“منتدى دبي” يحتفي بمرور 40 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والصين
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
اختتمت أعمال “منتدى دبي” والذي عُقد بمناسبة مرور 40 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، واحتفاءً بالشراكة الاستراتيجية التي جمعت بين الجانبين على مدار أربعة عقود كاملة، كانت خلالها نموذجاً للعلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والحرص على تحقيق المصالح المشتركة والتوافق حول ضرورة العمل على الأخذ بعلاقات التعاون الثنائي إلى مستويات أرقى ضمن القطاعات الحيوية التي تخدم التنمية المستدامة في البلدين الصديقين.
وجاء المنتدى بتنظيم القنصلية العامة لجمهورية الصين الشعبية في دبي، والمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وجمعية الدبلوماسية العامة الصينية، وغُرف دبي، تحت عنوان “40 عاماً معاً نحو مزيد من التنمية”، وضمّ مشاركة رفيعة المستوى جمعت أكثر من 400 من المسؤولين الحكوميين وممثلي قطاعات حيوية عدة لاستكشاف سبل جديدة للتعاون بين البلدين.
وتحدّث خلال المنتدى كلٌ من: سعادة تشانغ ييمينج، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة، وسعادة عبد الله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد؛ وسعادة السيدة أو بوكيان، القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية في دبي، وسعادة محمد علي راشد لوتاه، مدير عام غُرف دبي، وسعادة وو هايلونج، رئيس جمعية الدبلوماسية العامة الصينية، وسعادة وين بينغ، رئيس الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية، إضافة إلى لفيف من قيادات القطاعين الحكومي والخاص في البلدين.
وأشاد الجميع بالتطور الكبير الذي شهدته العلاقات الإماراتية الصينية على مدار أربعة عقود من التعاون البناء في شتى المجالات، مؤكدين أهمية مواصلة الحوار وتبادل الرؤى والأفكار لاكتشاف المزيد من فرص التعاون لاسيما في المجالات التي يعنى بها البلدان في قطاعات بعينها ومن أهمها الطاقة المتجددة ودعم وتمكين الشباب، فضلاً عن قطاع الإعلام لما له من أثر كبير في بناء المجتمعات وتحفيز الطاقات كشريك فاعل ومؤثر في مضمار التنمية.
وبمناسبة انعقاد المنتدى احتفاءً بمرور 40 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية الإماراتية الصينية، قال سعادة محمد علي راشد لوتاه، مدير عام غُرف دبي: “دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية يجمعهما العديد من العوامل المشتركة ومن أهمها الالتزام بالتنمية المستدامة والاهتمام بالاستثمار في بناء جيل جديد من القيادات الشابة، ومع استمرار دبي في النمو كمركز عالمي لتعزيز التعاون الاقتصادي الدولي والابتكار، تلتزم غرف دبي بتعزيز الشراكات الداعمة للنمو التجاري، فضلاً عن تعزيز ديناميكية ريادة الأعمال والارتقاء بالاستثمارات المشتركة”.
وأضاف: “يأتي تنظيم المنتدى ليعكس التزام غرف دبي بالعمل مع كافة الشركاء والأصدقاء حول العالم لخلق مسارات جديدة للنمو الاقتصادي، ونحن نتطلع إلى ترسيخ علاقات الشراكة مع دولة كبرى لها مكانتها المرموقة على الساحة العالمية مثل الصين وبأسلوب يخدم تطلعات مجتمعي الأعمال، ويدعم فرص التنمية فيهما”.
وقالت سعادة منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام والمدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي: “يسعدنا أن يكون المكتب الإعلامي لحكومة دبي شريكاً في تنظيم هذا الحدث التزاماً بدعم نهج دولة الإمارات وإمارة دبي بمد المزيد من جسور التعاون مع مختلف الدول الصديقة حول العالم.”
