يغفل الكثيرون عن صلاة التسابيح وفضلها في مغفرة الذنوب، وفي دخول ليلة الجمعة احرص على أن تبادر بأداء صلاة التسابيح فهي من الأعمال العظيمة في هذا اليوم.

صلاة التسابيح

صلاة التسابيح مشروعة مستحبة وثوابها عظيم، وحديثها ثابت مروي من طرق كثيرة صححه أئمة من أهل الحديث وأقل درجاته الحُسْن.

وقالت الإفتاء إن من فعل هذه الصلاة وواظب عليها خصوصًا في المواسم المباركة، كليالي العشر الأواخر من رمضان؛ فهو على خير وسُنَّةٍ، ومن تركها فلا حرج عليه بشرط عدم الإنكار على من فعلها؛ لأنه لا إنكارَ في المسائل المختلف فيها.

وتابعت القول، بأن هذه الصلاة مشروعة مستحبة هو مذهب الشافعية والحنفية وقول عند الحنابلة بجوازها، ويرى بعض العلماء أنها غير مستحبة ذهابًا منهم إلى تضعيف حديثها، ومخالفة هيئتها لهيئة باقي الصلوات، ويُروَى هذا عن الإمام أحمد، وإليه ميل الحافظ ابن حجر في "التلخيص"؛ حيث نقل تضعيف حديثها عن ابن تيمية والمزي.

ويجيب أصحاب الرأي الأول: بأن هذه الصلاة مرويةٌ من طرق كثيرة يقوي بعضها بعضًا، وأن ذلك اعتضد بفعل كثير من السلف لها ومداومتهم عليها، وأن مجرد المخالفة في هيئة الصلاة عن الهيئة المعتادة لا يقدح في مشروعيتها كما هو الحال في كثير من الصلوات؛ كالعيدين والجنازة والكسوف والخسوف والخوف.

هل صلاة التسابيح تكون بتشهد؟.. أمين الفتوى يجيب هل ورد عن النبي أنه صلى صلاة التسابيح؟.. حكمها وكم مرة تجب علينا صحة حديث صلاة التسابيح

حديث صلاة التسابيح مرويٌّ من طرق كثيرة وعن جماعة من الصحابة، وقد أخرج حديثَها أئمةُ الإسلام وحفاظُه، وأمثل طرقها حديث عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما: «يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّاهُ، أَلَا أُعْطِيكَ، أَلَا أَمْنَحُكَ، أَلَا أَحْبُوكَ، أَلَا أَفْعَلُ بِكَ عَشْرَ خِصَالٍ، إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللهُ لَكَ ذَنْبَكَ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ، خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ، صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، سِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ، عَشْرَ خِصَالٍ: أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ، قُلْتَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ، فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ، فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا، فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَسْجُدُ، فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ، فَتَقُولُهَا عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ، فِي كُلِّ رَكْعَةٍ تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ، فَفِي عُمُرِكَ مَرَّة». رواه البخاري في جزء "القراءة خلف الإمام"، وأبو داود وابن ماجه في "سننهما"، وابن خزيمة في "صحيحه".

وصحَّحه جماعة من الحفاظ منهم: الدارقطني الذي أفردها بجميع طرقها في جزء، والحاكم في "المستدرك"، وأبو بكر الآجري، وابن منده وألف في تصحيحه كتابًا، والخطيب البغدادي وجمع طرقها في جزء، وأبو سعد السمعاني، وأبو موسى المديني وجمع طرقها في جزء سماه "تصحيح صلاة التسابيح"، وأبو محمد عبد الرحيم المصري، وأبو الحسن المقدسي، والحافظ المنذري، والإمام الزركشي، وحسنه ابن الصلاح والنووي في "التهذيب"، وقال الإمام مسلم فيما نقله الحافظ العلائي في "النقد الصحيح لما اعترض من أحاديث المصابيح" (ص: 31): [لا يُروَى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا] اهـ.

وقال أبو داود في "سننه": [ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا] اهـ. وقال الترمذي في "سننه": [وقد رأى ابن المبارك وغير واحد من أهل العلم صلاة التسابيح وذكروا الفضل فيه] اهـ.

كيفية صلاة التسابيح خطوة بخطوة

1- تصلى صلاة التسابيح أربع ركعات «أى بتسليمة واحدة» فى كل ركعة في صلاة التسابيح تقرأ بفاتحة الكتاب وسورة «أى سورة تختارها» بعد القراءة مباشرة وقبل الركوع تقول وأنت قائم هذه التسبيحات «سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر» 15 مرة

2- ثم تركع وبعد التسبيح المعتاد فى الركوع تقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات ثم ترفع رأسك من الركوع قائلًا: سمع الله لمن حمده ... إلخ، ثم تقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات.

3- ثم تهوى ساجدًا وبعد التسبيح المعتاد فى السجود تقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات.

4- ثم ترفع رأسك من السجود بين السجدتين بعد الدعاء المعتاد فتقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات.
5- ثم تسجد وبعد التسبيحات المعتادة فى السجود تقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات.

6- ثم ترفع رأسك من السجود وأنت جالس القرفصاء فى الاستراحة الخفيفة المأثورة بين السجود 7-والقيام فتقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات، فذلك 75 مرة فى كل ركعة.

