بشارات بطلة العالم في الكاراتيه ترفع علم فلسطين عاليا في عز الإبادة
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
قبل المباراة النهائية بدقائق معدودة اتصلت مريم بشارات بوالدتها وأخبرتها أنها تعيش لحظات صعبة وأنها تخشى الخسارة، فردت الأم قائلة "لا، أنت ذاهبة ليس لتحقيق حلمك أو حلم والدك والعائلة فقط، وإنما حلم فلسطين كلها، ولترفعي علم فلسطين عاليا.
شكلت تلك الكلمات فارقا أساسيا في حياة لاعبة الكاراتيه الفلسطينية مريم بشارات، ودفعتها بقوة نحو تحقيق حلمها وخوض معركتها الرياضية في بطولة العالم لفئتي الناشئين والشباب التي أقيمت في مدينة فينيسيا الإيطالية.
تغلبت مريم على نظيرتها المصرية، وافتكت لقب "بطلة العالم" ونالت أول ذهبية فلسطينية لفئتي الناشئين والشباب (14-15عاما) ضمن منافسات وزن فوق 61 كيلوغراما التي شهدت مشاركة رياضيين من 113 دولة.
وعلى مدار عشر سنوات ظل الحلم يراود مريم وظلت تبذل الكثير من الجهد لتحقيقه من خلال التدريب الشاق والمشاركات المحلية والدولية وهي اليوم تشعر بالفخر الكبير بعد تحقيق اللقب العالمي الأول لفلسطين.
مريم بشارات قالت إن الفوز لم يكن هدفا شخصيا فقط بل من أجل فلسطين (مواقع التواصل الاجتماعي) حلم فلسطين وعلمهاوتقول مريم للجزيرة نت بينما كانت تستعد لحضور حفل تكريم أقامته وزارة التربية والتعليم برام الله احتفاء بها "هذا كان حلمي الشخصي وحلم العائلة وفلسطين، وهو أول إنجاز عالمي سيدونه التاريخ لأول فلسطينية".
ثمة فخر آخر تعيشه مريم بفوزها العالمي، وهو رفع اسم فلسطين وعلمها عاليا في ظل حرب يباد فيها شعب بأكمله على مرأى ومسمع العالم.
كانت مريم تعلق علم فلسطين على صدرها، ومنه استمدت العزيمة خلال البطولة وهو أول ما أشارت إليه مريم بعد فوزها، وكأنها تخبر العالم بأن فلسطين لن تموت وانتصرت.
وتضيف مريم "داخل القاعة حيث نظمت البطولة ضج المكان باسم فلسطين الذي كان يتردد على أفواه الجماهير والرياضيين، بعد عزف نشيدها الوطني ورؤيتهم لعلمها يرفرف، وعرفوا أننا شعب لنا أرض ووطن، وحققنا فوزا عالميا أيضا".
وكانت البطولة التي تنظم مرة كل عامين ويشارك بها اللاعب مرة واحدة فقط هدفا أسمى لمريم، ولأجلها أعدت نفسها جيدا وأرادت كما تقول أن تؤكد أنها كفلسطينية وليس كرياضية فقط "قادرة على تحقيق الانتصار وأن يرى العالم ذلك".
أول التهاني من غزةوسبق لمريم أن حققت فوزا وانتصارات أيضا في أربع بطولات عالمية خلال العام الجاري، وحصلت خلالها على ميداليات ذهبية وبرونزية.
ولم تكن الدقائق الأخيرة والقليلة التي عاشتها مريم خلال المباراة النهائية كغيرها من الأوقات الماضية، إذ استشعرت عن قرب معنى الفوز وتذوقت حلاوة النصر حيث ركضت تجاه والدها ومدربها أمين بشارات واحتضنته بعنف واعتلت وجهها بشائر النصر.
وأشارت مريم بالقول "تلقيت أول اتصال لتهنئتي بالفوز من أحد الرياضيين ومدربي الكاراتيه من رفح بغزة".
https://twitter.com/embpalestina/status/1818264472244425077
الانتصار على كل المستوياتوسط عائلة احترفت الكاراتيه وأنشأت مؤسستها الخاصة "أكاديمية الأقصى للكاراتيه" ولدت مريم، وترعرعت محبة لهذه الرياضة لتكون واحدة من 32 فردا في عائلة بشارات بين ذكور وإناث احترفوا هذه الرياضة وذاع صيتهم بها، وحققوا حتى الآن انتصارات وألقابا كثيرة محلية وعالمية.
