خاص| مع بدء احتفالات مولد الحسين.. عالم أزهري يرد على مهاجمي التصوف
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
التصوف.. بدأت الطرق الصوفية احتفالاتها بمولد الإمام الحسين، والتي تقام كل عام بمناسبة ذكرى قدوم الرأس الشريفة واستقرارها في مصر، حيث تشارك في الفعاليات 80 طريقة صوفية، وتستمر الاحتفالات حتى الليلة الختامية، يوم الثلاثاء القادم 29 أكتوبر الجاري.
ومن المقرر تنظيم مجالس علمية وحلقات ذكر، يشارك بها ما يقرب من 100 ألف مريد في هذه الفعاليات التي تشهدها مصر مرة واحدة كل عام.
وتشهد محافظة القاهرة، خلال هذه الأيام، أكبر تجمع لمريدي الطرق الصوفية ومحبي آل البيت، في ساحة مسجد الإمام الحسين، بحي الجمالية، لنصب الخدمات حول المسجد وفى الشوارع الجانبية.
مسجد الحسينوأُثير في الأيام الماضية الجدل حول التصوف، حيث ترى الجماعات السلفية أنهم فئة من الفئات الضالة عن الإسلام الصحيح، إذ يعتقدون أن التصوف وليد التشيع، وبداية أمر حركة التصوف الفرس، الذين يمثلون عصب التشيع ودمه الفوار، وكبار المتصوفة والمنظرين له فرس.
وما يدور حول التصوف وما أثير على الساحة مؤخرا، يجعلنا بحاجة إلى البيان وليس التبرير أو التهجم.
ما هي الصوفية؟قال الدكتور عاطف الأكرت، أستاذ النقد والبلاغة بجامعة الأزهر، إن الصوفية هي محاولة التعرف على الله، مشيرا إلى أن هؤلاء الناس يكفون غيرهم شرهم، لا يعرفون الأذى، لا يعرفون الكراهية، ولا يعرفون الغدر، محبون مخلصون متقنون في الأعمال، غاية الأماني لديهم التعرف على الله، إذن لا يصدر منهم أذى لغيرهم.
وأوضح عاطف الأكرت في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع» أن التاريخ شهد بوقوع الأذى على الصوفيين، مثل قتل الحسين بن منصور الحلاج، لافتا إلى أن هؤلاء الناس كانت تُؤذى طوال الوقت، لدرجة أنها أبقت على علومها كأنها أسرار وغوامض ورموز، ولا يستطيع أحد أن يعرفها، لأنهم إذا أباحوا بمثل هذه الأشياء تعرضوا للقتل.
الدكتور عاطف الأكرت - أستاذ النقد الأدبي والبلاغةوأضاف أن اختلافنا الآن رحمة عما قبل، مبينا أنه في التاريخ القديم كان هذا الاختلاف يؤدي إلى سفك الدماء، أما الآن نحن نختلف ونتجادل على الجرائد ووسائل التواصل الاجتماعي، إنما لا نصل إلى التاريخ وما حدث فيه من مآسي بسبب هذه الاختلافات.
التصوف طريق مبنى على مقاماتوتابع أستاذ النقد والبلاغة بجامعة الأزهر، أن التصوف طريق مبنى على درجات أو مقامات كما يسمونه، معقبا: «المتصوف يسلك الطريق ولذلك يُعرف هذه العلم بعلم السلوك، حتى يصل إلى غاية، غايته في هذا الطريق هو الله، يبدأ يأخذ الطريق هذا، ويواجه فيه جهد من رياضة بدنية وروحية وأذكار وأوراد وعبادات وصلاة وصيام وخلوة».
الصوفية صفات المتصوفوأكد «الأكرت» أن المتصوف رجل تقي مخلص متوكل على الله، راضي بالقضاء صابر محتسب، محب للناس ولغيره، ولا يكره ولا يؤذي، مستطردا: «انظر إلى هذه الصفات إذا ترسخت في مجتمع، التصوف عالم مثال صعب تطبيقه، صعب الناس تصل لدرجة من الشفافية الروحية ولا يكره أحد غيره».
