استضافت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ورشة التفاوض الإنساني لبناء القدرات وتعزيز الثقافة الدبلوماسية، بمقر الهيئة في أبوظبي واستمرت ثلاثة أيام، بالتعاون مع وزارة الخارجية والتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

ضمت الورشة أكثر من 30 مشاركا من 14 جهة في الدولة تُعنى بالعمل الإنساني، ومن الجهات المانحة إلى جانب القطاع الخاص وشارك فيها متحدثون من مركز التميز في المفاوضات الإنسانية “CCHN” ومقره جنيف.


وتناول برنامج الورشة عدداً من المحاور مثل مفاوضات المناخ والرعاية الصحية في بيئات الصراع والكوارث والأزمات، وذلك للإلمام بمنهجية الحوار والاستفادة من المفاوضات الإنسانية والدبلوماسية، واستكشاف الأدوات المختلفة التي تساهم في فهم السيناريوهات خلال عملية التفاوض، بالإضافة إلى تعزيز المهارات الشخصية اللازمة لبناء العلاقات الدبلوماسية.
وألقى معالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خلال الجلسة الافتتاحية للورشة كلمة قال فيها “إن تنظيم هذه الورشة يأتي امتدادا لمبادرات دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” لتعزيز جهود الدبلوماسية الإنسانية، وآليات الحوار والتفاوض للحد من التداعيات الإنسانية للأزمات والكوارث، وتأكيدا على دولة التزام دولة الإمارات بقيم التسامح والأخوة الإنسانية”.
وتحدث معاليه عن ثقافة العطاء المتجذرة في مجتمع دولة الإمارات، والتي أرسى دعائمها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” فيما يواصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، دعم تلك المسيرة التي ساهمت في تعزيز العمل الإنساني ونشر قيم السلام والتعايش.
وقال معاليه: “هذه الورشة تأتي في وقت أحوج ما تكون له الساحة الإنسانية الدولية، لطرح هذا الموضوع الحيوي والهام، حيث يشهد العالم اليوم أزمات متفاقمة وضراوة في النزاعات والكوارث، التي أثرت بشكل مباشر على الأوضاع الإنسانية للكثير من الشعوب من حولنا، ما يتطلب تعزيز الثقافة الدبلوماسية ومهارات التفاوض والحوار لدى العاملين في المجال الإنساني”.
وأكد أن رعاية هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بقيادة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس الهيئة لفعاليات هذه الورشة، تجسد اهتمام الهيئة ببناء قدرات العاملين في المجال الإنساني، لتمكينهم من أداء مهامهم بالصورة التي تحقق تطلعات دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة.
وأضاف معالي المزروعي: “إعداد كوادر وطنية مدربة ومؤهلة في هذا الصدد، هدف سام نسعى له، ونوفر له كل مقومات التوفيق والنجاح، ولن ندخر جهدا في السير قدما بهذه البرامج إلى أقصى مراميها وتحقيق غاياتها الإنسانية النبيلة”.
وفي ختام كلمته تقدم بالشكر لشركاء الهيئة في تنظيم الورشة وهما وزارة الخارجية واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
من جانبها، رحبت الشيخة الدكتورة موزة بنت طحنون آل نهيان مستشارة في وزارة الخارجية في كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية للورشة بالمشاركين، وأعربت عن شكر وزارة الخارجية لهيئة الهلال الأحمر على الاستضافة، ولمركز التميز في المفاوضات الإنسانية على المساهمة في برنامج الورشة، مؤكدة أن انعقاد الورشة فرصة لتبادل الخبرات بين المشاركين.
وأضافت: “خصصت دولة الإمارات 42% من مساعداتها الإنمائية الرسمية في العام الماضي للاستجابة الإنسانية العالمية، بما في ذلك مناطق النزاع والمناطق التي يصعب الوصول إليها، إذ غالبا ما كان الوصول إلى المناطق التي تحتاج إلى المساعدات الإنسانية تحديا كبيرا، ومن هنا تأتي أهمية المفاوضات الإنسانية، والحاجة إلى أن تعزز الجهات المعنية القدرات والكفاءات في هذا المجال”.
يذكر أن الجهات المشاركة في فعاليات ورشة التفاوض الإنساني شملت إلى جانب وزارة الخارجية والهلال الأحمر الإماراتي وزارة الدفاع، هيئة الأوقاف وإدارة أموال القصر، مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، جامعة أبوظبي، جامعة الإمارات، الاتحاد النسائي العام، دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، دائرة الصحة، المجلس الوطني الاتحادي، مركز محمد بن راشد للتعليم الخاص، وبنك أبوظبي الأول.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الهلال الأحمر الإماراتی المفاوضات الإنسانیة هیئة الهلال الأحمر وزارة الخارجیة دولة الإمارات آل نهیان بن زاید

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: القيم الإنسانية المشتركة بين الأديان مصدر لبناء الحضارات

أكد فضيلة د. نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الأديان السماوية جاءت لترسيخ المبادئ الإنسانية، وتثبيت القيم الأخلاقية العليا التي تحفظ كرامة الإنسان وتصون المجتمعات من عوامل التشتت والانهيار، مشددًا على أن الفهم الصحيح للدين هو ما يربط الإنسان بغيره على أساس من الرحمة والتعاون، لا على التنازع والإقصاء، موضحًا أن المشترك الإنساني بين الأديان يمثل مرتكزًا رئيسًا في تحقيق السلم الاجتماعي، وقاعدة صلبة يمكن البناء عليها لتعزيز التفاهم بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة.

جاء ذلك خلال كلمة فضيلته، في الندوة التي نظمتها مديرية التربية والتعليم بمحافظة الشرقية، بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية، ضمن سلسلة اللقاءات الفكرية والتوعوية التي تهدف إلى ترسيخ القيم الدينية والإنسانية في نفوس طلاب المدارس.

وأضاف فضيلته، أن العالم اليوم أحوج ما يكون إلى هذه القيم الجامعة التي تعلو فوق الانتماءات الضيقة، وتسمو على النزعات الفردية، والتي إن غابت ظهرت الفوضى وتفاقمت الأزمات، مبينًا أن الإسلام حين خاطب الإنسان خاطبه من حيث هو إنسان، لا من حيث جنسه أو لونه أو لغته أو عقيدته، وهو ما يدل على عظمة الرسالة وسمو الهدف.

وأشار مفتي الجمهورية، إلى أن الأديان السماوية قد اتفقت جميعها في أصول العقيدة والشريعة والأخلاق، فجميع الرسل دعوا إلى التوحيد، وحثوا على مكارم الأخلاق، ونبذوا الفواحش والآثام، مؤكدًا أن هذه المشتركات ليست مجرد نظريات بل هي واقع يجب أن يُترجم إلى سلوك يومي يعزز من وحدة المجتمعات ويرتقي بالإنسانية جمعاء، موضحًا أن التحديات الفكرية والأخلاقية التي تمر بها المجتمعات المعاصرة تتطلب العودة الصادقة إلى هذه القيم النبيلة، مؤكدًا أن الدين لا يتحمل وزر من يسيء فهمه أو يحرّفه عن مقاصده السامية، وأن الرسالة الحقيقية للأديان قائمة على الرحمة والعدل وإعلاء الكرامة الإنسانية.

من جانبها، أكدت الدكتورة، إيمان محمد حسن، رئيس الإدارة المركزية للأنشطة الطلابية بوزارة التربية والتعليم، أن هذه اللقاءات تسهم في بناء الشخصية المتزنة للطلاب، وغرس القيم العليا في نفوسهم، مشيدة بما يقدمه فضيلة المفتي من خطاب ديني رشيد، يحترم العقل ويهذب الوجدان، كما عبّر الأستاذ عبد الرحمن عبد اللطيف، وكيل مديرية التربية والتعليم بمحافظة الشرقية، عن شكره وتقديره لزيارة فضيلة المفتي، موضحًا أن الندوة تمثل إضافة نوعية في مسار العملية التعليمية والتربوية، وتعزز من جهود بناء وعي طلابي مستنير، كما حضر اللقاء فضيلة الشيخ، السيد الجنيدي، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الشرقية الأزهرية، وفضيلة الدكتور،خالد محمد عطية، مدير عام الإرشاد الديني بمديرية أوقاف الشرقية.

وتأتي هذه الندوة في إطار استراتيجية وطنية شاملة تتبناها دار الإفتاء المصرية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بهدف نشر الوعي الديني الصحيح، وتحصين الطلاب من الانحرافات الفكرية، وتعزيز ثقافة التعايش والسلام في نفوس النشء.

مقالات مشابهة

  • «لنحمي الإنسانية».. الهلال الأحمر ينظم وقفة تضامنا مع المسعفين الفلسطينيين
  • ورشة تستعرض تجربة الدولة في إدارة الطوارئ
  • رئيس نيبال يستقبل عبدالله بن زايد
  • مفتي الجمهورية: القيم الإنسانية المشتركة بين الأديان مصدر لبناء الحضارات
  • نائب رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا يطلع على واقع محطات مياه سيجر والعرشاني بريف إدلب
  • بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا تتفقد واقع محطات مياه سيجر والعرشاني بريف إدلب
  • رئيس سريلانكا يستقبل عبدالله بن زايد ويبحثان تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين
  • منصور بن زايد يؤكد التزام الإمارات بتطوير الشراكة الإستراتيجية مع الصين
  • «زايد الإنسانية» تنظم محاضرة الزراعة المستدامة
  • منصور بن زايد يشهد الاجتماع الأول للجنة التعاون الاستثماري بين الإمارات والصين الذي عقد عبر الاتصال المرئي