شهد مسرح نقابة الصحفيين مؤخرًا عرض مسرحية متميزة حول ظاهرة الطلاق، فكرة وإعداد جني ناصر. هذه المسرحية التي قدمها الفنان والمخرج الشاب ناصر عبد الحفيظ وفريقه، نجحت في إثارة قضايا حساسة تخص المجتمع المصري بشكل خاص، والمجتمع العربي بشكل عام.

من خلال مشاهدها وأداء ممثليها الرائع، تميزت المسرحية بطابع درامي وكوميدي مميز، مع مزيج فني راقي.

 مما أضفى على العرض مزيدًا من الروعة، بجانب الأداء الموسيقي الذي قدمه المطرب صاحب الصوت العذب محمد عزت والمطربة الشابة  فريدة حماد، حيث أضافت أصواتهما لمسات عاطفية عززت من قوة العرض.

كما برز في أداء الأدوار التمثيلية كل من أحمد رحومة، آية سليمان، إسلام مكي، ريان هاشم، ميادة يحيى، وياسمين حامد، حيث تألقوا في تقديم مشاعر معقدة ومتنوعة، مما جعل كل شخصية تمثل بعدًا جديدًا من  ابعاد مسببات  الطلاق وتأثيرها على الأفراد والمجتمع.
ومن أبرز النقاط التي لفتت انتباهي كانت الكيمياء الواضحة بين الممثلين حيث قدموا أداء متناغم يبرز  مواهبهم ومدي  تفاعلهم مع بعضهم البعض من خلال لغه العين والجسد

استطاعوا  أن ينقلوا الواقع ببساطة ووضوح، ولكن أيضًا بإبداع فني في إطار كوميدي يعكس مهارة الفريق  كله، 
ويضعها كواحدة من الأعمال المسرحية الجديرة بالاهتمام في الساحة الفنية اليوم. فقد أكدت هذه المسرحية على أن مازال المسرح قادراً على طرح   قضايا ومشاكل المجتمع بطريقة مبتكرة ملهمة. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نقابة الصحفيين المجتمع المصري عرض مسرحى الجواز المطربة الساحة الفنية مشاكل المجتمع مطرب

إقرأ أيضاً:

رمضان بين القدسية والانحلال .. أزمة وعي

بقلم : سمير السعد ..

يعد شهر رمضان المبارك موسمًا للسمو الروحي والتأمل والتقرب إلى الله، لكنه في السنوات الأخيرة أصبح، للأسف، ميدانًا لانفلات أخلاقي وإعلامي ممنهج، تحركه منصات رقمية وبرامج ترفيهية ومسلسلات تساهم في تجهيل المجتمع وتعزيز التفاهة والانحطاط الأخلاقي.

لا يمكن إنكار أن بعض وسائل الإعلام استغلت الشهر الفضيل لإنتاج محتوى يروج للعنف اللفظي والجسدي، ويجعل من السوقية والانحطاط الفكري أدوات لجذب المشاهدات. برامج تسعى إلى الإثارة بدلًا من التثقيف، ودراما تنحدر إلى مستوى متدنٍ من الحوار والمضمون، فضلًا عن موجة “الترندات” التي تغزو مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبح التفاخر بالسطحية والانحلال جزءًا من الاستعراض اليومي لبعض المؤثرين، الذين يسوّقون لأفكار تضر بالقيم الأسرية والمجتمعية.

أحد أبرز مظاهر الانحراف في المشهد الإعلامي هو استغلال العلاقات الأسرية للترويج لمحتوى هابط، حيث بات بعض الأزواج والزوجات يستعرضون حياتهم الشخصية لأغراض التسوّل الإلكتروني أو لتحقيق الشهرة، متجاهلين أن هذه السلوكيات لا تتماشى مع أخلاق المجتمع المحافظ، بل تكرس مفهوم الدياثة وتسليع الإنسان وتحويل الحياة الزوجية إلى سلعة إعلامية تُباع وتُشترى.

ولا تقتصر الأزمة على الإعلام الترفيهي فقط، بل تتعداها إلى المشهد السياسي، حيث نجد كتّابًا ومدونين ينقلبون على آرائهم بين ليلة وضحاها، متماشين مع من يتصدر الواجهة السياسية، في ممارسة مكشوفة للتملق والانتهازية. فمن كان يهاجم جهةً بالأمس، تجده اليوم يصفق لها، وكأن المبادئ أصبحت مجرد شعارات مؤقتة تُبدّل وفق المصالح.

