قال نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار إن المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية في نسخته الثانية أتاح الفرصة لمناقشة مبادرتين رائدتين، وهما البرنامج الوطني للتنمية البشرية، و(الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024- 2030)، مؤكداً أن الاستراتيجيتين تمثلان خارطة طريق واضحة لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، وتعزيز جوانب الأمن الصحي القومي، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.

 

وأضاف عبد الغفار -في ختام كلمته خلال الجلسة الختامية للمؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية- أنه بعد مرور 30 عاماً على إعلان القاهرة 1994، وهو الإعلان الأول لإحداث نقلة نوعية في ملف السكان من التعداد إلى التنمية البشرية والحقوق الإنجابية، فإن الحكومة المصرية تؤكد أن صحة وتعليم ومهارات ورفاهية شعبها هي أساس تقدم البلاد، ما يحتم علينا الالتزام برفع مؤشر التنمية البشرية للبلاد من خلال تعزيز الصحة والرفاهية وتحسين التعليم وتطوير المهارات وتعزيز أنظمة الحماية الاجتماعية وضمان التمكين الاقتصادى وخاصة للشباب والمرأة، وكذلك بناء الوعى الرشيد ودعم الارتقاء بالخصائص السكانية وتحقيق العدالة، من خلال التعاون بين الوزارت والقطاعات المتعددة إدراكاً أن التنمية البشرية تتطلب نهجاً حكومياً وليس مركزياً شاملاً، بالشراكة بين شركاء التنمية لتحقيق هذه الأهداف.

وأعلن عبد الغفار أهم التوصيات التي نتجت عن النسخة الثانية عن المؤتمر؛ التي تضمنت 3 محاور: التنمية البشرية والخدمات الصحية والقضية السكانية، وتضمنت التوصيات الخاصة بمحور "التنمية البشرية": الاستثمار في التعليم، من خلال تأمين الدعم للجميع في التعليم ما قبل الابتدائي، والتعليم الابتدائي لزيادة سنوات التعليم، وفي مجال التعليم العالي، والبحث العلمي، مواجهة التسرب من التعليم للحد من ارتفاع نسبة الأمية في الفئات العمرية الصغيرة والمتوسطة، والعمل على التشريعات اللازمة للحد من عمالة الأطفال، والتسرب، وزواج القاصرات، وربط الخريجين بسوق العمل واحتياجاته.

وزير الصحة يعلن موعد انعقاد المؤتمر العالمي للصحة والسكان والتنمية البشرية لعام 2025 خالد عبدالغفار يستقبل وزير الصحة السوداني لبحث التعاون المشترك في القطاع الصحي وزير الصحة يشهد توقيع اتفاقية لدعم مرضى سرطان البروستاتا وزير الصحة يشهد جلسة حوارية حول التعاون الفعّال للأطراف المعنية الاهتمام بدور الشباب

كما شملت توصيات محور التنمية البشرية: الاهتمام بدور الشباب في ريادة الأعمال والاستثمار في تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وتعزيز المساواة بين الجنسين والتحول الرقمي في مستقبل العمل، وإنشاء برنامج رياضي وطني شامل لاكتشاف المواهب وتطويرها لضمان توفير فرص رياضية متساوية في جميع أنحاء البلاد، الاهتمام باكتشاف المهارات المتعددة للأطفال والشباب، توفير التمويل المستدام، والإنفاق على التنمية البشرية، مع ابتكار مصادر غير تقليدية للتمويل.

وضمت التوصيات أيضا، تطوير أنظمة حماية اجتماعية شاملة لمعالجة عدم المساواة في الدخل وضمان تقديم الدعم للفئات الأكثر احتياجا، مع تعزيز استراتيجيات النمو التي تقلل الفجوات الاقتصادية، وتوفر فرصاً وموارد متساوية للجميع، وإعداد سياسات مستدامة لمعالجة قضايا المسنين، وتعزيز نظم الحماية الاجتماعية، والرعاية الصحية لكبار السن وتشجيعهم على الانخراط في العمل المجتمعي، تمكين المرأة من خلال النهوض ببرامج الحماية الاجتماعية وتنمية المهارات من خلال الاستثمار في التمكين الاقتصادي وتعزيز أطر سياسات الإدماج الاقتصادي والشمول المالي.

كما أوصى المؤتمر بتحقيق الشراكات بين المؤسسات الحكومية والقطاع الأهلي والخاص، الاهتمام بالبحث التطبيقي لحل المشكلات العملية في الرعاية الصحية، وتعظيم دور الثقافة والقيم والأخلاق مع الحفاظ على الهوية المصرية الأصيلة، ومراجعة واستحداث الأطر التشريعية والمؤسسية التي تضمن تنظيم عمل ملفات ومحاور المشروع القومي للتنمية البشرية.

وأوضح الدكتور خالد عبد الغفار، التوصيات الخاصة بمحور "الخدمات الصحية" التي تضمنت الوصول إلى التغطية الصحية الشاملة طبقاً للبرنامج الزمني المعد ومواجهة التحديات في مراحل التنفيذ بتعزيز قدرات المنشآت الصحية والكوادر الطبية، ورفع كفاءتهم وضمان تقديم خدمات صحية عالية الجودة، تطوير مراكز الرعاية الصحية الأولية، ورفع كفاءة الفريق الطبي، تخفيض وفيات حديثي الولادة والتوسع في مبادرات الصحة العامة، والعمل علي تخفيض معدلات الولادات القيصرية في القطاع الحكومي والخاص.

وأشار إلى أن التوصيات شملت أيضا ضمان صحة أفضل لأطفال المدارس في مصر من خلال التركيز على التشخيص المبكر والتدخل العلاجي السريع لحالات الأنيميا والسمنة والتقزم دمج الصحة النفسية في سياسات التنمية، بحيث تكون جزءًا أساسيًا من برامج التنمية البشرية، ورفع كفاءة الخدمة بالمستشفيات لتقليل قوائم الانتظار، وتعزيز التصنيع المحلي للدواء من خلال دعم إنتاج المواد الخام محليًا، مع ضرورة إنشاء نظام صحي رقمي متكامل يعتمد على دقة الأرقام وجودة البيانات.

وأكدت التوصيات ضرورة تطبيق الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات الصحية، مع زيادة الوصول إلى الخدمات الصحية الرقمية، وضرورة معالجة العلاقة بين المناخ والصحة عن طريق زيادة الاستثمار في البنية الأساسية القادرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، إطلاق استراتيجية، ومنصة موحدة للسياحة العلاجية، ورفع الوعي المجتمعي حول الأمراض غير السارية وأمراض القلب، والأوعية الدموية والسمنة، وإنشاء شبكة إفريقية للوقاية من الأمراض، وتوسيع نطاق تدريب الأطباء، وتعزيز دور مصر في قيادة برامج التدريب.

وأوضح الدكتور خالد عبد الغفار أن التوصيات الخاصة بمحور "القضية السكانية"؛ تضمنت تطبيق الخطة العاجلة لتحقيق الأهداف السكانية من خلال اللامركزية في تطبيق التنمية البشرية والاستراتيجية الوطنية للسكان وبالتنسيق مع المشروع القومى للتنمية البشرية، توسيع الوصول إلى خدمات تنمية الأسرة الشاملة مع رفع الوعى بخدمات ووسائل تنظيم الأسرة وتقديم المشورة الأسرية، الاستثمار في تمكين الأسرة المصرية من خلال التوسع في مبادرة "الألف يوم الذهبية"، دعم دورالمحافظات في تطبيق التنمية البشرية والاستراتيجية الوطنية للسكان والخطة العاجلة بالمحافظات.

كما تضمنت تعظيم دور رجال الدين وقادة المجتمع في دعم التحول الإيجابي في السلوك المجتمعي في ملفات القضية السكانية والتنمية البشرية، والتأكيد على تقديم برامج مشورة ما قبل الزواج وربطها بتحاليل ما قبل الزواج لتكوين أسرة واعية ومستقرة من أجل جيل سليم وصحي، توسيع الوصول إلى خدمات الصحة والإنجابية للفتيات والمراهقات خاصة في المناطق الأكثراحتياجاً، بالإضافة إلى رعاية حقوق المرأة الإنجابية وتنظيم الأسرة خاصة في صعيد مصر ومراعاة ملاءمتها لثقافة واحتياجات المجتمع.