وواصل: «المتصوف لا يكره، لا يعادي ولا يحقد على أحد، المتصوف الحقيقي لا يعرف الكراهية، هذا رجل صفى عن الدنيا وخلص نفسه من الأقدار والموبقات والأوزار، رجل مُصفى»، متسائلا: «هذا الصوفي لو كان المجتمع بهذه الأمثلة من الناس كيف سيكون؟، لا شك سيكون مجتمع متقدم خاصة أن المتصوف لا يؤذي الغير ولا يكره ولا يعادي الغير».
واختتم الدكتور عاطف الأكرت حديثه، قائلا: «هل شاهدنا متصوفا ذهب لهدم كنيسة أو قتل مسيحي أو يهودي أو كافر أو ملحد؟، هؤلاء الناس يربوا على الصفاء والأخلاق والحب والكرم والعبادات، هذا التصوف الحقيقي، إذا كان له تأثير في المجتمع سيدفعه إلى مراقي التقدم والعلا».
اقرأ أيضاًوزير الأوقاف: هناك قضايا فكرية كثيرة يجب التصدي لها.. والتصوف خط الدفاع الأول لمواجهة الإرهاب
بعد أزمة صلاح التيجاني.. عالم أزهري: التصوف تربية أخلاقية وليس لباسًا سطحيًا
آخرهم صلاح التيجاني.. أول تعليق من علي جمعة على مدعي التصوف
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التصوف التصوف الاسلامي التصوف الحقيقي التصوف الصحيح التصوف في الاسلام الطرق الصوفية حقيقة التصوف ما هو التصوف
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف: أنصح كل عالم أزهري بالاجتهاد في العلم لخدمة الدين والوطن
شارك الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، اليوم، في مناقشة رسالة الماجستير المقدمة من الباحث أحمد زغلول نجاتي محمد، بعنوان: "الأحاديث والآثار الواردة في كتاب أسد الغابة لابن الأثير الجزري المتوفي سنة 630 هجريا من أول ترجمة (عبدالله بن مسعود) رضي الله عنه ترجمة رقم (3182) إلى آخر ترجمة (عروة بن مرة) رضي الله عنه ترجمة رقم (3657)- دراسة وتحقيق"، في الحديث وعلومه من كلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق جامعة الأزهر.
لجنة المناقشة والحكموتكونت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من أصحاب الدكتور محمد محمود أحمد هاشم أستاذ الحديث وعلومه المتفرغ بكلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق وأمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب مشرفا أساسيا، والدكتور هشام إبراهيم فرج أستاذ الحديث وعلومه المتفرغ بكلية أصول الدين بالقاهرة مناقشا خارجيا.
وفي بداية المناقشة، وجه وزير الأوقاف، الشكر إلى الدكتور محمد محمود أبوهاشم أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان ونائب رئيس جامعة الأزهر سابقًا وعضو مجمع البحوث الإسلامية، كما أعرب عن شكره للدكتور رمضان الصاوي نائب رئيس جامعة الأزهر في الوجه البحري.
وتوجه بالشكر إلى الدكتور حسين محمد إبراهيم بدوية عميد الكلية على حفاوته وكرمه وترحابه، كما رحب بالدكتور وجيه زكريا عمران وكيل الكلية، موجهًا التحية للدكتور هشام إبراهيم فرج أستاذ الحديث وعلومه، ولكل الحضور.
رسالة من وزير الأوقاف إلى الباحثينووجه وزير الأوقاف نصيحة للباحث ولكل الباحثين ولكل عالم أزهري، قائلاً: "عليكم بالاجتهاد في العلم بكل ما في وسعكم لخدمة دينكم ووطنكم على أرقى وجه يليق بورثة الأنبياء، اعتنوا جداً بدراسة اللغة العربية وعلومها، فالعالم الأزهري يجب يكون متبحراً في علوم اللغة، وأن يكون لغويًا، فالنحو والصرف والبلاغة وفقه اللغة هي الصلب والمرجع لكل عالم أزهري، وكل العلوم من حديث وتفسير وعلم الأصول وعلم الكلام وغيرها تأتي بعد اللغة".
وانتهت لجنة المناقشة والحكم إلى منح الباحث أحمد زغلول نجاتي محمد درجة التخصص الماجستير في أصول الدين بالحديث الشريف وعلومه بتقدير ممتاز، وفي ختام المناقشة، أهدى الدكتور حسين محمد إبراهيم بدوية، عميد كلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق درع كلية أصول الدين والدعوة للدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف تقديرًا لجهوده العلمية والدعوية.