في تطور جديد للحرب في أوكرانيا، تم تصوير مئات من الجنود الكوريين الشماليين في قواعد عسكرية في أقصى شرق روسيا، حيث يتدربون بحسب ما تقول كييف والحلفاء للقتال ضد أوكرانيا.

ووفقاً لتقرير صحفي في "فايننشال تايمز" تُعد القوات الكورية الشمالية، التي تتنكر في هيئة البوريات والياكوت، الأقليات العرقية من سيبيريا، والتي تشكل قوة قوامها 12 ألف جندي أرسلت لمساعدة روسيا في استعادة منطقة كورسك التي تسيطر عليها أوكرانيا جزئياً منذ أغسطس (آب)، وفقاً لمقاطع فيديو نشرتها أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية.

Vladimir Putin bets on North Korean troops to retake Kursk from Ukraine via ⁦@maxseddon⁩ ⁦@crsdavies⁩ ⁦@IKoshiw⁩ https://t.co/PXgpf6JjOF

— Valentina Pop (@valentinapop) October 24, 2024

وتمثل هذه الوحدة أول انتشار لجيش أجنبي في الحرب منذ أن أمر الرئيس الروسي بالتدخل العسكري في أوكرانيا على نطاق واسع في عام 2022، على الرغم من أن موسكو لجأت أيضاً إلى حلفائها، بما في ذلك كوريا الشمالية وإيران، للحصول على أسلحة رداً على الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا.

وكانت بيونغ يانغ زودت روسيا في السابق بذخائر مدفعية وأسلحة أخرى، مثل الصاروخ الباليستي KN-23، والذي رافقه ضباط كوريون شماليون أرسلوا للإشراف على استخدامه في ساحة المعركة.

ولكن من المرجح أن تكون هذه القوة صغيرة للغاية بحيث لا تتمكن من تحويل مجرى الحرب، إذ ستحتاج روسيا إلى مضاعفة قواتها التي يبلغ قوامها 50 ألف جندي في كورسك لطرد القوات الأوكرانية وإجراء موجة جديدة من التعبئة لتحقيق مكاسب كبيرة على طول خط المواجهة الأوكراني، وفقاً لمحللين أوكرانيين.

According to the Financial Times, Putin is betting that North Korean troops will help retake the Kursk region from Ukrainian control. Around 12,000 soldiers from North Korea will reportedly be sent to Russia for this purpose, aiming to reclaim territories held by Ukrainian forces… pic.twitter.com/z0n3ESjuqb

— NOELREPORTS ???????? ???????? (@NOELreports) October 24, 2024 مساعدة كورية

ولكن قدرة كوريا الشمالية على المساعدة في تعويض أعداد روسيا قد تسبب لأوكرانيا المزيد من المشاكل، حسبما قال جاك واتلينغ، وهو زميل أبحاث بارز في الحرب البرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة.

ويضيف: "قد يكون لديهم تماسك جيد، وقد يكون لديهم معنويات معقولة، وقد يكونون قادرين على العمل على نطاق يكافح الروس من أجل تحقيقه".

وتأتي التعزيزات الكورية الشمالية وسط مؤشرات على أن روسيا تواجه صعوبة في تجديد قواتها في مواجهة الخسائر الهائلة في أوكرانيا، والتي يقدرها المسؤولون الغربيون بأكثر من 600 ألف قتيل وجريح.

ويقول مسؤولون استخباراتيون غربيون إن بوتين قاوم المناشدات من كبار قادته لإصدار أمر بجولة أخرى من التعبئة، وعرض بدلاً من ذلك مكافآت ضخمة للمتطوعين للتسجيل.

ورغم أن ذلك ساعد روسيا في الحفاظ على معدل 30 ألف مجند شهرياً خلال معظم هذا العام، فإن العديد من المناطق الروسية زادت بشكل كبير من حجم المدفوعات في الأشهر الأخيرة، مما يشير إلى أن الجيش قد يواجه صعوبة في جذب المزيد من الرجال.

ورفعت منطقة بيلغورود، التي تقع على الحدود مع كورسك، مكافأة التوقيع للمجندين 3 أضعاف من 800 ألف روبل ما يعادل 8300 دولار تقريباً في أغسطس (آب) إلى 3 ملايين روبل في أكتوبر (تشرين الأول)، وهو مبلغ يغير حياة شخص عندما كان متوسط الأجر الشهري في المنطقة العام الماضي 55 ألف روبل ما يعادل 570 دولاراً تقريباً.

WATCH: Confirming the presence of North Korean troops in Russia, US Defense Secretary Lloyd Austin said it would be 'very, very serious' if Pyongyang is preparing to fight alongside Russia in Ukraine https://t.co/9BZoIgjXRK pic.twitter.com/WdcNLE34go

— Reuters Asia (@ReutersAsia) October 23, 2024

وقال مسؤولون استخباراتيون غربيون إن الصراعات الداخلية دفعت روسيا إلى تعزيز قواتها من الخارج. وأضاف أحد المسؤولين: "كوريا الشمالية هي أفضل صديق جديد لروسيا".

