اختتمت أعمال “منتدى دبي” والذي عُقد بمناسبة مرور 40 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، واحتفاءً بالشراكة الاستراتيجية التي جمعت بين الجانبين على مدار أربعة عقود كاملة، كانت خلالها نموذجاً للعلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والحرص على تحقيق المصالح المشتركة والتوافق حول ضرورة العمل على الأخذ بعلاقات التعاون الثنائي إلى مستويات أرقى ضمن القطاعات الحيوية التي تخدم التنمية المستدامة في البلدين الصديقين.


وجاء المنتدى بتنظيم القنصلية العامة لجمهورية الصين الشعبية في دبي، والمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وجمعية الدبلوماسية العامة الصينية، وغُرف دبي، تحت عنوان “40 عاماً معاً نحو مزيد من التنمية”، وضمّ مشاركة رفيعة المستوى جمعت أكثر من 400 من المسؤولين الحكوميين وممثلي قطاعات حيوية عدة لاستكشاف سبل جديدة للتعاون بين البلدين.
وتحدّث خلال المنتدى كلٌ من: سعادة تشانغ ييمينج، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة، وسعادة عبد الله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد؛ وسعادة السيدة أو بوكيان، القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية في دبي، وسعادة محمد علي راشد لوتاه، مدير عام غُرف دبي، وسعادة وو هايلونج، رئيس جمعية الدبلوماسية العامة الصينية، وسعادة وين بينغ، رئيس الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية، إضافة إلى لفيف من قيادات القطاعين الحكومي والخاص في البلدين.
وأشاد الجميع بالتطور الكبير الذي شهدته العلاقات الإماراتية الصينية على مدار أربعة عقود من التعاون البناء في شتى المجالات، مؤكدين أهمية مواصلة الحوار وتبادل الرؤى والأفكار لاكتشاف المزيد من فرص التعاون لاسيما في المجالات التي يعنى بها البلدان في قطاعات بعينها ومن أهمها الطاقة المتجددة ودعم وتمكين الشباب، فضلاً عن قطاع الإعلام لما له من أثر كبير في بناء المجتمعات وتحفيز الطاقات كشريك فاعل ومؤثر في مضمار التنمية.
وبمناسبة انعقاد المنتدى احتفاءً بمرور 40 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية الإماراتية الصينية، قال سعادة محمد علي راشد لوتاه، مدير عام غُرف دبي: “دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية يجمعهما العديد من العوامل المشتركة ومن أهمها الالتزام بالتنمية المستدامة والاهتمام بالاستثمار في بناء جيل جديد من القيادات الشابة، ومع استمرار دبي في النمو كمركز عالمي لتعزيز التعاون الاقتصادي الدولي والابتكار، تلتزم غرف دبي بتعزيز الشراكات الداعمة للنمو التجاري، فضلاً عن تعزيز ديناميكية ريادة الأعمال والارتقاء بالاستثمارات المشتركة”.
وأضاف: “يأتي تنظيم المنتدى ليعكس التزام غرف دبي بالعمل مع كافة الشركاء والأصدقاء حول العالم لخلق مسارات جديدة للنمو الاقتصادي، ونحن نتطلع إلى ترسيخ علاقات الشراكة مع دولة كبرى لها مكانتها المرموقة على الساحة العالمية مثل الصين وبأسلوب يخدم تطلعات مجتمعي الأعمال، ويدعم فرص التنمية فيهما”.
وقالت سعادة منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام والمدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي: “يسعدنا أن يكون المكتب الإعلامي لحكومة دبي شريكاً في تنظيم هذا الحدث التزاماً بدعم نهج دولة الإمارات وإمارة دبي بمد المزيد من جسور التعاون مع مختلف الدول الصديقة حول العالم.”
