أموال نتنياهو ورشاويه كابوس يؤرقه ويدفعه للاستمرار في الحرب
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
يعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أغنى السياسيين في إسرائيل، وقد صنفته مجلة فوربس كرابع أغنى سياسي في إسرائيل عام 2019 وفق ما ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وتقدر بعض المصادر غير المؤكدة بأن ثروة نتنياهو تصل إلى 80 مليون دولار، بينما ترى مصادر أخرى أنها تصل إلى 50 مليون شيكل (14 مليون دولار) وفقا لصحيفتي "تايمز أوف إسرائيل" و"هآرتس".
ويملك نتنياهو عقارات في القدس وقيسارية ويُقال إنه يملك عقارات أخرى في كاليفورنيا ونيويورك. وكانت ممتلكات نتنياهو العقارية موضع جدل كبير، واتهمه العديد من المنتقدين باستغلال منصبه لإثراء نفسه وأسرته، وهو ما قد يؤدي به للسجن في نهاية المطاف، ولعل هذا هو أعمق مخاوفه، والكابوس الذي يؤرقه.
والمشكلة الأساسية التي يواجهها نتنياهو هي أنه عندما يترك منصبه، فمن المرجح أن يذهب إلى السجن. فهو متهم بالفساد وخيانة الثقة وتلقي الرشاوي، ولا أحد يعتقد حقًا أنه بريء. والسبب الوحيد لعدم سجنه هو أنه يشغل حاليا منصب رئيس الوزراء والبلاد في حالة حرب، وفق ما ذكر غوتام موكوندا الكاتب والباحث في مركز القيادة العامة بكلية هارفارد كينيدي في مقالة مطولة له بمجلة فوربس.
نتنياهو ونابليون والمقامرة من أجل البعثوحسب موكوندا، فإن أفضل مثال تاريخي يصف حال نتنياهو حاليا هو نابليون بونابارت في آخر أيامه. ففي مواجهة الجيوش المشتركة للنمسا وبيلاروسيا وروسيا والمملكة المتحدة، والتي كانت جميعها تهدف إلى الإطاحة به كهدف أساسي للحرب، واصل نابليون القتال حتى بعد أن تأكدت هزيمته تقريبا.
ولعل نابليون كان أعظم عبقرية عسكرية عرفها التاريخ، وكانت هذه المعارك الأخيرة من بين أعظم ضرباته العسكرية. ولكنه خسر رغم ذلك، ولقي عشرات الآلاف من الجنود الفرنسيين والأوروبيين حتفهم دون أي سبب آخر غير تمديد قبضته على السلطة لبضعة أسابيع، وتأجيل النهاية المحتومة وهي السجن والمنفى.
ونفس الشيء يتكرر اليوم، يموت آلاف الفلسطينيين واليهود، ويشرد الناس من بيوتهم وسط الدمع والدم، لكن لا شيء يوقف نتنياهو، لسبب بسيط جدا وهو أنه يعرف أن السجن في انتظاره، وأن كل شيء سوف يتغير في اليوم الذي تنتهي فيه الحرب على غزة.
وهذا ليس مجرد قلق نظري بالنسبة لنتنياهو، فهناك أمثلة سابقة فقد سُجِن رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت في عام 2016 بتهمة الفساد. وأدين الرئيس السابق موشيه كاتساف بتهمة الاغتصاب في عام 2011 وقضى 5 سنوات في السجن.
وبالنسبة لنتنياهو، فإن استمرار الحرب هو المقامرة الوحيدة الممكنة، وهذا السبب في أن الضغوط عليه من جميع الجهات لا تحدث تأثيرا.
تهم الفساد التي تقض مضجع "ملك إسرائيل"يطيب لنتنياهو أن يسمي نفسه بـ"ملك إسرائيل"، ولكنه ملك في قفص الاتهام، فقد وجهت له 3 اتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة. وتُعرف القضايا المعنية بالأرقام 1000 و2000 و4 آلاف وفق ما ذكرت شبكة "بي بي سي" البريطانية.