وفي الوقت الذي يتعرض فيه الأبرياء في البلدان الإسلامية إلى القتل والتشريد، يلهث جزء كبير من المجتمع وراء تفاهات مواقع التواصل وبرامج “الترفيه”، غافلين عن معاناة الشعوب التي تعاني ويلات الحروب والاضطهاد. هذه اللامبالاة المتزايدة تنذر بمخاطر مستقبلية تهدد الوعي الجماعي، وتجعل من التجهيل أداة لإضعاف المجتمعات وإبعادها عن قضاياها الحقيقية.

في ظل هذا المشهد المظلم، لا بد من وقفة جادة من الأسرة والمجتمع لمواجهة هذا الانحدار. فالتربية الأسرية لا تزال الحصن الأول ضد الانحراف، ولا يصعب على الآباء توجيه أبنائهم وتنبيههم لعدم الانجرار وراء المحتوى الهابط. كذلك، فإن الجهات الأمنية ونقابة الفنانين وهيئات الإعلام مطالَبة بالتصدي بحزم لمروجي الانحلال، وفرض رقابة صارمة على البرامج التي تنشر العنف والتفاهة والإباحية المقنّعة.

رغم هذه الموجة الجارفة من التفاهة، برزت أعمال درامية راقية حافظت على القيم الفنية والرسائل الهادفة، مثل مسلسل “العشرين” للفنانة آلاء حسين، الذي قدم صورة مؤثرة ومتزنة للدراما العراقية، إضافة إلى العمل الذي يجسد بطولة الشهيد حارث السوداني، ومسلسل “قط أحمر” للفنان أحمد وحيد، الذي تميز بأسلوبه الساخر والهادف. هذه الأعمال تثبت أن الإعلام يمكن أن يكون أداة للإصلاح بدلًا من الانحطاط، إذا وُجدت الإرادة الحقيقية لصناعته بمسؤولية.

لقد وصلنا إلى مفترق طرق خطير، حيث أصبح تجهيل المجتمع مشروعًا متكاملًا يُروّج له بطرق مباشرة وغير مباشرة. لكن الأمل لا يزال قائمًا بفضل الوعي المتنامي لدى فئة من المثقفين والمجتمع الواعي الذي يدرك مخاطر هذا الانحدار. المسؤولية مشتركة، بين الأفراد والجهات الرسمية، لإنقاذ ما تبقى من القيم، وإعادة الهيبة لشهر رمضان كزمن للروحانية لا للانحلال.

فهل سنستمر في الانحدار، أم سنستعيد وعينا قبل فوات الأوان؟

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • منتدى RELEX الرياض يسلط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في رؤية السعودية 2030 ونمو تجارة التجزئة
  • وزارة الإعلام : نؤكّد أنّ هذا الاعتداء يُعد انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية التي تكفل حماية الصحفيين خلال أداء مهامهم، وندعو الدولة اللبنانية إلى تحمل مسؤولياتها في محاسبة الجناة
  • يومياً في رمضان.. «حوارات فنية» برنامج يسلط الضوء على دور الفن الهادف عبر إذاعة وسط الدلتا
  • هيئة المساهمات المجتمعية – معاً تخصِّص 98.6 مليون درهم في عام 2024 لدعم مشاريع ومبادرات اجتماعية في أبوظبي
  • مسرح الفجيرة يستضيف عروض المسرحية “الكرة بملعبكم” خلال العيد
  • معاً تخصِّص 98.6 مليون درهم في عام 2024 لدعم مشاريع ومبادرات اجتماعية في أبوظبي
  • العيساوي يسلط الضوء على قانون العفو العام وتحديات العراق السياسية
  • رمضان بين القدسية والانحلال .. أزمة وعي
  • غدا.. "الصحفيين" تكشف سر اكتشاف مخطوط نادر يعود للقرن الـ19
  • ريهام حجاج: التكنولوجيا أصبحت أداة خطيرة ومسلسل "أثينا" يسلط الضوء على مخاطرها