وحول تضمين المنتدى لقطاع الإعلام كمحور من محاور التعاون المستقبلي بين الجانبين، قالت سعادة منى المرّي: “لاشك في أن قوة التأثير التي تتمتع بها وسائل الإعلام، وتنامي هذا التأثير في ظل التحوّل إلى البيئة الرقمية، يؤهلها للقيام بدور مهم في توطيد أواصر التعاون الدولي وبناء المزيد من جسور التفاهم بين الشعوب، ومشاركة قصص النجاح الملهمة، خاصة وأن قطاع الإعلام يحظى باهتمام كبير في البلدين، ما يبشر بإمكانات لا نهائية للتعاون في هذا المجال واكتشاف فرص جديدة لتبادل الخبرات والتجارب الإعلامية المتميزة بين الجانبين”.
وخلال كلمته في مستهل الجلسة الافتتاحية للمنتدى، أشاد سعادة تشانغ بيمينغ، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة بأواصر التعاون الوثيقة التي طالما جمعت بين دولة الإمارات وبلاده، على المستويين الرسمي والشعبي، مؤكداً عمق ورسوخ علاقات الشراكة الشاملة التي توطدت بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، ليس فقط على صعيد المجالات السياسية والتنموية وإنما كذلك على المستويات الثقافية والعلمية وغيرها، وهي العلاقات التي وصفها الرئيس الصيني بأنها نموذج للعلاقات الصينية مع العالم العربي.
وأكد سعادة بيمينغ أن الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مايو 2024 إلى الصين، كان لها بالغ الأثر في توطيد دعائم هذه الشراكة وتوسيع آفاقها، فيما شهدت علاقات التعاون الثنائي دفعة أخرى مهمة بزيارة معالي لي تشيانغ، رئيس مجلس الدولة في جمهورية الصين الشعبية إلى دولة الإمارات في سبتمبر الماضي، منوهاً سعادته بما وصلت إليه العلاقات بين البلدين من تقدم كبير في شتى المجالات، ومؤكداً أن المنتدى يأتي في إطار السعي المشترك لتحقيق الأهداف التي أكدت عليها القيادة السياسية للبلدين للمرحلة المقبلة من التعاون بين الجانبين.
وأشاد السفير الصيني بما تشهده دولة الإمارات من مظاهر النهضة الحضارية والإنجازات الكبرى المتحققة في العديد من المجالات، منوها بنهج التخطيط الواعي والاستعداد للمستقبل الذي تنتهجه دولة الإمارات وإمارة دبي، والذي يتجسد في استراتيجية “نحن الإمارات 2031″ و”مئوية الإمارات 2071” وأجندة دبي الاقتصادية D33، وغيرها من الخطط الاستراتيجية التي تخدم في تحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة.
وعدّد سعادة السفير بيمينغ أوجه التعاون التي جمعت بين البلدين على مدار أربعة عقود وشملت مجالات الاقتصاد والاستثمار والصناعة والتحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والصناعات الدوائية، وغيرها من المجالات، لافتاً إلى أن دولة الصين هي الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات على مستوى العالم، كذلك فإن دولة الإمارات هي أكبر شريك عالمي للصين في التجارة غير النفطية، وأكبر وجهة استثمارية للصين في العالم العربي. وقال إن حجم التجارة غير النفطية بين البلدين في النصف الأول من العام 2024 تجاوز 50 مليار دولار، فيما من المتوقع أن يتجاوز إجمالي التبادل التجاري مع نهاية العام 100 مليار دولار.
وقالت سعادة أو بوكيان، القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية في دبي: “يمثل منتدى دبي علامة مهمة في الشراكة الإماراتية الصينية التي استمرت 40 عاماً، والتي تستمر في النمو في مختلف القطاعات ومجالات الحياة. وبينما نحتفي بهذه المناسبة، يسعى المنتدى إلى صياغة مستقبل جديد في علاقتنا مع التركيز على تسريع التفاعل والتعاون في مجالات مهمة مثل الطاقة والإعلام وتمكين الشباب؛ وبفضل الشراكة المتينة القائمة، نحن في وضع جيد معاً لمواجهة التحديات العالمية ومواصلة الجمع بين نقاط قوتنا المشتركة للمساهمة في النمو المستدام العالمي”.
