«منتدى دبي» يحتفي بـ40 عامًا من العلاقات الدبلوماسية الإماراتية الصينية
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
دبي: «الخليج»
اُختتمت أعمال «منتدى دبي» والذي عُقد بمناسبة مرور 40 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، واحتفاءً بالشراكة الاستراتيجية التي جمعت بين الجانبين على مدار أربعة عقود كاملة، كانت خلالها نموذجاً للعلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والحرص على تحقيق المصالح المشتركة.
جاء المنتدى بتنظيم القنصلية العامة لجمهورية الصين الشعبية بدبي، والمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وجمعية الدبلوماسية العامة الصينية، وغُرف دبي، تحت عنوان «40 عاماً معاً نحو مزيد من التنمية»، وضمّ مشاركة رفيعة المستوى جمعت أكثر من 400 من المسؤولين الحكوميين وممثلي قطاعات حيوية عدة لاستكشاف سبل جديدة للتعاون بين البلدين. الصورة
وتحدّث خلال المنتدى كلٌ من: تشانغ ييمينج، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة، وعبد الله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد، وأو بوكيان، القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية بدبي، ومحمد علي راشد لوتاه، مدير عام غُرف دبي، ووو هايلونج، رئيس جمعية الدبلوماسية العامة الصينية، ووين بينغ، رئيس الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية، ولفيف من قيادات القطاعين الحكومي والخاص في البلدين.
وأشاد الجميع بالتطور الكبير الذي شهدته العلاقات الإماراتية الصينية على مدار أربعة عقود من التعاون البناء في شتى المجالات، مؤكدين أهمية مواصلة الحوار وتبادل الرؤى والأفكار لاكتشاف المزيد من فرص التعاون لاسيما في المجالات التي يعنى بها البلدان.
تعزيز الشراكات
قال محمد علي راشد لوتاه،: «دولة الإمارات وجمهورية الصين يجمعهما العديد من العوامل المشتركة ومن أهمها الالتزام بالتنمية المستدامة والاهتمام بالاستثمار في بناء جيل جديد من القيادات الشابة. ومع استمرار دبي في النمو كمركز عالمي لتعزيز التعاون الاقتصادي الدولي والابتكار، تلتزم غرف دبي بتعزيز الشراكات الداعمة للنمو التجاري، فضلاً عن تعزيز ديناميكية ريادة الأعمال والارتقاء بالاستثمارات المشتركة».
من جانبها، قالت منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام والمدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي: «يسعدنا أن يكون المكتب الإعلامي لحكومة دبي شريكاً في تنظيم هذا الحدث التزاماً بدعم نهج دولة الإمارات وإمارة دبي بمد المزيد من جسور التعاون مع مختلف الدول الصديقة حول العالم.»
وأضافت: «لاشك في أن قوة التأثير التي تتمتع بها وسائل الإعلام، وتنامي هذا التأثير في ظل التحوّل إلى البيئة الرقمية، يؤهلها للقيام بدور مهم في توطيد أواصر التعاون الدولي وبناء المزيد من جسور التفاهم بين الشعوب، ومشاركة قصص النجاح الملهمة، خاصة وأن قطاع الإعلام يحظى باهتمام كبير في البلدين، ما يبشر بإمكانات لا نهائية للتعاون في هذا المجال واكتشاف فرص جديدة لتبادل الخبرات والتجارب الإعلامية المتميزة بين الجانبين».
روابط وثيقة
أشاد تشانغ بيمينغ، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة، بأواصر التعاون الوثيقة التي طالما جمعت بين دولة الإمارات وبلاده، على المستويين الرسمي والشعبي، مؤكداً عمق ورسوخ علاقات الشراكة الشاملة التي توطدت بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وشي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، ليس فقط على صعيد المجالات السياسية والتنموية وإنما كذلك على المستويات الثقافية والعلمية وغيرها، وهي العلاقات التي وصفها الرئيس الصيني بأنها نموذج للعلاقات الصينية مع العالم العربي.
