بوابة الوفد:
2025-02-05@10:05:00 GMT

الحــق و الـواجــب

تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT

لا شك أن مبدأ الحق والواجب ، أو الحق مقابل الواجب ، أحد أهم المبادئ العادلة التى تسهم فى إصلاح المجتمع ، فهناك الحقوق والواجبات المتبادلة بين الآباء والأبناء ، وبين الأزواج ، وبين الجيران ، وبين الأصدقاء ، وبين الشركاء ، وبين المواطن والدولة ، وبين العمال وأرباب العمل، وبين المعلم والمتعلم .
وقد أشارت بعض النصوص القرآنية والنبوية إلى هذه التبادلية ، وإلى ضرورة الوفاء بالحقوق والواجبات معا ، حيث يقول الحق سبحانه فى العلاقات بين الزوجين: «وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِى عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ» (البقرة : 228) ، ويقول سبحانه فى الحديث القدسى : ” ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، رَجُلٌ أَعْطَى بِى ثُمَّ غَدَرَ ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ  “(رواه البخاري) ،
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ (رضى الله عنه) قَالَ: ” كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) لَيْسَ بَيْنِى وَبَيْنَهُ إِلاَّ مُؤَخِّرَة الرَّحْلِ فَقَالَ: يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قُلْتُ : لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ .

ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ. ثُمَّ سَارَ سَاعَةَ ، ثُمَّ قَالَ: (يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ) ، قُلْتُ لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: هَلْ تَدْرِى مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ ؟ . قَالَ : قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا). ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ،  ثُمَّ قَالَ: يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ: هَلْ تَدْرِى مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟. قَالَ: قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: “أَنْ لاَ يُعَذِّبَهُمْ” (متفق عليه) .
وعن سيدنا على ( رضى الله عنه ) أنه قال فى خطبة له خطبها بصفين: أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ جَعَلَ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ لِى عَلَيْكُمْ حَقًّا بِوِلاَيَةِ أَمْرِكُمْ، وَ لَكُمْ عَلَيَّ مِنَ اَلْحَقِّ مِثْلُ اَلَّذِى لِى عَلَيْكُمْ، وَاَلْحَقُّ أَوْسَعُ اَلْأَشْيَاءِ فِى اَلتَّوَاصُفِ وَأَضْيَقُهَا فِى اَلتَّنَاصُفِ، لاَ يَجْرِى لِأَحَدٍ إِلاَّ جَرَى عَلَيْهِ ، وَ لاَ يَجْرِى عَلَيْهِ إِلاَّ جَرَى لَهُ، وَلَوْ كَانَ لِأَحَدٍ أَنْ يَجْرِيَ لَهُ وَلاَ يَجْرِيَ عَلَيْهِ لَكَانَ ذَلِكَ خَالِصاً لِلَّهِ سُبْحَانَهُ .
ورأى بعض الناس رجلا مسنًّا يزرع نخلة لا ينتظر أن يجنى شيئًا من ثمارها فى حياته ، فقيل له : وهل تنتظر أن تدرك جنى شيئ من ثمارها ؟ فقال الرجل : زرع من قبلنا فحصدنا ، ونحن نزرع ليحصد من بعدنا ، ” افعل   ما شئت كما تدين تدان” .
والقاعدة : أن من أخذ الأجر حاسبه الله على العمل ، وأن العقد شريعة المتعاقدين ، وقد أمرنا رب العزة بالوفاء بالعقود ، فقال سبحانه : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ ” (المائدة : 1) ، وحذرنا سبحانه من خيانة الأمانات فى العمل أو فى غيره ، فقال سبحانه : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ” (الأنفال : 27) ، وحثنا نبينا (صلى الله عليه وسلم) على إتقان العمل ، فقال : ” إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ” (مسند أبى يعلى ) .
فما أحوجنا إلى ترسيخ مبدأ الحق مقابل الواجب فى كل مجالات حياتنا وعلاقاتنا ، وبخاصة فى مجال العمل ، إذ لا يمكن للحياة ولا العلاقات أن تستقيم من جانب واحد، فيكون أحد الشقين معتدلا والآخر مائلا ، إنما تستقيم الأمور باستواء الجانبين معا ، والوفاء بالحقوق والواجبات معا ، نؤدى الذى علينا حتى يبارك الله (عز وجل) فى الذى لنا .

الأستاذ بجامعة الأزهر
عضو مجمع البحوث الإسلامية

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الله عز وجل الحــق و الـواجــب أ د محمد مختار جمعة الأستاذ بجامعة الأزهر عضو مجمع البحوث الإسلامية ی ا م ع اذ

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع التقى رئيس المحكمة العسكرية: لإحقاق الحق وإرساء العدالة

التقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم  قبل ظهر اليوم في مكتبه في اليرزة، رئيس المحكمة العسكرية العميد وسيم فياض وكان عرض  لسير العمل في المحكمة وبهيئاتها كافة. 

واشاد سليم  بـ"عمل المحكمة العسكرية وقضاتها، وبالجهود التي يبذلها  العاملون فيها من خلال العمل بشفافية وحرفية لإحقاق الحق وإرساء العدالة بأعلى درجات الدقة والتجرد والصدق"، وشدد على "أهمية اصدار الأحكام العادلة بالسرعة اللازمة في كل القضايا والملفات التي يعمل عليها القضاء العسكري".

مقالات مشابهة

  • محظورات على اللاجئين في القانون الجديد
  • وزير الدفاع التقى رئيس المحكمة العسكرية: لإحقاق الحق وإرساء العدالة
  • ماذا أفعل إذا كانت ذنوبي كثيرة؟.. انتبه لـ10 حقائق بحديث النبي
  • "السلام مع النفس والمجتمع".. ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي بأوقاف الفيوم
  • ذنوبي كثيرة كيف أرجع إلى الله؟.. الدكتور أيمن الحجار يجيب
  • القطاع التربوي بحجة ينظم فعاليات بذكرى سنوية الشهيد الرئيس الصماد
  • شاسع جدا.. أمين الفتوى يشرح الفارق بين خمر الدنيا والآخرة
  • لماذا حرم الله الخمر في الدنيا وأحله في الجنة؟.. أمين الفتوى يجيب
  • ما هو عرش الرحمن؟.. 10 حقائق عجيبة لا يعرفها كثيرون عنه
  • الدكتور عبد اللطيف سليمان: هذه أقرب المخلوقات إلى الله