وقال وو هايلونج، رئيس جمعية الدبلوماسية العامة الصينية: “لا يحتفي هذا المنتدى بأربعة عقود من العلاقات الإماراتية الصينية فحسب، بل يخدم أيضاً كمنصة لتحديد أهداف وأولويات مشتركة جديدة للمستقبل، لقد تطورت علاقتنا بشكل كبير على مر عقود، ونقف الآن على أعتاب مرحلة مهمة حيث يمكن للتعاون في القطاعات الناشئة أن يعزز شراكتنا بشكل أكبر. المناقشات قدمت رؤى قيّمة ليس فقط لتعزيز النمو المشترك ولكن أيضاً معالجة التحديات العالمية معاً، فنحن نسعى إلى خلق فرص جديدة للتعاون الأشمل الذي من شأنه أن يعزز تأثيرنا الإيجابي على الصعيد العالمي ويحقق تطلعات الشعبين الصديقين”.
وخلال الجلسة التي أفردها المنتدى لمناقشة آفاق التعاون من خلال “وسائل الإعلام الجديدة”، سلّطت مريم الملا، مديرة نادي دبي للصحافة، الضوء على الدور المهم الذي تلعبه وسائل الإعلام في مد جسور التواصل بين الثقافات وتعزيز التعاون الدولي، وقالت: “وسائل الإعلام ليست مجرد أداة للتواصل؛ بل هي محفز قوي للتقارب الفكري والثقافي ووسيلة مهمة لتوسيع فرص التفاهم بين الشعوب، وفي هذا العصر الرقمي سريع التطور، تساهم وسائل الإعلام في تجاوز الحواجز الجغرافية والثقافية وإيجاد مساحات جديدة للتعاون”.
وأشارت مريم الملا في كلمتها إلى ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال تبني التكنولوجيا المتقدمة في شتى المجالات بما في ذلك قطاع الإعلام، ما يفتح فرصًا جديدة للتعاون بين البلدين. وقالت: “من خلال الجمع بين الخبرة والإبداع والموارد البشرية والإمكانات التقنية في البلدين، يمكننا بناء مشهد إعلامي ديناميكي وشامل يعكس قيمنا المشتركة ويعزز نفوذنا العالمي”.
وركزت جلسة “الطاقة الجديدة” ضمن المنتدى على موضوع التحول الأخضر والتنمية المستدامة، حيث ناقش المشاركون سبل تنفيذ مستهدفات “اتفاق الإمارات” التاريخي الذي تم التوصل إليه في مؤتمر الأطراف COP 28.
أما الجلسة التي حملت عنوان “الجيل الجديد”، فقد ناقشت فرص استحداث رؤى جديدة لسبل دعم وتمكين الشباب في كلا البلدين، حيث تطرق المشاركون في الجلسة إلى متطلبات إيجاد أرضية مشتركة لتعزيز التعاون الثقافي واكتشاف الممكنات اللازمة لتأكيد دور الشباب في عملية التنمية.
واختتمت مناقشات منتدى دبي بالتأكيد على التزام الجانبين بتعميق العلاقات الثنائية، مع التركيز على الاستفادة من الفرص الجديدة في دفع التعاون المستقبلي وتسريع وتيرته في المجالات الحيوية الداعمة لخطط التنمية الشاملة والمستدامة في البلدين.
يُذكر أن دولة الإمارات هي شريك استراتيجي في مبادرة “الحزام والطريق” منذ إطلاقها في العام 2013، وتعدّ بوابة تجارية مهمة أمام الصين إلى منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، مع توفير العديد من الفرص للشركات الصينية للعمل واستكشاف أسواق جديدة والانطلاق منها لتوسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع مناطق أخرى من العالم.