وأكد أن الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مايو 2024 إلى الصين، كان لها بالغ الأثر في توطيد دعائم هذه الشراكة وتوسيع آفاقها، فيما شهدت علاقات التعاون الثنائي دفعة أخرى مهمة بزيارة لي تشيانغ، رئيس مجلس الدولة في الصين إلى الإمارات في سبتمبر الماضي.
وأشاد بما تشهده دولة الإمارات من مظاهر النهضة الحضارية والإنجازات الكبرى المتحققة في العديد من المجالات، منوها سعادته بنهج التخطيط الواعي والاستعداد للمستقبل الذي تنتهجه دولة الإمارات وإمارة دبي.
وعدّد السفير بيمينغ أوجه التعاون التي جمعت بين البلدين على مدار أربعة عقود وشملت مجالات الاقتصاد والاستثمار والصناعة والتحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والصناعات الدوائية، وغيرها من المجالات، لافتاً إلى أن دولة الصين هي الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات على مستوى العالم، كذلك فإن دولة الإمارات هي أكبر شريك عالمي للصين في التجارة غير النفطية، وأكبر وجهة استثمارية للصين في العالم العربي. وقال إن حجم التجارة غير النفطية بين البلدين في النصف الأول من العام 2024 تجاوز 50 مليار دولار، فيما من المتوقع أن يتجاوز إجمالي التبادل التجاري مع نهاية العام 100 مليار دولار.
شراكة متينة
قالت أو بوكيان، القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية في دبي: «يمثل منتدى دبي علامة مهمة في الشراكة الإماراتية الصينية التي استمرت 40 عاماً، والتي تستمر في النمو في مختلف القطاعات ومجالات الحياة. وبينما نحتفي بهذه المناسبة، يسعى المنتدى إلى صياغة مستقبل جديد في علاقتنا مع التركيز على تسريع التفاعل والتعاون في مجالات مهمة مثل الطاقة والإعلام وتمكين الشباب».
وقال وو هايلونج، رئيس جمعية الدبلوماسية العامة الصينية: «لا يحتفي هذا المنتدى بأربعة عقود من العلاقات الإماراتية الصينية فحسب، بل يخدم أيضاً كمنصة لتحديد أهداف وأولويات مشتركة جديدة للمستقبل. لقد تطورت علاقتنا بشكل كبير على مر عقود، ونقف الآن على أعتاب مرحلة مهمة».
مساحة واعدة
سلّطت مريم الملا، مديرة نادي دبي للصحافة، الضوء على الدور المهم الذي تلعبه وسائل الإعلام في مد جسور التواصل بين الثقافات وتعزيز التعاون الدولي، وقالت: «وسائل الإعلام ليست مجرد أداة للتواصل، بل هي محفز قوي للتقارب الفكري والثقافي ووسيلة مهمة لتوسيع فرص التفاهم بين الشعوب. وفي هذا العصر الرقمي سريع التطور، تساهم وسائل الإعلام في تجاوز الحواجز الجغرافية والثقافية وإيجاد مساحات جديدة للتعاون».
وركزت جلسة «الطاقة الجديدة» على موضوع التحول الأخضر والتنمية المستدامة، حيث ناقش المشاركون سبل تنفيذ مستهدفات «اتفاق الإمارات» التاريخي الذي تم التوصل إليه في مؤتمر الأطراف «كوب 28».
أما الجلسة التي حملت عنوان «الجيل الجديد»، ناقشت فرص استحداث رؤى جديدة لسبل دعم وتمكين الشباب في كلا البلدين، حيث تطرق المشاركون إلى متطلبات إيجاد أرضية مشتركة لتعزيز التعاون الثقافي واكتشاف الممكنات اللازمة لتأكيد دور الشباب في عملية التنمية.
واُختتمت مناقشات منتدى دبي بالتأكيد على التزام الجانبين بتعميق العلاقات الثنائية، مع التركيز على الاستفادة من الفرص الجديدة في دفع التعاون المستقبلي وتسريع وتيرته في المجالات الحيوية الداعمة لخطط التنمية الشاملة والمستدامة في البلدين.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات الصين الإماراتیة الصینیة دولة الإمارات الصین الشعبیة وسائل الإعلام منتدى دبی
إقرأ أيضاً:
حكومة الإمارات تشارك تجاربها وخبراتها في منتدى مدغشقر لتبادل المعرفة
نظمت حكومتا دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مدغشقر- بحضور فخامة أندريه نيرينا راجولينا رئيس مدغشقر ومعالي كريستيان نتساي رئيس الوزراء – منتدى لتبادل المعرفة والخبرات والتجارب بمشاركة 15 وزيراً و100 مسؤول حكومي من البلدين.
تم خلال المنتدى عرض تجربة دولة الإمارات في مجالات التطوير والتحديث الحكومي، ضمن سلسلة جلسات حوارية مفتوحة وحلقات نقاشية شملت العديد من مجالات العمل الحكومي.
وأشاد فخامة أندريه نيرينا راجولينا بالشراكة الإيجابية مع دولة الإمارات وما تمثله من نموذج متفرد للعلاقات الثنائية الهادفة لتعزيز جاهزية الحكومات والارتقاء بجودة حياة المجتمعات، مشدداً على أهمية التعاون الثنائي في مجالات التطوير الحكومي لدعم خطط مدغشقر ورؤاها المستقبلية.
وقال رئيس مدغشقرإن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد نموذجاً عالميا للتنمية البشرية والاقتصادية إذ تمكنت بفضل الرؤية المستقبلية لقيادتها من التحول إلى مركز اقتصادي عالمي في غضون بضعة عقود، وأثبتت أنه يمكن تحويل الحلم إلى واقع، ونحن بحاجة إلى شراكات قوية مع دولة الإمارات في مختلف مجالات العمل الحكومي والتنموي حتى تصبح مدغشقر نموذجاً للتنمية الأفريقية، وأنا على يقين بأن التعاون مع الإمارات سيسرع وتيرة التنمية في مدغشقر”.
وأكد معالي محمد عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء أن قيادة دولة الإمارات تؤمن بالدور المحوري للشراكات الدولية في استشراف وتصميم وصناعة المستقبل، وابتكار الحلول الكفيلة بتعزيز جاهزية الحكومات وقدرتها على استباق تحدياته مشيراً إلى أن شراكات التبادل المعرفي التي تنظمها دولة الإمارات مع مختلف دول العالم، تسعى إلى ابتكار وتطبيق نماذج حية للعمل الحكومي المشترك والبناء، الهادف إلى تعزيز التواصل الحكومي وتصميم مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وقال إن ريادة العمل الحكومي تمثل عاملاً مهماً في دفع مسيرة التطور والنمو المجتمعي، ومحركاً لصناعة المستقبل وأكد أن حكومتي دولة الإمارات وجمهورية مدغشقر تدركان أن الشراكات في تبادل المعرفة والخبرات ومشاركة أفضل التجارب الآلية المثلى لتحقيق التنمية وترسيخ بيئة تعاون دولي تشجع على الابتكار وتولد حلولاً مبتكرة للتحديات العالمية.
ركز منتدى التبادل المعرفي الحكومي بين الإمارات ومدغشقر على سبل توفير منصة لمشاركة تجربة دولة الإمارات في ابتكار وتطوير الجيل الجديد للعمل الحكومي المستقبلي، وتبادل أفضل الممارسات الحكومية، من خلال جلسات حوارية وحلقات نقاشية تخصصية شملت مجالات التعاون الثنائي في التحديث الحكومي.
ضم وفد دولة الإمارات كلاً من معالي حصة بنت عيسى بوحميد مدير عام هيئة تنمية المجتمع بدبي، وسعادة عبد الله ناصر لوتاه مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي، وسعادة يونس حاجي الخوري وكيل وزارة المالية، وسعاد هدى الهاشمي مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية، وسعادة محمد بن طليعة رئيس الخدمات الحكومية في حكومة الإمارات، و المقدم دانة حميد المرزوقي مدير عام مكتب الشؤون الدولية بوزارة الداخلية، وسعادة عبد العزيز الجزيري نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، وسعادة الدكتورة منال تريم المدير التنفيذي لمؤسسة نور دبي، وعدد من المسؤولين.
