زيارة مسؤولي تايوان إلى واشنطن.. كيف سترد بكين؟
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
أثار تصريح نائب رئيسة تايوان وليام لاي بأنه "إذا كانت تايوان آمنة سيكون العالم آمناً" الجدل في الأوساط السياسية، حيث يحمل هذا التصريح رسالة بأن أي حرب بين الصين وتايوان ستتجاوز تداعياتها الحدود، وستؤثر على العالم أجمع.
ضياء حلمي: الصين لن تذهب لحرب هادئة
التقدم التكنولوجي الصيني وراء أزمة تايوان
ويرى مراقبون أن الحرب بين تايوان والصين في حال اندلعت، والدخول في مواجهات عسكرية ستكون لها تداعيات كارثية على العالم أجمع، وربما تؤدي إلى شلل اقتصادي في غالبية دول العالم، وتدخله في نفق مظلم.
في اتصال مع 24 يقول الدكتور ضياء حلمي، المتخصص في الشأن الصيني وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية: "من خلال قراءة المشهد الصيني والمشهد العالمي، لن يكون الرد الصيني مثل الرد الروسي على التحرشات الأمريكية في أوكرانيا، وسيكون الرد الصيني حاسماً وعنيفاً أكثر من التوقعات الأمريكية نفسها"، وأضاف "من يقرأ ويتابع الرئيس الصيني شي جينبينغ منذ أن جاء إلى الحكم عام 2013، يتأكد أن الصين تحولت من الوضع الدفاعي إلى الوضع الهجومي مع الولايات المتحدة الأمريكية حتى في بحر الصين الجنوبي".
وأكد الدكتور حلمي أن "الصين لن تتهاون مع أي مسألة تهدد أمنها وسياستها، وإذا اضطرت إلى حرب عالمية ثالثة سوف تذهب إلى ذلك، ولن تسمح للآخرين بالتدخل في شؤونها"، مشيراً إلى أن "قضية تايوان قضية أمريكية وهمية وليست واقعية".
وتطالب الصين بتايوان وتعهدت بضمها إليها، ولو بالقوة، إذ تعتبرها جزءاً من أراضيها، فيما تكثف الضغوط السياسية والعسكرية عليها.
Taiwan's Vice President Lai Ching-te has arrived in New York to a crowd of supporters on the first of two planned U.S. stopovers. pic.twitter.com/TyOmTzdkvG
— TaiwanPlus (@taiwanplusnews) August 13, 2023 لماذا التحرش الآن؟يقول المتخصص في الشأن الصيني إن واشنطن "استفاقت عام 2018 على تقدم تكنولوجي مذهل وذكاء اصطناعي في الصين ويسبق واشنطن بـ30 عاماً، ولذلك هاجمت شركة هواوي وقتها وتم التحفظ على بنت رئيس الشركة وفرضت عقوبات وحرباً تجارية لتعطيل التقدم الصيني المذهل، وبناء عليه اتخذت قضية تايوان وافتعلتها من أجل تعطيل المسيرة الصينية، إذ تريد واشنطن إدخال بكين في قضية جانبية بحسابات خاطئة.
وأوضح عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أن واشنطن "تثير قضية تايوان بين الحين والآخر لإثارة الخلافات ومحاولة تعطيل الصين، وجرها لمشاكل جانبية وإبعادها عن توغلها السياسي والاقتصادي.
Dangerous myopia of US playing the Taiwan card https://t.co/Q2q3LJiCqB via @scmpnews
Good read!
Ukraine-Taiwan comparison is not only self-serving for the West but ultimately self-defeating. Because so far as China is concerned, the real reference is not Ukraine, but Korea.
واعتبر الدكتور حلمي تصريح نائب رئيس تايوان "حول تأثر العالم بأمن تايوان، رسالة خطيرة للغاية وتشير إلى أن الصين لن تذهب لحرب هادئة، وستذهب إلى أبعد من ذلك بكثير وتصريح اليوم هو رسالة موجهة للعالم وليس أمريكا فقط، وأنه سيؤثر على الأمن العالمي ولم يتحدث عن الأمن الأوروبي والأمريكي فقط".
وقال حلمي: "إذا لم تأخذ الإدارة الأمريكية هذا التصريح على محمل الجد سيكون له تداعياته كارثية، حيث وقعت الولايات المتحدة في منتصف القرن الماضي على وثيقة تؤكد سيادة الصين الواحدة، ولكن الولايات المتحدة كعادتها تقول شيئاً وتفعل شيئاً آخر".
وتوعدت الصين، الأحد، باتخاذ "إجراءات حازمة وقوية"، رداً على زيارة نائب رئيسة تايوان وليام لاي إلى الولايات المتحدة، والتي أكدت أنها تراقبها عن كثب.
وتوقف لاي، المرشح لانتخابات تايوان الرئاسية العام المقبل، في الولايات المتحدة كنقطة مرور في طريقه من وإلى باراغواي، حيث سيحضر مراسم تنصيب الرئيس المنتخب سانتياغو بينيا.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة تايوان الولایات المتحدة أن الصین
إقرأ أيضاً:
محمد مغربي يكتب: ما الفرق بين ChatGPT وDeepseek V3 الصيني؟
صحيح أننا لن نطلق رصاصاً ولن نسيطر على العالم عسكرياً، لن يكون لنا قواعد فى أى دولة ولن ندخل فى عداء مع أحد، حتى الوساطات ستكون على استحياء وفيما يخص أمننا القومى فقط، كانت تلك هى القاعدة التى وضعها ماو تسى تونغ، رئيس الصين السابق، والقائد التاريخى للحزب الشيوعى الحاكم، ومؤسس نهضة التنين الأصفر، لكن تلك القاعدة كانت تُكملها قاعدة أخرى وهى السيطرة على العالم اقتصادياً، وببساطة لن نترك دولة تهيمن على هذه السوق بالتحديد.