وقد بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات مع الصين خلال العام الماضي 296 مليار درهم، (نحو 81 مليار دولار) بنمو نسبته 4.2 % مقارنة بالعام 2022، حيث حافظت الصين على موقعها كالشريك التجاري الأول لدولة الإمارات في تجارتها غير النفطية للعام 2023 مع استحواذها على ما نسبته 12 % من تلك التجارة.
يُشار إلى أن “منتدى دبي” حظي بدعم إعمار العقارية، ومجلس الأعمال الصيني في دولة الإمارات، والبنك الصناعي والتجاري الصيني في دبي (فرع مركز دبي المالي العالمي)، و الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية – الشرق الأوسط، وهواوي تكنولوجيز – الإمارات.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
منتخبنا الوطني يحتفل بمرور 50 عاما على مشاركته في كأس الخليج
يحتفل المنتخب الوطني بمرور 50 عاما على أول ظهور له في دورات كأس الخليج العربي لكرة القدم عندما يستهل مشواره بعد غدٍ السبت بلقاء الكويت في افتتاح خليجي 26، حيث يتكرر اللقاء مع المنتخب الكويتي كما كانت البداية عام 1974.
وخلال خمسين عاما من أول مشاركة وأول ظهور للمنتخب الوطني، مرَّ العديد من الأجيال والأساطير للكرة العمانية، ومثلت بطولات كأس الخليج البدايات الأولى للكرة العمانية التي نمت وترعرعت حتى وصلت إلى القمة بعد أن كانت البداية لاكتساب الخبرة.
وأسهمت هذه الدورة في تحقيق العديد من المكاسب لكرة القدم العمانية، حيث استضافت سلطنة عمان ثلاث دورات لكأس الخليج: 1984، 1996، و2009، كما كان لها الفضل في تطوير المنشآت الرياضية، وكان أبرزها مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر.
واحتفالا بذكرى مرور 50 عاما على المشاركة الأولى في كأس الخليج، نرصد أول مشاركة للمنتخب الوطني في كأس الخليج الرابعة، ومباراته الأولى أمام الكويت.
في خليجي 3 بالكويت شهد تشكيل أول منتخب عماني، ويظهر في الصورة من اليمين وقوفا: صلاح الليثي مدير الفريق، وعبد القادر خليفة، وسويد خميس، ومبارك خميس، وثاني نصيب، ومسلم العلوي، وسعود الحبشي، والمدرب ممدوح خفاجي.
الجلوس من اليمين: صالح سبيت، ومسلم العمري، وحديد نصيب، وبخيت الماس، وعبد النبي عبد الرسول.
وساهمت الجالية العمانية في الكويت في بث روح الحماس لدى اللاعبين ومساندتهم خلال مباريات البطولة، وتظهر في الصورة الجماهير العمانية وهي تساند المنتخب الوطني في مباراته مع الكويت.
ويعد سعود بن عبدالعزيز الحبشي أول من ارتدى شارة القيادة لمنتخبنا الوطني، ويظهر في الصورة الحبشي وهو يتبادل الإعلام التذكارية مع المرحوم مرزوق سعيد قائد منتخب الكويت قبل مباراة المنتخبين.
وشاركت بعثة سلطنة عمان لأول مرة في افتتاح خليجي 3 في الكويت، ويظهر في الصورة الوفد العماني في طابور عرض الافتتاح.
وفي مباراة الكويت، صمد المنتخب الوطني وكان ندّا قويا قبل أن يحتسب الحكم البحريني علي كمنجة ركلة جزاء ضد الكويت، ويظهر في الصورة بخيت الماس، حارس منتخبنا، وهو يحاول التصدي لها.
وصمد المنتخب الوطني أمام الكويت 70 دقيقة قبل أن يقل مخزون اللياقة البدنية، ويحرز المنتخب الكويتي أربعة أهداف متوالية، ويظهر في الصورة الهدف الثاني للكويت في مرمى بخيت الماس.