وأعلن عبد الغفار، انعقاد الدورة الثالثة من المؤتمر في الفترة من 10 إلى 13 نوفمبر 2025، مؤكداً تكثيف العمل لخلق مستقبل يحظى فيه كل مصري بفرصة للعيش حياة صحية وكريمة.

وتضمنت الجلسة الختامية عرض فيلم تسجيلي قصير يبرز أهم الفعاليات والأنشطة خلال النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (PHDC24)، حيث حضر الجلسة الختامية: وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهرى، ووزيرة التضامن الاجتماعى الدكتورة مايا مرسى، ووزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصحة وزير الصحة التوصيات الشباب التعاون والتنمیة البشریة للتنمیة البشریة التنمیة البشریة الاستثمار فی وزیر الصحة عبد الغفار الوصول إلى خالد عبد من خلال

إقرأ أيضاً:

مركز الخاتم عدلان للاستنارة و التنمية البشرية في الرد على أمجد فرد وحلفائه

 

مركز الخاتم عدلان للاستنارة و التنمية البشرية في الرد على أمجد فرد وحلفائه

التاریخ: ١٨ ديمسبر  ٢٠٢٤

تحت عنوان :”استخدام المناصرة للعمل الإنساني كسلاح إدى إلى مأساة في مخيم زمزم للنازحين” كتب السیِدّ أمجد فرید مقالاً ینتقد فیه بیاناً تضامنیاً لمجموعة من منظمات المجتمع المدني السودانیة، بتاریخ ١٦ نوفمبر 2024 طالبت فیه القوات المشتركة التي تحارب بجانب الجیش السوداني، والتي أسست لھا وجوداً عسكریاً داخل معسكر زمزم للنازحین، الذي یقع بالقرب من مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور،بأن تنھي ھذا العمل غیر المسؤول الذي حتماً سوف یعرِّض النازحین المدنیین الأبریاء للخطر الجسیم لأنه یعسكر منطقة مدنیة. وقد حمّل كاتب المقال مسئولیة قصف معسكر زمزم من قبل الدعم السریع في بدایة شهر ديسمبر الجاري للجهات الموقعة  على البیان التحذیري آنف الذكر، واصفاً البیان بأنه استخدام مقصود للمناصرة وخیانة للعمل الإنساني.

یقِول السیِدّ فرید ما یلي:

التعسّف وقلب الحقائق رأساً على عقب

في محاولته إلصاق التھمة بنا بكل سبیل مھما كان، یتبِعّ السیِدّ فرید أسلوباً كناّ نظنھه حكراً على جماعة الإنقاذ وحدها فأسمعه يقول:

“إن الاستخدام المتعمد للمناصرة لتصویر ملاذ مدني على أنه ھدف عسكري مشروع كان محاولة لتبریر ھذا العمل الشنیع، وھو أیضًا خیانة فاضحة للمبادئ الأساسیة للإنسانیة التي یُفترض أن تحكم دور المجتمع المدني”.

فھل سمع الناس باحتقار للعقول مثل ھذا؟ وھل شھدوا إھانة للذكاء والبداھة والحس السلیم بمثل ھذا؟ كیف جاز للسیدّ فرید أن یقلب الحقائق رأساً على عقب؟ كیف یدین بیاناً ھو من أوجب واجبات المجتمع المدني الأخلاقیةِ في حمایة المدنیین من التعرّض للخطر عن طریق التنبیه والتحذیر والكشف عن الحقائق وفضح المتورطین في الانتھاكات؟ وكیف جاز له أن یعتبره سبباً في الھجوم على المعسكر بھذه الطریقة المتعسفة البائسة الیائسة (المتلبطة) التي تدوس على المنطق السلیم بصورة یبدو معھا وكأنه یعتبر الناس أنعاماً لا یفقھون شیئاً ولا یعقلون؟ وماذا یریدنا السیدّ فرید أن نفعل؟ أن نرى القوات المشتركة تجعل من النازحین دروعاً بشریة ثم نصمت؟ ولماذا؟ ما ھي الفِوائد التي یحققھا الصمت؟.

