حذر الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري من مخطط إسرائيلي قال إنه سينفذ بتأييد الإدارة الأميركية، ويهدف إلى زرع الاستيطان اليهودي في قطاع غزة، كما تحدث عن ذلك وزراء في الحكومة الإسرائيلية.

وكان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، قال "إنه في نهاية المطاف سيكون هناك استيطان يهودي في قطاع غزة".

وزعم سموتريتش في تصريحاته أن غزة "جزء من أرض إسرائيل، لن يكون هناك أمن دون استيطان في القطاع. والعبرة الأساسية في السنة الأخيرة".

وقال اللواء الدويري -في تحليل للمشهد العسكري في غزة- إن ما يقوم به جيش الاحتلال حاليا في شمال قطاع غزة هي عملية تدمير ممنهج من أجل أن يجعل في المرحلة الأولى المنطقة الممتدة من شمال محور نتساريم حتى السياج غير صالحة للحياة.

وذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يمهد لمشروعه بإخراج فرق الإسعاف والدفاع المدني من شمال غزة، بالإضافة إلى تدمير المستشفيات والمدارس، والاعتقالات وطلبه من النساء والأطفال التوجه إلى جنوب القطاع.

وقال اللواء الدويري "إن الطامة الكبرى ستكون بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، في حال فاز فيها مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، والذي كان تحدث صراحة بأن مساحة إسرائيل، وهو يفكر كيف يعمل على توسيعها، ما سيشمل شمال غزة أو القطاع كله، حسب الدويري.

ووفق الخبير العسكري والإستراتيجي، فإن المرحلة الأولى في مخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنقسم إلى مراحل، الأولى تتعلق بمحافظات الشمال، مؤكدا أن الاحتلال يقوم في هذه المرحلة بتهجير السكان.

وتوقع أن ينتقل الاحتلال الإسرائيلي بعد ذلك إلى محافظة غزة التي تنتهي بحدود محور نتساريم، وقال اللواء إن المعطيات المتوفرة حاليا تتحدث عن نفسها.

وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عمليات قصف غير مسبوق على مخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة بمحافظة شمال القطاع، قبل أن يعلن اليوم التالي عن بدء اجتياح لهذه المناطق. وفرض على سكان مخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون حصارا كبيرا، حيث، جردهم من الطعام والماء..

ويتذرع جيش الاحتلال بـ" منع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من استعادة قوتها في المنطقة" بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات

إقرأ أيضاً:

المعتقلون جرح آخر يدمي أهالي شمال غزة

غزة- بينما كانت عبير نصر الله تسعى جاهدة لحماية أطفالها الأربعة برفقة زوجها، وسط مأساة النزوح المريرة في شمال قطاع غزة، وجدت نفسها على حاجز عسكري إسرائيلي وحدث ما كانت تخشاه.

نادى الجنود على الذكور البالغين (15 عاما) فما فوق، بمن فيهم زوجها نعيم، وجمعوهم في حفرة كبيرة أُعدّت مسبقا بواسطة الجرافات العملاقة. وأمروا الرجال بخلع ملابسهم، وأخذوا يستدعونهم في مجموعات تضم الواحدة منها 5 أفراد، وكلما تم استدعاء مجموعة، كانت عبير تتشبث بأمل أن يعود زوجها ليجتمع بها وبأطفاله.

مع مرور الوقت، بدأ الأمل يتضاءل حتى أدركت عبير أن نعيم (30 عاما) لن يعود معها، وأنها أصبحت أمام واقع ومصير مجهولين، دون أن تعلم إن كان حيا أو ميتا.

عبير نصر الله تنتظر في خيمتها برفقة أطفالها خبرا عن مصير زوجها المختفي قسرا (الجزيرة) مصيدة كبيرة

يعمل نعيم بائعا في متجر بقوليات، وكانت الأسرة تقطن في منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا، قبل أن تجبرهم قوات الاحتلال -التي بدأت هجوما دمويا على شمال القطاع بداية أكتوبر/تشرين الأول الجاري- على النزوح المتكرر.

