اقتصاد الاحتلال على حافة الانهيار: هروب رؤوس الأموال يتزايد بنسبة 62%
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
تحدث موقع “ميدل إيست مونيتور” في تقرير خاص، نقلاً عن ما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية عن الوضع الاقتصادي المتردّي في كيان الاحتلال الإسرائيلي، منذ بدء العدوان على قطاع غزة واتساعه أخيراً إلى لبنان بعد عام، حيث أفادت بارتفاع كبير في هروب رؤوس الأموال من الكيان للاستثمار في الخارج، مشيرةً إلى أنها ارتفعت بنسبة 62% منذ السابع أكتوبر 2023.
وقالت صحيفة “كالكاليست” الإسرائيلية المتخصصة في الشؤون الاقتصادية، أمس الأربعاء، إنّ “المصطلح الاقتصادي هروب رأس المال”، له “آثار بعيدة المدى على الاقتصاد” و”يجب منعه بأي ثمن، لأنه قد يتسبب في انهيار اقتصادي أو حدوث أزمة”.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه منذ تشكيل الحكومة بقيادة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، كانت هناك دلائل متزايدة على أنّ “الاقتصاد الإسرائيلي يعاني بالفعل من تدفق رأس المال إلى الخارج”، مشيرةً إلى أنّ هذه الظاهرة “تفاقمت” منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي.
وأوضحت أيضاً أنّ “هروب رأس المال يحدث بشكل كبير وسريع وغير موثّق في بعض الأحيان”، مدفوعاً بـ”عدم الاستقرار المالي أو عدم اليقين أو زيادة المخاطر السياسية أو الجيوسياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية”، مما يؤدي عادة إلى “فقدان الثقة في إسرائيل، ودفع المستثمرين للبحث عن فرص في الخارج”، وفق الصحيفة نفسها.
وفي السياق، كان تقرير قد نشرته مجلة “الإيكونوميست” الشهر الماضي، كشف أيضاً أنّ “البنوك الإسرائيلية تعاني من هروب رؤوس الأموال”.
وعلى خلفيّة الحرب التي تشنّها “إسرائيل” في لبنان وغزة، نشر صندوق النقد الدولي، الثلاثاء الماضي، توقّعات سلبية للنمو الاقتصادي في “إسرائيل” في العامين الحالي والمقبل.
وخلال وقت سابق من الشهر الجاري، قالت وزارة مالية الاحتلال الإسرائيلي إنّ عجز الميزانية في الشهور الاثنتي عشرة المنتهية في أيلول/سبتمبر الماضي بلغ 8.5%، صعوداً من 8.3% في الشهور المنتهية في آب/أغسطس السابق له.
كذلك أظهرت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية في تقرير، في نفس هذا السياق، خسائر الاقتصاد الإسرائيلي ووصفته بأنه “باهظ التكلفة” بسبب استمرار الحرب ضد غزة ولبنان.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
صيادو غزة.. صراع الحياة والموت تحت النار الإسرائيلية
الثورة /
يواجه الصيادون تهديدات ومخاطر تمس حياتهم ومصدر رزقهم في كل مرة يركبون البحر الذي اعتادوا أن يكون مصدر الحياة، وبات اليوم ساحة للمعاناة والمخاطر، تُطاردهم الزوارق الحربية الإسرائيلية وتستهدفهم مع مراكبهم ومعداتهم وشباكهم، تاركة عائلاتهم في مواجهة الفقر والحرمان.
يقول الصياد محمد أبو حسن: “نخرج إلى البحر ولا نعلم إن كنا سنعود سالمين. الزوارق الحربية تطاردنا يوميًا، تطلق علينا النار دون إنذار، وأحيانًا تصادر شباكنا أو تدمرها. هذا ليس فقط تهديدًا لأرواحنا، بل هو أيضًا تدمير لمصدر رزق عائلتي التي تعتمد بالكامل على الصيد”.
مخاطرة يومية
مثل محمد عشرات الصيادين الذين يخاطرون يوميا ويبحرون على بعد مئات الأمتار من شاطئ غزة، بحثًا عن لقمة عيش مغمسة بالدم نتيجة عدوان الاحتلال.
الصياد تيسير بصل نزح من مخيم الشاطئ إلى خانيونس ودفعته الظروف المعيشية القاسية إلى استئناف العمل في بحر خان يونس لتأمين الرزق لعائلته.
واستأجر تيسير قارب صيد صغير وبدأ العمل من الصفر، فلا يملك مال ولا يتوفر له أي من معدات الصيد. يقول: نبحر مسافة قصيرة لا تتجاوز 500 متر نتعرض خلالها لمطاردات زوارق الاحتلال التي تطلق الرصاص والقذائف صوبنا فنضطر للمغادرة سريعا، وفي تصريحات نقلتها عنه فلسطين أون لاين.