ورغم أن روسيا من المرجح أن تواجه مشكلات واضحة في القيادة والسيطرة، فإن خبرتها في قيادة العمليات مع القوات الحكومية والقوات والميليشيات المدعومة من إيران في الحرب الأهلية السورية من شأنها أن تمنح قيادة موسكو نموذجاً واضحاً للبناء عليه، حسبما قال واتلينغ.

والقوات المرسلة إلى روسيا تنتمي إلى الجيش الـ11 لكوريا الشمالية، وهي وحدة النخبة المعروفة باسم "فيلق العاصفة"، وفقاً لجهاز الاستخبارات الوطني في كوريا الجنوبية.

يقول المحلل في معهد استراتيجية الأمن القومي التابع للدولة في كوريا الجنوبية في سيؤول جو ميونغ هيون،: "هؤلاء ليسوا جنوداً كوريين شماليين عاديين، إنهم مشاة خفيفة متحركة مجهزة تجهيزاً جيداً ومدربة تدريباً عالياً".

ستصل القوات الكورية الشمالية في الوقت الذي دفعت فيه روسيا الجيش الأوكراني إلى التراجع في كورسك، مما أدى إلى تقليص مساحة الأرض التي تسيطر عليها إلى ما بين 600 و 700 كيلومتر مربع في أكتوبر (تشرين الأول) من حوالي 1000 كيلومتر مربع في أواخر أغسطس (آب).

وعلى النقيض من خط الجبهة الأوكراني، حيث تدافع القوات وتهاجم من مواقع ثابتة، فإن خط الجبهة في منطقة كورسك لم يتم تحديده بعد.
وهذا يعني أن روسيا لا تستطيع استخدام أكثر أساليبها اختباراً: "هجمات المشاة المتتالية، مصحوبة بالمدفعية المستمرة".

????????????????????BOOM! Zelensky officially admits that a brigade of 3,000 North Korean troops is now fighting in Ukraine alongside Russian troops.

????In exchange Putin will give Kim Jong-un access to all of the latest missile, space and military-industrial technology. Perfect. pic.twitter.com/61uM8NgR5B

— Aussie Cossack (@aussiecossack) October 15, 2024

لكن روسيا تستغل مزايا قوتها الجوية في منطقة كورسك من خلال قصف القرى التابعة لها حيث تكتشف وجوداً أوكرانياً، مما يضطر هؤلاء الجنود إلى الفرار.

وقال مدير مركز الأمن والتعاون الأوكراني في كييف سيرغي كوزان: "كل موقع وتجمع هناك يمكن أن يتغير (السيطرة) عدة مرات في اليوم".

وأضاف كوزان، الذي زار مؤخراً المواقع الخلفية الأوكرانية التي تشرف على العملية من سومي، عبر الحدود مباشرة: "تكبدنا خسائر كبيرة... كما لدينا تناوب مستمر وتجديد، ونظراً لحدوث هذا، يمكننا الحكم على أن القتال مكثف للغاية".

وقال واتلينغ إن هدف روسيا كان إجبار أوكرانيا على اتخاذ موقف حيث أصبح من غير الممكن الحفاظ على عرض الجبهة من خلال الضغط عليها عبر عدة نقاط مختلفة على طول الخط. وأضاف أن "احتفاظ أوكرانيا بتلك الأراضي في منطقة كورسك سيتطلب دفع ثمن باستمرار".

❗️ The Biden administration should consider using military measures against North Korea if the involvement of its soldiers in the war in Ukraine is confirmed - head of the House Intelligence Committee Turner

He said the involvement of North Korean troops in the conflict should… pic.twitter.com/VJv1NdnoX9

— NEXTA (@nexta_tv) October 24, 2024 علاقات مزدهرة

ويعزز نشر القوات الكورية الشمالية العلاقات المزدهرة بين موسكو وبيونغ يانغ منذ بدء الحرب.

ووقع بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون معاهدة في يونيو (حزيران) تتضمن بنداً للمساعدة المتبادلة يعد "بمساعدة عسكرية فورية وغيرها" في حالة الحرب.

وكانت كوريا الشمالية أيضاً أول دولة من دولتين فقط، إلى جانب سوريا، تعترف بضم روسيا الجزئي لأربع مناطق أوكرانية على الخطوط الأمامية في خريف عام 2022.

وقال جو إن كيم "أراد دائماً" نشر قوات في أوكرانيا، لأن ذلك من شأنه أن يمنحه نفوذاً أكبر على موسكو وربما يسمح له بالوصول إلى التقنيات العسكرية الروسية المتطورة لتعزيز برامجه للصواريخ الباليستية والفضاء والنووية.

‘Thousands’ of North Korean troops to fight in Russia https://t.co/XsQ8fy3Yo8

— Financial Times (@FT) October 23, 2024

يمكن أن تكافئ موسكو كوريا الشمالية بالتمويل الذي تحتاجه بشدة، والغذاء والوقود، أو تعميق شراكتها مع الدولة الشيوعية المعزولة من خلال نقل الأسلحة المتقدمة، وفقا لألكسندر جابوييف، مدير مركز كارنيغي روسيا وأوراسيا في برلين.

