منظمة بلا أنياب: الأمم المتحدة تخذل الشعوب في مناطق النزاع
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
24 أكتوبر، 2024
بغداد/المسلة: عندما تأسست الأمم المتحدة عام 1945، كان العالم يأمل أن تسهم هذه المنظمة في تعزيز العدالة والسلام الدولي. ومع ذلك، ما يشهده العالم اليوم من عجز في فرض الإرادة الأممية على الدول المعتدية هز ثقة الشعوب بمؤسساتها، خاصة مجلس الأمن الدولي الذي بدا في العديد من المواقف وكأنه خاضع لإرادة ثلاثيّ الفيتو الغربي – الولايات المتحدة، فرنسا، والمملكة المتحدة.
والشرق الأوسط يعد مثالاً بارزاً لفشل الأمم المتحدة في تحقيق السلام. في سوريا، على سبيل المثال، استمر الصراع لسنوات طويلة مع تجاهل للقرارات الأممية وتدهور حقوق الإنسان. رغم تعيين عدة مبعوثين أمميين للنزاع السوري، منهم كوفي عنان وستافان دي ميستورا، إلا أن أدوارهم كانت غالبًا غير فعّالة، واقتصرت على محادثات غير مجدية وسفرات دولية دون حلول ملموسة.
ويقول مراقبون إن المبعوثين الأمميين لم يكونوا أكثر من “سياح دبلوماسيين” يتنقلون بين العواصم من دون نتائج حقيقية.
في اليمن، حيث الحرب الأهلية مستمرة، استمرت جهود الأمم المتحدة في الفشل في وقف القتال. رغم اتفاق ستوكهولم في عام 2018، الذي كان يُفترض أن ينهي النزاع، إلا أن الصراع ما زال مشتعلاً، مع تفاقم الأزمة الإنسانية. ويشير النقاد إلى أن القرار الأممي بات عاجزًا أمام المصالح المتضاربة للدول الكبرى.
وفي إلكثير من الحالات، فشلت الأمم المتحدة في تطبيق قرارٍ سابقٍ بفرض حظر على تصدير الأسلحة إلى الأطراف المتحاربة. نتيجة لذلك، استمرت الدول الكبرى في تزويد الأطراف المتنازعة بالسلاح، مما أدى إلى تفاقم الصراع.
وفي سيناريو آخر، في مناطق الشرق الاوسط، أرسلت الأمم المتحدة عدة مبعوثين من اجل احلال السلام. ورغم المفاوضات تنهاؤ المحادثات بشكل كامل في كل مرة بسبب التدخلات الخارجية والضغوط السياسية من دول الفيتو.
والسكان المحليون في مناطق النزاع، فقدوا الثقة، ورأوا في الأمم المتحدة جهة غير قادرة على وقف التدخلات الدولية التي تزيد من تعقيد الأزمة.
وفي السنوات الأخيرة، صعّدت دول البريكس (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا) من دعواتها للإصلاح الشامل لمجلس الأمن الدولي. خلال اجتماعهم الأخير، أعرب زعماء البريكس عن دعمهم لرغبة دول إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية في لعب دور أكبر في صنع القرارات الأممية.
هذه الدول ترى أن الهيمنة الغربية على القرارات الدولية، عبر الفيتو، لم تعد تعكس توازن القوى العالمي، وأن إعادة هيكلة الأمم المتحدة أصبح ضرورة ملحة لتحقيق العدالة الدولية.
وأعرب عمار الحكيم، رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية في العراق، عن قلقه من تآكل دور الأمم المتحدة، داعيًا المنظمة إلى استعادة مكانتها في الساحة الدولية. وصرح: “على الأمم المتحدة ومجلس الأمن استعادة دورهما في إيقاف انتهاكات إسرائيل وفرض احترام القرارات الدولية. لا يمكن للعالم أن يستمر في غض الطرف عن الجرائم التي تحدث ضد المدنيين في فلسطين”.
من جانبه، يرى المحلل السياسي جمال الشمري أن “الخلل في ميزان القوى العسكرية في العديد من النزاعات حول العالم يسائل دور مجلس الأمن الدولي في حماية المدنيين”. ويضيف: “اليوم، نرى دولًا معتدية تمارس الإرهاب بغطاء من حلفائها الدائمين في مجلس الأمن. الأطفال، النساء، والأطباء يتم استهدافهم بشكل مباشر دون أي رد فعل فعال من المنظمة الأممية”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی
إقرأ أيضاً:
الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية: أزمة البحر الأحمر لا يمكن السيطرة عليها
يمن مونيتور/ خاص:
قال الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية أرسينيو دومينغيز، يوم الخميس، إن المنظمة تواصل التواصل مع كافة الدول فيما يتعلق بأي أزمة في جميع أنحاء العالم، رغم أنه قال إن قضية البحر الأحمر “جيوسياسية” لا يمكن السيطرة عليها.
وقال دومينغيز في مؤتمر صحفي في مؤتمر الشحن الأخضر 2025: “… الجغرافيا السياسية، لا يمكننا السيطرة عليها. والبحر الأحمر هو جغرافيا سياسية. نحن نتأثر بها. ما نقوم به هو التعامل مع جميع الجهات الفاعلة الضرورية من أجل ضمان سلامة وأمن الأشخاص على متن السفن والسفن أولاً”.
وقال إن منظمته تسهل المحادثات بين اللاعبين الرئيسيين، إما بشكل مباشر في المنظمة البحرية الدولية أو مع وكالات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأضاف دومينغيز “وأنا أواصل التواصل مع جميع البلدان في المنظمة البحرية الدولية فيما يتعلق بأزمة البحر الأحمر وأي أزمة في جميع أنحاء العالم”.
وأكد أن الدول يمكن أن تلعب دورا (في حل مثل هذه القضايا)، وقال: “لقد سألت الهند والعديد من الدول الأخرى عما إذا كان لديكم اتصالات لأن العالم يدور حول الاتصالات، إذا كان بإمكانكم التواصل مع بعض الدول، فأرسلوا رسالة”.
وتابع: “إن ما يتعلق بالقرصنة والسطو ليس بالأمر الجديد. لقد حققنا تحسناً كبيراً مقارنة بما كنا عليه قبل أكثر من عشر سنوات فيما يتصل بالقرصنة قبالة سواحل الصومال. ونحن ندعم بشكل خاص تنفيذ المشاريع في المناطق الأكثر عرضة للقرصنة في مختلف أنحاء العالم، وتعزيز حوكمة الدول الأعضاء”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق اخترنا لكمضرب مبرح او لا اسمه عنف و في اوقات تقولون يعني الاضراب سئمنا...
ذهب غالي جدا...
نعم يؤثر...
ان لله وان اليه راجعون...
اخي عمره ٢٠ عاما كان بنفس اليوم الذي تم فيه المنشور ومختي من...