وأوضح أمين بشارات والد مريم ومدربها الأول أنه أراد ومنذ احترافه للكاراتيه في صغره ومن ثم تأسيسه وشقيقه للأكاديمية قبل أكثر من عقدين أن يصنع الفخر لفلسطين بمشاركاته، وأن يكون من تلاميذه وأبنائه من يرفع علم فلسطين بمحافل عالمية.
وقال للجزيرة نت "على مستوى فلسطين حصلنا على الترتيب الأول 6 سنوات متتاليات، ولدينا لاعبون ولاعبات محترفون وحكام دوليون، وبهذا العام حققنا 5 إنجازات كأبطال عرب وأبطال الدور العالمي وأبطال العالم".
ويعتبر بشارات أن الفوز لم يأت من فراغ، وإنما حصاد جهود فردية تبذل منذ 15 عاما، وحتى مشاركات مريم الثلاث خلال هذا العام، وتحقيقها ذهبيات عدة قبل الوصول إلى العالمية كانت على حسابي الخاص".
وأضاف بشارات "لم يكن فوز مريم رياضيا فقط بل سياسيا ونضاليا أيضا حيث انتصرت لقضيتها -يضيف- خاصة في زمن يباد فيه الفلسطيني، والمشاركة ليست مجرد احتكاك واستعراض حركات بل هي تعبير عن وجود فلسطيني له كيان اسمه فلسطين وهو يمثله الآن في اللعب وغيره".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات علم فلسطین
إقرأ أيضاً:
عاجل - رئيس دولة فلسطين: العالم مطالب بأن يتعامل بمعيار واحد للعدالة اليوم
قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس أبو مازن، إنّ عقد جلسة فلسطين ولبنان، يؤكد حرص الدول الأعضاء على وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني واللبناني الشقيق، وكذلك على سوريا الشقيقة التي أُصيبت هذه الأيام بكل المصائب، عبر الإجهاد الكامل على إمكانات الجيش العربي السوري، فضلًا عن وضع حد لجرائم الإبادة والتدمير والتجويع في قطاع غزة، واتخاذ الإجراءات لوقف سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من فصل قطاع غزة عن باقي أرض دولة فلسطين.
وأضاف في كلمته بالقمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي: "ومنع الاحتلال الإسرائيلي من تقويض مؤسسات الدولة الفلسطينية وإنهاء النشاطات الاستيطانية وسرقة الأرض في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ومحاولات الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية".
وتابع: "العالم مطالب اليوم بأن يتعامل بمعيار واحد للعدالة وأن يخضع الجميع للمحاسبة والعقاب عندما يتم خرق القانون الدولي كما تفعل دولة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ولبنان وسوريا، لذا على العالم لأول مرة أن يتعامل معنا كما يتعامل مع باقي العالم وهو أن يكون هناك معيار واحد للعدالة وليس أكثر من معيار".
وواصل: "لقد أجمع العالم مرارا وتكرارا على وجوب نهاية الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين بما فيها القدس الشرقية على حدود العام 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، إذ هو الأمر الذي يتطلب إقرار الخطة السياسية التي عرضناها مؤخرا في مؤتمر القمة العربية الإسلامية بالرياض والتي تبدأ بوقف إطلاق النار والانسحاب الكامل وفق القرار 2735".
واستكمل: "منذ 7 أكتوبر 2023 أول شيء طلبناه هو وقف إطلاق النار، لكن إلى الآن للأسف لم يحدث؛ لأن أمريكا تستخدم الفيتو وتمنع وقف إطلاق النار، وحصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، فضلا عن تنفيذ فتوى محكمة العدل الدولية التي أصبحت قرارا للجمعية العامة يقضي بإنهاء الاحتلال وتفكيك المستوطنات وعدد كبير من الطلبات نحو 8 مطالب مطلوبة من إسرائيل وعليها أن تتم كل هذا في عام واحد، هذا ما نصت عليه فتوى الأمم المتحدة".
واختتم: "ثم بعد إتمام هذا يجرى عقد مؤتمر دولي للسلام في يونيو المقبل وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة".