ناجون من حصار شمال غزة يروون للجزيرة نت شهادات مروعة
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
غزة– كجمرتين مشتعلتين تبدو عينا يوسف المصري، الذي لفظه الموت من بين فكيه حين فرّ من جنود الاحتلال الإسرائيلي بعد 5 أيامٍ من الاعتقال استخدموه فيها درعا بشريا.
تجوّلت الجزيرة نت بين الناجين من حصار شمال القطاع في مدرسة غزة الجديدة بحي النصر غربي مدينة غزة، التي وصل إليها المصري كأنه أفلت من شبحٍ يلاحقه بعد ساعات قضاها في الركض المتواصل، رغم إصابته في قدمه برصاصات أطلقتها عليه طائرة مسيرة.
يروي المصري للجزيرة نت، تفاصيل اعتقاله التي فضح وجهه وإنهاك جسده فداحتها، حيث كان نازحا في "مدرسة حمد" بجوار المستشفى الإندونيسي، لتحتجزه قوات الاحتلال بعد التحقيق معه معصوب العينين ومكبّل اليدين.
وكانت هذه القوات تدفع المصري دفعا نحو مدارس النازحين وتجبره على دخولها غرفة غرفة لتفقّد وجود مقاومين أو عتاد، "وبعد التأكد من خلو المدرسة من المقاومين والأسلحة كانوا يحرقونها كلها، حتى لا يعود الناس إليها" يقول المصري.
وبين مهمة وأخرى كانوا يعيدون عصب عينيه وتكبيل يديه، لكن أُذنيه كانتا مكشوفتين لتسمعا صرخات المئات من الفلسطينيين المعذّبين والمشبوحين تحت وطأة التحقيق الإسرائيلي.
قبيل الفرار ناداه الضابط الإسرائيلي، وسلمه مناشير (تهديدات ورقية) ليحملها إلى مستشفى كمال عدوان تطالب من فيه بالإخلاء، ليتمكن من الانخراط مع العشرات الذي أخلوا المستشفى بعد مدة والنجاح بالفرار معهم، لكن طائرة مُسيرة أطلقت النار عليه وأصابته في قدمه.
كان مع المصري مُتسع للخروج من المدرسة التي يأوي إليها قبل حصارها، لكنه برر عدم خروجه بقوله "نحن مدنيون ولا ملجأ لنا إن خرجنا، كما أن زوجتي كانت على مشارف وضع جنينها ولا تستطيع السير وحدها مع أطفالنا الخمسة".
توجهت الجزيرة نت لزوجته أم عمر التي وضعت طفلتها خلال الحصار في مدرسة كانت تنزح فيها. وتقول أم عمر "في فصل دراسي وعلى الأرض بعد أسبوع من الحصار قامت سيدة بمساعدتي على وضع طفلتي، لقد قمت بأصعب ميلاد يمكن أن يمرّ على امرأة في العالم".
اكتفت أم عمر بالإدلاء بهذه المعلومات، رافضة استحضار تفاصيل ولادتها والخوض فيها لأنها تحاول جاهدة نسيانها، كما تقول.
قضت أم عمر بداية نفاسها وهي تحت وطأة الحصار، لم تتلق الطعام ولا الشراب ولا الرعاية المناسبة، وتقول "بعد أسبوع من ولادتي خرجتُ مع أطفالي الخمسة وحدنا، وتركتُ زوجي في الحفرة التي خصصها الاحتلال للرجال، كان الجندي يصرخ كلما حاول أبناؤه الاقتراب للبحث بين الرجال عن والدهم، ويقول "ورا ورا" (أي ابتعدوا للخلف)!
جيش بلا أخلاق
"أشوف شعرك يا حلوة" قال الجندي لأم عبيدة، وهو يحاول مدّ يده لمقدمة شعرها المنسابة من تحت حجابها، لتشيح بوجهها وتصرخ، ويصرخُ زوجها المكبّل من أعمق نقطةٍ في قلبه، فيضرب الجندي ببسطاره قدمه المصابة بشظية قذيفة أطلقها جنود الاحتلال قبل هجومهم على المدرسة.
