توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني والذين يتناولون نظاما غذائيا منخفض الكربوهيدرات (مثل الخبز والأرز والمعكرونة) قد يتمكنون من التوقف عن تناول الدواء.

ووجدت الدراسة أن النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات قد يحسن وظيفة خلايا بيتا لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني.

وخلايا بيتا هي خلايا في البنكرياس تنتج وتفرز الأنسولين، وهو الهرمون الذي يتحكم في مستويات السكر في الدم.

ويتطور مرض السكري من النوع الثاني غالبا لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 45 عاما أو أكبر، ولكن المزيد والمزيد من الأطفال والمراهقين والشباب يصابون أيضا بهذا المرض.

يعاني الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الثاني من ضعف استجابة خلايا بيتا لسكر الدم، وربما يرجع ذلك جزئيا إلى تناول الكثير من الكربوهيدرات. إن فشل خلايا بيتا أو قصورها بالإضافة إلى مقاومة الأنسولين مسؤول عن تطور وتقدم مرض السكري من النوع الثاني.

وأجرى الدراسة باحثون بقيادة الدكتورة باربرا جوير، من جامعة ألاباما، ونشرت في مجلة الغدد الصماء السريرية والتمثيل الغذائي، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

وقالت الدكتورة باربرا جوير  "تظهر هذه الدراسة أن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني الذين يتبعون نظاما غذائيا منخفض الكربوهيدرات يمكنهم استعادة خلايا بيتا، وهي النتيجة التي لا يمكن تحقيقها بالأدوية. قد يتمكن الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع  الثاني الخفيف الذين يقللون من تناول الكربوهيدرات من التوقف عن تناول الأدوية والاستمتاع بتناول وجبات ووجبات خفيفة تحتوي على نسبة أعلى من البروتين وتلبي احتياجاتهم من الطاقة".

وجمع الباحثون بيانات من 57 بالغا مصابين بداء السكري من النوع الثاني، نصفهم يتبع نظاما غذائيا منخفض الكربوهيدرات والنصف الآخر يتبع نظاما غذائيا عالي الكربوهيدرات وفحصوا وظيفة خلايا بيتا وإفراز الأنسولين في البداية وبعد 12 أسبوعا.

تم توفير وجبات جميع المشاركين. تناول الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا مقيدا بالكربوهيدرات 9٪ كربوهيدرات و65٪ دهون، وتناول المشاركون في نظام غذائي عالي الكربوهيدرات 55٪ كربوهيدرات و20٪ دهون.

وجد الباحثون أن أولئك الذين يتبعون نظاما غذائيا منخفض الكربوهيدرات مقابل نظام غذائي عالي الكربوهيدرات شهدوا تحسنا في استجابات خلايا بيتا الحادة والقصوى بنسبة 22٪ أكبر على التوالي.

وقالت جوير: "هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات يمكن أن يعيد وظيفة خلايا بيتا ويؤدي إلى الشفاء لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني".

المزيد من المعلومات حول السكري من النوع الثاني

والسكري من النوع الثاني أحد أنواع مرض السكري الذي يؤدي إلى ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم، ويحدث نتيجة حدوث مقاومة في خلايا الجسم لهرمون الإنسولين أو عدم كفاية كمية الإنسولين المنتجة في البنكرياس، وذلك نتيجة لعدة عوامل أهمها زيادة الوزن وقلة النشاط البدني. ويطلق عليه أيضا اسم السكري غير المعتمد على الإنسولين وسكري البالغين.

وفي هذا النوع من السكري، ينتج البنكرياس كمية طبيعية من الإنسولين وربما أيضا أكثر من المعتاد، ولكنها لا تكون كافية للجسم أو تكون هناك مقاومة من قبل الخلايا للإنسولين فلا يعود قادرا على التأثير فيها وبالتالي إدخال الغلوكوز من الدم لها. ويؤدي هذا إلى تجمع الغلوكوز في الدم وارتفاع مستوياته.

ويختلف هذا النوع عن النوع الأول من السكري والذي يتوقف فيه البنكرياس عن إنتاج الإنسولين وذلك نتيجة لتدمير جهاز المناعة في الجسم خلايا بيتا المنتجة للهرمون في البنكرياس. إذ في النوع الثاني من السكري تكون خلايا بيتا تنتج الإنسولين بشكل طبيعي، كما أنها قد تنتج كمية أكبر ولكنها لا تكون كافية لأيض الغلوكوز في الجسم.

ولذلك فإن الطبيب عادة ما يبدأ علاج مرضى السكري من النوع الثاني عبر جعل المريض يقلل وزنه ويمارس الرياضة ويعدل نمط حياته، أي تغيير العوامل لتي تؤدي لحدوث المرض، وهذا يفسر سبب تسمية هذا المرض باسم السكري غير المعتمد على الإنسولين.