وحول تضمين المنتدى لقطاع الإعلام كمحور من محاور التعاون المستقبلي بين الجانبين، قالت سعادة منى المرّي: “لاشك في أن قوة التأثير التي تتمتع بها وسائل الإعلام، وتنامي هذا التأثير في ظل التحوّل إلى البيئة الرقمية، يؤهلها للقيام بدور مهم في توطيد أواصر التعاون الدولي وبناء المزيد من جسور التفاهم بين الشعوب، ومشاركة قصص النجاح الملهمة، خاصة وأن قطاع الإعلام يحظى باهتمام كبير في البلدين، ما يبشر بإمكانات لا نهائية للتعاون في هذا المجال واكتشاف فرص جديدة لتبادل الخبرات والتجارب الإعلامية المتميزة بين الجانبين”.
وخلال كلمته في مستهل الجلسة الافتتاحية للمنتدى، أشاد سعادة تشانغ بيمينغ، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة بأواصر التعاون الوثيقة التي طالما جمعت بين دولة الإمارات وبلاده، على المستويين الرسمي والشعبي، مؤكداً عمق ورسوخ علاقات الشراكة الشاملة التي توطدت بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، ليس فقط على صعيد المجالات السياسية والتنموية وإنما كذلك على المستويات الثقافية والعلمية وغيرها، وهي العلاقات التي وصفها الرئيس الصيني بأنها نموذج للعلاقات الصينية مع العالم العربي.
وأكد سعادة بيمينغ أن الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مايو 2024 إلى الصين، كان لها بالغ الأثر في توطيد دعائم هذه الشراكة وتوسيع آفاقها، فيما شهدت علاقات التعاون الثنائي دفعة أخرى مهمة بزيارة معالي لي تشيانغ، رئيس مجلس الدولة في جمهورية الصين الشعبية إلى دولة الإمارات في سبتمبر الماضي، منوهاً سعادته بما وصلت إليه العلاقات بين البلدين من تقدم كبير في شتى المجالات، ومؤكداً أن المنتدى يأتي في إطار السعي المشترك لتحقيق الأهداف التي أكدت عليها القيادة السياسية للبلدين للمرحلة المقبلة من التعاون بين الجانبين.
وأشاد السفير الصيني بما تشهده دولة الإمارات من مظاهر النهضة الحضارية والإنجازات الكبرى المتحققة في العديد من المجالات، منوها بنهج التخطيط الواعي والاستعداد للمستقبل الذي تنتهجه دولة الإمارات وإمارة دبي، والذي يتجسد في استراتيجية “نحن الإمارات 2031″ و”مئوية الإمارات 2071” وأجندة دبي الاقتصادية D33، وغيرها من الخطط الاستراتيجية التي تخدم في تحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة.
وعدّد سعادة السفير بيمينغ أوجه التعاون التي جمعت بين البلدين على مدار أربعة عقود وشملت مجالات الاقتصاد والاستثمار والصناعة والتحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والصناعات الدوائية، وغيرها من المجالات، لافتاً إلى أن دولة الصين هي الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات على مستوى العالم، كذلك فإن دولة الإمارات هي أكبر شريك عالمي للصين في التجارة غير النفطية، وأكبر وجهة استثمارية للصين في العالم العربي. وقال إن حجم التجارة غير النفطية بين البلدين في النصف الأول من العام 2024 تجاوز 50 مليار دولار، فيما من المتوقع أن يتجاوز إجمالي التبادل التجاري مع نهاية العام 100 مليار دولار.
وقالت سعادة أو بوكيان، القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية في دبي: “يمثل منتدى دبي علامة مهمة في الشراكة الإماراتية الصينية التي استمرت 40 عاماً، والتي تستمر في النمو في مختلف القطاعات ومجالات الحياة. وبينما نحتفي بهذه المناسبة، يسعى المنتدى إلى صياغة مستقبل جديد في علاقتنا مع التركيز على تسريع التفاعل والتعاون في مجالات مهمة مثل الطاقة والإعلام وتمكين الشباب؛ وبفضل الشراكة المتينة القائمة، نحن في وضع جيد معاً لمواجهة التحديات العالمية ومواصلة الجمع بين نقاط قوتنا المشتركة للمساهمة في النمو المستدام العالمي”.