یجیب السیِدّ فرید بوضوح أكبر أن الدعم السریع استندت على البیان لتبریر الھجوم. أسمعه یقول:

“استندت المبررات التي قدمتھا قوات الدعم السریع لھجومھا على مخیم زمزم بشكل كبیر إلى بیان مثير للجدل وقع عليه – أو نُسب زورا إلى – عدة منظمات مجتمع مدني بارزة، وُنشر في 16 نوفمبر 2024”.

وهذا يعني أمرين.أولهما أن قوات الدعم السريع لم تكن تعلم بأن القوات المشتركة لها وجود بالمعسكر رغم استخباراتها التي تخترق الجيش نفسه من قمته لقاعدته، وثانيهما أنهم يجلسون ببلاهة في انتظر بيان لمنظمات توفر لهم المعلومة و المبررات لكيما يهاجمون المعسكر الذي يقع في إقليم يسيطرون معظم ولاياته إن لم يكن كلها وهذا أمر مضحك حد الرثاء. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل قدمت قوات الدعم السريع مبررات للهجوم على مسكر زمزم قالت فيه إنها استندت على البيان؟ أين ومتى قالت قوات الدعم السريع إنها استندت في هجومها على بياننا؟ نحن نطالب السيد فريد أما بإبرز الإثبات علينا أو الاعتذار العلني، إلا و أنه سوف لن يعدو قدره.

ونحن بدورنا نتساءل متى احتاجت قوات الدعم السریع لمبررات في كل الانتھاكات والجرائم التي ارتكبتھا؟ فھي مثلھا مثل الجیش الذي أنشأھا، یقتلون المدنیین وینتھكون جمیع القوانین الإنسانیة دون أن یرمش لھم جفن. ونتساءل أیضا ھل الذي أثار حنق السیدّ فرید حقا ھو تحذیر البیان من عسكرة المعسكر أم لأن ھذه القوات تابعة للجیش الذي یسانده السیدّ فرید لدِرجة التماھي ولا یذكر له ولا جریمة واحدة؟ لا یا سیِدّي إن الخیانة الحقیقیة لیست في بیانات التضِامن من حیث ھي بل إن الخیانة الحقیقیة ھي التغاضي عن السبب الحقیقي وھو وجود قوات مشنركة داخل المعسكر أنشأت الإرتكازات و أدخلت الأسلحة في انتهاك فاضح لجمیع الاتفاقات والعھود والبروتوكولات التي تعُنى بحمایة المدنیین في وقت الحرب، وشھدت علیھا ثلاثة بیانات وردت من تنسیقیة المعسكر، یضاف إلیھا ما أكده المبعوث الأمریكي توم بیرییلو من وجود ھذه  القوات في المعسكر وقد أدان ھذا الفعل غیر المسؤول، بقوله: “عسكرة (القوة المشتركة) لمخیم زمزم انتھاك للقانون الدولي الإنساني “.

وأنت إن أردت الحق فھو عمل جبان وحقیر من قبل القوات المشتركة. ھذا ھو السبب الحقیقي للھجوم .

السبب الواضح وضوح الشمس في كبد السماء، ولكن السیدّ فرید لا یراه من غرضٍ ورمدٍ أعمى قلبه وأغمى على عینیھ، لذلك ازورًّ منه وراغ كما یروغ الثعلب وذھبِ یتعلق بأسباب خیالیة أوھى من خیط العنكبوت ،ألا وھي أن بیان المنظمات ھو السبب، ویا للعجب! من الواضح أن اتھام المنظمات الموقعةّ على البیان یحقق له غایتین كبیرتین، الترویج لنفسه وتنصیبھا وصیاً على المجتمع المدني السوداني من ناحیة، والحط من قدر الآخرین من الناحیة الأخرى، خاصّة وأن ھناك سلوك رائج بین متعلمي بلادنا یحرِّكه الظن بأن الصعود للقمة عبر إزاحة المنافسین أسرع من منافستھم منافسة شریفة. لذلك حذقوا فنون التآمر والدس و”الحفر” وتصفیة الحسابات مع المنظمات التي یضطغنون علیھا. وھذا ھو عین ما مارس السیِدّ فرید عبر بیانھ المھترئ ھذا .