يتجول الجنود بين السيدات المحتجزات في ساحة المدرسة ويقذفونهن بألفاظ نابية ويتشمتون بهن "مش بدكم حماس؟ خلي حماس تنقذكم!"، صرخت إحداهن بصوت أعلى من أصواتهم "لا إله إلا الله"، فاقترب منها أحدهم وقال "اخرسي بلاش أقتلك!".
تروي أم عبيدة هذه الشهادات للجزيرة نت، وعيناها تجوسان في الفراغ كأنها تصف مشهدا من فيلم رعب لن تتعافى منه كما تقول، "صارت طفلتي تبكي تريد ماء، طلبت من الجندي ماء وقد كان معهم كميات كبيرة منه، ليجيبني متهكّما: بعد يومين سأعطيكِ!".
كان الخروج من المدرسة بمثابة ولادة جديدة للسيدة النفساء ولزوجها المصاب الذي سار متكئا على كتفها وباليد الأخرى تحمل طفلتها وحقائبهم، وهما يسيران مشيا على الأقدام لأنهما لا يملكان مالا يدفعونه لركوب مواصلات تُقلّهم لوسَط المدينة.
جلست أم عبيدة في ممر تحت درج المدرسة، وهو المكان الذي وجدته فارغا فيها خاليا من النازحين، وفي حِجرها تحمل ابنتها التي تعاني من سوء التغذية والتي وصل وزنها إلى 7 كيلوغرامات، رغم أن عمرها يتجاوز العام.
وتقول "هربنا من الموت ولم نكن نفكر إلا بالنجاة منه، وحين وصلنا أدركنا أننا سنموت جوعا"، وتتابع "وصلنا صفر اليدين لا نملك شيئا، استلفت من الناس حولي فرشةً لثلاثتنا ومن شقيقتي حليبا وحفاضات".
قهرٌ مركب!
في الغرفة المجاورة ثمة مأتم، رجالٌ جلسوا على بابها صامتين، وفي الداخل نساء ينتحبن. استأذنت مراسلة الجزيرة نت بالدخول، حيث بدا أن السيدة المعنيّة بالتعازي هي تلك التي تلتف السيدات حولها، متشحةً بالسواد، يؤكد انتفاخ عينيها وشحوب وجهها أنها صاحبة المصاب.
لقد كان مصابا أكبر من فقد واحد، إنها قذيفة فتكت بأرواح 3 من أبنائها، فتاة وشابين.
بصوتٍ مرتجف، تروي أم محمود للجزيرة نت ما حدث معها وهي تحاول ابتلاع حزنها ودمعها، وتقول "نادت الطائرة المسيرة "الكواد كابتر" على من في مدرسة أبو راشد تمهلهم ساعة واحدة للإخلاء"، وتتابع "قمنا بتحضير حقائبنا وهممنا بالخروج، حتى وصلتُ إلى الساحة مع زوجي وأولادي الستة، حتى انهالت القذائف على ساحة المدرسة لتفتك بـ3 من أبنائي!".
قصة من جُمل قليلة، لم يكن هذا هو السطر الأخير فيها، تكمل أم محمود "التفتَ إليّ زوجي وقال لي خذي باقي الأولاد واخرجي. كصاعقة نزل علي الأمر.. كيف تطلبُ مني أن أسير وأترك أشلاء قلبي ممزقة على الأرض!".