وقال وو هايلونج، رئيس جمعية الدبلوماسية العامة الصينية: “لا يحتفي هذا المنتدى بأربعة عقود من العلاقات الإماراتية الصينية فحسب، بل يخدم أيضاً كمنصة لتحديد أهداف وأولويات مشتركة جديدة للمستقبل، لقد تطورت علاقتنا بشكل كبير على مر عقود، ونقف الآن على أعتاب مرحلة مهمة حيث يمكن للتعاون في القطاعات الناشئة أن يعزز شراكتنا بشكل أكبر. المناقشات قدمت رؤى قيّمة ليس فقط لتعزيز النمو المشترك ولكن أيضاً معالجة التحديات العالمية معاً، فنحن نسعى إلى خلق فرص جديدة للتعاون الأشمل الذي من شأنه أن يعزز تأثيرنا الإيجابي على الصعيد العالمي ويحقق تطلعات الشعبين الصديقين”.
وخلال الجلسة التي أفردها المنتدى لمناقشة آفاق التعاون من خلال “وسائل الإعلام الجديدة”، سلّطت مريم الملا، مديرة نادي دبي للصحافة، الضوء على الدور المهم الذي تلعبه وسائل الإعلام في مد جسور التواصل بين الثقافات وتعزيز التعاون الدولي، وقالت: “وسائل الإعلام ليست مجرد أداة للتواصل؛ بل هي محفز قوي للتقارب الفكري والثقافي ووسيلة مهمة لتوسيع فرص التفاهم بين الشعوب، وفي هذا العصر الرقمي سريع التطور، تساهم وسائل الإعلام في تجاوز الحواجز الجغرافية والثقافية وإيجاد مساحات جديدة للتعاون”.
وأشارت مريم الملا في كلمتها إلى ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال تبني التكنولوجيا المتقدمة في شتى المجالات بما في ذلك قطاع الإعلام، ما يفتح فرصًا جديدة للتعاون بين البلدين. وقالت: “من خلال الجمع بين الخبرة والإبداع والموارد البشرية والإمكانات التقنية في البلدين، يمكننا بناء مشهد إعلامي ديناميكي وشامل يعكس قيمنا المشتركة ويعزز نفوذنا العالمي”.
وركزت جلسة “الطاقة الجديدة” ضمن المنتدى على موضوع التحول الأخضر والتنمية المستدامة، حيث ناقش المشاركون سبل تنفيذ مستهدفات “اتفاق الإمارات” التاريخي الذي تم التوصل إليه في مؤتمر الأطراف COP 28.
أما الجلسة التي حملت عنوان “الجيل الجديد”، فقد ناقشت فرص استحداث رؤى جديدة لسبل دعم وتمكين الشباب في كلا البلدين، حيث تطرق المشاركون في الجلسة إلى متطلبات إيجاد أرضية مشتركة لتعزيز التعاون الثقافي واكتشاف الممكنات اللازمة لتأكيد دور الشباب في عملية التنمية.
واختتمت مناقشات منتدى دبي بالتأكيد على التزام الجانبين بتعميق العلاقات الثنائية، مع التركيز على الاستفادة من الفرص الجديدة في دفع التعاون المستقبلي وتسريع وتيرته في المجالات الحيوية الداعمة لخطط التنمية الشاملة والمستدامة في البلدين.
يُذكر أن دولة الإمارات هي شريك استراتيجي في مبادرة “الحزام والطريق” منذ إطلاقها في العام 2013، وتعدّ بوابة تجارية مهمة أمام الصين إلى منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، مع توفير العديد من الفرص للشركات الصينية للعمل واستكشاف أسواق جديدة والانطلاق منها لتوسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع مناطق أخرى من العالم.
وقد بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات مع الصين خلال العام الماضي 296 مليار درهم، (نحو 81 مليار دولار) بنمو نسبته 4.2 % مقارنة بالعام 2022، حيث حافظت الصين على موقعها كالشريك التجاري الأول لدولة الإمارات في تجارتها غير النفطية للعام 2023 مع استحواذها على ما نسبته 12 % من تلك التجارة.
يُشار إلى أن “منتدى دبي” حظي بدعم إعمار العقارية، ومجلس الأعمال الصيني في دولة الإمارات، والبنك الصناعي والتجاري الصيني في دبي (فرع مركز دبي المالي العالمي)، و الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية – الشرق الأوسط، وهواوي تكنولوجيز – الإمارات.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