أما إن فشل المريض في تغيير عاداته الغذائية وتقليل وزنه وزيادة نشاطه الجسدي، ولم ينخفض مستوى السكر بالرغم من التغييرات السالفة فيتم الانتقال إلى خيارات علاجية أخرى تصل في النهاية لإعطاء حقن الإنسولين.

وعادة ما تحدث الإصابة بالسكري من النوع الثاني بعد منتصف الأربعين، ولكن معدلات الإصابة به تزداد حاليا بشكل مطرد بين الصغار في العمر والشباب وحتى الأطفال، وهو ما يعزى إلى زيادة معدلات البدانة في المجتمع.

ومع أن العلماء حتى الآن لم يستطيعوا فهم سبب الإصابة بالسكري من النوع الثاني تماما، فإنه توجد مجموعة من العوامل المرتبطة بذلك وهي:

زيادة الوزن والبدانة. قلة النشاط الجسدي والخمول. إذا كانت الشحوم (الدهون) لدى الشخص تتجمع في بطنه (أي له كرش واضح) فإن ذلك يجعله أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني، مقارنة مع الأشخاص الذين يتوزع عندهم الشحم على الفخذين والوركين. الوراثة، إذ تزداد احتمالية المرض إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما أو أحد الإخوة مصابا بالسكري من النوع الثاني. أعراض السكري من النوع الثاني تعب. انخفاض الوزن. العطش المستمر. كثرة التبول. الجوع المستمر. حدوث تشويش في الرؤية. تباطؤ عملية شفاء الجروح. مضاعفات السكري من النوع الثاني

يؤدي مرض السكري الذي لا تتم السيطرة عليه سواء النوع الثاني أو الأول إلى مجموعة من المضاعفات والتي يمكن تقليلها بالسيطرة على مستويات السكر في الدم عبر الحمية والرياضة والسيطرة على الوزن واتباع العلاج. ومن المضاعفات:

أمراض القلب والشرايين. تلف الأعصاب، مما يؤدي إلى تراجع الإحساس في الأطراف مما يزيد مخاطر الإصابة بالجروح فيها والحروق نتيجة عدم الاحساس. مشاكل في الانتصاب لدى الرجال. تلف الكلى مما يقود إلى فشلها والحاجة لغسل الكلى أو زراعة كلية. مشاكل في البصر، فالسكري يزيد مخاطر الكاتراكت والغلوكوما والعمى. قد يزيد السكري احتمالية إصابة الشخص بـألزهايمر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بالسکری من النوع الثانی مرض السکری خلایا بیتا فی الدم

إقرأ أيضاً:

رحلة الإيمان والتحرر.. من عزلة الأميش إلى صوت برئاسيات أميركا

"تزوجت قبل 12 عاما وصادف زفافي يوم الانتخابات الرئاسية، عندما ترشح حينها الرئيس باراك أوباما لولاية ثانية. أتذكر جيدا كيف قال الواعظ في خطبته للحضور إن صلاتنا الواحدة تعادل عشرة أصوات، وبالتالي لا داعي للتصويت"، هكذا يسترجع أموس فيشر الماضي بابتسامة لا تفارق محياه، عندما كان يؤمن بأن الحياة خارج مجتمعه "فاسدة"، وأن البقاء على مسافة من أي نشاط سياسي سيحميه من أي تأثير خارجي يضر بأسلوب عيش الأميش الفريد.

في قلب ولاية بنسلفانيا الأميركية بمساحاتها الزراعية الشاسعة، يعيش أموس فيشر محافظا على زي الأميش البسيط: قميص بلون قاتم وبنطلون أسود بحمالات. يسرّح شعره أمام مرآة سيارته ويعدل القبعة واسعة الحواف المصنوعة من القش فوق رأسه، استعدادا للتوجه لمكتب التصويت والمشاركة لأول مرة في انتخابات الرئاسة.

رحلة الإيمان والتحرر

عاش أموس حياته في قلب مجتمع الأميش الذي يعرف بتقاليده الدينية المحافظة جدا، ولد أصمّا في أسرة تحظر استعمال كل وسائل التكنولوجيا الحديثة وتعتبر ركوب السيارة أو استعمال أي أجهزة كهربائية حراما.

أموس فيشر

 لكنه حصل قبل بضع سنوات على رخصة استثنائية من قادة هذه الطائفة، تسمح له باستخدام الهاتف المحمول لكتابة الرسائل النصية فقط، ليكون هذا الهاتف بمثابة وسيلة انعتاق لعالم آخر، سيفتح له الآفاق ليتعمق في أفكار جديدة لم يسبق له التعرف عليها.

