يمانيون – متابعات
خلال الشهر الماضي، أُقيمت الاحتفالات داخل “إسرائيل” مع كل مرة تأكّد فيها خبر استشهاد أحد قادة المقاومة في لبنان وقطاع غزة. أغلبية مظاهر الاحتفال جاءت في سياق عام، بمعنى أنها خارج إطار مؤسسة السلطة، بدايةً من السيد حسن نصر الله حتى السيد هاشم صفي الدين، مروراً برئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار.

في عدد من الأماكن قام المستوطنون بتوزيع الحلوى، وفتحوا زجاجات الخمر، ورقصوا أمام المنازل وفي الميادين العامة، على اعتبار أن “جيشهم” أنجز النصر الذي وعدهم به، بعد السابع من تشرين الأول.

الإعلاميون الإسرائيليون أمام الشاشات كانوا جزءاً من حالة النشوة العامة التي انتابت الشارع الإسرائيلي، وبعضهم أعلن مغادرته معسكر المعارضين لنتنياهو إلى معسكر الموالاة، باعتبار أن الحكومة اليمينية تحت قيادته استطاعت تجاوز جميع التحديات والوصول إلى غاياتها، وأنها داست بقدميها كل الإدانات الأممية، ولم يردعها طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير الحرب غالانت، أو موقف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الرافض لاستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واتساع رقعة القتال.

يُعرّف علم النفس حالة النشوة الجماعيّة على أنها حالة نفسية من الابتهاج الغامر الذي يُفضي إلى غياب العقل عن إدراك ما حوله، لذا يعدّها البعض نوعاً من الشطح أو الشطط العقلي، ويمكن خلالها تغذية الجماعة التي تنتابها مثل تلك الحالة بأي نوع من الأساطير والأوهام، وهذا ما تسعى له الجماعات الدينية المتطرفة داخل “إسرائيل” عبر تغذية روح الانتقام وربط “الانتصار” بما يزعمونه من “وعود إلهية”، وهو أمر يشير بشكلٍ أو آخر إلى دنوّ أجل “إسرائيل” بحكم اضمحلال مساحة “العقل” فيها لمصلحة “الخرافة”.

خلال تلك الحالة اللاعقلانية، والتي يُغذّيها أنصار إيتمار بن غفير في حزب “عوتسما يهوديت” (العَظَمة اليهودية) وأنصار سموتريتش في تيار الصهيونية الدينية، فوّت المجتمع الإسرائيلي ثلاث حقائق، وهي:

الأولى: أن المقاومة اللبنانية استعادت بشكلٍ سريع روح المبادرة، واستطاعت تضميد جراحها بعد استشهاد أمينها العام ومن بعده رئيس المجلس التنفيذي، وانهمرت الصواريخ بشكل مكثف على حيفا وعكا وصفد، ووصلت إلى “تل أبيب” وعطلت مطار بن غوريون، ودفعت أكثر من مليوني إسرائيلي إلى الملاجئ، حتى إن المسيّرات التي أطلقها حزب الله وجدت طريقها إلى غرفة نوم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في منزله في مدينة قيسارية الفلسطينية المحتلة على شاطئ البحر المتوسط.

الحقيقة أن حزب الله، على رغم التحديات التي يواجهها، وأشدّها من الداخل وليس الخارج، أنجز خلال الشهر الماضي معادلة جديدة تقوم على استرداد ميزان الردع وتوجيه ضربات مؤلمة إلى العدو، تمتاز بأنها متتالية وواسعة النطاق ولا يعلوها سقف، وهو ما أطلق عليه الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، في خطبته الثالثة منذ اغتيال الشهيد الأسمى السيد حسن، معادلة “إيلام العدو”.