برعاية الشيخة فاطمة.. أبوظبي تستضيف مؤتمر “تمكينها ” لتسريع التمكين الاقتصادي للمرأة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية

 

تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، نظمت هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام ووزارة الخارجية، مؤتمر” تمكينها” في العاصمة أبوظبي، للاحتفال بإطلاق برنامج “تسريع التمكين الاقتصادي للمرأة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية” الذي عقد في إطار الشراكة الإستراتيجية الرائدة بين دولة الإمارات وهيئة الأمم المتحدة للمرأة.

عقد المؤتمر في الاتحاد النسائي العام أمس بحضور معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان وزير دولة، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة دولة، ومعالي علياء بنت عبد الله المزروعي وزيرة دولة لريادة الأعمال، ومعالي أحمد جاسم الزعابي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، والشيخة الدكتورة موزة بنت طحنون بن محمد آل نهيان، مستشارة في وزارة الخارجية.

ويعد هذا المؤتمر باكورة المؤتمرات السنوية التي ستُنظم تباعًا، ضمن التعاون العالمي الذي تقوده دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم المرأة في المجال الاقتصادي.

وركز المؤتمر على تعزيز فرص العمل، وتوسيع فرص ريادة الأعمال، ودفع عجلة النمو الاقتصادي الشامل والمستدام للمرأة، لا سيما في الأسواق الناشئة.

وأكد معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، أن أهداف هذا المؤتمر تعكس رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تقوم على تعزيز الترابط، وفتح آفاق واسعة من الفرص، وبناء جسور التواصل والتعاون بين الشعوب، بما يخلق مناخاً متجدداً من النمو والازدهار المشترك.

وقال معاليه :” في ظل الرؤية المستقبلية والطموحة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، تواصل دولة الإمارات نهجها الراسخ في تعزيز تمكين المرأة باعتباره محركاً أساسياً لمستقبل أكثر استدامة وازدهاراً. وانطلاقاً من إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، يجدد سموه التزامه بدعم وتوسيع نطاق المبادرات والبرامج التي تفتح آفاقاً أوسع لمشاركة المرأة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، إيماناً منه بأن التعاون المستمر ومد جسور الشراكة الدولية هما السبيل لتحقيق تطلعات الشعوب نحو التنمية والرخاء”.

وأضاف معاليه :” أود أن أعبر عن جزيل الشكر والتقدير والامتنان لصاحبة الفضل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، التي كرّست جهودها المخلصة وعطاءها المتواصل لتمكين المرأة والطفل في دولة الإمارات وخارجها، وكانت شريكةً حقيقيةً في مسيرة البناء والتنمية إلى جانب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، الذي رسّخ مبكراً مبدأ تمكين المرأة كركيزة أساسية في نهضة المجتمع”.

من جهتها قالت معالي نورة بنت محمد الكعبي، في كلمتها إن هذا الحدث يجسد اللقاء الدولي الرفيع، روح التعاون والشراكة الـعالمـية مـن أجـل تـمكين المـرأة وتـعزيـز أدوارهـا فـي مـجتمعاتـها واقـتصاداتـها ، وإنـه لمـن دواعـي الفخـر أن نـحتفي الـيوم بـإطـلاق بـرنـامـج “تسريع التمكين الاقتصادي للمرأة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية”. إن انعقاد هذا المؤتمر برعاية كريمة من دولة الإمارات واستضافة الاتحاد النسائــي العام، يبعث برسالة واضحة للعالم مفادها أن التمكين الحقيقي للمرأة هو مفتاح للتنمية المستدامة والسلام المجتمعي والازدهار الاقتصادي ويحتاج منا جميعاً التعاون والشراكات.

من ناحيته قال معالي أحمد جاسم الزعابي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي إن تمكين المرأة ليس مجرد هدف اقتصادي، بل ضرورة إستراتيجية لتحفيز النمو وتعزيز تنافسية أبوظبي على الساحة العالمية، وفي دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، نعمل على دمج مبادئ الشمول في الهيكل الأساسي لنموذجنا الاقتصادي، بهدف تسريع التنويع، واستحداث محركات جديدة للنمو، وتعزيز التنافسية المستدامة.