فإذا فھمنا دوافع السیدّ فرید ما بال المنظمات التي انسحبت؟ ھل بسبب شكل البیان أم متنه؟ فبحسب ما طالعناه من بيانات هناك منظمتان على الأقل لم تقولا أن سبب انسحابها هو عسكرة المعسكر معلومة كاذبة، بل جاء التسبیب أنھما لم یطّلعا على المقال قبل نشره! هل يعقل أن يكون جازت عليها حيلة هذا الرجل الذي لم یمنعه مانع من استخدام التھدید والوعید والابتزاز ضد من یفُترض أن یكونوا زملائه في المجتمع المدني السوداني؟ وإن كان من كلمة نقولھا في ھذا المقام فإن ھذا البیان الھش الركیك الذي یفتقد للمنطق السلیم، المليء بالتقعرّ والكذب ومحاولات التذاكي والدعایة للذات، والحاط من قدر الآخرین ،والمكّرر حد الملل، لیس فیه ما یحمل الناس على تغییر رأیھا والانسحاب. ونناشد زملاءنا الذین انسحبوا كردة فعل لهذا البيان أن يلقوا عليه نظره مرة أخرى و أن يراجعوا مواقفهم فالرجوع للحق فضيلة وقيمة من قيم مجتمعنا المدني.

نكران الحقائق الساطعة

جاء مقال السیدّ فرید محتشداً بالأخطاء والمغالطات والكذب الصریح. فھو یقول إنه لیست ھناك قوات مشتركة في المعسكر . دعونا نذكره بكلماته التي قال الآتي:

“ووصف البيان مشاهد مزعومة لدبابات ومركبات عسكرية وطائرات بدون طيار و أسلحة متوسطة إلى ثقيلة منتشرة داخل المخيم، لكنه لم يقدم أي أدلة داهمة. “و نفى سكان المخيم هذه الادعات، قائلين إن مثل الأحداث لم تحدث“. (الخطوط تحت الكمات من وضعنا)

دعونا نورد ملاحظة صغیرة على طبیعة ھذا النصّ على ضوء تحلیل الخطاب. مقارنة ببقیة فقرات البیان نجد أنھا الفقرة الأضعف في مخاطبة القارئ. بمعنى أنھا ترسل له رسالة خجولة مھزوزة غیر واثقة من نفسھا. وما ذلك إلا لأنھا تحتوي على كذبة. والكذبة ھي أن نفى معلومة ھو نفسه یعلم أنھا صحیحة. لذلك دّس فقرته في المقال بھذه الطریقة الخفیة، وكأنه یدخلھا بالباب الخلفي، بأمل أن تضیع وسط الزحام وألا ینتبه القارئ لبنیتھا الضعیفة خصوصاً مع ضجة الفقرات والنصوص الأخرى ذات النبّرة العالیة والمكرّرة مرة بعد أخرى بغرض تثبیتھا في وعي القارئ وفق نظریة النازي جوزیف غوبلز في تكرار الكذبة مھما كان حجمھا ووضوحھا ككذبة حتى ترسخ في وعي الناس فتصبح حقیقة. وھا نحن نشھد نازیین جُدد یتبعون أصحابھم وحلفائھم الجدد من أصحاب الأیادي المتوضئة في تطبیق ھذه النظریة أیضاً والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه.