وقد يشمل ذلك نقل تصاميم الأسلحة المتقدمة، والتعاون بين العلماء الروس والكوريين الشماليين في مجال تكنولوجيا الصواريخ والحرب تحت الماء. وأضاف غابوييف أن التهديد قد يدفع كوريا الجنوبية إلى زيادة دعمها لأوكرانيا رداً على ذلك.

وقد قاومت سيؤول دعوات من شركائها الغربيين لتزويد كييف بالأسلحة وسط مخاوف من أن ترد روسيا بعرض تقنيات دفاعية متقدمة على بيونغ يانغ.

وباستثناء التبرعات المتواضعة من المساعدات العسكرية غير الفتاكة والإنسانية، فقد اقتصرت مساعداتها على تجديد مخزونات الولايات المتحدة من قذائف المدفعية عيار 155 ملم المرسلة إلى أوكرانيا.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بيونغ يانغ استراتيجية الأمن القومي خط الجبهة قوتها الجوية الجبهة الحرب الأوكرانية روسيا كوريا الشمالية الکوریة الشمالیة کوریا الشمالیة فی أوکرانیا منطقة کورسک pic twitter com

إقرأ أيضاً:

كوريا الشمالية تزود روسيا بأسلحة إضافية وعناصر لصيانتها

أكد نائب كوري جنوبي، الأربعاء، أن كوريا الشمالية أرسلت إلى روسيا شحنات جديدة من أنظمة المدفعية وقاذفات الصواريخ لدعم جهودها الحربية في أوكرانيا.

وقال لي سيونج كوون، عضو اللجنة البرلمانية للاستخبارات: إن الجهاز الوطني الكوري الجنوبي للاستخبارات أكد في إحاطة أن الشمال أرسل مدفعية ذاتية الدفع عيار 170 ملم وقاذفات صواريخ طويلة المدى عيار 240 ملم".

وأضاف أن كوريا الشمالية نشرت أيضاً عناصر لتولي صيانة هذه الأسلحة التي لا تشكّل جزءًا من الترسانة التقليدية الروسية، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وتتهم سيول بيونج يانج بتزويد حليفتها بالأسلحة، وفي الآونة الأخيرة بآلاف الجنود، في خضم تعزيز العلاقات بينهما.

وأشار لي إلى أن هؤلاء الجنود "تم تعيينهم في الألوية الجوية والبحرية الروسية للتدريب التكتيكي وللتدريب على التدخل. وتشير التقديرات إلى أن بعضهم شارك في القتال" في منطقة كورسك الروسية الحدودية.

وأوضح أن الاستخبارات الكورية الجنوبية تقدّر عدد الجنود الشماليين الذين أرسلوا إلى روسيا للمشاركة في الحرب بـ11 ألفاً، وتدرك أن هذه القوات "تتكبد خسائر".

لم تؤكد بيونغ يانغ ولا موسكو وجود هؤلاء الجنود.لكن كوريا الشمالية أكدت في نهاية أكتوبر أن أي نشر للجنود سيكون متوافقاً مع القانون الدولي.

ويرتبط الحليفان بمعاهدة دفاع مشترك تم التصديق عليها مؤخراً.

وودفع تعاون بيونج يانج المتزايد مع موسكو سيول إلى تغيير موقفها بشأن الحرب في أوكرانيا، ولم تعد تستبعد تسليم الأسلحة مباشرة إلى كييف.

اقرأ أيضاًروسيا تكشف عن زيادة عدد الرحلات الجوية المستأجرة مع كوريا الشمالية

مجموعة السبع تدين إطلاق كوريا الشمالية صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات

البرلمان الروسي يصادق على معاهدة أمنية مع كوريا الشمالية

مقالات مشابهة

  • واشنطن: جنود كوريا الشمالية سيدخلون الحرب ضد أوكرانيا قريبا
  • سول: روسيا زودت كوريا الشمالية بصواريخ مضادة للطائرات مقابل قوات
  • كوريا الشمالية تكلف جنرال غامض بإدارة التعاون العسكري مع روسيا في أوكرانيا
  • بوتين يرسل 70 حيوان إلى كوريا الشمالية كهدية دعم
  • هل تشارك قوات كوريا الشمالية في جبهات القتال الروسية؟
  • كوريا الشمالية تزود روسيا بأسلحة إضافية وعناصر لصيانتها
  • رجل كوريا الشمالية الغامض.. كيف يؤثر في معارك أوكرانيا؟
  • أسد وببغاوات.. بوتين يمنح زعيم كوريا الشمالية هدايا خاصة
  • سيول: كوريا الشمالية ترسل آلاف الجنود إلى أوكرانيا وتزود روسيا بالأسلحة
  • نائب بالبرلمان الكوري الجنوبي: نشر جنود من كوريا الشمالية في كورسك الروسية