قراءة في المشهد خارج إطار الصورة الزائفة
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
سند الصيادي
في احد دروسه القيمة اكد السيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي أن الجهاد يتجه إلى الناس والى إنقاذهم وهدايتهم ، وفي هذه المفردة – الإنقاذ – ومرادفاتها في اللغة العربية (التخليص ، الانتشال ) ثمة مدلولات كثيرة نعايشها اليوم ، في ظل هذا السباق المستعر من قبل العدو الأمريكي والصهيوني إلى ” إغراق” الناس ، سواء في التجريف القسري لقناعاتهم و مصادرة قدرتهم على التعبير عن مواقفهم ، أو في السعي إلى تجنيدهم تحت رايته .
الحديث هنا عن شعوب الأمة العربية والإسلامية وهم في ذروة هذه المعركة يرزحون تحت مؤثرات كثيرة أهمها الأنظمة الخائنة والقمعية ، والخطاب الإعلامي المضلل ، وهذه وغيرها من المؤثرات بقدر ما تمنعهم من التعبير عن الذات ، فأنه يتم توظيفها من قبل العدو من خلال رسمه صورة مغايرة لحقيقة التمترسات الشعبية الحادثة في ميدان الصراع ، وتحت هذه الهيمنة للعدو وأدواته الوظيفية والقمع المتعدد الأساليب والأشكال لصوت السواد الأعظم ، يبدو الصوت العربي والإسلامي مغيبا وتم مصادرته من قبل ثلة من الأدوات التي يتم تسويقها عبر وسائل الإعلام بكونها تعبر عن حال ومواقف شعوبها ، ومن خلالها يبني العدو توصيفات زائفة للمشهد ، مروجا لهذه الكذبة المفضوحة ومقدما نفسه كمشروع مقبول مرحب به في المنطقة باستثناء قلة قليلة يناوؤونه ، وهؤلاء القلة لا حاضنة لهم و لا قبول.!
نحن في زمن الزيف الكبير ، الذي يقلب الحقائق رأسا على عقب ، لا حاضنة شعبية للعدو و أدواته على الإطلاق باستثناء أولئك الذين يتلقون أجور مواقفهم الرخيصة وما يصنعونه من ضجيج في الشاشات ، الأمة كلها مقاومة من اقصى المغرب إلى اطراف المشرق ، ليلها ونهارها وفي كل صلاة تلهج بالدعاء بالنصر للرجال ، دموعها تذرف مع كل قائد يرتقي و روح بريئة تزهق ، هذه أمة تترقب الخلاص لأمتها من هذا المستنقع الآسن بفعل تراكمات الخنوع.
لن تجد مواطنا عربيا أو مسلما من مختلف الطوائف والمذاهب يقبل بفكرة ” إسرائيل” بالجوار ، في كل قلب فلسطين ومقدساتها بلا حلول وسطية ، رغم ما عمله العدو على مدى عقود طويلة و بشكل كبير وتراتبي على الاستثمار في كل التناقضات البينية الحادثة في الأمة ، جند المنابر والأدوات ، بغرض أن يحدث شرخا يتمكن أن يدلف منه ليصبح جزءا من المشهد ، لكنه فشل في الواقع ، إذ ما تلبث خططه ومؤامراته المتربصة بالجميع و جرائمه بحق الجميع أن تعيد لم الشمل و توحد الساحات والمواقف ضده ، ويزداد الرسوخ في القناعات بأهمية مواجهته و حتمية زواله.
لقد كان السيد حسين بدر الدين عميقا في توصيف أهمية الجهاد ، والإشارة إلى أن من ثماره هو إنقاذ الناس حتى لا يظهر عدو مجرم كنتنياهو ليتكلم باسمهم ، و ليكونوا أحرارا قادرين على اتخاذ الموقف ، كما قد أشار السيد القائد عبدالملك بدر الدين في اكثر من خطاب إلى أن من عظمة الجهاد أن الشعب اليمني استطاع أن يعبر عن نفسه بكل حرية ، وهذا ما تحتاجه شعوب الأمة اليوم لتبرز قيمتها وعظمتها.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الضفة المحتلة: اقتحامات واعتقالات وتفجير منازل في طولكرم
صعدت قوات العدو الصهيوني، اليوم الخميس، من عدوانها المتواصل على مدن ومخيمات الضفة الغربية، حيث شنت حملة مداهمات واقتحامات في مناطق متفرقة، تخللتها مواجهات عنيفة واعتقالات، فيما فجّرت منزلين في مدينة طولكرم ومخيم نور شمس شرقي المدينة.
وشهدت مناطق عدة في الضفة، لا سيما في نابلس وطولكرم وجنين، اقتحامات ليلية نفذتها وحدات من “جيش” العدو، تخللتها عمليات دهم وتفتيش لمنازل الفلسطينيين والعبث بمحتوياتها. وأسفرت الحملة عن اعتقال عدد من الفلسطينيين، من بينهم صحافي من مدينة نابلس، في إطار تصعيد مستمر ضد النشطاء والإعلاميين.
وفي تصعيد خطير، فجرت قوات العدو الصهيوني منزل عائلة الأسير محمد جودت قاسم شحرور (28 عاما) في الحي الشرقي بمدينة طولكرم، بعد أن فرضت طوقا أمنيا مشددا على المنطقة منذ ساعات الفجر. ووفق شهود عيان، أجبرت القوات سكان المنازل المجاورة على الإخلاء، بالتزامن مع استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الموقع.
وكانت سلطات الكيان الصهيوني الغاصب قد أبلغت عائلة شحرور، في السادس من شباط/فبراير الماضي، بنيّتها هدم شقة ابنها الواقعة في الطابق الأرضي من عمارة سكنية مكونة من أربعة طوابق، وذلك في إطار سياسة العقاب الجماعي التي تتبعها بحق الأسرى وعائلاتهم.
بالتوازي، فجرت قوات العدو الصهيوني منزلًا آخر داخل مخيم نور شمس شرقي طولكرم، تزامنًا مع استمرار العملية العسكرية فيه لليوم الـ61 على التوالي. ويأتي ذلك ضمن حملة عسكرية متواصلة تشهدها مدينة ومخيم طولكرم منذ 74 يوما، وسط تصعيد ميداني كبير يشمل تفجير منازل، فرض حصارات مشددة، واعتقالات واسعة.
وفي مخيم بلاطة شرق نابلس، واصلت قوات العدو حصارها للمخيم، بعد انسحابها من عملية عسكرية استمرت لأكثر من 24 ساعة، وأسفرت عن تدمير واسع للبنية التحتية وإلحاق أضرار كبيرة بمنازل وممتلكات المواطنين.
يأتي هذا التصعيد في إطار سياسة عسكرية تنتهجها قوات العدو الصهيوني لتكثيف الضغط على سكان الضفة، وسط صمت دولي وتفاقم الأوضاع الإنسانية في المناطق المستهدفة.