وبما أن قطاعات التكنولوجيا صارت هى الأكثر ربحية بحسب بيانات البنك الدولى، ومعياراً أساسياً لمدى تقدم أى دولة، تلك القاعدة أدركها الرئيس دونالد ترامب الذى تخلى عن الميادين وأوهام القوة العسكرية مقابل الدخول فى عداء علنى مع الصين، لأنها المهدد الأول لواشنطن فى هذا المجال الذى يعد الأشرس والأخطر فى السنين الماضية والمقبلة فى آن واحد.
لكن يبدو أن هذا لم يقلق الصين فى شىء، فحين ظهر من أمريكا أشهر منصات التواصل الاجتماعى مثل «فيس بوك» و«إنستجرام»، كانت بكين جاهزة بـ«تيك توك» الذى أضحى فى سنين قليلة من أقوى المنافسين، ويستخدمه مليار و800 مليون مستخدم بحسب بيانات 2024، ونتيجة هذا النجاح الساحق باتت الحرب علنية ورأينا قضايا ودعوات لحظر التطبيق فى عدة دول على رأسها أمريكا نفسها، تحت دعاوى أن التطبيق منصة لتسريب المعلومات واستخدامها بأشكال غير قانونية.
لكن مرة أخرى لم تكترث بكين بكل ذلك، وضربت بكل التهديدات عرض الحائط، لتضع موطئ قدم لها فى مستقبل العالم الجديد، وهو موطئ قدم يكون لها فيه السيادة، واستمراراً لتلك الحالة وما إن ظهر الذكاء الاصطناعى كأحدث صيحات الثورة التكنولوجية فى الألفية الثانية.
وبات الصراع لم يعد على المنصات بل على الروبوتات حتى استعدت الصين جيداً لهذا، وكعادة حلقات الحرب، بدأتها أمريكا بـ«شات جى بى تى» الذى صار الأشهر فى هذا المجال، فخلال عامين فقط صار مستخدمو هذا الروبوت خلال عامين نحو 100 مليون مستخدم أسبوعياً.
أمام هذا التحدى، ومع أول ثوانى 2025، حيث يحتفل الناس بالعام الجديد، أعلنت شركة «Deepseek» الصينية إطلاقها نموذجاً يحمل اسم «Deepseek V3» بعد أن عمل فريق من الباحثين والمهندسين الصينيين على ابتكاره وزودوه بملايين البيانات النصية، ليصبح فى النهاية نموذجاً جاهزاً للمنافسة مع شات جى بى تى، وهو ما أحدث زلزالاً فى قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى إذ إن نموذج الشركة الصينية بات مهدداً قوياً لهيمنة عرش «open AI».
زاد من هذا الزلزال أن نموذج «Deepseek V3» الذى أصبح جاهزاً للإجابة عن الأسئلة فى ثوانٍ قليلة، بجانب قدرته على ابتكار الأكواد الرياضية، تم تصميمه أساساً لمعالجة القصور فى شات جى بى تى، وما ظهر من قدراته حتى الآن هو تمكنه القوى من تحليل المدخلات النصية مثل الترميز وكتابة المقالات وغيرها، بجانب القدرة على التنبؤ بالكلمات التى يبحث عنها المستخدم قبل كتابتها.
لكن هذا ليس الفرق الوحيد بين النموذجين لأن «Deepseek V3» انفرد بشىء آخر أكثر أهمية وغير متوفر فى شات جى بى تى، وهو أنه نموذج مزوج بلغة «المندرينية» وغيرها من اللغات التى تدعم اللهجات الآسيوية، وبالتالى هو يحرم من ناحية شات جى بى تى من هذه السوق الآسيوية البالغة مليارات البشر، إذ أصبحوا غير مضطرين أن يتعاملوا بلغة غير لغتهم، كما أنه يكسب نفس السوق ليكون طريقه إلى الهيمنة على آسيا بتعدادها الهائل.
لكن المميزات كلها لا تصب فى مصلحة «Deepseek V3»، إذ إنه نموذج خضع للرقابة، بمعنى أن هناك أجزاء من التاريخ تم عدم تزويده بها عمداً، مثل أنه يرفض الإجابة عن الأسئلة السياسية الشائكة، خاصة المتعلقة بتايوان أو مظاهرات ميدان «تيانانمين» التى وقعت فى الصين 1989، وهذا عكس شات جى بى تى الذى لا يخضع لأى مراقبة وبالتالى يتيح لمستخدميه المعلومات أكثر.
وبعيداً عن المنافسات والمميزات والمقارنات تبقى الحقيقة أن الصين أحدثت زلزالها بنموذجها الجديد الذى لن تقف «open AI» أمامه عاجزة، لنصبح على عتبة فصل جديد من الصراع الطويل الذى عنوانه من يسيطر على هذا العالم.