1- القضية رقم 1000
بتهمتي الاحتيال وخيانة الثقة
وتتعلق هذه القضية بعلاقة نتنياهو مع رجلي الأعمال أرنون ميلشان، وهو منتج أفلام إسرائيلي في هوليود، ومع الملياردير الأسترالي جيمس باكر.
وفي وثيقة تلخص لائحة الاتهام، قال المدعي العام الإسرائيلي أفيخاي ماندلبليت إن نتنياهو وزوجته سارة تلقيا سلعا مختلفة من رجلي الأعمال، "خاصة صناديق السيجار وصناديق الشمبانيا".
وأكد المدعي العام أن هذه البضائع كانت تُسلم بشكل مستمر، "بحيث أصبحت بمثابة قناة إمداد"، وبلغت قيمتها نحو 700 ألف شيكل (198 ألف دولار)، وفي مقابل هذه الهدايا الباذخة قال المدعي العام إن نتنياهو تصرف لصالح الرجلين وسهل عملهما في البلاد بين عامي 2011 و2016.
من جهته، أصر نتنياهو على أن هذه الهدايا كانت مجرد رموز للصداقة وأنه لم يتصرف بشكل "غير لائق" في مقابلها.
2- القضية رقم 2000
بتهمتي الاحتيال وخيانة الثقة
وتتعلق هذه القضية باجتماعات عقدها نتنياهو مع أرنون موزيس، وهو رجل أعمال ومساهم مهيمن في مجموعة يديعوت أحرونوت الإعلامية.
واتهم المدعي العام الرجلين بالتآمر وعقد سلسلة من الاجتماعات لتعزيز مصالحهما المشتركة بحيث تتم تغطية أخبار نتنياهو بشكل مميز في الصحيفة، وفي المقابل يقوم نتنياهو بفرض قيود على صحيفة منافسة وهي "إسرائيل اليوم".
وفي الوقت الذي تمت فيه سلسلة الاجتماعات بين الرجلين كان يجري النظر في مشروع قانون من شأنه أن يحد من توزيع إسرائيل اليوم.
3- القضية رقم 4000
بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة
وتتعلق هذه القضية بما وصفه النائب العام بـ"الاتفاق المتبادل" الذي تم التوصل إليه بين نتنياهو -الذي شغل أيضا منصب وزير الاتصالات من عام 2014 إلى عام 2017- وشاؤول إيلوفيتش، المساهم المسيطر في شركة "بيزك" أكبر شركة اتصالات في إسرائيل، والتي تمتلك موقع "والا الإخباري".
وبموجب الترتيب المزعوم، مارس إيلوفيتش وزوجته إيريس "ضغوطا كبيرة ومستمرة" على المدير العام لموقع "والا" لتغيير تغطيته بما يتماشى مع مطالب ومصالح نتنياهو وعائلته.
وفي المقابل، قال المدعي العام أن نتنياهو "استخدم سلطاته وصلاحياته كموظف عام لخدمة إيلوفيتش ومصالحه الاقتصادية، واتخذ إجراءات محددة عززت مصالح تجارية لإيلوفيتش ذات قيمة مالية كبيرة".
وجه المدعي العام إلى السيد إيلوفيتش وزوجته تهم الرشوة وعرقلة العدالة.
ونفى نتنياهو وإيلوفيتش وزوجته ارتكاب أي مخالفات.
هذه هي القضايا الثلاث التي تنظرها المحاكم، فإذا أضفنا إليها تهم التقصير وعدم حماية إسرائيل يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول ستكتمل الصورة، ونفهم هذا الإصرار على مواصلة حرب يؤكد قادة جيشه أنه لا طائل منها بل إنها تدمر صورة إسرائيل أمام العالم.