وبناء على ما سبق نطرح تساؤلات بسیطة. إن كان ادِعّاء السید فرید صحیحاً، وإن البیان كان كاذباً في المعلومة نفسھا التي انبنى علیھا، فما ھي الجریرة الأكبر التي تطعن حقاً في مصداقیة المجتمع المدني؟ ھل هي الكذب والترويج له وتضليل الشعب السوداني، أم  بیاننا المبني على ھذه المعلومة الكاذبة؟ فقد كان من المتوقع أن یركز السیِدّ فرید على اتھامنا یالكذب فھذا أبلغ في إدانتنا من تلك الأسباب الواھیة التي حاول أن یدیننا بھا. لأن الكذب عند الإنسانیة جمعاء یعتبر من الكبائر التي تحطم مصداقیة الأفراد والمؤسسات .وهل كان یتصور أحد أنه یمكن أن یفوّت السیدّ فرید ھذه الفرصة الذھبیة باتھامنا بالكذب؟ إن أھل القانون يقولون ما بني على باطل فھو باطل أیضاً. وأھِل البناَء یقولون إن الأساس أھم ما في البناء، فإن ضعف الأساس ضعف المبنى وتشقق وسقط. فھل فاتت ھذه اِلفرصة على “ذكائه الوقاّد” أم أنه ببساطة یكذب وھو یعلم في قرارة نفسه أنه یكذب، لذلك توكل على ﷲ ورماھا آملاً ألا یخاف عقباھا، ولكنھا أتته راجعة فماذا ھو فاعل بإزائھا؟ ھل یملك شجاعة الاعتراف بالخطأ ویعتذر عنه؟ أم تأخذه العزّة بالإثم فیكابر ویمضي قدما في طريق المغالطات والديماغوجية  ؟ سوف ترى.

المنصّة الأخلاقیة العالیة والتكبرّ على المجتمع المدني

وبعد أن أشبعنا السیدّ فرید بالتقریع والتقزیم، اعتلى وبثقة كبیرة وغطرسة ظاھرة، منصت الأخلاقیة العالیة، ووضع فوقھا كرسيِ الأستاذیة وألقى علینا منھا دروساً في قیم المجتمع المدني وأخلاقیاته، منصباً نفسه وصیاً على المجتمع المدني السوداني طالباً منا التوبة ومحابسة أنفسنا قبل أن يحاسبنا هو. وليته أكتفى بذل،بل شرع یصدر تھدیدات بالمحاسبة القانونیة إن لم ننسحب من البیان ونلحق بمن انسحب واضعاً أسماءنا نحن الذین لم ننسحب بالبنط العریض. فھل سوف یقدمنا لمحاكم البرھان یا ترى؟

فانظر مثل ھذا الابتزاز الرخیص یصدر من شخص ھو الأقل تأھیلاً أخلاقیاً لإصدار أي أحكام على الآخرین. ومع ذلك لا یرى ھذا العیب الأخلاقي الكبیر في ذاته والذي یعافه كل صاحب قلب سلیم وفطرة سویةّ وفعل متسق. فھل نستغرب إن رأى حسنات الآخرین عیوباً تستحق العقاب؟

ستتوفر النسخة الإنجلیزیة قریباً.

مركز الخاتم عدلان للاستنارة 18 ديسمبر 2024

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الوسومأمجد فريد القوات المشتركة المجتمع المدني مركز الخاتم عدلان للاستنارة معسكر زمزم

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة يتوجه لبني سويف لمتابعة سير العمل بالمنظومة الصحية وجودة الخدمات الطبية
  • وزير الصحة يتوجه لمحافظة بني سويف لمتابعة سير العمل بالمنظومة الصحية
  • وزير الصحة يتوجه إلى بني سويف لمتابعة سير العمل بالمنظومة الصحية
  • مركز الخاتم عدلان للاستنارة و التنمية البشرية في الرد على أمجد فرد وحلفائه
  • المملكة عملت على تفعيل مبادئ التضامن الإنساني وتعزيز التنمية البشرية والاجتماعية في أنحاء العالم
  • وزير العدل يوجه بتدشين مقر دوائر دعاوى الأخطاء المهنية الصحية بالمحكمة العامة بالرياض
  • وزارة الاقتصاد تطلق منصة «مؤشر تنافسية المحافظات» لرصد وتحليل واقع التنمية المحلية
  • وزير العدل.. تدشين مقر لدعاوى الأخطاء الصحية بالمحكمة العامة بالرياض
  • وزير العدل يُوجه بتدشين مقر دوائر دعاوى الأخطاء المهنية الصحية بالمحكمة العامة بالرياض
  • وزير العدل يُوجه بتدشين مقر دوائر دعاوى الأخطاء المهنية الصحية بالمحكمة العامة