفاريت الأسفلت"، جسد شخصية "سيد" الذي كان يقيم علاقات محرمة، حيث تميزت إطلالته بأزياء عصرية تناسب العصر، مما جعل الشخصية أكثر قرباً للجمهور.
توجهت الأنظار إلى مهرجان الجونة السينمائي في دورته السابعة، حيث تم تكريم محمود حميدة بجائزة الإنجاز الإبداعي، وجاء هذا التكريم تقديراً لإسهاماته البارزة في مجال السينما، والتزامه المستمر بتقديم أعمال ترتقي بالفن وتلامس قلوب المشاهدين.
وتعكس الجائزة مكانته المميزة في عالم الفن، حيث يعد قدوة للعديد من الفنانين الصاعدين.
محمود حميدة إلهام الأجيال القادمة
محمود حميدة، برفقة إطلالاته المتعددة وجوائزه القيمة، يستمر في إلهام الأجيال القادمة، مؤكدًا أن الفن الحقيقي لا يعرف حدودًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمود حميدة محمود حميدة مهرجان الجونة تكريم محمود حميدة الفنان محمود حميدة اعمال محمود حميدة مهرجان الجونة مهرجان الجونة السينمائي مهرجان الجونة السينمائي 2024 مهرجان الجونة 2024 محمود حمیدة فی فیلم
إقرأ أيضاً:
محمود حميدة يختتم ندوته في معرض القاهرة للكتاب بقصائد فؤاد حداد|فيديو
استضافت "القاعة الرئيسية"، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، الفنان محمود حميدة، في لقاء حول الفن والمجتمع، أداره الشاعر إبراهيم داود.
وقال الشاعر إبراهيم داود: "إن شخصية محمود حميدة، غنية وثرية، فهو مشغول بمشروع ثقافي كبير، حيث يسعى لإنشاء مؤسسة باسم -فؤاد حداد- وأخرى باسم -يحيى حقي-:، وأضاف: "أعرف محمود حميدة، منذ ثمانينيات القرن الماضي، وهو دائم الانشغال بالسينما والأدب، ومُحِبٌّ لزكي نجيب محفوظ، وفؤاد حداد، ويحيى حقي، حيث إنه مثقف كبير يتسم بالصدق والموهبة، ونحن أمام شخصية مهمومة بالأفكار، وتحديث المجتمع، وتسعى لنقل الواقع إلى مستوى أسمى مما هو عليه".
من جانبه، قال محمود حميدة: "أنا شخص أحب التمثيل منذ أن كنت في الخامسة من عمري، وكان هدفي حينها تسلية الناس، لكن هذا المفهوم تغير مع مرور الوقت، ولكي أتمكن من إمتاع الجمهور، قررت التعرف على كبار العقول، وكان أول باب فُتح أمامي هو الكتاب، فكنت كلما قرأت كتابًا، أتخيل ملامح وصوت مؤلفه، فمثلًا، عندما قرأت للعقاد، كنت أستحضر صورته وصوته، وأتخيل أنني أجلس معه"، وأضاف: "كنت دائم الانشغال بالتعرف على العقول التي تحرك فكر المجتمع، وهم الكُتّاب والمفكرون، وعندما أقرأ لهم، أتمكن من الاقتراب من عقول الناس بشكل أعمق، وذات مرة، سألني المفكر الدكتور علي حرب: لماذا تهتم بقراءة كتب الفكر؟ فأجبته: لكي أعرف كيف أُسليك، لأن الممثل، لكي يُسلّي الجمهور، يجب أن يفهمهم جيدًا".
وحول حبه للشاعر فؤاد حداد، قال حميدة: "تعرفت على فؤاد حداد، من خلال الكاتب خيري شلبي، وعندما قرأت شعره ودرسته، اكتشفت أنه شاعر غزير الإنتاج، يمتلك دواوين تفوق غيره بكثير، 90% من دواوينه كانت مخططة قبل إصدارها، ولديه أكثر من 36 ديوانًا معروفًا، غير ما فُقد من أعماله، واشتهر بأنه شاعر العامية، لكنه كتب بالفصحى أيضًا، وأبدع فيها كما لم يفعل أي من معاصريه، وله دواوين كاملة بالفصحى، بالإضافة إلى أعمال مزجت بين الفصحى والعامية"، وأكد حميدة أن "يحيى حقي بالنسبة لي شخصية استثنائية، كنت أظن أن ثروت عكاشة، هو المسؤول عن المؤسسات الثقافية في مصر، لكنني اكتشفت أن يحيى حقي كان هو القائد الحقيقي لها".
وأشاد حميدة، بالتطور الفني الحاصل في المملكة العربية السعودية، وبدورها في الاستعانة بالفنانين المصريين باعتبارهم رواد هذه المهنة، مؤكداً أن "التعبير بأنهم سحبوا البساط من تحت أقدامنا تعبير غير لائق، لأن النجاح الفني في أي بلد هو مكسب للجميع".