في السياق نفسه لم تُفلح جميع محاولات التوغّل التي نفذتها قوات الاحتلال في جنوبي لبنان، ولم تتمكن أي مجموعة عسكرية إسرائيلية من السيطرة على أي موقع في أي بلدة دخلتها، إذ اعتمدت المقاومة أسلوب الكمائن، ونجحت أكثر من مرة في استدراج جنود الاحتلال وضباطه وتكبيدهم الخسائر، ثمّ إرغامهم على التراجُع، وكانت النتيجة بعد قرابة شهر أن المقاومة أفشلت خطة نتنياهو في اجتياح القرى الجنوبية وأدخلت قواته في معارك استنزاف طويلة، وبات من المألوف للإعلام العبري أن ينقل أخباراً عن المروحيات الإسرائيلية وهي تعود بالقتلى والمصابين إلى المستشفيات.

الحقيقة الثانية: تتعلق بقطاع غزة، وبالشهيد السنوار. ففي غمرة “الابتهاج الإسرائيلي” تم إغفال أن اغتيال زعيم حركة حماس، والعقل المدبر لعملية طوفان الأقصى، لم يتم إلا بعد مرور عام كامل على بداية الحرب، وأن قوات الاحتلال حتى اللحظة لا تزال عاجزة عن استرداد الأسرى الإسرائيليين أو القضاء على المقاومة واستئصال شأفتها، كما كانت الوعود عند انطلاق العمليات العسكرية الإسرائيلية، بل إنّ الكمائن المحكمة ضد القوات الهندسية الإسرائيلية في جباليا، واستهداف دبابة “ميركافا” بقذيفة “تاندوم”، وتفجير جرافتين عسكريتين بعبوات “شواظ”، وقتل قائد اللواء 401، وإطلاق الصواريخ في اتجاه “سديروت”.. هي جميعها عمليات لم تتم إلا بعد استشهاد السنوار.

بالإضافة إلى ذلك، فإن ظروف استشهاد السنوار ذاتها لا تشير إلى أي نوع من المهارة الإسرائيلية، فالرجل تم استهدافه صدفة ضمن عملية لم تكن مخطَّطة بشكل مسبق. وعلى رغم ذلك فإن هناك من يُصرّ داخل “إسرائيل” على أن هذا الإنجاز العشوائي يكشف قدرة استخبارية بارعة! كما أن الفيديو الذي نشره الناطق باسم جيش الاحتلال للحظات الأخيرة في حياة السنوار ساهم من حيث لا تدرك “إسرائيل” في تحويل زعيم حماس إلى أسطورة حقيقية، فالشبان العرب باتوا اليوم ينظرون إلى السنوار باعتباره رجلاً قاتَلَ إلى الرمق الأخير، حتى آخر قطرة من دمه، فحتى وهو مُصاب بجروح خطيرة في يده، ويجلس وحيداً في بناية تعرضت للقصف، يتمالك نفسه ليلقي باليد الأخرى عصاً نحو طائرة من دون طيّار تابعة لجيش الاحتلال.

الفيديو القصير الذي تم نشره في “إسرائيل” للتشفّي والشماتة بمهندس أكبر عملية زلزلت الكيان الإسرائيلي خلال العقود الماضية، أدّى رسالة عكسية على المستوى العربي، فما سيبقى محفوراً في ذاكرة كثيرين من الأطفال العرب، هو صورة البطل الذي ناضلَ ضد الصهيونية، واستشهد بثباتٍ وعزم. وهذا ما سيحرّض أجيالاً جديدة داخل فلسطين وخارجها على أن تحذو حذوه، وتعيش بأسلوبه، فتنتهي حياتها بتلك الصورة المشرّفة. ولعلّ إليئور ليفي، محلل أخبار فلسطين في قناة “كان”، كان من القلائل داخل “إسرائيل” الذين انتبهوا لتلك المفارقة محذراً من عواقب الغطرسة الإسرائيلية.