8-وتفعل ذلك 4 مرات أي في الركعات الأربع فيكون 300 تسبيحة، وهذه طريقة صلاة التسابيح

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صلاة التسابيح ليلة الجمعة صلاة مرة واحدة في العمر تغفر الذنوب التسبیحات المذکورة ف ت ق ول ه ا ع ش ر ا صلاة التسابیح فی جزء

إقرأ أيضاً:

الشيخ أحمد بسيوني يكتب: الزوجان نفس واحدة

علاقة الزواج هي أول وأرقى وأعمق علاقة إنسانية ظهرت في تاريخ البشر، وهي آية كبرى من آيات رحمة الله بالإنسان، وتجلٍ من أعظم تجليات القدرة الإلهية في خلق مسار آمن وعفيف للحفاظ على العنصر البشري؛ ليعمر الأرض ويصنع الحضارة، ويسمو بالإنسان من وهدة العبث والمجون إلى قمة الرقي والنبل الأخلاقي.
وللدلالة على عمق وقوة وقرب العلاقة الزوجية؛  نجد التعبير القرآني الدقيق: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}، الذي يشبه العلاقة بين الزوجين بالملابس التي نرتديها، ومعلوم أن الفطرة المستقيمة قبل ورود نصوص الشرع الشريف تدل على أن الملابس مخلوقة موظفة لحكمتين جليلتين شريفتين؛ هما الستر والدفء؛ يقول ربنا سبحانه وتعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ ﱭ}، ويقول أيضًا: { وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ }.
وإذا أسقطنا هذا التشبيه البليغ على العلاقة بين الزوجين؛ نرى أن الحق سبحانه وتعالى يطلب من الزوجين في الآية الأولى أن يكون كل واحد منهما للآخر سترًا ودفئًا؛ سترًا يستر عيوبه الظاهرة والباطنة، وحاجزًا يحجزه ويستره عن المعصية كما جاء في الخبر (قل كما جاء في الحديث الشريف لان الخبر لغة لا تتسق مع عموم القراء): « إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف دينه».
كما أن الستر بين الزوجين يمثل حصنا حصينا... فلا يتسرب منه إلى بيت الزوجية مشكلات الخارج، ولا ينفذ من خلاله متطفل أو عابث لمعرفة مشكلات وخلافات الداخل. 
ورحم الله رجلًا واعيًا أمينًا احتدم الخلاف بينه وبين زوجته، فسُئل عن السبب، فقال: لا أتكلم عن عرضي! ثم لما استحكم الخلاف واستحالت العشرة ووقع أبغض الحلال عاد الناس فسألوه عما حدث بينه وبين زوجته، فقال: لا أتكلم عن عرض غيري!

إن شر الناس منزلة عند الله -عزوجل- كما أخبر نبينا الكريم -صلى الله عليه وعلى آله - الرجل يُفضي إلى زوجته بمضنون نفسه ومكنون قلبه، وتفضي إليه بما يعتلج في صدرها من آلام وآمال وخصوصيات وأسرار ثم يصبحان فيحدثان الناس بما وقع بينهما؛ فيكون الواحد منهما كمن يفتح حصون بيته المنيعة لأعدائه بنفسه، ليفسدوا تلك العلاقة الحميمة، التي هي أساس المجتمع الآمن، ومن هنا يتبين مدى حرص الشريعة الإسلامية على ضرب السياج المتين على العلاقة بين الزوجين؛ ليكون البيت قويًا صامدًا أمام عوادي الدهر وأزمات الحياة.
فإذا تحصل ركنا الستر والدفء لكل من الزوجين؛ نمت علاقتهما وترعرعت في جو هادئ يغمره الحب، وتَعْمره التقوى والسكينة، وتظلله الرغبة الآكدة في السكن والاستقرار، ولا تزال تلك العلاقة الفريدة في ترقٍ وسمو حتى يعود الزوجان مرة أخرى إلى حالتهما الأولى، أعنى نفسًا واحدةً، وروحًا واحدة، وقلبًا واحد، في سماتهما، وسلوكياتهما، وطموحاتهما، وأحلامهما؛ فيتحقق المقصود الأسمى من الزواج وهو عمران الأرض وصناعة الحضارة.

مقالات مشابهة

  • أفضل صيغة دعاء تردد في الصلاة.. وصية نبوية لغفران الذنوب
  • الشيخ أحمد بسيوني يكتب: الزوجان نفس واحدة
  • تعرف على تفسير حلمك من خلال حرفك
  • أذكار المساء .. ردد أفضل ما قاله النبي للحفظ من كل مكروه
  • كيفية الحفظ من البلاء المفاجئ.. عالم أزهري: بذكر واحد
  • دعاء غفران الذنوب والتقرب إلى الله.. احرص على ترديده يوميًا
  • إسرائيل تقول إنها ضربت مراكز قيادة لحزب الله في بعلبك والنبطية
  • هل إطالة الركوع في الصلاة أفضل أم السجود؟ دار الإفتاء ترد
  • مكفرات الذنوب.. 4 أمور داوم عليها تغفر كل ذنوبك وتصلح حالك
  • صلوا عليه الجنازة 10 مرات.. حكاية النعش الطائر بمركز القوصية بأسيوط |فيديو