وأسفر العدوان عن استشهاد وجرح وتشريد عشرات الآلاف من السكان. وأجبر الاحتلال المواطنين الذين دفعتهم المذابح للنزوح على العبور من حاجز تحول إلى مصيدة كبيرة، أسفر عنها اعتقال المئات.

وفي خيمة مؤقتة داخل مركز إيواء يفتقد إلى أبسط مقومات الحياة وسط مدينة غزة التي وصلتها بعد رحلة مريرة، تجلس عبير برفقة أبنائها تنتظر خبرا عن مصير الزوج المختفي قسرا.

طفل فلسطيني من شمال غزة يلهو بين خيام النازحين المتواضعة (الجزيرة)

بدورها، تتذكر الطفلة كوثر الدحنون (14 عاما) جيدا لحظة عبور الحاجز العسكري الإسرائيلي الذي أُجبروا على المرور منه من شمال القطاع نحو مدينة غزة. وتقول للجزيرة نت إن أباها وعمها كانا يجران الكرسي المتحرك لجدتها المقعدة على أرض رملية صعبة، وهو ما اضطرهم إلى رمي أغراضهم التي تضم فراشا وملابس لعدم قدرتهم على حملها.

وعند الحاجز، اعتقل الاحتلال والدها وعمها بينما بقيت جدتها هناك، إلى أن سمح لها بالمرور برفقة حفيدها المصاب الذي تمكن بصعوبة من نقلها إلى غزة. ومنذ ذلك الوقت، تعيش كوثر في خيمة بمدينة غزة بعد أن تمكنت من العبور على أمل أن يجتمع شملها بأبيها وعمها قريبا.

ويعمل والدها عنان الدحنون (45 عاما) حطابا، وهي مهنة انتشرت بسبب منع الاحتلال إدخال غاز الطهي لشمال القطاع منذ بداية الحرب.

فايز ينتظر رجوع ابنه الذي اعتقله الاحتلال على الحاجز العسكري (الجزيرة) مأساة

داخل خيمة خضراء بمدينة غزة، يجلس فايز المصري (57 عاما) حاملا عبء فقدان ابنه عمر (27 عاما) الذي اعتقله الاحتلال على الحاجز أثناء محاولته الهرب من جحيم الاحتلال شمال غزة. وبدأت مأساته عندما نزحت عائلته من بيت حانون أقصى شمالي القطاع إلى مخيم جباليا بحثا عن الأمان.

لكن العدوان الإسرائيلي لم يترك لهم مجالا للراحة حيث تنقلوا من مركز إيواء إلى آخر إلى أن وصلوا لمدرسة الفاخورة.

ويقول المصري للجزيرة نت "جاء الاحتلال، وأخذ النساء إلى مدرسة الكويت ونحن إلى حفرة، ثم عبرنا الحاجز المقام عند مستشفى الإندونيسي". وبعد عبوره، اكتشف أن الاحتلال اعتقل عددا من المواطنين وكان ابنه من ضمنهم. ويستذكر "وضعونا في حفرة كبيرة كانت مليئة بالنفايات، وتعرضنا لإهانات شديدة وألفاظ بذيئة جدا مليئة بالشماتة، وكنا ننتظر أن يقتلونا، لم نكن نعرف ماذا يريدون".

هاني الدريني يقول إن الاحتلال اعتقل 3 من أبناء أعمامه خلال اجتيازهم الحاجز العسكري (الجزيرة)

وفي مأواه الجديد، يملأ القلق قلب فايز على مصير ابنه عمر، لعلمه بما يتعرض له المعتقلون الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال من تعذيب ومعاملة قاسية.

وفي الأماكن التي لجأ لها سكان شمال القطاع، لا تكاد تخلو عائلة نازحة من معتقل اختطفه جنود الاحتلال من بين ذويه عند الحاجز.

ويروي هاني الدريني قصته المريرة مع الحاجز بعد أن اعتقل الجنود 3 من أبناء أعمامه، وهم أسامة ورمزي وموسى. وعاش لحظات من الرعب بعد أن حوصر في منطقة "مشروع بيت لاهيا" لمدة 15 يوما، وسط قصف متواصل.