الحقيقة الثالثة: أن التهوّر الإسرائيلي واندفاع قادة الاحتلال إلى اتخاذ قرارات متتالية باستهداف أبرز قيادات المقاومة سواء في إيران أو لبنان أو فلسطين، والتلويح بإمكان استهداف رموز أخرى فيما تبقى من الساحات، تجعل محور المقاومة برمته أمام تهديد وجودي، فثمة وعي عام اليوم بأن الحكومة الصهيونية تعمل وفق رؤية أميركية تستهدف إنهاء وجود المحور الذي ظهر إلى النور في عام 1979 مع نجاح الثورة الإيرانية، التي من يومها الأول حملت على عاتقها مهمة التصدي للهيمنة الغربية، والسعي لتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وكان محور المقاومة اشتد عوده بالفعل خلال الأعوام القليلة الفائتة، وكثر عدد الساحات التي تعلن انحيازها إلى النضال ضد واشنطن و”تل أبيب”، وهو ما أنار المصابيح الحمراء لدى الإدارة الأمريكية، وجعلها أهم داعم لجيش الاحتلال في معاركه الدائرة على مدار العام المنصرم، ولا شك في أن حكومة نتنياهو تدرك الأهداف الأميركية وتسعى لتحقيقها عبر استهداف قادة المقاومة، وضرب معنويات جمهور المحور في الآن ذاته، ليتشكل موقف داخلي مناهض لخيارات المقاومة في بيروت ودمشق وصنعاء وطهران.. لكن هيهات.

ما لا يرصده مهندسو السياسة الخارجية الأمريكية أن سياسة “إسرائيل” الطائشة والرعناء ستجعل عواصم المقاومة أمام تحدِّ وجودي: “أن تكون أو لا تكون”، وستجبر أنصار “النهج الوسطي” على التراجع إلى الخلف، وسيتقدم القابضون على الزناد إلى الأمام، لأن لا خيار سوى المواجهة، ولعلّ ذلك ما قصده وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الصيف الماضي، حين نبه لقدرة إيران على إنتاج مواد انشطارية بهدف صنع قنبلة نووية خلال أسبوع أو إثنين، كما دفع ديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، إلى القول: “إذا لم يكن محور المقاومة فعالاً، فإن الردع النووي قد يكون الخيار الوحيد”.

تتمادى “إسرائيل” في سياساتها الوحشية، ضاربة بعُرض الحائط كل المواثيق الإنسانية، وتكشف عن وجه سافر من التحدي لخصومها، لكن ثمة حقائق تتشكل على الأرض، جميعها في غير مصلحتها، فالمقاومة اللبنانية تسترد عافيتها، والحركات المسلحة في غزة لا تزال تقاتل على رغم التحديات غير المسبوقة، ومحور المقاومة، في كل ساحاته، بات مستنفراً إلى أقصى درجة، لأنه لم يعد هناك خيار آخر سوى المواجهة المفتوحة، والتي لا تلتزم الأسقف ولا تعرفها.

———————————————-
– موقع الميادين/ السيد شبل

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

ما هي وحدة نيلي التي تأسست بعد 7 أكتوبر.. تفاخرت بإنجازات كاذبة

بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى، عمل جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" على تشيكل وحدة "حباك نيلي"، بهدف تصفية اغتيال جميع عناصر المقاومة الفلسطينية الذين شاركوا في عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

ورغم الضجة التي أثيرت حول الوحدة منذ بدء حرب الإبادة، إلا أنها لم تفشل فقط في القضاء على العديد من أبرز قيادات وعناصر المقاومة، بل أنها نسبت لنفسها "إنجازات" غير حقيقية تكشفت خلال الأيام التالية من التوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

أصل التسمية 
تتكون اسم الوحدة بالعبرية من كلمتين، ولكل جزء منها معنى محدّدا فكلمة "حباك" هي اختصار لعبارة "غرفة القيادة المتقدّمة"، وهي تسمية تعود لحرب السادس تشرين الأول/ أكتوبر 1973، أما "نيلي" فهي اختصار لما ورد في التوراة "نصر إسرائيل لا يكذب" ضمن "سفر صموئيل".

وفي أعقاب حرب 1973 والإخفاق الاستخباراتي الذي تسبّب بالفشل العسكري الكبير في تلك الحرب، وفي أعقاب توصيات "لجنة أغرانات" التي حقّقت في هذا "القصور" والتي كان من بين أهمها إعادة صياغة وتعريف العلاقة من جديد بين المستويين العسكري والأمني والمستوى السياسي.