صوت "الأميش".. حكاية أموس

"قبل 12 عاما، كان يوم زفافي هو نفس يوم الانتخابات، عندما ترشح أوباما للولاية الثانية. أتذكر جيدًا كيف قال حينها واعظ الأميش إن صلاتنا الواحدة تعادل 10 أصوات، لذا لا حاجة للتصويت!". إليكم حكاية أموس الأميركي الذي خرج من العزلة في طائفة "الأميش" الدينية المحافظة وقرر التأثير في السياسة بالتصويت لأول مرة في حياته.

Posted by ‎أصوات مغاربية Maghreb Voices‎ on Thursday, October 31, 2024

فقبل عامين، دفعه الفضول إلى استعمال الإنترنت على هاتفه خلسة، وهناك بدأ رحلة من البحث والتعمق في النصوص الدينية والكتاب المقدس. يعتبر أموس أن هذه المرحلة كانت فارقة في رحلته الروحية: "لقد كانت تلك اللحظة التي عرفت فيها أن يسوع أنقذني بمثابة نور أضاء لي طريقا مختلفا، ارتحت كثيرا وعرفت أنه لا يجب علي أن أفعل الكثير لأنجو، وآنذاك تحرّرت من الأميش".

لم يكن قرار أموس بالتحرر من قواعد الأميش الصارمة بلا ثمن، فقد تعرّض لعقوبة "التجنب" التي تفرضها الطائفة على غير الملتزمين بتعاليمها، ويشمل ذلك عائلته وأصدقاءه المقربين: "حتى زوجتي التي ما زالت تؤمن بمعتقدات الأميش لا يسمح لها بتناول الطعام معي على نفس الطاولة، أما والدي، فقد منعني من زراعة الضيعة التي ولدت ونشأت فيها، وهي المهنة التي أحبها، ولا أعرف غيرها".

أموس فيشر

ورغم أن قرار ترك الطائفة يكلفه قسوة المقربين، إلا أن أموس، كما يقول، وجد نفسه مضطراً لاتخاذ هذا القرار، متحملاً وحده ثمن هذه الحرية، يضيف مبتسماً: "الآن، أشعر أنني حر ومرتاح، أتمنى فقط أن أكون أنا وزوجتي متفقين على نفس المبادئ، أسمح لأطفالي أن يكونوا أميش في الوقت الحالي، فهم يذهبون مع والدتهم لكنيسة الأميش، في انتظار أن ترى زوجتي النور الذي رأيته".

قرار التصويت

في طريقه لمكتب التصويت بمقاطعة شستر في ولاية بنسلفانيا للمشاركة لأول مرة في الانتخابات، يقول أموس بحماس: "هذه المرة لن تكون صلاتي وحدها كافية، بل سأسمع صوتي أيضا، وبذلك أشعر أنني أساعد الآخرين بشكل أفضل".

تتزامن قصة أموس مع أجواء انتخابات حاسمة تعرفها ولاية بنسلفانيا، التي تعتبر من أهم الولايات المتأرجحة في سباق الرئاسة الأميركي، وهو ما يجعل حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب تضاعف جهودها لإقناع أفراد الأميش بالتسجيل في الانتخابات لاستمالة أصواتهم.

ومع تزايد النقاش حول القضايا المتعلقة بقوانين الزراعة والحريات الدينية وحقوق الملكية، يقول أميش إن هناك فعلا بعض من أفراد الأميش من يصوتون "لكنهم ليسوا كثر". فرغم أنهم يتمسكون بتقاليدهم ويرون أن العزلة تحافظ على نقاء إيمانهم، إلا أن بعضهم بدأ يتجه، ولو بحذر، إلى تقليص المسافة التي يضعونها بينهم وبين السياسة، وإلى اتخاذ مواقف تعبر عن قناعاتهم الشخصية بهدف حماية أسلوب عيشهم الفريد.

المصدر: موقع الحرة

مقالات مشابهة

  • اجتماع موسع بسرت لوضع آلية لتحسين رغيف الخبز
  • مريض السكري.. توقيت الوجبات أهم من نوعيتها
  • رحلة الإيمان والتحرر.. من عزلة الأميش إلى صوت برئاسيات أميركا
  • وصفة خليجية.. طريقة عمل الدجاج المشوي مع الخضار والأرز البسمتي
  • مقاومة الإنسولين..من هي الفئة الأكثر عرضة للإصابة بها؟
  • مختصون يحذّرون من مخاطر سوء استعمال العدسات اللاصقة
  • قبل بيعها بالسوق السوداء.. ضبط 7 أطنان دقيق مدعم خلال 24 ساعة
  • التلاعب بأسعار الخبز الحر.. ضبط 35 طن دقيق مدعم بحملة تموينية
  • العلماء يحذرون هذه الأطعمة تشكل خطر على مرضى السكري.. ماهي؟
  • الآثار: لم يتم استعمال مواد ملونة أو ملمعة لـ"أسود قصر النيل"