قذيفة أخرى وصرخ زوجها باكيا "أقول لك اخرجي الآن" دفعتاها للرضوخ، لفّ الرجل جثمان ابنته بسجادة وحملها مع جثامين ولديه على عربة تجرها الحيوانات حتى تمكن من الوصول إلى مستشفى كمال عدوان، وبينما كان يواريهم الثرى سلكت الزوجة طريق نزوحها على قدمين رخوتين بجسد يجره من نجا من أبنائها جرا، وقلبٍ مثخنٍ دُفن لتوه معهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات للجزیرة نت أم عمر
إقرأ أيضاً:
البنك الأهلي يطرح 4 شهادات ادخار بعائد شهري
يطرح البنك الأهلي المصري 4 شهادات ادخار بعائد يصرف في حساب العميل (شهريا)، بحد أدنى للشراء يبدأ من 1000 جنيه، وبأجل متنوع ما بين سنة و3 و5 سنوات.
يقدم البنك الأهلي المصري لعملائه من الباحثين عن شهادات ادخار بأجل قصير، شهادات «البلاتينية السنوية» بسعر فائدة 23.5% يصرف شهريا بوتيرة ثابتة، وتسمح تلك الشهادات بالحصول على تمويل بضمان قيمتها الاسمية.
شهادات الادخاروفي الوقت نفسه، يطرح البنك الأهلي المصري شهادات ادخار «البلاتينية ذات العائد المتدرج الشهري» بأجل 3 سنوات تحت سعر عائد شهري متدرج يصل إلى 26% بالسنة الأولى و22% السنة الثانية و18% للسنة الثالثة، وتتيح الشهادات إصدار بطاقات ائتمان بأنواعها بضمان قيمتها.
أيضًا يطرح البنك الأهلي شهادات ادخار «البلاتينية» بأجل 3 سنوات، وتعطي عائداً شهريا ثابتاً بسعر فائدة 21.5%، وتسمح بإصدار بطاقات ائتمان بأنواعها والحصول على قرض بضمان قيمتها.
إلى ذلك يطرح البنك الأهلي المصري شهادات ادخار «الخماسية» بأجل 5 سنوات وسعر عائد شهري ثابت 14.25%، وتتيح تلك الشهادات الحصول على قرض ائتماني بضمان قيمتها الاسمية.
قررت لجنة السياسة النقديـة للبنك المركــزي المصـري في اجتماعهـا يــوم الخميس الموافـــق 20 فبراير 2025 الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند 27.25% و28.25% و27.75%، على الترتيب، مع الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند 27.75%.
وقال البنك المركزي في بيان لجنة السياسة النقدية، إن بعض البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة والناشئة على حد السواء واصلت خفض أسعار العائد لديها تدريجيا على الرغم من حالة عدم اليقين التي لا تزال تحيط بآفاق النمو الاقتصادي والتضخم عالميا، في حين قررت بنوك مركزية أخرى اتباع نهج حذر تحسبا للتطورات الاقتصادية العالمية المتلاحقة.
وأضافت، يظل النمو الاقتصادي مستقرا إلى حد كبير، ومن المتوقع أن يستمر بالوتيرة الحالية في الأجل المتوسط، وإن لم يَعُد بعد إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا.
وتابعت، «غير أن هذه التوقعات لا تزال عُرضة لمجموعة من المخاطر أهمها التأثير السلبي للسياسات النقدية التقييدية على النشاط الاقتصادي، وعودة السياسات التجارية الحمائية وتأثيرها على التجارة العالمية. وفيما يتعلق بالتضخم، شهدت الأسعار العالمية للسلع الأساسية تقلبات في الآونة الأخيرة، وتشير التوقعات إلى احتمالية زيادة أسعارها في الأجل المتوسط، خاصة أسعار الحبوب».
وأضاف، «غير أن هذه التوقعات لا تزال عُرضة للمخاطر، بما في ذلك تفاقم التوترات الجيوسياسية واضطرابات التجارة العالمية الناجمة عن السياسات الحمائية».
اقرأ أيضاًبنك HSBC يخفض الفائدة على شهادات الادخار بنسبة 2.5%
شهادات البنك الأهلي.. أعلى سعر عائد على شهادات الادخار 2025
بنسبة 1.5%.. بنك نكست يخفض الفائدة على الشهادات الثابتة ويوقف طرح المتناقصة