وفي ذلك الوقت تم إنشاء ما يُعرف بـالـ "حباك" لأول مرة وببصلاحيات واسعة في اتخاذ القرار وفقا لمعطيات الميدان ودون العودة إلى القيادة العليا سواء السياسية أو العسكرية والأمنية، للحصول على موافقة قرارات عسكرية، بحسب ما ذكر "المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية - مدار".

 وهذه الصلاحيات منحت الوحدة سلطة مختلفة عن القوى الأخرى العاملة في الميدان، كمنا أن تسمية "نيلي" ترجع أيضا إلى منظمة التجسّس اليهودية التي أُقيمت خلال الحرب العالمية الأولى في فلسطين، والتي كانت مهمتها التجسّس على الدولة العثمانية لصالح القوات البريطانية من أجل الحصول على مكاسب سياسية لليهود خلال، إلى جانب تهريب الأموال لصالح اقتصاد المستوطنات والتي بدأت في التكون.

وقال موقع "والا": إنه "ليس من قبيل الصدفة أن يحمل الاسم المركّب لهذه الوحدة هذه الدلالات، فالهدف منها واضح: جمع المعلومات الاستخباراتية عن كل المشاركين في هجوم السابع من أكتوبر، ومن ثم القيام بتصفيتهم واغتيالهم فرداً فرداً- بعد أن حصلت بشكل ضمني على تفويضٍ كامل- بدون الحاجة للعودة إلى المستويات القيادية".

יחידת ניל"י - הנה עוד ועוזריהם https://t.co/OXUiOy4Aa6 — ???????? Soul Assassins אלמוג סארון ???????? (@Alm0gSAr0n) November 15, 2023
وأضاف الموقع أن للوحدة "طاقم قيادي متقدّم، ويعمل بشكل منفرد عن بقية الوحدات في "الشاباك" لتنفيذ المهام الموكلة إليها، ودون الالتزام بإطار زمني محدد.

فشل متكرر
رغم المشاهد الواسعة لتواجد عناصر وقيادة كتائب القسام وظهور العديد من عناصر وحدات "النخبة" و"الظل" وغيرها، التي تكشفت خلال عمليات الإفراج عن الأسرى، ورغم أن الاحتلال أعلن مرارا القضاء عليها، إلا أن فشل الوحدة الجديدة تمثل بإعلانها بيانات كاذبة أو غير دقيقة".

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، بفشله في اغتيال قائد كتيبة الشاطئ التابعة لكتائب القسام هيثم الحواجري الذي كان أعلن أنه اغتاله في كانون الأول/ ديسمبر 2023.

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
جاء ذلك في بيان للمتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" و"القناة 12" الإسرائيلية الخاصة.

وقال هاغاري إنه في 3 كانون الأول/ ديسمبر 2023، تعرض هيثم الحواجري، قائد كتيبة الشاطئ التابعة لحركة حماس، لهجوم.

و"بعد الهجوم، قرر جهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش الإسرائيلي بدرجة عالية من الاحتمال أنه تم القضاء عليه، وأصدر الجيش الإسرائيلي بيانا حول الموضوع"، وفق هاغاري.

وأضاف: "يظهر الفحص الإضافي أن الدليل الاستخباراتي الذي اعتمد عليه الشاباك والمخابرات العسكرية والقيادة الجنوبية كان غير صحيح"، مشيرا إلى أن الحواجري لم يتم القضاء عليه في الهجوم.

والسبت، ظهر الحواجري، وهو يسلم الأسير الإسرائيلي كيث سيغال إلى الصليب الأحمر، رغم أن "إسرائيل" كانت قد أعلنت سابقا عن اغتياله.

وفي 22 كانون الثاني/ يناير الماضي ظهر حسين فياض، وهو قائد كتيبة بيت حانون في كتائب القسام في مقطع فيديو بعد 8 أشهر من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتياله في شمال قطاع غزة.

ظهر قائد كـتيبة بيت حانون التابعة لحركة حــمــاس، حسين فياض، هذا الصباح، في بيت حانون، وذلك وفق ما أكدته وسائل إعلام عبرية.

▪️وكان جيش الاحــتلال الإسرائيلي، قد أعلن في وقت سابق اغتــياله في شهر مايو الماضي، في إدعاء هو الثاني من نوعه، بعد زعمه اغتــيال مقاومٍ آخر ليتبينَ فيما… pic.twitter.com/kFPYzN4i47 — عربي21 (@Arabi21News) January 22, 2025
وتضمّن الفيديو لقطات لفياض خلال لقائه مع مواطنين بقطاع غزة، وسط مشاهد الدمار الذي خلّفته الإبادة الإسرائيلية في القطاع.

وتحدث القيادي عن الحرب، مشيرا إلى الخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي وفشله في هزيمة غزة، مؤكدا أن الاحتلال لم يحقق أهدافه التي أعلنها، ما يظهر فشله الاستراتيجي.

وفي أيار/ مايو الماضي ادعى جيش الاحتلال أنه تمكن من اغتيال فياض بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، وأوضح في حينه أن "فياض كان مسؤولا عن الكثير من عمليات إطلاق القذائف المضادة للدروع نحو إسرائيل خلال الحرب وعن الكثير من عمليات إطلاق قذائف الهاون نحو بلدات شمال غلاف غزة".

وفي أيلول/ سبتمبر 2024، أعلن متحدث باسم جيش الاحتلال نجاح جهاز "الشاباك" في عملية مشتركة مع الجيش في التوصل لمحمود حمدان الذي يقود كتيبة تل السلطان في كتائب القسام ومعه قيادة الكتيبة وتصفيتهم.

حركة حـماس تنعى الشــهيد "محمود حمدان"، قائد كتيبة تل السلطان في #رفح، الذي ارتقى في الاشتباك مع جيش الاحـتلال في حي تل السلطان، رفقة زعيم الحركة "يحيــى الســنوار".#عربي21 pic.twitter.com/kfnPJdCjQM — عربي21 (@Arabi21News) October 18, 2024
واحتفى الاحتلال بهذا المنجز، معتبرا أن اغتيال حمدان ورفاقه هو ضربة لعمل الكتيبة بشكل كامل، لكن حركة حماس التي ينتمي إليها حمدان لم تعلق على ادعاءات جيش الاحتلال في حينه.

وبعد ذلك بشهر تقريبا، أصدرت حماس بيانا تنعى فيه حمدان الذي أكدت أنه استشهد برفقة رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار في معركته الأخيرة في حل تل السلطان في رفح.

وعددت الحركة حينها مناقبه في الجناح العسكري للحركة كتائب القسام أي أنه لم يستشهد قبل أكثر من شهر كما ادعى جيش الاحتلال.

وفي وقت سابق ظهر أحد أبرز أعضاء المجلس العسكري العام لكتائب القسام وقائد لواء غزة عز الدين الحداد في برنامج "ما خفي أعظم" في إشارة إلى فشل الاحتلال في اغتياله طيلة الحرب التي امتدت 15 شهرا.

بكل فخر واعتزاز، ألقى القائد المجاهد عز الدين الحداد، عضو المجلس العسكري لكتائب القسام، التحية العسكرية لشعبنا الفلسطيني. pic.twitter.com/PxkjrUQ9pk — د. هاني الدالي #غزة ???????? (@DrHaniAlDali) January 24, 2025
عرف عن الحداد وكنيته "أبو صهيب"، أنه كان يشغل منصب قائد لواء مدينة غزة قبل انطلاق الحرب الحالية، وهو عضو بارز في المجلس العسكري المُصَغَّر لكتائب القسام، ويعتبر أحد الشخصيات المركزية في حركة حماس بشكل عام. 

وتعمل تحت قيادة "الشبح" ست كتائب على الأقل، ومن ضمنها كتيبة النخبة المسؤولة عن الاقتحام الأول للمستوطنات المحيطة بقطاع غزة صباح 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وسبق أن نجا من عدة محاولات اغتيال، بما في ذلك واحدة خلال شهور حرب الإبادة الأولى.