مئات العائلات النازحة من شمال القطاع فقدت أفرادا منها وتقيم في الخيام (الجزيرة) الإخفاء القسري

أما حسين نبهان الذي شهد اعتقال 10 من أفراد عائلته، فيروي تفاصيل المأساة التي عاشها، ويقول للجزيرة نت "أجبرونا على خلع ملابسنا، ودخلت علينا الطائرات الصغيرة (كواد كابتر) تطلب منا تسليم أنفسنا، وتم اقتيادنا للحاجز". ويتحدث بمرارة عن اعتقال أفراد أسرته، ويوضح أن من بينهم طفلين، وهما إبراهيم (17 عاما) وياسر (15 عاما).

ويقول رامي عبده رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن ظروف العدوان لم تتح حصر أعداد المعتقلين بشكل دقيق، خاصة أن إسرائيل تمارس أسلوب الإخفاء القسري خلال الحرب، ولا تقدم أي معلومات حول الأسرى لديها. لكنه أوضح -للجزيرة نت- أن أعداد المعتقلين في شمال القطاع منذ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري (أي منذ بدء الهجوم الأخير على هذه المناطق) لا تقل عن 600 معتقل.

ولفت عبده إلى أن قوات الاحتلال -في عدوانها الجاري في شمال القطاع- كررت استخدام أسلوب الحفرة الكبيرة التي يتم احتجاز المعتقلين فيها، سواء كانوا ذكورا أو نساء أو أطفالا، لساعات قبل أو بعد اقتيادهم للتحقيق والفحص الأولي، كشكل من أشكال الإهانة والترهيب.

ووفقا له، وثق المرصد حالات عديدة استخدم فيها جيش الاحتلال مدنيين فلسطينيين دروعا بشرية. ومن أشكال هذا الأسلوب إجبار المعتقل على ارتداء زي الجيش ووضع كاميرا مثبتة على رأسه، وإجباره على القيام بمهام تفتيش أو دخول منازل وأنفاق قبل وصول الجنود الإسرائيليين إليها.

وقال عبده إن تقديرات مؤسسته الحقوقية تشير إلى أن 10 آلاف فلسطيني تعرضوا للاعتقال في قطاع غزة منذ بداية الحرب، منهم نحو 4 آلاف عامل جرى الإفراج عنهم على دفعات.

وبشأن العدد الإجمالي للمعتقلين حتى الآن، ذكر أنه غير معلوم، نظرا لاستخدام الاحتلال أسلوب الإخفاء القسري ورفضه الكشف عن معلومات بشأنهم. وأوضح أن المُفرج عنهم من المعتقلين كشفوا عن "أهوال التعذيب التي تعرضوا لها والتي وصلت إلى حد قتل العشرات منهم".

وأضاف عبده أن المرصد الأورومتوسطي وثّق "قتل ما لا يقل عن 60 أسيرا بعضهم في اليوم الأول للاعتقال، وبينهم طبيبان على الأقل".

مقالات مشابهة

  • برشقات صاروخية.. حزب الله يستهدف تجمعات للاحتلال ويعلن تدمير آلية جند إسرائيلية
  • المعتقلون جرح آخر يدمي أهالي شمال غزة
  • الدويري: استهداف 8 آليات بيوم واحد يعني أن المقاومة أعادت بناء نفسها شمال غزة
  • حصيلة لافتة لعمليات القسام شمال غزة.. تدمير 11 آلية عسكرية للاحتلال
  • ميناء دمياط يجري تجربة عملية لمكافحة التلوث البحري
  • أكثر من 1000 قتيل منذ بدء الحصار الإسرائيلي شمال غزة وإعلان بيت لاهيا مدينة «منكوبة»
  • الدويري: المقاومة بغزة تستخدم “شراك الخداع” وليس أمامها سوى خيارين
  • ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على مبنى في بيت لاهيا شمال غزة إلى 77 مواطنا
  • الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة جديدة ببيت لاهيا شمالي القطاع
  • الاحتلال الإسرائيلي يحرق مدرسة الفاخورة بجباليا ويوقع عشرات الشهداء بغزة