فضل قراءة سورة الكهف قبل الفجر بدقائق.. أسرارها والحكمة منها
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
يتساءل البعض عن حكم قراءة سورة الكهف قبل الفجر بدقائق؛ وهل يعد قراءتها في هذا الوقت من الليل من أعمال وسنن يوم الجمعة التي تشمل قراءة سورة الكهف أم يلزم انتظار إشراقة شمسها، ونوضح ذلك من خلال ما بينته دار الإفتاء المصرية.
قراءة سورة الكهف قبل الفجر بدقائقيستحب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ؛ لما ورد في فضلها من أحاديث؛ حيث ورد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ» [رواه: الدارمي]، وعنه أيضًا، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ».
وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في إجابته عن سؤال: «ما حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ؟ ومتى يكون وقت قراءتها ؟ » أن وقت قراءتها، فإنه تقرأ السورة في ليلة الجمعة أو في يومها، وتبدأ ليلة الجمعة من غروب شمس يوم الخميس، وينتهي يوم الجمعة بغروب الشمس.
وأفاد: فيكون وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة من غروب شمس يوم الخميس إلى غروب شمس يوم الجمعة، قال المناوي: فيندب قراءتها يوم الجمعة وكذا ليلتها كما نص عليه الشافعي -رضي الله عنه-.
وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة وردت آثار كثيرة بفضلها؛ ففي "الأشباه والنظائر" لابن نجيم (ص: 321، ط. دار الكتب العلمية): [مما اختص به يوم الجمعة قراءة الكهف فيه] اهـ بتصرف، وقال ابن عابدين في "حاشيته" (2/ 164، ط. دار الفكر): [أي في يومها وليلتها والأفضل في أولها مبادرة للخير وحذرًا من الإهمال] اهـ.
وفي "زاد المعاد" لابن القيم (1/ 366، ط. مؤسسة الرسالة): [من خواص يوم الجمعة قراءة سورة الكهف فيه، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَطَعَ لَهُ نُورٌ مِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ إِلَى عَنَانِ السِّمَاءِ يُضِيءُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَغُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ»، وقال: الأشبه أنه من قول أبي سعيد الخدري رضي الله عنه]اهـ.
وقال النووي في "المجموع" (4/ 548، ط. دار الفكر): [رواه البيهقي بإسناده عن أبي سعيد الخدري -مرفوعًا-، وروي موقوفًا عليه وعن عمر رضي الله عنه، وروي بمعناه عن ابن عمر رضي الله عنهما: "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة" وفي إسنادهما ضعف، ثم قال: ويستحب قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة وليلتها] اهـ بتصرف.
وحديث أبي سعيد رضي الله عنه وإن قيل بوقفه عليه فهو مما ليس للرأي فيه مجال فيحمل على السماع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وحينئذ: فالمستحب قراءة سورة الكهف في أي وقت من يوم الجمعة وليلتها لا في خصوص الوقت قبل الصلاة، فإذا قرئت في هذا الوقت في المسجد تأدى بها المستحب، وتجوز قراءتها سرًّا أو جهرًا.
وقد جاء في أسرار قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، لأنها تحمي الشخص في آخر الزمان من المسيح الدجال وفتن الدنيا، فإنّ الدجال سيطلب من الناس عبادته من دون الله "فتنة الدين"، وسيأمر السماء بالمطر ويفتن الناس بما في يده "فتنة المال"، وتكون فتنة العلم بأنه "سيخبر الناس بالأخبار"، وأخيرا "فتنة السلطة" بأنه سيسيطر على جزء كبير من الأرض.
وكل فتنة من هذه الفتن لها قوارب للنجاة، فللنجاة من فتنة الدين يكون ذلك بالصحبة الصالحة، قال تعالى: «وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا».
النجاة من فتنة المال وذلك بمعرفة حقيقة الدنيا، قال تعالى: «وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا».
النجاة من فتنة العلم وذلك بالتواضع، قال تعالى حكاية عن سيدنا موسى: «قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا».
النجاة من فتنة السلطة بالإخلاص لوجه الله، قال تعالى: «قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سورة الكهف أفضل وقت لقراءة سورة الكهف سورة الكهف بعد المغرب آخر وقت لقراءة سورة الكهف قراءة سورة الکهف یوم الجمعة رضی الله عنه قال تعالى غروب شمس الکهف فی ال ج م ع من فتنة
إقرأ أيضاً:
لماذا سمي القرآن بهذا الاسم؟ وما الإعجاز في هذه التسمية؟
ووفقا للخطيب فقد حاول بعض المستشرقين نسبة كلمة قرآن للعبرانية في محاولة لسلب العرب كل ما يخصهم من حضارة (لمتابعة الحلقة يرجى الضغط هنا).
لكن هذه الكلمة عربية ولها جذور عميقة في اللغة وهي مشتقة من "قرأ"، وقد استخدمها العرب قبل 100 عام من نزول القرآن الكريم، كما يقول الخطيب.
والسبب في تسمية القرآن بهذا الاسم -يضيف المتحدث- أن فعل "قرأ" له عدة مصادر من بينها "قرآن"، وقد ورد في قوله تعالى "إن علينا جمعه وقرآنه". كما قال تعالى: "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم"، وقال: "وقالوا لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم".
لكن الإعجاز في التسمية كما يقول الخطيب، هي أنها تعني أن هذا الكتاب سيكون الأكثر قراءة على مر العصور، بين كل ما عرف الإنسان من كتب.
الأكثر قراءة ومبيعا عالمياوعندما أجرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) إحصاء لأكثر الكتب قراءة عام 1985، وجدت أن القرآن هو الأكثر قراءة في الوجود. كما أن القرآن هو الأكثر مبيعا بـ3 مليارات نسخة، حسب الخطيب.
ومن الناحية الاصطلاحية، يقول الخطيب إن القرآن يعني آخر ما أنزل الله من الوحي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الذي يتعبد به المسلم إلى ربه.
إعلانويكشف الخطيب عن جانب آخر من جوانب إعجاز القرآن بقوله إنه يجمع بين ضبطين لأنه حفظ في الصدور وفي السطور، فكان الأكثر دقة على وجه الأرض لأنه لا يعتد بمكتوبه إذا خالف المحفوظ ولا يعتد بمحفوظه إلى خالف المكتوب.
كما أن القرآن -والكلام للخطيب- هو الكتاب الوحيد الذي يمكن لطفل حفظه كاملا ومن دون لبس في سن صغيرة، وهو أيضا الكتاب الوحيد الذي يحفظه غير الناطقين بالعربية عن ظهر قلب.
ولفت الخطيب إلى أن القرآن أحدث صدمة للعرب عندما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بدليل أنهم لم يطعنوا في سلامته ولكنهم حاولوا التشكيك في كينونته فقالوا إنه يفعل فعل السحر لكنهم لم يجدوا فيه عيبا لغويا.
ونفى وجود ترادف في القرآن، مؤكدا أنه لا يمكن للفظة في القرآن أن تحل محل أخرى أو تعمل عملها لأن كل لفظة في القرآن لا تصح إلا في موضعها.
24/3/2025