وخلال خدمته، عمل الحداد كحلقة وصل مهمة بين مختلف قادة "حماس"، وشارك في تخطيط وتنفيذ العديد من العمليات العسكرية، ونشأ "من الأسفل" في لواء غزة وشغل منصب قائد سرية وقائد كتيبة، وأخيرا تم تعيينه قائدا للواء.

وعلى مدار 15 شهرا من الحرب والإبادة، كانت المنظومة الأمنية والسياسية للاحتلال تتحدث عن تفكيك كتائب الذراع العسكرية لحركة حماس البالغة 24 كتيبة، وتحولها من كتائب نظامية إلى مجموعات عشوائية تعمل بشكل منفرد وهو ما كذبته المراسم المتعلقة بعمليات تسليم الأسرى منذ اليوم الأول.

قديمة جديدة 
تعد" وحدة "نيلي" جديدة من حيث التأسيس، إلّا إنها تعكس سياسة قديمة ومستمرّة وصفة ملازمة للعقلية الإسرائيلية في الانتقام و"إغلاق الحساب"، كما هو معروف في القاموس العسكري الإسرائيلي ضد كل فلسطيني أو عربي يُشارك في عمليات ضدّها.

وأكد مركز "مدار" أن هذه "سياسة تمأسست عبر المحطّات التاريخية المختلفة وأخذت أشكالا متعدّدة، كان أبرزها عملية "غضب الرب" التي أطلقتها رئيسة الحكومة الإسرائيلية غولدا مائير ضد منظمة أيلول الأسود في أعقاب عملية ميونيخ في العام  1972، والتي استمرّت لسنوات طويلة في كل أنحاء العالم وتضمنّت عمليات مطاردة واغتيال لعشرات من قيادات وأعضاء المنظمة والمشاركين في تلك العملية نفذها جهاز "الموساد" انتهت مطلع ثمانينيات القرن الماضي".

وأضاف المركز "لا يُمكن فصل استحداث هذه الوحدة عن الجهد الإسرائيلي الدعائي (الهسبراه) الساعي للانفراد في رواية أحداث صبيحة السابع من أكتوبر؛ إذ أن عقلية الانتقام مدفوعة أيضا بسعي محموم لاحتكار "رواية" الهجوم للعالم الغربي تحديدا، بما يُمكّنها من الاستمرار في عملية نزع الشرعية والإنسانية عن الفلسطينيين لتبرير عمليات القتل والإبادة الجماعية في حربها على قطاع غزة، والتي يتم ارتكابها بحجّة الدفاع عن النفس في ظل شرعية وغطاء دولي واضح".

مقالات مشابهة

  • لبنان.. نداء لمسيرة “أحد العودة – 2” دعما لتحرير القرى المحتلة من قبل إسرائيل
  • ما هي وحدة نيلي التي تأسست بعد 7 أكتوبر.. تفاخرت بإنجازات كاذبة
  • “قبور للأحياء”: الحالة الصحية التي يخرج بها المعتقلون الفلسطينيون من سجون إسرائيل تعكس تعذيبًا وتجويعًا ممنهجًا
  • استولت عليها المقاومة في 7 أكتوبر .. مركبات للاحتلال تستخدم لنقل الأسرى / شاهد
  • الجديد: منظومة “أيسر” ستخفض المرتبات إلى أقل من 60 مليار دينار لكنها تواجه عراقيل
  • “الأونروا” تحذر من عواقب قانوني الاحتلال الإسرائيلي وتؤكد استمرار خدماتها
  • عدو “إسرائيل” الأول يترجل عن جواده.. القائد محمد الضيف شهيداً
  • أسمته “إسرائيل” رجل الموت.. من هو محمد الضّيف مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني؟ (تفاصيل + فيديو)
  • “السلاح الإسرائيلي” الذي أظهرته القسام أثناء تسليمها رهينة بجباليا..!
  • من مخيم جباليا لمنزل “السنوار”.. رسائل “وجع” في خاصرة العدو الصهيوني