وأضاف معاليه أن الدائرة تعمل على دعم مشاركة المرأة في القطاعات الاقتصادية الحيوية، مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، لتكون جزءاً فاعلاً في مسيرة الابتكار وتعزيز الإنتاجية. ومن خلال شراكات إستراتيجية مع مجلس سيدات أعمال أبوظبي التابع لغرفة أبوظبي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، تواصل الدائرة تطوير نموذج تنموي شامل يسهم في جذب الاستثمارات، واستقطاب الكفاءات، وترسيخ أسس الازدهار طويل الأمد، ومن خلال هذا التوجه، نرسّخ مكانة أبوظبي كمركز اقتصادي عالمي رائد يتمتع بالكفاءة والتنافسية والاستعداد للمستقبل”.

بدورها قالت سعادة نورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام في كلمتها إن هذا المؤتمر يعكس إلتزام دولة الإمارات الراسخ بدعم قضايا المرأة وتمكينها على مستوى العالم، وذلك في ظل القيادة الرشيدة، والرعاية الكريمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وتُجسد هذه المبادرة رؤية الدولة في تعزيز المشاركة العادلة والفاعلة للمرأة، خصوصًا في المجال الاقتصادي، باعتبارها دعامة أساسية لتحقيق التوازن بين الجنسين وتسريع وتيرة التنمية المستدامة حول العالم.

وأعربت سعادتها عن إعتزازهم أن تكون الإمارات نموذجًا عالميًا يُحتذى به في تمكين المرأة وتعزيز دورها في بناء مستقبل أكثر استدامة وابتكارًا .

وركز مؤتمر “تمكينها” على أربع قضايا رئيسية هي أولاً التمكين الاقتصادي للمرأة على المستوى الوطني والاقليمي والعالمي، وثانيًا المشتريات المراعية للتوازن بين الجنسين، والتي تركز على تعزيز ممارسات الشراء التي تدعم المساواة بين الجنسين، وثالثًا مبادرات القطاع الخاص ومبادئ تمكين المرأة ومبادرة تغيير الصور النمطية”Unstereotype Alliance”، وأخيرًا دور المرأة في التحولات الخضراء المرتبطة بالبيئة.

وشهد المؤتمر أيضًا حضورًا مميزًا من قادة وصناع القرار، وممثلي الجهات الحكومية و ورواد الأعمال، وممثلي القطاع الخاص، إلى جانب الخبراء الأكاديميين والمنظمات التنموية.

وجعل هذا التنوع في الحضور من المؤتمر منصة عالمية حيوية لتبادل الخبرات والمعرفة، وبناء شراكات إستراتيجية بين مختلف الأطراف المعنية، بالإضافة إلى تحديد فرص النمو الشامل للمرأة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

و شارك في جلسات المؤتمر كل من سعادة لوسي بيرجير سفيرة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، وسعادة عائشة محمد الملا عضو المجلس الوطني الاتحادي سابقاً، والسيد معز دريد المدير الإقليمي بالانابة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية، والسيدة جيميما نجوكي، رئيسة قسم التمكين الاقتصادي في هيئة الأمم المتحدة للمرأة، والسيدة جوسلين تشو، أخصائية برامج في المشتريات المراعية للنوع الاجتماعي، التي قدمت عرضًا شاملاً حول أهمية الشراء المراعي للنوع، مستندة إلى تقارير وإصدارات هيئة الأمم المتحدة للمرأة.

وقدّمت سوزانا فيربيرن، الشريكة في مؤسسة Dentons، عرضًا تناول الأطر القانونية الحديثة، إلى جانب استعراض أبحاث جديدة تتعلق بالتمكين الاقتصادي في كل من تشيلي وكينيا.

كما شهد المؤتمر مشاركات عديدة من مسؤولين وصناع قرار محلياً ودولياً مثل اﻟﻤﻬﻨﺪﺳﺔ ﻏﺎﻟﻴﺔ اﻟﻤﻨﺎﻋﻲ، رﺋﻴﺴﺔ اﻟﺸﺆون الإستراتيجية واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ في اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎم، وﺧﺎﻓﻴﻴﺮا ﻓﻴﺮﻏﺎرا ﻣﻨﺴﻘﺔ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ، في ﻫﻴﺌﺔ اﻷﻣﻢاﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﻠﻤﺮأة ﻓﻲ ﺗﺸﻴلي وإﻟﻴﺰاﺑﻴﺚ أوﺑﺎﻧﺪا ﻣﺤﻠﻠﺔ/ﻗﺎﺋﺪة ﻓﺮﻳﻖ ﺑﺎﻹﻧﺎﺑﺔ ﻟﺘﻤﻜﻴﻦ اﻟﻤﺮأة اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎً، في ﻫﻴﺌﺔ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﻠﻤﺮأة ﻓﻲ ﻛﻴﻨﻴﺎ وﺟﻮﻳﻞ ﺟﻤﺎل، اﻟﻤﺪﻳﺮة اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻟﺸﺒﻜﺔ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات وﺳﻴﺒﺎﺳﺘﻴﺎن دورن ﻣﺪﻳﺮ اﻟﻤﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺎ واﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ، ﻓﻴﻮﻟﻴﺎ، وﻻرا أﺑﻲ زﻳﺪ ﻣﺪﻳﺮة اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻻﺑﺘﻜﺎر واﻟﺘﻤﻴﺰ اﻟﺘﺴﻮﻳﻘﻲ ﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ وﺷﻤﺎل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وﺑﺎﻛﺴﺘﺎن، وﻣﻮﻧﺪﻳﻠﻴﺰ وﺑﺮﻳﺎ ﺳﺎرﻣﺎ رﺋﻴﺴﺔ اﻟﺸﺆون اﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ واﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ ﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ وﺗﺮﻛﻴﺎ ﻓﻲ “ﻳﻮﻧﻴﻠﻴﻔﺮ” وساجدة الشوا، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وزينب آل علي، مديرة التوعية وعلاقات الشركاء في شركة مصدر.

وتُعد الشراكة بين دولة الإمارات وهيئة الأمم المتحدة للمرأة نموذجًا عالميًا للتعاون طويل الأمد بين الدولة والأمم بصفة عامة، وتؤكد الدور الريادي الذي تلعبه الإمارات في دعم أجندة التمكين الاقتصادي للمرأة عالميًا، خاصة في الدول ذات الفرص المتنامية والصاعدة مثل تشيلي وكينيا.

وفي هذا الإطار أوضح الدكتور معز دريد، المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة للدول العربية في كلمته أن إطلاق مبادرة “تسريع التمكين الاقتصادي للنساء في أفريقيا وأمريكا اللاتينية” يشكل محطة مفصلية في مسار الشراكة الإستراتيجية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة.

وقال إن هذه الشراكة، الممتدة منذ عام 2010، تعبّر عن التزام مشترك بإدماج قضايا المرأة في صلب التنمية والسياسات الدولية، وتُجسّد رؤية طموحة نحو بناء مجتمعات أكثر عدالة وشمولًا. إن هذه المبادرة تؤكد أن التمكين الاقتصادي للنساء ليس هدفًا فقط، بل أداة فعالة لتحقيق نمو مستدام، وتحفيز الابتكار، وبناء مستقبل ترتكز فيه المجتمعات على العدالة والتكافؤ .

وأشاد الدكتور معز دريد، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”، بجهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، في تمكين المرأة الإماراتية.

وأكد أن المرأة في الإمارات استطاعت تحقيق إنجازات بارزة في الاستفادة من الفرص وبناء القدرات، ما جعل الدولة تتبوأ المركز الأول على مستوى المنطقة العربية في مجال تمكين المرأة، وفقًا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي.

وأضاف أن هناك العديد من المجالات التي يمكن للمرأة الإماراتية التقدم فيها، مشيرا إلى أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة على ثقة بأن الإمارات، بفضل قيادتها الرشيدة، ماضية نحو تحقيق الريادة العالمية في هذا المجال. كما أكد حرص الهيئة على تعزيز التعاون مع دولة الإمارات لدعم جهودها في تمكين المرأة.

وقالت الدكتورة موزة الشحي، مديرة مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في دول مجلس التعاون الخليجي إن مؤتمر تمكين المرأة (EmpowerHer) يجسد محطة محورية في مسيرة الشراكة الإستراتيجية بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة ودولة الإمارات، مشيرة إلى أن هذا الدعم السخي من الإمارات يُعدّ حجر الأساس في تحويل السياسات والأهداف إلى تأثير ملموس على الأرض، لا سيما في الاقتصادات الناشئة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية.

وسلطت جلسات المؤتمر الضوء على محاور حيوية شملت التمكين الاقتصادي للمرأة على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، بالإضافة إلى مبادرات القطاع الخاص، ودور المرأة في التصدي لقضايا البيئة.

ولم تقتصر هذه الحوارات على تبادل الخبرات فحسب، بل شكّلت دعوة صادقة لتعزيز العمل الجماعي، وتوسيع نطاق التأثير، بما يُسهم في بناء مستقبل مستدام ينهض بالمرأة ويدعم دورها في مختلف أنحاء العالم.

وأكدت جميما نجوكي، رئيسة التمكين الاقتصادي في هيئة الأمم المتحدة للمرأة إن مؤتمر “تمكينها” يعد خطوة مهمة نحو تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة على مستوى العالم، ومن خلال التركيز على التحديات والفرص المحددة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، نعمل على خلق مسارات تمكّن النساء من الوصول إلى الفرص الاقتصادية، وبناء سبل عيش مستدامة، والمساهمة في اقتصاد عالمي أكثر شمولاً”.

ومن المقرر أن يستمر التعاون الإستراتيجي بين دولة الإمارات وهيئة الأمم المتحدة للمرأة من خلال تنظيم سلسلة من المؤتمرات السنوية، التي ستُبنى على مخرجات مؤتمر “تمكينها” في أبوظبي، لتعميق الحوار حول التمكين الاقتصادي للمرأة وتوسيع نطاق تأثيره.

وستُعقد المؤتمرات القادمة في كل من تشيلي وكينيا، حيث ستُواصل هذه المنصات النقاش حول أبرز التحديات والفرص في تعزيز مشاركة المرأة في الاقتصاد، مع التركيز على السياقات الإقليمية والاحتياجات المحلية.

ويُجسد هذا التعاون التزامًا طويل الأمد بتكامل الجهود الدولية، وتسريع وتيرة العمل من أجل تمكين المرأة اقتصاديًا، وتحقيق نمو أكثر عدالة واستدامة وشمولًا، يضع المرأة في قلب التنمية الاقتصادية والاجتماعية.


مقالات مشابهة

  • الإمارات ومالطا تناقشان دفع الشراكة الثنائية في قطاعات الاستثمار والاقتصاد الرقمي والزراعة
  • الإمارات ومالطا تعقدان الدورة الأولى لاجتماعات اللجنة المشتركة
  • انعقاد الجولة الخامسة من المشاورات السياسية بين الكويت والصين
  • إطلاق منصة “مهارات للسياحة” للتعلّم الإلكتروني من Google.org وSPARK في دولة الإمارات
  • مسقط | منتدى عُماني ليبي يبحث فرص الاستثمار المشترك في قطاعات حيوية
  • “النسر والتنين”.. لماذا تقلق إسرائيل من تدريبات مصر والصين الجوية؟
  • “ابن بطوطة مول” يحتفل بمرور 20 عاماً على تأسيسه ويقدّم 20 عطلة أحلام لا تُنسى
  • الأمير عبدالعزيز بن سعد يعلن إقامة “منتدى حائل للاستثمار” مايو المقبل
  • برعاية الشيخة فاطمة.. أبوظبي تستضيف مؤتمر “تمكينها ” لتسريع التمكين الاقتصادي للمرأة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية
  • مبادرة الحضارة العالمية: شراكة جديدة بين الحضارتين الصينية والعربية