أموال نتنياهو وعقاراتهوبالعودة إلى أموال نتنياهو. فبالإضافة إلى ثروته المالية، فإنه يملك فيلا فخمة في قيسارية (قصفها حزب الله مؤخرا)، كما يمتلك نتنياهو نصف منزل والديه في شارع بايونير في القدس، وتمتلك عائلته شقة دوبلكس بنتهاوس في شارع غزة في القدس.
ويُقدر أن القيمة الإجمالية لهذه الأصول العقارية الثلاثة بين 35 و40 مليون شيكل (10.1 و11.6 مليون دولار). وبالإضافة إلى ذلك، يمتلك نتنياهو محفظة أسهم لا يعرف الجمهور قيمتها، لكن التقديرات تشير إلى أنها تساوي مبلغا كبيرا من المال وفق ما ذكرت منصة "واي نت نيوز".
ومن المعروف أيضا أن نتنياهو اشترى أسهما بقيمة 600 ألف دولار في شركة للصلب مملوكة جزئيا لابن عمه ناثان ميليكوفسكي. وفي مارس/آذار 2019، أُعلن أن نتنياهو باع هذه الأسهم مقابل 4.3 ملايين دولار، أي 7 أضعاف سعر الشراء.
ويحصل نتنياهو أيضا على راتب شهري يبلغ نحو 56 ألف شيكل (حوالي 16 ألف دولار) مقابل منصبه كرئيس للوزراء.
إن جميع نفقات نتنياهو -بما في ذلك الإقامة الرسمية، والاتصالات، والصيانة، والغذاء، والكهرباء، والمياه- تدفعها الدولة.
وبلغت تكاليف صيانة المقرين الرسمي والخاص لرئيس الوزراء 2 مليون شيكل (550 ألف دولار) لعام 2023، وهو رقم لا يشمل تكاليف الأمن والبناء وغيرها من التكاليف الرئيسية، وفقًا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وشمل الرقم 1.4 مليون شيكل (380 ألف دولار) لموظفي الخدمة في المقر الرسمي في القدس، و65 ألف شيكل (18 ألف دولار) للبستنة، و11 ألف شيكل (3 آلاف دولار) لأدوات المطبخ، بالإضافة إلى الأموال التي أنفقت على توصيل الطعام وخدمات الإنترنت.
وتم دفع مبلغ 22 ألف شيكل (6 آلاف دولار أميركي) لصيانة المسبح في مقر إقامة رئيس الوزراء الخاص في قيسارية، كما تم استخدام مبلغ 35 ألف شيكل (9 آلاف و600 دولار) كمبالغ نقدية صغيرة ومصاريف خاصة.
وبعد عودته إلى منصبه كرئيس للوزراء في نهاية عام 2022، أصبح مقر إقامة نتنياهو الخاص في شارع غزة في القدس مؤقتا مقر الإقامة الرسمي بينما تجري أعمال التجديد في مقر الإقامة الحكومي في شارع بلفور.
وكثيرا ما تعرض رئيس الوزراء لانتقادات بسبب ما يُنظر إليه على أنه إنفاق مفرط على أسلوب حياة مترف.
وتواجه زوجته سارة اتهامات بالعيش بإسراف، وقد وجدت تقارير مراقب الدولة أنها حاولت مرارا وتكرارا الحصول على تمويل لإقامة الزوجين الخاصة، بما في ذلك حالة واحدة عندما اشترت أثاثا، للإقامة الرسمية في القدس، ثم نقلته إلى فيلا العائلة في قيسارية، في حين تم نقل الأثاث القديم من قيسارية إلى مقر الإقامة الرسمي في القدس.
في غضون ذلك، قالت إدارة حرية المعلومات في مكتب رئيس الوزراء، إن الدولة دفعت 21.5 مليون شيكل (5.9 ملايين دولار) لنفقات الأمن لابني نتنياهو البالغين يائير وأفنير بين عامي 2018 و2023. وبلغت تكلفة الأمن لزوجة نتنياهو سارة 10.65 ملايين شيكل (2.9 مليون دولار) في فترة السنوات الخمس المذكورة.