ويشير إلى أن المسافة المحدودة التي يبحرون فيها لا تتوفر فيها الأسماك لذلك تكون رحلتهم المحفوفة بالمخاطر العالية غير مجدية.
يقول: نواجه مخاطر البحر ومخاطر الاحتلال المستمرة بحق الصيادين في طول بحر القطاع. نعمل وسط مخاوف من الإصابة القاتلة على أيدي الاحتلال.
استشهاد الصياد ماهر أبو ريالة
في الثامنة صباحا من يوم الجمعة 22 نوفمبر 2024، استهدفت الزوارق الحربية الإسرائيلية صيادين فلسطينيين كانوا يصطادون باستخدام قارب يدوي صغير يعمل دون محرك، على بعد 300 متر من الشاطئ الواقع غرب مخيم الشاطئ في ميناء القرارة وسط قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد الصياد ماهر خليل أبو ريالة وإصابة صياد آخر أسفرت عن بتر يده.
وقال ابن العم نايف أبو ريالة -وهو عضو في نقابة الصيادين- إن الشهيد (50 عاما) كان يصطاد لإعالة أسرته المكونة من 14 فردا، مضيفا أن الشهيد أراد توصيل رسالة للاحتلال مفادها أنه رغم منعه الصيادين من ارتياد البحر، فإن هذا البحر للصيادين وإنهم لن يتركوا مهنتهم.
ويضيف نايف أن ابن عمه كان يعرض نفسه للخطر، وأنه شعر بقرب استشهاده قبل أيام من الحادث، إذ طلب منه أن يعتني بأسرته التي نزحت إلى جنوب قطاع غزة، مما منعها من وداع معيلهم عندما قتل شهيدا.
ووفق وزارة الزراعة، فمنذ حرب الإبادة استشهد 200 صياد ودمر الاحتلال 270 غرفة للصيادين من أصل 300، و1800 مركب من أصل 2000 إلى جانب تدمير ميناء غزة الرئيسي و5 مراس دمرت بالكامل.
تدمير البنية التحتية للصيد
الناطق باسم وزارة الزراعة المهندس محمد أبو عودة، يؤكد أن قوات الاحتلال دمرت البنية التحتية لقطاع الصيد منذ بدء حرب الإبادة على غزة يوم 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023.
وبيَّن أبو عودة في تصريح صحفي أن عمليات التدمير شملت الميناء الرئيسي غرب مدينة غزة، والمراسي وغرف الصيادين ومخازنهم المنتشرة على طول الساحل.
وذكر أن الحرب على غزة أوجدت مجموعة تحديات تتمثل بالاستهداف المباشر للصيادين المحرومين من الوصول إلى البحر وممارسة الصيد وقد أتلف جيش الاحتلال أدواته وأغرق القوارب.
ومن هذه التحديات أيضًا، بحسب أبو عودة، منع الاحتلال دخول قطع الغيار ومعدات الصيد، وعدم السماح بإدخال الوقود اللازم لتشغيل المحركات، وتقليص مساحة الصيد إلى حد المنع الكامل حاليًا.
تنوع الانتهاكات
يقول مسؤول لجان الصيادين زكريا بكر، إن الانتهاكات توزعت خلال الأشهر الماضية بين إطلاق النار والقذائف باتجاه المراكب المبحرة والراسية، إضافة لاعتقالات، ومصادرة مراكب وتدمير معدات الصيد.
وذكر بكر في تصريحات صحفية، أن متوسط الاعتقالات في كل شهر بمعدل 5 صيادين، بينما بلغ متوسط الاعتداءات من 30 – 40 اعتداء، أما متوسط الأضرار بلغت من 3 – 4 أضرار.
ووفق نقيب الصيادين الفلسطينيين في غزة نزار عياش، فإن قرابة 5 آلاف صياد بالقطاع يعيلون نحو 50 ألف شخص من عائلاتهم، وهم في خوف دائم من الاستهداف الإسرائيلي أثناء عملهم. ونتيجة لذلك، “يمارس 200 صياد فقط من إجمالي الصيادين عملهم رغم المخاطر” ويذكر أن خسائر الصيادين قُدّرت بـ60 مليون دولار، علما بأن الصيد ثاني أهم مهنة في القطاع بعد الزراعة.
استهداف الصيادين في غزة يعكس جزءًا من معاناة القطاع المحاصر بأكمله. ويهدد إن استمرار هذه الجرائم الإسرائيلية بحقهم يهدد بتدمير قطاع الصيد الذي يعتمد عليه الآلاف، ويزيد من أعباء الحصار. ويوجه الصيادون في غزة نداءً للعالم: “نريد الحماية. نريد أن نعمل بكرامة دون أن نخشى على حياتنا. البحر هو حياتنا، واستمرار هذه الانتهاكات يدمر كل شيء”.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام