بوابة الوفد:
2024-11-25@02:14:33 GMT

خطة الجنرالات فى غزة

تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT

الهجمات التى شنتها إسرائيل هذا الخريف على الشمال فى غزة كانت تتسم بمستويات مروعة من الانحطاط.
فى أكتوبر الماضي، طلب جيورا إيلاند، هو جنرال إسرائيلى متقاعد، من إسرائيل منع الآخرين من تقديم المساعدة الواضحة لغزة، وأن على السكان الفلسطينيين أن يغادروا «إما مؤقتاً أو بشكل دائم». ولم يكن إيلاند يبالغ فى هذا، فقد أعلن: «يجب أن يُقال للناس إن أمامهم خيارين، إما البقاء والموت جوعاً، أو المغادرة»، وإذا لم يوافقوا على هذا التطهير العرقى الجماعي، فإنهم «سوف يموتون جوعاً ليس بسبب القنابل الإسرائيلية، بل لأن غزة لن تكون بها مياه».


وفى الوقت نفسه تقريبًا، أكد فى عموده فى صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية على الحاجة إلى حظر دخول الوقود إلى غزة، ندد آيلاند بالحديث عن نساء غزة «الفقيرات»، على أساس أنهن «جميعهن أمهات أو أخوات أو زوجات لقتلة حماس»، وحث إسرائيل على احتضان انتشار الأوبئة لأنها «ستقرب النصر وتقلل من الخسائر بين جنود جيش الدفاع الإسرائيلي».
وفى الآونة الأخيرة، أعد آيلاند ما يسمى «خطة الجنرالات»، والتى تأمر فيها إسرائيل المدنيين بمغادرة شمال غزة المحاصر بالكامل وتعلنها منطقة عسكرية مغلقة، مع اعتبار الباقين أهدافاً مشروعة. وقد تمسك آيلاند بنصه بعناد، معلناً : «هذا لا يعنى بالضرورة أننا سنقتل كل شخص. فلن يتمكن الناس من العيش هناك. سوف تجف المياه». والواقع أن إسرائيل منعت وصول الغذاء وغيره من الضروريات الأساسية للحياة إلى أربعمائة ألف فلسطينى متبقين شمال وادى غزة.
الفلسطينيون لا يعيشون أى نوع من الحياة، إنهم يكافحون من أجل البقاء يوماً بيوم، ويفضل البعض الموت فى المنزل بدلاً من الاضطرار إلى الانتقال مرة أخرى، لأن السلامة ليست مضمونة فى أى مكان.
لا يوجد مكان آمن فى غزة ، والفلسطينيون المنكسرون العاطفيون يقررون أن القتل فى الشمال أفضل من الذهاب إلى الجنوب للعيش فى خيمة، وحفر حفرة للذهاب إلى المرحاض. ففى مخيم جباليا المحاصر، يُحرم 18 ألف فلسطينى من الماء والغذاء والوصول إلى الرعاية الصحية.
الآن، تغطى أوامر التهجير القسرى ستة وثمانين فى المائة من غزة ، وكما لاحظ الأمين العام للأمم المتحدة : «يُحشر مليونا فلسطينى الآن فى مساحة بحجم مطار شنغهاى الدولي». ولكن النقطة الأساسية هنا هى أن غزة بأكملها أصبحت غير صالحة للسكن، وهو ما أكده تقرير جديد للأمم المتحدة وجد أن إسرائيل «نفذت سياسة منسقة لتدمير نظام الرعاية الصحية فى غزة». ووصفت الأمم المتحدة استهداف إسرائيل المتعمد والمستمر للمرافق الصحية بأنه يشكل «جريمة ضد الإنسانية تتمثل فى الإبادة». وفى مستشفى الأقصى ، احترق المرضى أحياء فى أسرتهم، وكان بعضهم لا يزال متصلاً بالتنقيط الوريدي، فى أعقاب ضربة صاروخية إسرائيلية هذا الأسبوع.
فى العادة، تبذل الدول التى ترتكب فظائع ضد المدنيين جهوداً كبيرة للتغطية عليها. لكن الهجوم الإبادى الإسرائيلى ليس مثالاً على ذلك. ونادراً ما يتم الإعلان عن نية القتل علناً دون خجل أو اعتذار فى مناسبات عديدة. ففى كل يوم، توثق مجموعة الصحفيين الفلسطينيين الناجين، التى تتقلص أعدادها باستمرار، الفظائع البشعة، بينما ينشرها الجنود الإسرائيليون على وسائل التواصل الاجتماعى للتسلية العامة.
السؤال: كيف أصبحت الفظائع الإنسانية العظيمة فى الماضى ممكنة، سواء من خلال التواطؤ النشط أو الصمت، إنها جريمة موثقة أكثر من أى جريمة أخرى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مستشفى الأقصى الأمم المتحدة د مصطفى محمود فى غزة

إقرأ أيضاً:

ناشطة بريطانية تضرب عن الطعام لإجبار بلادها علي التخلي عن دعم إسرائيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أضربت الناشطة البريطانية ليزي جرينوود عن الطعام احتجاجا على دعم المملكة المتحدة لجرائم الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، بحسب ما ذكر موقع "ميدل إيست مونيتور" البريطاني اليوم السبت.

وأشار الموقع إلي أن جرينوود مضربة عن الطعام منذ 27 يوما، حيث لم تستهلك سوى الحد الأدنى من السعرات الحرارية وأحيانا 250 سعرة حرارية يوميا تضامنا مع الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الحصار في غزة، وسط استمرار منع وصول المساعدات الإنسانية للقطاع. 

ويعد إضراب جرينوود عن الطعام بمثابة خطوة تضامنية جذرية، وهو مدفوع بإيمانها بأن تمويل المملكة المتحدة وتسليح إسرائيل يجعلها متواطئة في الإبادة الجماعية. 

وحاولت الناشطة البريطانية عبر العديد من الطرق الأخرى للاحتجاج إلي أن قامت بإضرابها عن الطعام، حيث تعتقد أن الشيء الوحيد المتبقي لها هو جسدها وحياتها. 

وشددت على إنها ترفض التواطؤ في الإبادة الجماعية وترى أن إضرابها عن الطعام سيجبر حكومة المملكة المتحدة على مواجهة الحقيقة. 

وعلى الرغم من حالتها الصحية والجسدية المتدهورة ودخولها المستشفى، تقول جرينوود: "كل ما أمر به لا شيء مقارنة بما يعيشه الناس في غزة كل يوم." 

ولفت الموقع إلي أن إضراب جرينوود لا يسلط الضوء على الحاجة لإنهاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي علي غزة فحسب، بل يسلط الضوء أيضا على قدرة الفرد على إحداث تغيير كبير.

مقالات مشابهة

  • السوداني: إسرائيل هددت العراق بـذرائع واهية
  • إسرائيل.. المصادقة على تعيين سفير جديد إلى الولايات المتحدة
  • الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات لغزة
  • لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
  • ناشطة بريطانية تضرب عن الطعام لإجبار بلادها علي التخلي عن دعم إسرائيل
  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل.. لا شىء اسمه فلسطين
  • وزير االاتصالات: ندرس إصدار ميثاق افريقيا للذكاء الاصطناعي
  • مصر تستضيف الدورة الثانية للحوار العالمى لحوكمة الذكاء الاصطناعى
  • الإمارات: آثار خطيرة لقرار إسرائيل حظر عمل «الأونروا»
  • القرار 1701 .. حجر الزاوية لأي هدنة بين إسرائيل وحزب الله