وأخيرا، وحسب وكالة "أسوشيتد برس" وبينما كان نتنياهو يواجه المحاكمة في عام 2020 بتهم قبول هدايا ورشاوي من أصدقاء أثرياء، فإن هذا لم يمنعه من السعي للحصول على هدية أخرى قيمتها نحو 3 ملايين دولار من صديق ثري هو سبنسر بارتريش، قطب العقارات المقيم في ميشيغان الأميركية، ولكن هذه المرة ليست له ولكن لدفع تكاليف المحامي الذي يدافع عنه في المحكمة ضد التهم الموجهة إليه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المدعی العام رئیس الوزراء ملیون دولار ملیون شیکل ألف دولار فی القدس ألف شیکل فی شارع وفق ما
إقرأ أيضاً:
محللون: نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب لكن قد يحل مشكلة المساعدات
يستبعد محللون التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار قريب في قطاع غزة، ويرون أن إسرائيل قد تتساهل في إدخال المساعدات الإنسانية للسكان، حتى تخفف من الضغوط الدولية المتزايدة بشأن هذا الملف.
فقد تحدث رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن جهود تبذلها بلاده مع الولايات المتحدة ومصر من أجل التوصل لاتفاق جديد، لكنه اتهم الجانب الإسرائيلي بعرقلة محاولات سابقة.
كما تحدثت واشنطن عن جهود قد تفضي لاتفاق تبادل أسرى جديد، ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن الرئيس دونالد ترامب ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار.
وفي حين قال المسؤولون إن الإدارة الأميركية راغبة في عمل محاولة أخرى لتحقيق اختراق في ملف غزة الأسبوع، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مباحثات محتملة هذا الأسبوع.
خلاف في إسرائيل
لكن أكسيوس نقل أيضا أن نتنياهو "متردد في التوصل لاتفاق ينهي الحرب"، في حين شهد اجتماع المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر (الكابينت) الأخير مشادات وصلت إلى حد الشجار بسبب الخلاف حول إدارة الحرب وإمكانية التوصل لصفقة.
ويرى المسؤول السابق في الخارجية الأميركية توماس ووريك، أن ثمة ما يدعو للتفاؤل على نحو أكبر مما كان قبل أسابيع، لكنه توقع أن يستغرق التوصل لاتفاق جديد أشهرا وليس أياما.
إعلانوخلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"، قال ووريك إن البيانات التي صدرت مؤخرا عن بعض الأطراف ساعدت القطريين على تقديم مقترح جديد قد يكون مقبولا، بيد أنه لا يتوقع التوصل لاتفاق قبل زيارة ترامب المقررة لمنطقة الخليج الشهر المقبل، على الأقل.
نزع سلاح حماسوالسبب في عدم إمكانية التوصل لاتفاق قريب -برأي ووريك- هو أن إسرائيل لن تقبل بأي صفقة لا تتضمن تخلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن سلاحها، لأن هذا يعني أنها عازمة على شن هجوم آخر على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
لذلك، يرى المتحدث أن التوصل لاتفاق "لن يكون سهلا أبدا في ظل تمسك حماس بسلاحها، وهو ما يمكن تلمسه في حديث بعض القادة الفلسطينيين الذين طالبوا الحركة بنزع الذرائع من يد إسرائيل.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحدث أمس الأربعاء عن ضرورة إعادة الإسرائيليين المتبقين في غزة حتى لا تجد إسرائيل ذريعة لمواصلة حربها على القطاع.