واستعرض المنتدى في جلسات وكلمات رئيسية مواضيع شملت قوة التعاون والشراكات، والتمويل المستقبلي، وتنمية المجتمع، واستراتيجيات المستقبل، وتصفير البيروقراطية الحكومية، والمسرعات الحكومية والخدمات الحكومية، والأمن والسلامة، والمبادرات الإنسانية المستدامة، ومستقبل الذكاء الاصطناعي.
وبحث المشاركون في المنتدى المجالات الرئيسية للتبادل المعرفي وجوانب التحسين الحالية في مدغشقر، والقطاعات التي تحتاج إلى اهتمام فوري وناقشوا دور الشراكات في إحداث أثر إيجابي وتسريع تحقيق الأولويات.
وتبادل الحضور في جلسة عصف ذهني الأفكار والرؤى حول الفرص المحتملة للتعاون، والخطوات المقبلة لتعزيز الشراكات الفعالة.
وناقش المشاركون في اجتماعات الطاولة المستديرة آليات تصميم مبادرات ومشاريع تحولية في حكومة جمهورية مدغشقر بالاستفادة من تجارب حكومة دولة الإمارات، في مجالات الاستراتيجية والمسرعات الحكومية، والخدمات الحكومية، والتميز الحكومي، والأداء الحكومي، والتنافسية الحكومية، ولغة المستقبل، وتنمية المجتمع، والأمن والسلامة، والتمويل، والمبادرات الإنسانية المستدامة.
وتطرق المشاركون أيضا في جلسة تسريع الاستراتيجية الحكومية والمسرعات الحكومية إلى وضع استراتيجيات مبتكرة لتعزيز الاستراتيجية الحكومية، وتحسين الكفاءة والاستجابة السريعة للتحديات المتغيرة وناقشوا في محور الخدمات الحكومية كيفية تطوير الخدمات لتكون أكثر سهولة وفعالية، ما يعزز تجربة المتعاملين ويضمن تقديم خدمات عالية الجودة تلبي احتياجات المجتمع.
فيما تناولوا في محور التميز الحكومي أفضل الممارسات التي تضمن تحقيق التميز في الأداء، والمعايير العالمية لتطوير الأداء المؤسسي لتحقيق نتائج مستدامة.
وبحثت جلسات الطاولة المستديرة في محور الأداء الحكومي أساليب تحسين الأداء عبر منهجيات متقدمة وأدوات تقييم دورية، بهدف رفع مستوى الخدمات وتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع، وناقشت في محور التنافسية الحكومية كيفية تعزيز تنافسية المؤسسات الحكومية وطنيا وعالميا وبحثت في محور لغة المستقبل أهمية التركيز على المهارات اللغوية الحديثة، بما في ذلك البرمجة والذكاء الاصطناعي.
وناقش المجتمعون في محور الاستدامة الاجتماعية السياسات المعززة لمشاريع ضمان توفير بيئة متكاملة ومتوازنة تعزز جودة حياة المجتمع، وبحثوا في محور الأمن والسلامة سياسات وإجراءات لحماية الأفراد والمجتمع وتوفير بيئة آمنة، وتطرقوا في محور السياسة المالية المستدامة إلى أهمية وضع سياسات تضمن استقرار الاقتصاد وتلبية احتياجات الأجيال القادمة بدون التأثير على الموارد المالية، بينما بحثوا في محور استدامة المبادرات الإنسانية آليات تقديم الدعم الإنساني من خلال برامج تضمن استمرارية العطاء.
جدير بالذكر، أن حكومتي دولة الإمارات وجمهورية مدغشقر أعلنتا ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2024، في فبراير الماضي، شراكة في مجالات التطوير الحكومي، شملت 8 محاور هي التحديث الاستراتيجي، والبرمجة والذكاء الاصطناعي، والتنافسية الحكومية، والخدمات الحكومية، والأداء الحكومي، وبناء القدرات الحكومية، والمسرعات الحكومية، والتميز الحكومي. وتركز الشراكة على تبادل الخبرات لتعزيز معايير الجودة في تقديم الخدمات الحكومية، وتسهيل تقديمها للمتعاملين بالاعتماد على أحدث التقنيات، إضافة إلى تطوير الخبرات المتخصصة في استشراف مستقبل العمل الحكومي.