لكن هذه الدعوة برأي المحلل السياسي الدكتور أحمد الحيلة، تعني مطالبة حماس بفعل ما فعلته حركة فتح قبل 35 عاما عندما تخلت عن كل شيء لنزع الذرائع من إسرائيل ثم لم تقدم الأخيرة لها شيئا بل أيضا بسطت سيطرتها على الضفة الغربية، ناهيك عن أن نزع الذرائع "لا بد أن يكون على أساس الندية وليس الاستسلام".
كما أن الحديث عن التوصل لصفقة بعد شهور يعني وقوع كارثة إنسانية في غزة، فضلا عن أنه يتعارض مع التفاؤل الحذر الذي أثارته زيارة الشيخ محمد بن عبد الرحمن لواشنطن هذا الأسبوع، كما يقول الحيلة.
وينطلق هذا الحذر -برأي المحلل السياسي- من أن نتنياهو يسعى دائما لإفشال الاتفاقات أو التنصل منها، غير أن زيارة المسؤول القطري للولايات المتحدة في غاية الأهمية لأنها حملت تصورا ما لإقناع الأميركيين بأن الوضع في غزة وصل لحافة الهاوية.
إعلانويبدو -برأي الحلية- أن الزيارة التي قام بها وفد من حماس لأنقرة مؤخرا لعبت أيضا دورا في لفت نظر الأميركيين -من خلال تركيا- إلى أنه من غير المقبول أن يستمر قتل الفلسطينيين من أجل مصالح نتنياهو السياسية.
وتعني هذه المقدمات -وفق المحلل السياسي- أن كل المتداخلين في الأزمة استأنفوا الضغط على واشنطن لأنها الوحيدة القادرة على دفع إسرائيل نحو التوصل لاتفاق.
إسرائيل لن تقبل هدنة طويلة
والأهم من هذا، أن حماس قدمت طرحا خلّاقا بحديثها عن استعدادها لقبول هدنة طويلة الأمد لأن هذا الطرح ينفي مزاعم إسرائيل التي تقول إنها تعيش تحت تهديد دائم من الفلسطينيين، برأي الحيلة، الذي يعتقد أن نتنياهو يحاول إدارة الصراع بدل إنهائه بعدما فشل في إنهاء الوجود الفلسطيني خلال الشهور الـ18 الماضية.
ومع ذلك، لا يعتقد ووريك أن ما طرحته حماس قد يمثل حلا للأزمة لأن إسرائيل من وجهة نظره لن تقبل ببقاء حماس بأي حال من الأحوال، هذا إلى جانب أن الولايات المتحدة لم تبدأ نقاشا جديا بشأن وقف هذه الحرب، ولا تفعل الصواب إلا بعد استنفاد كافة السبل الأخرى، برأيه.
واتفق الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى مع حديث ووريك، بقوله إن معارضة إسرائيل قبل حكومتها سترفض أي هدنة لأن هذا الأمر بالنسبة للإسرائيليين عموما يعني منح الحركة فرصة لإعادة بناء نفسها وشن حرب جديدة.
وعلى هذا الأساس، فإن نتنياهو لن يقبل بهذه الهدنة الطويلة أبدا، لكنه سيحاول -برأي مصطفى- الاستمرار في الحرب بشكل حذر، فضلا عن أنه ربما يحل المشكلة الإنسانية قريبا لأنه يعرف أن التجويع محدود بسقف زمني.
ولأن فكرة وقف الحرب تتعارض مع مصالحه السياسية ومشروعه الأيديولوجي وأهدافه التي أعلنها في أول الحرب، سيحاول نتنياهو التوصل لصفقات جزئية تعيد له مزيدا من الأسرى الأحياء حتى لو كان الثمن إبقاء الجيش في غزة لسنوات مقبلة.
إعلانوإلى جانب ذلك، فإن نتنياهو -كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي- يحاول جعل ملف غزة حدثا عاديا في إسرائيل كما هي الحال في الضفة الغربية، بدليل أنه لم يعد يبحث إدخال المساعدات وإنما الجهة التي ستتولى توزيعها.